يتم التحميل...

أفضل عبادة أمتي انتظار الفرج

الأخلاق والثقافة الإسلامية

روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: "انتظروا الفرجَ ولا تيأسوا من روح الله فإنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ انتظار الفرج".

عدد الزوار: 102

روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: "انتظروا الفرجَ ولا تيأسوا من روح الله فإنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ انتظار الفرج"1.

تمهيد

كثرت الروايات الّتي تتحدَّث عن انتظار الفرج وفضله، كالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل جهاد أُمَّتي انتظار الفرج"2.

فما هو هذا الانتظار الذي يعتبر من أحبِّ الأعمال وأفضل العبادات كما عبَّرت بعض الروايات؟ وكيف يكون؟

مفهوم الانتظار

الانتظار في اللَّغة بمعنى الترقُّب3، والتربُّص4، وهو "حالة نفسانيَّة ينبعث منها التهيّؤ لما تنتظره، وضدّه اليأس، فكلَّما كان الانتظار أشدّ كان التهيّؤ آكد..."5.

وإنَّ معرفة كيفيّة الانتظار أمر مهمّ جدًّا لأنَّنا نتحدَّث عن فترة طويلة استمرّت قروناً حتَّى الآن ومرَّت فيها أجيال وأجيال، ضمن ظروف مختلفة وفرص متفاوتة، ولا يمكن ترك هذه الأجيال بلا تكليف واضح ومحدَّد، فما هو تكليف هذه الأجيال في هذه الفترة؟ وكيف من المفترض أن يكون انتظارها لظهور الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف لتحقّق الفرج على يديه؟

الإنتظار السلبيّ والإيجابيّ

هناك نهجان مختلفان ومتناقضان متصوّران لكيفيّة الانتظار، في زمان الغيبة الكبرى للإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف:

أ- الانتظار السلبيّ: والمقصود منه أن يبقى الإنسان جالساً بدون أيِّ حراك أو فعاليَّة تذكر، وبدون أن يقوم بأيِّ عمل تغييريّ، ويكتفي بمراقبة علامات الظهور، وما تحقّق منها، ليزداد أمله بقرب الظهور، كما لو استشعر تحقّق شيء منها، وهذا يعني أنَّ الوظيفة الأساسيّة للمؤمنين في عصر الغيبة هي أن يعيشوا أمل ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف بدون أن يسعوا لتغيير الواقع الاجتماعيِّ والسياسيِّ.

ب- الانتظار الإيجابيّ: والمقصود منه أن لا يقف الإنسان مكتوف اليدين ساكناً، حتَّى يتحقّق الفرج بظهور الإمام، وإنَّما يقوم بالواجبات الشرعيَّة الملقاة على عاتقه سواء كانت فرديّة أم اجتماعيَّة، أو لها علاقة بالنظام والحكم...

فأيُّهما هو الانتظار الصحيح والمطلوب شرعاً؟

الانتظار العبادة

عند مراجعة الروايات الشريفة، لا شكَّ أنَّنا سنصل إلى نتيجة قطعيَّة تقول: إنَّ المطلوب من الأجيال في عصر الغيبة الكبرى لا يمكن أن يكون مجرَّد السكون والجلوس في البيت، والتخاذل عن الوظائف الشرعيَّة الممكنة، والّتي فيها مصلحة الأمَّة، بل هناك العديد من الأدوار الأساسيَّة الّتي لا بدَّ من تنفيذها، يمكن أن نختصرها فيما يلي:

1- طاعة الله وتنفيذ الأحكام الشرعيّة:
عن الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف...: "ولو أنَّ أشياعنا وفَّقهم الله لطاعته على اجتماع من‏ القلوب في الوفاء بالعهد لَما تأخَّر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجَّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقِّ المعرفة وصدقها منهم بنا"... 6.

فاتِّحاد المؤمنين حول قضية الإمام المهديِّ عجل الله تعالى فرجه الشريف هو سبب مباشر لتعجيل الظهور، وليس المطلوب مجرَّد الاتِّحاد العقائديّ، لأنَّ ذلك حاصل منذ زمن بعيد، وإنَّما المطلوب الاتِّحاد على المستوى العمليِّ. وعندما نتحدَّث عن اتِّحاد، فهذا يعني أنَّهم كالجسد الواحد الّذي له رأس واحد يديره ويقوده، هذا الرأس الّذي عبَّرت عنه مكاتبته عجل الله تعالى فرجه الشريف: "وأمَّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنَّهم حجَّتي عليكم وأنا حجَّة الله"7، وهو الوليُّ الفقيه في عصر الغيبة.

ويكون همُّ المؤمنين تطبيق أحكام الله تعالى والتمسّك بطاعته، كما طلب وأكَّد عليه الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف في ما ورد عنه: "فاتَّقوا الله جلّ جلاله، وظاهرونا على انتياشكم8 من فتنة قد أنافت9 عليكم، يهلك فيها من حمَّ أجله، ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف10 حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا، ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"11،.12

2- توحيد الأُمَّة وقوّتها:
فالإمام الصادق عليه السلام يتحدَّث بشكل واضح أنَّ حفيده المهديّ المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف: "ما يخرج إلّا في أولي قوَّة"13.
والقوَّة لها جانبان، قوَّة ماديَّة تأتي من خلال التجهيز والاستعداد والتدرُّب... وهذا يفترض أنَّ هناك تحرُّكاً قويًّا في هذا الاتجاه قبيل ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، وقوَّة في القلب والإرادة، وهذه تنتج من الثبات أمام الابتلاءات، وهناك رواية تصفهم: "إنَّ قلب رجل منهم أشدّ من زبر الحديد لو مرُّوا بالجبال الحديد لتدكدكت، لا يكفُّون سيوفهم حتى يرضى الله عزَّ وجلَّ"14.

التمهيد للظهور

هناك العديد من الروايات تتحدَّث عن أشخاص ورايات تظهر قبيل ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف وتقوم بتهيئة الأرض له والتمهيد لظهوره، كالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يخرج ناس من المشرق فيوطِّئون للمهديِّ"15. بل إنَّ أمنية كلِّ مؤمن أن يكون في ركب جنود القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف عند ظهوره. وفي الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام: "فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره"16. والمخلصون يعملون على التمهيد لظهوره، وتهيئة الأرض ومواءمة الظروف لتحقيق شرائط الظهور، وتحقيق اليوم الموعود، وفي رواية أنَّه سئل الإمام محمَّد التقيُّ‏ عليه السلام: "لِمَ سُمِّيَ القائم؟ فقال: "لأنَّه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته. فقيل له: وَلِمَ سُمِّيَ المنتظر؟ فقال: لأنَّ له غيبة يكثر أيّامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزىء بذكره الجاحدون، ويكذِّب بها الوقَّاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلّمون"17.

فما هي صفات المخلصين للحجَّة في غيبته الممهِّدين له؟ وما هي صفات أصحابه عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ هذا ما سنلقي الضوء عليه خلال هذا الدرس، إنْ شاء الله تعالى.

1- الإيمان بالغيب:
في الرواية سئل الإمام جعفر بن محمَّد الصادق عليه السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 18 فقال: "المتّقون شيعة عليّ عليه السلام والغيب فهو الحجّة (الغائب) وشاهد ذلك قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ"19. 20

إنَّ وجود الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف أصبح من الغيب نتيجة غيبته، والإيمان به إيمان بالغيب، والإيمان بالغيب هو من صفات المتَّقين، لذلك كان الإيمان بالإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف متيسّراً على المتَّقين.

2- حزب الله:
عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: في حديث طويل عندما سئل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن أوصيائه، فعدَّهم النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن قال: "ومن بعده (أي بعد الحسن العسكريّ) ابنه محمَّد، يدعى بالمهديّ والقائم والحجّة، فيغيب ثمَّ يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبَّته أولئك الذين وصفهم الله في كتابه وقال: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ21، وقال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ22، 23.

3- الصبر على الأذى:
لا شكَّ أنَّ زمن الغيبة زمن ابتلاءات وامتحانات صعبة تحتاج للكثير من الثبات والصبر، وهذا ما أكَّدت عليه الروايات أيضاً، ففي الرواية عن الإمام الحسين عليه السلام: "أما أنَّ الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"24.

4- جهوزيّة أصحاب الحجّة:
وأمَّا بعد ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، فسيكون ظهوره بين أصحاب لهم صفاتهم الخاصّة أيضاً، ومن هذه الصفات الاستعداد والجهوزيّة، ففي الرواية عن الإمام محمَّد الباقر عليه السلام والإمام جعفر الصادق عليه السلام في قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ25 أنّهما قالا: "الأمّة المعدودة هم أصحاب المهديِّ عجل الله تعالى فرجه الشريف في آخر الزمان ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً كعدَّة أهل بدر، يجتمعون في ساعةٍ واحدةٍ كما يجتمع قزع الخريف"26.

فمن الملاحظ في هذه الرواية كيف يجتمع أصحاب الإمام في ساعةٍ واحدةٍ، ما يشير إلى الجهوزيَّة التامَّة الّتي يتمتَّع بها هؤلاء الأشخاص بحيث لم ينشغلوا بتجهيز المقدِّمات وتهيئة الأمور لتلبية النداء، بل كانوا جاهزين وحاضرين تماماً.

5- تمنّي الشهادة:
عن الإمام جعفر بن محمَّد الصادق‏ عليه السلام قال: "يَدْعُوْنَ بالشهادة ويتمنَّوْنَ أنْ يُقتلوا في سبيل الله"27.

6- الارتباط بالله تعالى:
يتميَّز أصحاب الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف بارتباطهم بالله سبحانه وتعالى وعبادتهم له وتهجُّدهم في اللَّيل، وقد ورد في الحديث: "رجال لا ينامون اللَّيل لهم دويٌّ كدوِيِّ النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنَّهار، وهم من خشية الله مشفقون"28.

كيف نعزّز الارتباط الروحي بالإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف؟

إن الارتباط بالإمام الحجّة المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ليس مجرّد ارتباط بفكرة عقيديّة غيبيّة بل بإنسان كامل حيٍّ جسداً وروحاً يعيش بيننا يرانا ونراه يعرفنا ولا نعرفه يسدّدنا ويوجّهنا إلى حيث مصلحتنا ومصلحة الأمّة وهو إمام الإنس والجنّ بل إمام الكون وقوامه، فلولا وجود الإمام لساخت الأرض بأهلها، فهو أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء كما ورد في الأحاديث المأثورة عنهم عليهم السلام وهذا يعني أنّ الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف لو سحب ألطافه ولم يتدخّل في بعض الشؤون، ولم يعمل على رعاية الأُمّة وتسديدها في حركتها ومواقفها فالله وحده يعلم كيف سيصبح حال المجتمع الإسلاميّ وإلى أيّ درجة من الانحطاط والضياع يمكن أن يصل. لهذا علينا أن نحافظ على علاقة وصلة وثيقة بإمام زماننا عجل الله تعالى فرجه الشريف. وهناك الكثير من الأمور الّتي تقوّي أواصر العلاقة بإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ومنها الدعاء، نشير هنا إلى قسمين من الدعاء:
1 - الدعاء لمعرفته والثبات على ولايته، باعتباره حجّة الله تعالى على خلقه.
2 - الدعاء له عليه السلام لحفظه ونصرته.

وفي المجالين أدعية كثيرة نقتصر هنا على ذكر المختصر منها محيلين في غيره إلى المصادر المختصّة.

فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان - زمان الغيبة - فأدم هذا الدعاء: "اللَّهمَّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف رسولك، اللَّهمَّ عرّفني رسولك فإن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك، اللَّهمَّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني"29.

وعن عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا عَلَم يُرى وإمام هدى ولا ينجو إلّا من دعا بدعاء الغريق قلت: كيف دعاء الغريق؟ قال: يقول: "يا الله، يا رحمن يا رحيم، يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك"30.

أ- دعاء العهد:
وينبغي التنبيه على أنّ هذا الدعاء المتقدّم غير دعاء العهد المشهور وإن اشترك معه في أكثر ألفاظه. ولا يتسع المجال هنا لإيراد "دعاء العهد" فنكتفي بالتأكيد على أهميّته حيث ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "من دعا بهذا الدعاء أربعين صباحاً كان من أنصار القائم عليه السلام وإن مات قبل ظهوره أحياه الله تعالى حتّى يجاهد معه ويكتب له بعدد كلّ كلمة ألف حسنة ويمحى عنه ألف سيئة"31.

ب- دعاء الندبة:
وهو مذكور في مختلف كتب الأدعية والمشهور أنه يقرأ كلّ يوم جمعة... وأضاف المحدّث صاحب المستدرك في "تحيّة الزائر" استحباب قراءته في الأعياد الأربعة32.

ج- دعاء ليلة النصف من شعبان:
وهي ليلة عظيمة تضاهي ليلة القدر... وقد ورد أنّ الله جعلها لأهل البيت عليهم السلام في مقابل ليلة القدر للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم33.

الزيارة

ومن الأمور الّتي تقوّي العلاقة بصاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف أيضاً الزيارة له، وقد ورد الحثّ عليها في الكثير من الموارد.

قال الكفعميّ رحمه الله: "يُستحبّ زيارة المهدي في كلّ مكان وزمان والدعاء بتعجيل فرجه صلوات الله عليه... "34.

وزياراته عليه السلام أيضاً كثيرة نكتفي هنا بذكر بعضها مع الإشارة إلى بعضها الآخر:

زيارة بعد صلاة الفجر: أوردها السيّد الجليل ابن طاووس رضي الله عنه35.

يوم الجمعة: أورد السيّد الجليل ابن طاووس عليه الرحمة هذه الزيارة للإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف في يوم الجمعة36.

زيارة سلام الله الكامل: قال المحقّق السيّد عليّ خان رضوان الله عليه: استغاثة إلى صاحب الزمان من حيث تكون تصلّي ركعتين بالحمد وسورة وقم مستقبل القبلة تحت السماء وقل: سلام الله الكامل التامّ الشامل الخ37.

زيارة سلام على آل يس: وهي زيارة معروفة جدّاً كسابقتها ويُستفاد من كلام بعض أهل العبادة أنّ هاتين الزيارتين طريق إلى التشرّف بلقائه عليه السلام.

وهذه الزيارة موجودة في مفاتيح الجنان وقد ورد في روايتها قول الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف: "إذا أردتم التوجّه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا: سلام على آل يس الخ"38.

وهناك العديد من الزيارات في أماكن مشرفة وأوقات مباركة فلتطلب من مظانها.

إحياء أمره بين الناس

لا بدّ من العمل لتعريف الناس بالإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف وإحياء أمره بينهم وذلك عن طريق:

- زيارة المجاهدين في مواقعهم الجهاديّة وغيرها وعيادة الجرحى منهم باعتبارهم جنوده عليه السلام وقد ورد عنهم عليهم السلام: "من لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يُكتب له ثواب زيارتنا".
- إقامة مجالس الدعاء والزيارة له عليه السلام خصوصاً دعاء الندبة.
- إقامة الندوات والاحتفالات أو المشاركة بالحضور فيها.
- نظم الشعر.
- تأليف الكتب وكتابة المقالات.
- الاهتمام بإحياء ليلة النصف من شعبان.
- تعميم مظاهر الزينة والابتهاج في يوم مولده المبارك في 15 من شعبان.
- الاهتمام بشؤون الفقراء والمحتاجين دائماً باسمه عليه السلام.
- إلى غير ذلك من الأساليب الّتي تشترك جميعها في تحقيق هذا الهدف.

* كتاب وزدناهم هدى، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج52، ص 123.
2- (م. ن)، ج 77، ص 143.
3- ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص 424.
4- (م.ن)، ج7، ص 39.
5- الأصفهاني، ميرزا محمَّد تقي، مكيال المكارم، ج2، ص 136.
6- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 53، ص 177.
7- الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج 27، ص 140.
8- انتياشكم: انتشالكم.
9- أناف على الشيء: طال وارتفع عليه.
10- الأزوف: الاقتراب.
11- سورة الصف، الآية: 8.
12- الميرزا النوري، خاتمة المستدرك، ج 3، ص 225، من رسالة للشيخ المفيد.
13- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، ص 323.
14- القندوزي، ينابيع المودة، ج 3، ص 177.
15- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 241.
16- النعماني، الغيبة، ص 240.
17- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 30.
18- سورة البقرة، الآيتان: 1 - 2.
19- سورة يونس، الآية: 20.
20- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، ص 124.
21- سورة البقرة، الآيتان: 2 - 3.
22- سورة المجادلة، الآية: 22.
23- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، ص 143.
24- الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص 318.
25- سورة هود، الآية: 8.
26- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 9، ص 103.
27- الشيخ عليّ النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج 6، ص 190.
28- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، ص 308.
29- القمّي، الشيخ عباس، منتهى الآمال، ج2، ص 866.
30- الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص 352.
31- الأصفهاني، مكيال المكارم، ج 2، ص 234.
32- النوري، الميرزا حسين، تحية الزائر، ص 226.
33- الكفعمي، مصباح المتهجّد، ص 762.
34- الكفعمي، البلد الأمين، ص 309.
35- حيدر الكاظمي، عمدة الزائر، ص359 -360.
36- المحدث النوري، النجم الثاقب، ص 467.
37- حيدر الكاظمي، عمدة الزائر، ص 131.
38- (م. ن)، عمدة الزائر، ص 345.

2014-10-16