الغدير في كلمات القائد حفظه الله تعالى
ذو الحجة
بهذه الكلمة ابتدأ وليُّ أمر المسلمين الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي عيد الغدير المبارك ذكرى تنصيب خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله بأمر من الله تعالى - علي بن أبي طالب خليفة له، وذلك في منطقة غدير خم أثناء رجوعه من حجّة الوداع بعد حوالي عشر سنوات من إقامة المجتمع الإسلامي.
عدد الزوار: 233الغدير في كلمات القائد حفظه الله تعالى
"أبارك هذا العيد العظيم لجميع المسلمين والمستضعفين وطلاّب العدالة في العالم".
بهذه الكلمة ابتدأ وليُّ أمر المسلمين الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي عيد الغدير
المبارك ذكرى تنصيب خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله بأمر من الله تعالى - علي بن
أبي طالب خليفة له، وذلك في منطقة غدير خم أثناء رجوعه من حجّة الوداع بعد حوالي
عشر سنوات من إقامة المجتمع الإسلامي. و أشار ولي الأمر مدّ ظلّه العالي إلى أنّ
المسلمين عموماً لو تمركز انتباههم على قضيّة يوم الغدير فإنهم سوف يكتشفون الكثير
من النكات المهمّة في هذه المسألة ممّا يحقّق مكاسب كبيرة لصالح المسلمين، وأشار
الإمام القائد مدّ ظلّه العالي إلى نكتتين منها هما:
- النكتة الأولى: هي أنّه قد تبلورت مقاييس الحاكميّة وقيمتها بإبراز أمير المؤمنين
عليه السلام كخليفة، وتنصيب الإمام عليه السلام بعنوان وليّ أو حاكم، حيث عيَّن
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في يوم الغدير وأمام عيون المسلمين وأنظار
التاريخ رجلاً يتمتّع بكافة الضوابط الإسلاميّة الممهِّدة للمنصب الإلهيّ. فعليَّ
عليه السلام إنسان مؤمن في أقصى درجات الورع والتقوى، ويقف في قمّة التضحية في سبيل
الله والعقيدة الإسلاميّة، ويتمتّع بالزهد في المطامع الدنيويّة، وكان عليه السلام
مجرَّباً في كافة ميادين الإسلام التي هي أعمّ من كونها ميادين تضحويّة أو علميّة
أو قضائيّة. ومع هذا التوجّه لتنصيب أمير المؤمنين عليه السلام بعنوان حاكم وإمام
للمسلمين، فإن عليهم جميعاً - وعلى مدى التاريخ - أن يعلموا أن الحاكم الإسلامي لا
بد أن يكون إنساناً ملتزماً بهذه الضوابط، ومتصفاً بتلك القيم والمبادئ، وأن الذين
لا يتمتّعون بشيء من هذه المؤهلاّت، والبعيدين كلّ البعد عن الفهم والعمل، والجهاد
الإسلامي، والإنفاق، والعفو، والتواضع أمام عباد الله لا يكونون جديرين بمنصب
الحكومة الإسلاميّة.
ولقد وضع الرسول صلى الله عليه وآله - بما فعله يوم الغدير - هذه المقاييس وقدّمها
للمسلمين درساً لا ينسى.
- النكتة الثانية: التي يمكن فهمها من واقعة الغدير هي أنّ أمير المؤمنين عليه
السلام قد بيَّن في السنوات القليلة من خلافته وحكومته أنّ الأولويّة في مهامه
القياديّة هي لاستقرار العدل الإلهيّ، وتثبيت أركان العدالة الإسلاميّة، فمعنى
العدالة عند الإمام علي عليه السلام هو تأمين الهدف السامي الذي بيَّنه القرآن
الكريم من إرسال الرسل، و إنزال الكتب والشرائع السماويّة، وذلك الهدف هو إقامة
القسط وتحكيم النظام الإلهيّ العادل في الأرض ...
فالعدالة هي أبرز ظواهر الحياة السياسيّة لأمير المؤمنين عليه السلام وإنّ الرسول
الأكرم صلى الله عليه وآله يهدف من وراء تنصيب هذه الشخصيّة الفذّة لولاية المسلمين
وحكومتهم تبيين أهميّة العدل، وإعطاءه الدور الريادي والأولويّة في المجتمع
الإسلاميّ. فعليٌّ عليه السلام ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو تلميذه
المطيع له، والمنفِّذ لأوامر وتعاليم الرسالة ...
فقد كان عليه السلام يقسِّم الأموال بالسويّة بين الرعيَّة ولم يكن يفرِّق بين
الصحابيّ وغيره، والقرشيّ وغيره والهاشميّ ومن عداه، وحتى أنّه لم يفرِّق بين أهل
بيت الرسول صلى الله عليه وآله وبين غيرهم، بل كان يوزِّع ما في بيت المسلمين بنسبة
واحدة، مما أدَّى إلى اعتراض الكثير على سياسته، وابتعادهم عن الحقّ الذي نهجه ولكن
ذلك لم يمنع أمير المؤمنين عليه السلام من المضيّ في طريقه ولم يكن يأبه من أولئك
الذين تحوّلوا إلى غير ولايته.
إنّنا جميعاً عاجزون عن الوصول إلى مرتبة أمير المؤمنين عليه السلام وكلّ البشر لا
يستطيعون تطبيق سيرته المباركة، ولا يقدرون على أن يعيشوا مثله، وهذا أمر واضح ولكن
الواجب علينا هو أن نجعله قدوتنا الحسنة، إذ هو النموذج الكامل وإنّ علينا أن نسعى
للاقتراب منه والتشبّه به.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين
2014-10-09