يتم التحميل...

الإمام الخامنئي يلتقي المسؤولين في وزارة الخارجيّة وسفراء وممثّلي إيران في الخارج

2014

التقى قائد الثورة الإسلاميّة سماحة آية الله العظمى السيّد علي الخامنئي صباح يوم الأربعاء 13-08-2014م مسؤولي وزارة الخارجيّة الإيرانيّة وعلى رأسهم وزير الخارجيّة الدكتور محمد جواد ظريف، وسفراء ومسؤولي ممثّليّات إيران في الخارج،

عدد الزوار: 194

الإمام الخامنئي يلتقي المسؤولين في وزارة الخارجيّة وسفراء وممثّلي إيران في الخارج_14-08-2014

التقى قائد الثورة الإسلاميّة سماحة آية الله العظمى السيّد علي الخامنئي صباح يوم الأربعاء 13-08-2014م مسؤولي وزارة الخارجيّة الإيرانيّة وعلى رأسهم وزير الخارجيّة الدكتور محمد جواد ظريف، وسفراء ومسؤولي ممثّليّات إيران في الخارج، واعتبر أنّ الجهاز الدبلوماسي في البلاد هو المدافع المرابط في الخطوط الأماميّة عن أهداف إيران ومصالحها الوطنيّة، وعدّد خصوصيّات الدبلوماسيّة الإيرانيّة وضرورة الدبلوماسيّة النشيطة والواعية خلال فترة الانتقال -البالغة الحساسيّة- إلى نظام عالمي جديد، وذكر نقاطًا مهمّة بخصوص عدم جدوى التعامل مع أمريكا.

وفيما يلي فقرات هامة من كلمته:

* تستطيع الدبلوماسيّة الواعية والنشيطة أن تحقّق مكتسبات سياسيّة واقتصاديّة وإنسانيّة واجتماعيّة مهمّة جدًّا، لا يمكن أن تتحقّق بأيّ خطوات أخرى بما في ذلك الحروب المكلّفة والكبيرة الأخطار، وهذا الواقع يشير إلى أهميّة ومكانة الجهاز الدبلوماسي في منظومة إدارة البلاد.

* وإنّ الأحداث التي وقعت خلال الأعوام الأخيرة في المنطقة دليلًا على هذا الواقع؛ إذ حاولت بعض القوى أن تحقّق مصالحها بالقوّة والسلاح لكنّها أخفقت، واستطاع البعض بدقّتهم وذكائهم وحراكهم أن يحقّقوا مصالحهم بشكل جيّد.

* إنّ وزارة الخارجيّة هي الجيش الدبلوماسي المنظّم للبلاد؛ وفي قضيّة السياسة الخارجيّة تلعب أجهزة أخرى دورها أيضًا، لكن وزارة الخارجيّة باعتبارها منظّمة موظّفة، وجيشًا منظّمًا، تتولّى المسؤوليّة الرئيسيّة في هذا المجال.

شروط الدبلوماسيّة الناجحة:

* تمثّل بعض الأهداف مطامح ومبادئ وطنيّة كبرى، بعضها يعدّ استراتيجيًّا وإقليميًّا، وبعضها الآخر مرحليًّا وموضعيًّا، وهذه الأهداف ينبغي أن تتحدّد على كافّة المستويات بدقّة، حتى تستطيع كلّ العناصر الناشطة في المجال الدبلوماسي أن تنهض بواجباتها على أحسن نحو.

* الشرط الثاني للدبلوماسيّة الناجحة هو "التنظيم المناسب"؛ ينبغي أن يكون هذا التنظيم على أساس النظر للأهداف وفي ضوء الإمكانيّات والطاقات المتوفّرة.

* الشرط الثالث للدبلوماسيّة الناجحة هو التمتّع بعناصر مؤهّلة؛ وإنّ لمفهوم "المؤهّلات الدبلوماسيّة" عناصر من قبيل "الذكاء والفطنة والمهارة الدبلوماسيّة"، و"المرونة في مواضعه"، و"الصلابة والمناعة في المواقع الضروريّة"، و"الالتزام الصادق والعميق بالأهداف".

* فيما يتعلّق بعنصر "الذكاء الدبلوماسي"، تؤهّل هذه الخصوصيّة الإنسان لمعرفة أهداف وتحرّكات الأطراف المقابلة في المفاوضات والتعامل والسلوك، وبرمجة وتنفيذ تحرّكاته على أساس هذه المعرفة.

* إنّ المهارة الدبلوماسيّة هي استخدام المرونة والقوّة في مواقعها وفي المواطن المناسبة، وإنّ المعنى الآخر لهذه الخصوصيّة هو "المرونة البطوليّة"، وصلح الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) من أعظم نماذجها في التاريخ.

* المرونة البطوليّة وخلافًا لبعض التفاسير، لها معنى واضح، ويمكن ملاحظة نموذجًا لها في رياضة المصارعة. فالهدف في مباريات المصارعة هو الفوز على المنافس، فإذا كان المصارع يتمتّع بالقدرة اللازمة لكنّه لا يستخدم المرونة اللازمة في محلّها فإنّه سيخسر بالتأكيد، لكنّه إذا استخدم المرونة والقوّة في مواقعها فسوف يصرع منافسه ويلقيه أرضًا.

* فيما يتعلّق بعنصر "الالتزام العميق والصادق بالمبادئ والمثل والقيم والأهداف: إذا نشط الشخص في المجال الدبلوماسي من دون إيمان واعتقاد عميق بالأهداف فلن يمكنه النجاح بكلّ تأكيد.

* إنّ الساحة الدبلوماسيّة أشبه بساحة الحرب، فالواقع أنّ الساحة الدبلوماسيّة هي ساحة "ملاواة" [كباش]، وإذا بادر شخص إلى هذه العمليّة من دون عقيدة راسخة بالهدف، فإنّه سوف ينهزم إمّا في المراحل الأولى أو في نهاية المطاف.

* التحرّك الواسع والدؤوب أحد شروط الدبلوماسيّة الناجحة، فالتحرّك والتقدّم [الكبير] ضرورة لا تنفصل عن الدبلوماسيّة، ويجب الاهتمام بها اهتمامًا جدّيًّا.

* إنّ الفترة الراهنة فترة انتقال إلى نظام عالمي جديد: فقد دخل الساحة لاعبون جدد من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينيّة، -إضافةً إلى اللاعبين التقليديّين- وهم يحاولون تكريس مكانتهم في النظام الجديد المستقبلي.

* في هذه الفترة تكتسب الدبلوماسيّة القويّة والكفوءة أهميّة مضاعفة، ولهذا السبب فإنّ مهمّات وزارة الخارجيّة اليوم أكثر حساسيّة من الماضي.

* إذا استطاع الجهاز الدبلوماسي أن يسجّل في الفترة الحاليّة نشاطًا فاعلًا وواعيًا وذكيًّا ومقتدرًا، فإنّ مكانة وقوّة الجمهوريّة الإسلاميّة سوف تتكرّس على مدى عشرات الأعوام القادمة وفي النظام العالمي الجديد كمكانة ممتازة، وبغير ذلك، فإنّنا لن نتمتّع في العالم المستقبلي بالموقع المناسب اللازم.

* إنّ "اقتناص الفرص والاستفادة الصحيحة منه" نقطة أخرى، على المسؤولين الدبلوماسيّين في البلاد التنبّه لها.

* التطوّرات الإقليميّة والعالميّة سريعة جدًّا وينبغي رصدها بشكل آنيّ مستمرّ، والتحرّك بقوّة لتحليل أيّة حادثة أو تطوّر من دون تأخير، ومعرفة علاقة هذه الحادثة بالأهداف والمبادئ، لتشخيص الموقف منها.

* إنّ "تكريس منطق الجمهوريّة الإسلاميّة" أي السيادة الشعبيّة الدينيّة هدف كبير. خوضوا في هذه القضيّة من دون تسرّع وارتباك، فهذا الهدف ممكن التحقيق خصوصًا في المنطقة الإسلاميّة.

* وإنّ التركيز على خصوصيّات ومميّزات الدبلوماسيّة الإيرانيّة في العالم من الأهداف المهمّة الأخرى للعاملين في السياسة الخارجيّة.

* وإنّ الالتزام بالمعايير الشرعيّة في السلوكيّات الفرديّة والاجتماعيّة وفي الأوساط الدبلوماسيّة وعدم التخوّف من هالة القوى الكبرى وصراخهم وتهديداتهم بما في ذلك أمريكا، هي خصوصيّة تمتاز بها الدبلوماسيّة الإيرانيّة، وينبغي الاهتمام لها اهتمامًا جدّيًا.

* لقد تحوّل عدم الخوف من القوى المهيمنة، بعد الثورة، إلى خصوصيّة بارزة لسياسة الجمهوريّة الإسلاميّة الخارجيّة، وهذه الخصوصيّة اجتذبت قلوب الشعوب، كما أنّها فرضت على ساسة العالم تقدير الثورة وإجلالها سواء اعترفوا بذلك علانية أو كتموه.

* إنّ "الدفاع الصريح والحاسم والحقيقي عن المظلوم" من الخصوصيّات الأخرى للدبلوماسيّة الإيرانيّة؛ لقد تجلّت هذه الخصوصيّة على مدى كلّ السنوات التي أعقبت الثورة في الدفاع عن شعب فلسطين والمجاهدين الفلسطينيّين واللبنانيّين، والحالات المماثلة الأخرى.

* إنّ "المعارضة الجادّة لنظام الهيمنة" من الخصوصيّات الواضحة للسياسة الخارجيّة لجمهوريّة إيران الإسلاميّة، ولقد عارض المسؤولون الإيرانيّون، ويعارضون بكلّ شجاعة واقتدار ومن دون مجاملات، تواجد المهيمنين وخصوصًا أمريكا في أيّ مكان من العالم.

* إنّ "تأمين المصالح الوطنيّة" من الأهداف المشتركة لكلّ الأجهزة الدبلوماسيّة في العالم؛ في الدبلوماسيّة الإيرانيّة، يمتاز "الحفاظ على الرأسمال الوطنيّ" بالإضافة إلى السعي لتأمين المصالح الوطنيّة، بأهميّة بالغة؛ فلو لم تكن هناك أرصدة وطنيّة لبقي الجهاز الدبلوماسي من دون دعامة وسند، ولن يتحقّق تأمين المصالح الوطنيّة.

* "الهويّة الوطنّية والإسلاميّة والثوريّة والتاريخيّة" هي الرأسمال الوطني للإيرانيّين؛ وإنّ الاستقلال الناتج عن الثورة الإسلاميّة والدين والشعب المؤمن والشباب الثوري والحكم مقابل الجشعين، والعلماء، والنخبة، والنشاطات العلميّة، هو من جملة عناصر الرأسمال الوطني، والتي ينبغي أن تصان على الصعيد الدبلوماسي لتأمين المصالح الوطنيّة.

* فيما يتعلّق بقضيّة التعامل والتواصل مع العالم، فهناك استثناءان لهذه القاعدة هما الكيان الصهيوني وأمريكا.

* وهناك مجموعة أدلّة وأسباب لرفض التواصل مع أمريكا: فالعلاقة مع أمريكا والتفاوض معها -باستثناء حالات خاصّة- ليس عديم الفائدة بالنسبة للجمهوريّة الإسلاميّة وحسب، بل فيه ضرر، وهل هناك عاقل يسعى إلى عملٍ لا منفعة فيه؟!

* يحاول البعض تصوير الأمر بأنّنا لو جلسنا مع الأمريكيّين حول طاولة واحدة لكان في ذلك علاج للكثير من المشكلات، وطبعًا كنّا نعلم أنّ الأمر ليس كذلك، لكنّ قضايا وأحداث السنة الأخيرة أثبتت هذه الحقيقة مرّات عديدة.

* في الماضي لم يكن بين المسؤولين الإيرانيّين والمسؤولين الأمريكان أيّة علاقة، ولكن في السنة الأخيرة وبسبب المسائل النوويّة الحسّاسة والتجربة التي طرح الخوض فيها، تقرّر أن يتواصل المسؤولون معهم إلى مستوى وزارة الخارجيّة وتكون لهم معهم اجتماعات ومفاوضات، ولكن لم تثمر هذه العلاقات أيّة فائدة، وليس هذا وحسب بل إنّ لهجة الأمريكان ازدادت حدّة وإهانة، وراحوا يطرحون توقّعات ومطالبات أكثر في جلسات التفاوض وفي المنابر العامّة.

* بالطبع، ردّ المسؤولون الإيرانيّون في الاجتماعات على مطالباتهم ردودًا أقوى وألذع أحيانًا، ولكن تبيّن في النهاية أنّ المفاوضات -وخلافًا لتصوّرات البعض- لا تساعد على أيّ شيء.

* لم يخفّف الأمريكيّون من حالات العداء وحسب، بل أضافوا عقوبات وأنواعًا من الحظر! طبعًا هم يقولون إنّ هذه الحالات من الحظر ليست بجديدة، لكنّها في الحقيقة جديدة، والتفاوض في موضوع الحظر أيضًا لم يكن له فائدة.

* نحن طبعًا لا نمانع من استمرار المفاوضات النوويّة، والعمل الذي بدأه الدكتور ظريف وزملاؤه وتابعوه لحدّ الآن على نحو جيّد سوف يستمرّ، ولكن كانت هذه أيضًا تجربة ثمينة أخرى للجميع كي نتنبّه إلى أنّ الجلوس مع الأمريكان والحديث معهم لا يؤثّر أبدًا في تقليل عدائهم، ولا فائدة منه.

* أحد أضرار عمليّة التفاوض مع الأمريكان أنّ هذه العمليّة تجرّ علينا تهمة التذبذب لدى الرأي العام للشعوب والحكومات، ويصوّر الغربيّون بإعلامهم الضخم الجمهوريّة الإسلاميّة وكأنّها مرتبكة وازدواجيّة.

* وهناك ضرر آخر لمجالسة الأمريكان والاجتماع بهم، وهو توفير الأرضيّة لهم لطرح مطالب جديدة.

* إنّ التعامل مع الكيان الصهيوني أمر منتف موضوعيًّا: طالما استمرّ الوضع الراهن -أيْ عداء أمريكا والتصريحات العدوانيّة للحكومة والكونغرس الأمريكي لإيران- فإنّ التعامل معهم لن يكون له أيّ مبرّر أو وجه.

* إنّ ارتفاع مستوى كراهيّة الشعوب لأمريكا هو بسبب تضامنها مع جرائم الصهاينة في غزّة؛ ما من أحد في العالم يبرّئ الأمريكيّين من المشاركة في جرائم ومذابح الكيان الصهيوني الغاصب القاتل الكافر الظالم ذي النزعة الذئبيّة، في غزّة؛ وعليه، فالأمريكان يقفون الآن في موقف ينطوي على المزيد من الضعف.

* إنّ منطق الفلسطينيّين في قضيّة وقف إطلاق النار منطق صحيح. إنّهم يقولون قبول وقف إطلاق النار بمعنى أنّ الكيان الصهيوني المتوحّش السفّاح يستطيع ارتكاب أيّة فاجعة أراد، ومن دون أن يدفع أي ثمن، وهذا ما يعيد الأوضاع إلى أيام ما قبل الهجوم أي الحصار الشديد ومواصلة الضغوط.

* كما يقول الفلسطينيّون يجب أن يكون هناك ثمن وكلفة لكلّ هذه الجرائم، والثمن هو إنهاء حصار غزّة، وما من إنسان منصف يمكنه رفض هذا المطلب الحق.

* حول أوضاع العراق: بتعيين رئيس الوزراء الجديد في العراق إن شاء الله ستحلّ العقد وتسير الأمور وتتشكّل الحكومة لتستطيع أن تعمل وتلقّن الذين يريدون الفتنة في العراق درسًا قويًّا.

* إنّني أسأل الله تعالى دومًا أن يوفّق وزير الخارجيّة العزيز وزملاءه..

2014-08-22