الشيخ الصدوق

المولد:

ولد محمد بن على بن حسين بن بابويه القمى المعروف بـ "الشيخ الصدوق" فى بيت علم وتقوى بمدينة قم المقدسه فى عام 305 هـ و قد ذكر سنتا 306 و 307 لولادته ايضا".

ولادة الصدوق عن الشيخ الطوسى:

ينقل الشيخ الطوسى قصة ولادة الصدوق على النحو التالى،

تزوج على بن بابويه بابنة عمه ولم يرزق منها ولد، لذلك استدعى من الشيخ ابوالقاسم حسين بن الروح ليطلب من الأمام الحجة الدعاء له ليزرقه الله اولادا" فقها وصالحين. بعد مدة اتاه الرد من جانب الامام الحجة عليه السلام مخاطبا" اياه: "انت لاترزق الاولاد من هذه الزوجه وسترزق قريبا" ولدين فقيهين من جارية ديلمية" وقد ذكر الشيخ الصدوق فى كتابه "كمال الدين" وعرض فيه نفس الرسالة التي قدمها والده وطلب فيها من امام الحجة (ع) والرد الذى جاء على الرسالة من قبل الأمام عليه السلام بصورة حديث فيه ويقول: كلما رآنى ابوجعفر محمد بن على الاسود ذاهبا" الى درس الاستاذ كان يقول ان هذه الرغبة الجامحة عندك للدراسة لايدعو للعجب لانك ولدت بدعاء الامام الحجة عليه السلام، وان اسرة والده الماجد على بن حسين بن بابويه القمى كانت تضم العلماء والفقهاء البارزين فى عصرها. ومع انه فى تلك الايام كانت مدينه قم تغص بالعلماء والفضلاء وكبار الشخصيات ولكن والده العالم العابد والزاهد وصاحب الكرامات على بن بابويه (والد الشيخ الصدوق) كان حامل لواء العلم والزعامة والفتيا.

وكان لهذا العالم الجليل متجر صغير و يديرشؤون بيته بذلك كما كان يقضى ساعات من النهار بالتدريس وتبليغ الشرع المبين وبيان الاحكام فى بيته.

المكانة والشخصية العلميه:

ان الشيخ الصدوق من ابرزوحوه العلم والمعرفة فى العالم الاسلامى ونظراً" لمعاصرته مع الائمة عليهم السلام، استطاع ان يجمع روايات اهل البيت (ع) ويؤلف اسفارا" قيمة ثمينه ويخدم عالم الاسلام والتشيع

لقد عاصر والده لمدة عشرين عاما" وفى هذه الفتره افاد من والده وتتلمذ عنده كما انتهل من كبار العلماء الأعلام فى قم المقدسة و درس عندهم العلوم والحكم، لقد توفى والده العلم الحبر الجليل وهو فى 22 او 23 من حياته حيث تولى زعامة الشيعة وهداية الناس وبيان ونشر الاحاديث النبوية الشريفه وقد بدء عهدا" جديدا" من حياته.

كلمات الكبار:

يقول الشيخ الطوسى فيه: كان هو عالم جليل وحافظا للأحاديث الشريفة، وعالما" بأحوال الرجال ونقادا" خبيرا" بالأحاديث وكان فذا" ودون منازع فى حفظ الأحاديث ووفرة المعلومات وقد ترك بعده ثلثمانة مؤلف.

ويقول الرجالي الكبير النجاشى: كان ابو جعفر (الشيخ الصدوق) من اصل قمى و من ابرز وجوه الشيعة فى خراسان وقد سافر الى بغداد ورغم حداثة عمره كان الجميع يستمعون له الاحاديث.

يقول العلامة البحرانى: يعتقد بعض اصحابنا ومن بينهم العلامه فى "المختلف" والشهيد فى "شرح الارشاد" والسيد محقق الداماد ان الروايات المرسلة للشيخ الصدوق، بانها معتمدة وصحيحة وياخذون بها ويقولون ان الروايات المرسلة للشيخ الصدوق مقبولة كروايات ابن ابى عمير المرسلة والمقبولة.

شيوخه واساتذته:

1- والده الماجد العالم الجليل على بن حسين بن موسى بن بابويه القمى
2- محمد بن حسن بن احمد بن وليد
3- حمزه بن محمد بن احمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن على عليه السلام
4- ابوالحسن محمد بن قاسم
5- ابو محمد، قاسم بن محمد بن الأسترابادى
6- ابو محمد، عبدوس بن على بن عباس الجرجانى
7- محمد بن على الاسترابادى

التلامذة:

1- اخوه حسين بن على بن موسى بن بابويه
2- الشيخ المفيد
3- الشيخ ثقة الدين حسن بن حسين بن على بن موسى بن بابويه ابن اخى الصدوق
4- على بن احمد بن عباس، والد الشيخ النجاشى
5- ابوالقاسم، على بن محمد بن على الخراز
6- ابن الغضائرى، ابوعبدالله، حسين بن عبيدالله بن ابراهيم
7- الشيخ الجليل، ابوالحسن، جعفر بن حسين الحسكة القمى، استاذ الشيخ الطوسى
8- الشيخ ابوجعفر، محمد بن احمد بن عباس بن فاخر الدوريستي، معاصر
9- ابو زكريا، محمد بن سليمان الحمرانى
10- الشيخ ابوالبركات، على بن حسين الخوزى

المؤلفات:

ان المؤلفات الكثيرة والمتنوعة فى مختلف العلوم والفنون يعد كل منها جوهرة ثمينة وكنز قيم لاحد ولاحصرلها، هذه الآثار الغنيه والتى يمرعليها اكثر من الف سنة تزداد غضاضتها و نظارتها يوما" بعد يوم بدلا" عن اندراسها وانعزالها وهى الآن تحتل الصدارة فى المكتبات وفى اذهان وقلوب العلماء ومن بينها:

1- من لايحضره الفقيه
2- مدينة العلم
3- كمال الدين وتمام النعمة
4- التوحيد
5- الخصال
6- معانى الاخبار
7- عيون اخبار الرضا عليه السلام
8- الأمالى
9- المقنع فى الفقه
10- الهداية بالخير

الوفاة:

لقد ارتحل هذا العالم الحبر السند وآخر علماء اسرة الصدوق بعد قضاء حياة طويلة مليئة بالخير والامجاد فى عام 381 هـ و رفرف بجناحيه الى عالم الخلد.