يتم التحميل...

الإمام الخامنئي دام ظله يصدر حكماً للدورة الجديدة من المجلس الأعلى للثورة الثقافية

2014

على أعتاب الدورة الجديدة من المجلس الأعلى للثورة الثقافية أصدر آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية حكماً أكد فيه على الإدارة الاستراتيجية للتحديات في المجال الثقافي بـ "الاستخدام الأمثل والكفوء والمتعاضد لكل الفرص والإمكانيات"،

عدد الزوار: 143

الإمام الخامنئي يصدر حكماً للدورة الجديدة من المجلس الأعلى للثورة الثقافية_18/10/2014

على أعتاب الدورة الجديدة من المجلس الأعلى للثورة الثقافية أصدر آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية حكماً أكد فيه على الإدارة الاستراتيجية للتحديات في المجال الثقافي بـ "الاستخدام الأمثل والكفوء والمتعاضد لكل الفرص والإمكانيات"، و"إحباط التهديدات والآفات بنظرة حكيمة ومعقولة"، و"المواجهة الواعية لحملات المهاجمين والعدوانيين"، باعتبارها الواجب الأصلي للمجلس الأعلى للثورة الثقافية.

كما حدّد سماحته سبع أولويات عمل للمجلس الأعلى للثورة الثقافية منها متابعة القرارات السابقة وتنفيذها السريع، والتعامل الفاعل والإبداعي مع جبهات أنصار الثقافة الثورية والإسلامية ومعارضيها، والمتابعة الجادة لتقدم وسرعة الحركة العلمية والتقنية، والتحول والتجديد في النظام التعليمي والعلمي للبلاد، وخصوصاً التحول في العلوم الإنسانية. هذا وأضاف سماحته في هذا الحكم ثلاثة أعضاء جدد لتركيبة الأعضاء السابقين في المجلس الأعلى للثورة الثقافية.

فيما يلي الترجمة العربية لنص حكم قائد الثورة الإسلامية:

بسم الله الرحمن الرحيم

إن فلسفة وجود المجلس الأعلى للثورة الثقافية هي فهم الماهية الثقافية للثورة الإسلامية وتبيينها وتثبيتها وتكريسها، وإعادة التشكيل المستديم والمتجدد للجبهة الثقافية للثورة الإسلامية، ورصد وتمتين حالات التقدم الثقافي في البلاد بما يتناسب والإمكانيات والقدرات الهائلة لإيران الإسلامية الثورية.

إن الإدارة الاستراتيجية للتحديات في هذه الساحة عبر "الاستفادة المثلى والكاملة والكفوءة والمتزايدة من كل الفرص والإمكانيات"، وكذلك "إحباط التهديدات والآفات بنظرة حكيمة ومعقولة"، و"المواجهة الذكية لحملات المهاجمين والعدوانيين"، من جملة الواجبات الرئيسية لهذا المجلس. إن المجالات الأساسية والمفتاحية من قبيل: إنتاج العلم، ونمط الحياة، والتعليم والبحث العلمي، والثقافة العامة، والهندسة الثقافية، تمثل مفاصل مهمة أوكل تنظيمها في الجمهورية الإسلامية إلى المجلس الأعلى للثورة الثقافية.

إن التزام المجلس الأعلى للثورة الثقافية باسمه وعنوانه هو شرط لنجاحه في مهمّاته الخطيرة الملقاة على عاتقه.

بالنظر لانتهاء دورة أخرى من مسؤولية المجلس الأعلى للثورة الثقافية، وعلى أعتاب دورة جديدة، يتم تنصيب الأعضاء الحقوقيين والحقيقيين لهذا المجلس كما في الدورة الماضية مع إضافة مساعد رئيس الجمهورية لشؤون البرمجة والإشراف الاستراتيجي، ومساعدة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والأسرة، ورئيس مكتب الإعلام الإسلامي، إلى الأعضاء الحقوقيين للمجلس لدورة جديدة تستمر ثلاث سنوات.

أرى من الواجب تقديم الشكر والتقدير للجهود والمساعي الدؤوبة والمثمرة لرئيس وأعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية المحترمين وأمينه العام المحترم وأمانته العامة خلال هذه الدورة، وأعلن عن النقاط التالية كأولويات عمل للمجلس في دورته الجديدة:

1- على الرغم من الجهود الجيدة للمجلس في متابعة الأولويات التي تم تبليغها في الأعوام الماضية، فإن الأولوية الأصلية للمجلس اليوم هي تحقيق القرارات وتنفيذها السريع والكامل ومتابعتها حتى تحقيق النتيجة الكاملة.

2- بالنظر للاصطفافات الجدية بين أنصار الثقافة الثورية والإسلامية ومعارضيها المعاندين المتحفزين، يجب على المجلس الأعلى للثورة الثقافية ومن خلال تعامله الفعال والإبداعي مع هذه الاصطفافات الثقافية الواضحة، بث الأمل والثقة والتشجيع في قلوب محبّي الثقافة الدينية والثورية في داخل البلاد وخارجها، وفرض القلق واليأس على المعادين.

3- بالنظر لحالات الرشد والنمو الملحوظة والتدفق الكبير للأنشطة الثقافية على مستوى الشعب، وخصوصاً بين الشباب المتدين الثوري، على الأجهزة الثقافية للنظام وعلى رأسها المجلس الأعلى للثورة الثقافية أن ترى لنفسها دور الحلقات المكملة والميسّرة والملهمة للأنشطة الشعبية التلقائية والشاملة على الصعيد الثقافي، وأن تقوم برفع الموانع والعقبات من طريقها.

4- إن رفع المستوى الكمّي والنوعي لاستهلاك وإنتاج المنتجات الثقافية لن يكون ممكنا دون وضع سياسات صحيحة وخطوات متتابعة ومستمرة واستدعاء كل الإمكانيات الوطنية واسثمارها في هذا المضمار. إن إعادة هندسة بنية الأعمال والإدارات الثقافية على أساس هذا التوجه هو من لوازم النجاح في هذا المواجهة الثقافية التاريخية. على المجلس الأعلى للثورة الثقافية أن يتمكن من إعادة تشكيل ومضاعفة كل الإمكانيات الصلبة والبرمجية والطاقات الإنسانية في المجال الثقافي بما يتناسب والظروف المذكورة.

5- المتابعة الجادة للتقدم والسرعة في المسيرة العلمية والتقنية للبلاد من الأولويات الأساسية في البلاد، والتي للمجلس الأعلى للثورة الثقافية دوره البارز فيها. والحمد لله لقد اكتسب مضمار العلم والتقنية في البلاد خارطة طريقه،من خلال المصادقة على الخارطة العلمية الشاملة للبلاد وتبليغها، تشكلت اللجنة الإستراتيجية للخارطة العلمية الشاملة، وانطلقت الحركة في هذا المسار وإلى الآن كان لها آثار ونتائج جيدة، ومن الضروري متابعة هذه الحركة بمزيد من الجدّ والاهتمام، خصوصاً من قبل المسؤولين في السلطات الثلاث، وخصوصاً في الحكومة المحترمة. إن سرعة النمو العلمي للبلاد يجب أن لا تقل حتى بمقدار قليل بأية ذريعة من الذرائع، بل ينبغي أن تزداد يوماً بعد آخر، وعلى المجلس الأعلى للثورة الثقافية أن يمارس دوره في الإشراف عليها ورصدها وتوجيهها بنحو جدّي وفعّال.

6- إن الهندسة الثقافية وموضوع التحول والتجديد في النظام التعليمي والعلمي للبلاد، سواء في التعليم العالي أو التربية والتعليم، وكذلك التحول في العلوم الإنسانية، والذي جرى التأكيد عليه في الدورات السابقة، لم تصل بعد إلى نتائجها المنشودة. وإن التأخر التأجيل لهذه الأمور سيسبب خسارة كبيرة للثورة الإسلامية، لذلك ينبغي النظر لهذه الأمور بمزيد من الجدّ، وأن تصل لنتائجها عبر إعادة نظر وبرمجة جديدة في غضون فترة زمنية معقولة وممكنة.

7- من الضروري التأكيد على عقد اجتماعات المجلس الأعلى للثورة الثقافية بشكل منظم وفي المواعيد المقررة، وكذلك الحضور الفاعل والبناء والمترافق مع البحث المتخصص للأعضاء، وخصوصاً رؤساء السلطات المحترمين في الاجتماعات والنقاشات، وتخصيص ما يلزم من وقت وهمّة لذلك من قبل كل الأعضاء، وخاصة الأعضاء الحقيقيين.

أسأل الله تعالى التوفيق لكل السادة.
السيد علي الخامنئي

2014-10-29