حُسن المعاشرة في الحياة الزوجيّة
ذو القعدة
لقد حثّ الإسلام على معاشرة المرأة بالمعروف وذلك من خلال عدد كبير من المفاهيم الأخلاقية والتربية السلوكية، ومن هذه المفاهيم:
عدد الزوار: 711حُسن المعاشرة في الحياة الزوجيّة
لقد حثّ الإسلام على معاشرة المرأة
بالمعروف وذلك من خلال عدد كبير من المفاهيم الأخلاقية والتربية السلوكية، ومن هذه
المفاهيم:
أ- العِشرة الحسنة: إنّ الحياة الزوجبة السليمة هي الحياة التي يعيش فيها الزوجان
بتناغم وتفاهم كبيرين، والعنوان الأبرز لهما هو ألا يسيئان لبعضهما البعض، بل
الإحسان هو الهدف، قال الله تعالى:
﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن
كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا
كَثِيرًا﴾. وروي عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في وصيته لمحمد بن الحنفية:
"إنَّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، فدارِها على كلِّ حال، وأحسن الصحبة لها،
فيصفو عيشك". وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خيركم خيركم لنسائه، وأنا
خيركم لنسائي".
ب- الإكرام والرحمة: فعن الإمام علي بن الحسين عليه السلام:
"لا غنى بالزوج عن
ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته، وهي: الموافقة، ليجتلب بها موافقتها ومحبتها
وهواها، وحسن خلقه معها واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته
عليها".
ج- عدم استخدام القسوة: نهى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن استخدام القسوة مع
المرأة، ففي جوابه على سؤال خولة بنت الأسود حول حق المرأة، قال: "حقكِ عليه أن
يطعمك ممّا يأكل، ويكسوك ممّا يلبس، ولا يلطم ولا يصيح في وجهك". وعنه صلى الله
عليه وآله وسلم: "خير الرجال من أُمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم، ويحنّون عليهم،
ولا يظلمونهم".
د- المراعاة: قال تعالى:
﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾.
على الزوجة أن تراعي إمكانات الزوج في النفقة وغيرها، وكذلك على الزوج أن يراعي
إمكانات زوجته النفسية والجسدية والعاطفية، لأن الله لا يكلِّف نفساً إلا طاقتها
وإمكاناتها وهي سنّة الحياة التي لا تقبل الجدل، ومن يعاندها فلا محالة سوف يقع في
الأخطاء الكبيرة.
وينبغي على الزوجة عدم تكليف الزوج بما لا يطيق فأكّدت الروايات على الزوجة في أمر
النفقة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ألّا وأيّما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته
على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق لم يقبل الله منها حسنة وتلقى الله وهو عليها
غضبان".
ونعم الواعظ في ذلك ما ورد في سيرة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين، ففي
الخبر عن أبي سعيد الخدري قال: "أصبح علي بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم ساغباً،
فقال يا فاطمة هل عندك شيء تغذّينيه؟ قالت: لا والذي أكرم أبي بالنبوة وأكرمك
بالوصية ما أصبح الغداة عندي شيء، وما كان شيء أَطعمناه مذ يومين إلا شيء كنت أؤثرك
به على نفسي وعلى ابنيَّ هذين الحسن والحسين، فقال علي عليه السلام: يا فاطمة: ألا
كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئاً، فقالت: يا أبا الحسن إني لأستحيي من إلهي أن أكلّف
نفسك ما لا تقدر عليه".
وكذلك الحال بالنسبة للزَّوج، فلا بد أن يقدّر ظروفها في المرض والعافية، والقوة
والضعف، والليل والنهار، وشغلها وفراغها وغير ذلك. لأنها قوانين الخلقة، وكل إنسان
له مزاجه وله تداعياته النفسية وله كرهه وحبّه وانزعاجه ورضاه وقلقه وطمأنينته،
فنسأل الله سبحانه أن يعيننا على حسن المعاملة فيما بيننا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2014-09-11