يتم التحميل...

الذُّنوب وآثارها الدُّنيويَّة

الأخلاق والثقافة الإسلامية

ترك المأمور به من الله، وفعل المنهي عنه، وبعبارة أخرى: أن يراك الله حيث نهاك، وأن يفتقدك حيث أمرك.والمأمور به من قبل الله، ـ عزّ وجلّ, إمّا أن يكون واجباً أو مستحباً، والمنهي عنه من قبله، ـ أيضاً, إمّا أن يكون محرّماً أو مكروهاً، والمراد منهما في مقام الذّنب، هو ترك الواجب وفعل المحرم.

عدد الزوار: 107

معنى الذُّنوب

1- الذَّنب لغة: الإثم والجرم والمعصية.

2- اصطلاحاً: ترك المأمور به من الله، وفعل المنهي عنه، وبعبارة أخرى: أن يراك الله حيث نهاك، وأن يفتقدك حيث أمرك.

والمأمور به من قبل الله، ـ عزّ وجلّ, إمّا أن يكون واجباً أو مستحباً، والمنهي عنه من قبله، ـ أيضاً, إمّا أن يكون محرّماً أو مكروهاً، والمراد منهما في مقام الذّنب، هو ترك الواجب وفعل المحرم.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ المعصومين مخلصون من قبل الله عزّ وجلّ، وقد حصَّنهم بملكة نفسانيّة قويّة تمنعهم باختيارهم من ارتكاب المعصية، بل والتّفكير بها أيضاً, لعلمهم بقبحها ومدى خطورتها وتأثيرها.

ومع أنّ الشّيطان أظهر عزمه على غواية النّاس وإضلالهم جميعاً، حيث أقسم مخاطباً ربّ العزّة بقوله: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ1، إلّا أنّه أردف قائلاً ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ2، وقد أخبرنا القرآن الكريم أنّ الله تعالى، يؤيّد بنصره ويسدّد بلطفه من اتّقى باجتناب المحرّمات وأحسن بفعل الطاعات، فلا يكون للشيطان سبيل على من آمن بالله عقيدة والتزم بشريعته عملاً، فقال عزّ من قائل: ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ3، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ4.

أقسام الذُّنوب وأنواعها

دلّ القرآن الكريم والرّوايات الشّريفة وفتاوى الفقهاء على أنّ الذُّنوب نوعان هما: الكبائر والصّغائر. ويدلّ على صحّة هذا التقّسيم الآيات الشّريفة التّالية: قوله تعالى ﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ5.

يستفاد من الآية أنّ الكبائر يقابلها ما هو أدنى منها رتبة، أي: الصّغائر، فالمعاصي المنهي عنها هي صغائر وكبائر، وأنّ السِّيئات في الآية المتقدِّمة هي الصّغائر لمناسبة المقابلة بينها وبين الكبائر وكبر المعصية إنّما يتحقَّق بأهميّة النهي عنها إذا قيس إلى النهي المتعلِّق بغيرها، ولا يخلو قوله تعالى،: ﴿مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ من دلالة على ذلك، والدّليل على أهميّة النَّهي هو تشديد الخطاب بإصرار فيه أو تهديد بعذاب من النّار ونحو ذلك.

وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ...6. و"اللَّمَمَ" وهو عبارة عن الصّغائر أو نوع خاصّ فيها.

روي عن الإمام الصَّادق عليه السلام: (في تفسير الآية) قال: "الفواحش الزّنا والسّرقة، واللَّمم: الرّجل يلم بالذّنب فيستغفر الله منه. قلت: بين الضلال والكفر منزلة؟ فقال: ما أكثر عرى الإيمان"7.

فاللِّمَم هو، يلم به العبد من ذنوب صغار بجهالة ثمّ يندم ويستغفر ويتوب فيغفر له.

وقوله تعالى ﴿...وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدً8.

ومن مجموع هذه الآيات يظهر لنا أن الذُّنوب في الإسلام على نوعين: صغيرة وكبيرة، مع أنّ كلّ ذنب مخالف للأوامر الإلهيّة يعتبر كبيراً وثقيلاً، إلّا أنّ ذلك لا ينافي كون بعض الذُّنوب من حيث آثارها الوخيمة أكبر من البعض الآخر، وبالتّالي تقسيمها إلى كبيرة وصغيرة. ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: "الذُّنوب كلُّها شديدة، وأشدّها ما ينبت عليه اللّحم والدّم, لأنّه إمّا مرحوم وإمّا معذب، والجنة لا يدخلها إلّا طيب"9.

آثار الذُّنوب

إنّ من يلاحظ القرآن الكريم والرّوايات الشّريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام يجد بوضوح آثاراً مهلكةً وخطيرةً للذُّنوب والمعاصي، في العوالم الثّلاثة: عالم الدّنيا، وعالم البرزخ، وعالم الآخرة.

وقبل الإشارة إلى بعضها لا بدّ من التّذكير بأنّ الذّنب بمثابة السُّم القاتل، والخطير في هذا المجال هو عدم ارتباط التّأثير السّلبيّ للذّنب بالعلم أوالجهل، فمن يرتكب الذّنب سوف يترتب عليه الأثر الوضعيّ والتّكوينيّ، ويؤثِّر ذلك على قلبه وجسمه وماله وولده وغير ذلك، حتّى لو كان جاهلاً بأثر الذّنب، تماماً كمن يجهل بأثر السُّم، وهذا ما يدعونا للابتعاد عن المعصية والحذر من آثارها.

الآثار الدُّنيويـَّة

إنّ عالم الدّنيا هو عالم الابتلاء والتّكليف لعباد الله، والّذي يعدُّ أحد أهداف خلق الإنسان: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ10، وقد وعدنا الله وتوعدنا، بأن لكلٍّ من الطّاعة والمعصية آثاره الخاصّة في الدُّنيا. فللطاعة آثارها وبركاتها العظيمة، الّتي تبعث الأمل في نفوس المؤمنين، وترغبهم في العمل الصّالح والإكثار منه، وفي مقابل ذلك فإنّ للمعصية والذُّنوب آثارها المهلكة أيضاً في الدُّنيا، لعل المطَّلع عليها يحذر منها ويخاف من تبعاتها، فيحجم عنها ولا يقدم عليها. فيما يلي نذكر نبذة من هذه الآثار:

غضب الله
وهو من الآثار المهلكة في الدّنيا والآخرة. والغضب هنا بمعنى عقاب الله وعذابه, كما ورد في الرِّواية عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه سأله عمرو بن عبيد فقال له: جُعِلتُ فداك قول الله،ـ تبارك وتعالى, ﴿وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى11 ما ذلك الغضب؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: "هو العقاب. يا عمرو إنّه من زعم أنّ الله قد زال من شي‏ء، إلى شي‏ء فقد وصفه صفة مخلوق وإنّ الله تعالى لا يستفِزُّه شي‏ء فيُغيِّره"12.

الفساد في الأرض
قال الله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ13. من آثار الذُّنوب والمعاصي أنّها تحدث في الأرض أنواعاً من الفساد، في الماء والهواء والزَّرع والثمار وغير ذلك... والآية الكريمة تدعو للإتِّعاظ بما حلّ بالأمم السّابقة من المصائب الّتي ما كانت إلّا بما كسبت أيديهم، من الفساد والذُّنوب والآثام، أي: بأعمالهم فيوشك أن يحلّ بالمخاطبين مثل ما حل بهم بسبب ما كسبت أيديهم مثلما كسبت أيدي أولئك.

روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "ما من سنة أقل مطراً من سنة، ولكن الله يضعه حيث يشاء، إنّ الله، ـ عزّ وجلّ, إذا عمل قوم بالمعاصي، صرف عنهم ما كان قدّر لهم من المطر في تلك السّنة إلى غيرهم، وإلى الفيافي والبحار والجبال، وإنّ الله ليعذب الجُعَلَ14 في جحرها بحبس المطر عن الأرض الّتي هي بمحلها بخطايا من بحضرتها وقد جعل الله لها السّبيل في مسلك سوى محلَّة أهل المعاصي. قال: ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام: فاعتبروا يا أولي الأبصار"15.

العذاب الإلهي
قال تعالى: ﴿قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ16، هذه الآية وغيرها أيضاً تشير بشكل واضح إلى وجود نوع من الارتباط الوثيق بين الأعمال والذُّنوب الّتي يقترفها الإنسان وبين المصائب والبلاءات الّتي تصيبه بسبب تلك الأعمال، ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ17. فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أنواعاً متعدِّدة من العذاب نزلت على الأقوام السّابقة والقرى جراء تماديهم في الذُّنوب والمعاصي مما جعلهم يستحقُّون ألوان العذاب، ﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرً18.

حبط الأعمال في الدُّنيا
من الآثار السّلبيّة والخطيرة للذُّنوب أنّها تحبط الأعمال في الدُّنيا. والحبط هو سقوط ثواب العمل الصَّالح بالمعصية المتأخِّرة. قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ19.

قسوة القلب
والمراد بالقلب ذلك الجوهر الّذي تتقوُّم به إنسانيّة الإنسان، وقد أودعه الله فينا مفطوراً على التّوحيد والعبوديّة والطّاعة، طاهراً، سليماً، شفافاً ليس فيه أيُّ نقصٍ وفسادٍ، لكن بارتكاب المعاصي والذُّنوب والابتعاد عن الله يقسو شيئاً فشيئاً، حتّى يصبح أشدّ قسوة من الحجارة: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً20، فيتحوَّل إلى قلب أسود لا يفلح بعدها أبداً. ففي الخبر عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ما من عبدٍ إلّا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنباً خرج في النُّكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السَّواد، وإن تمادى في الذُّنوب زاد ذلك السَّواد حتَّى يغطِّي البياض، فإذا غطَّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خيرٍ أبداً، وهو قول الله,ـ عزّ وجلّ,: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ21، "وما من شيء أفسد للقلب من الخطيئة"22، و"ما قست القلوب إلّا لكثرة الذُّنوب"23 كما ورد في الأخبار عن المعصومين عليهم السلام.

الحرمان من الرِّزق
قد يكون الرِّزق معنوياً كالتَّسديد والحفظ والتَّأييد والشَّهادة في سبيل الله. وقد يكون ماديّاً، ـ كما هو المتبادر عند عامّة النّاس, كالمال والطّعام وغير ذلك.

في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الرَّجل ليحرم الرِّزق بالذَّنب يصيبه"24.

وورد في الحديث أيضاً عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "إنّ العبد ليذنب الذَّنب فيزوي عنه الرِّزق"25.

والظَّاهر أنّه حرمان الزِّيادة في الرِّزق, لأنّ بعض الرِّزق مضمونٌ من قبل الله لكلِّ مخلوق حيٍّ حتّى الَّفساق والكفرة والعصاة: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَ26، لا حرمان أصل الرِّزق لهؤلاء, لأنّه يعني قطع أصل الحياة وقبض أرواحهم.

وقد يكون الحرمان في رفع البركة من أرزاقهم وأموالهم وطعامهم, كما ورد في رواية عن السَّيِّدة الزَّهراء عليها السلام في تبعات وآثار ترك الصَّلاة منقولة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، مما قالته عليه السلام: "...فأمّا اللّواتي تصيبه في دار الدُّنيا فالأولى يرفع الله البركة من عمره ويرفع الله البركة من رزقه..."27.

نقصان العمر
إنّ رأسمال الحياة الدُّنيا عند أهلها هو العمر الطّويل والرِّزق الوفير, لذا نرى أنّ غايتهم في هذا الزَّمان هو المحافظة على أبدانهم وصحَّتهم ومأكلهم ومشربهم، وإنّ الذُّنوب بشكل عامّ ممحقة لبركة العمر، وبركة الرِّزق، والقرآن الكريم يخبرنا عن هلاك الأمم السّابقة، الّذين ظلموا أنفسهم وعصوا الله، وطغوا في الأرض وقتلوا أنبياء الله: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ28.

وقد تحدّثت بعض الرّوايات عمّا يوجب زيادة العمر والرِّزق ونقصانها وعدم البركة فيها كالبر للوالدين وعقوقهما، وصلة الرَّحم وقطيعتها. روي عن الإمام الصَّادق عليه السلام أنّه قال: "من يموت بالذُّنوب أكثر ممَّن يموت بالآجال، ومن يعش بالإحسان أكثر ممن يعيش بالأعمار"29.

وفي رواية أخرى عن الإمام الصَّادق عليه السلام قال: "مَن يموت بالذُّنوب أكثر ممن يموت بالآجال"30.

زوال النعم وحلول النقم
يقول الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ31.

وعن الإمام الصَّادق عليه السلام قال: "ما أنعم الله على عبد نعمةً فسلبها إيّاه حتَّى يذنب ذنباً يستحقُّ بذلك السَّلب"32.

المرض
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "أما إنَّه ليس من عرقٍ يضرب ولا نكبةٍ ولا صداعٍ ولا مرضٍ إلَّا بذنبٍ، وذلك قول الله،ـ عزّ وجلّ, في كتابه: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ33 قال: ثمّ قال عليه السلام: وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به"34.

نسيان العلم
وهو آفة كبرى تعيد الإنسان إلى الجهل والغفلة، بعد أن كان عالماً ذاكراً، وما ذلك إلّا لذنب ارتكبه، فقد روي عن النَّبيِّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "اتَّقوا الذُّنوب, فإنَّها ممحقة للخيرات، إنّ العبد ليذنب الذَّنب فينسى به العلم الَّذي كان قد علمه..."35.

عدم استجابة الدُّعاء
الذَّنب من موانع استجابة الدُّعاء أيضاً, كما ورد في الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب، أو إلى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنباً، فيقول الله،ـ تبارك وتعالى, للملك لا تقضِ حاجته، واحرمه إيّاها, فإنّه تعرَّض لسخطي واستوجب الحرمان منِّي"36.

عدم التّوفيق للعبادة
قد يحرم المذنب من ثواب العبادة وبركاتها، سيما تكفير السَّيِّئات، وتضاف سيِّئته إلى سجل أعماله، فقد روي عن الإمام الصَّادق عليه السلام: "إنّ الرَّجل ليذنب الذَّنب فيحرم صلاة اللّيل، وإنّ العمل السَّيِّئ أسرع في صاحبه من السِّكِّين في اللَّحم"37.

* كتاب منار الهدى، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1- سورة ص، الآية 82.
2- سورة ص، الآية 83.
3- سورة النحل، الآية 128.
4- سورة الحج، الآية 38.
5- سورة النساء، الآية 31
6- سورة النجم، الآية 32.
7- الكافي، ج 2، ص 278.
8- سورة الكهف، الآية 49.
9- الكافي، ج 2، ص 270.
10- سورة الملك، الآية 2.
11- سورة طه، الآية 81.
12- الكافي، ج1، ص110.
13- سورة الروم، الآية 41.
14- الجُعَل، حيوان كالخنفُساء يكثر في الأماكن النديّة (المعجم الموجيز), والجُعَل كصُرَد: دويبة كالخنفُساء أكبر منها شديد السواد في بطنها لون حمرة (مجمع البحرين).
15- الكافي، ج 2، ص 272.
16- سورة آل عمران، الآية 137.
17- سورة الشورى، الآية 30.
18- سورة الطلاق، آية 8.
19- سورة محمد، الآية 28.
20- سورة البقرة، الآية 74.
21- الكافي، ج2، ص273.
22- الشيخ الطوسي، الأمالي، ص438.
23- وسائل الشيعة، ج16، ص45.
24- الشيخ الطوسي، الأمالي، ص 528.
25- الكافي، ج2، ص270.
26- سورة هود، الآية 6.
27- مستدرك الوسائل، ج3، ص24.
28- سورة يونس، الآية 13.
29- مستدرك الوسائل، ج 11، ص 327.
30- بحار الأنوار، ج5، ص 140.
31- سورة الأعراف، الآية 96.
32- الكافي، ج2، ص274.
33- سورة الشورى، الآية 30.
34- الكافي، ج2، ص269.
35- بحار الأنوار،ج 70، ص 377. (تحقيق: البهبوديّ)
36- الكافي، ج2، ص271.
37- م. ن، ص 272.

2014-10-22