يتم التحميل...

ضرورة التحقيق العلميّ الجادّ بقضيتي الانتظار والظهور

الإمام المهدي (عج)

بحمد الله تعالى هناك اليوم من يقوم بأعمالٍ علمية. فلا ينبغي الغفلة عن هذه الأعمال العلمية المتلازمة معاً لدقة فيما يتعلّق بقضية الانتظار وقضية عصر الظهور. ويجب اجتناب عمل العوام والجهلة بشدّة، فمن الأشياء التي يمكن أن تشكّل خطراً كبيراً مثل هذه الأعمال البعيدة عن المعرفة

عدد الزوار: 107

بحمد الله تعالى هناك اليوم من يقوم بأعمالٍ علمية. فلا ينبغي الغفلة عن هذه الأعمال العلمية المتلازمة معاً لدقة فيما يتعلّق بقضية الانتظار وقضية عصر الظهور. ويجب اجتناب عمل العوام والجهلة بشدّة، فمن الأشياء التي يمكن أن تشكّل خطراً كبيراً مثل هذه الأعمال البعيدة عن المعرفة، ولا ترجع إلى سندٍ ومدركٍ فيما يتعلّق بقضية إمام الزَّمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، وهو ما سيشكّل فرصة مناسبة للأدعياء الكاذبين، فالأعمال غير العلمية وغير الموثّقة والتي لا تعتمد على المصادر والمدارك المعتبرة هي أوهامٌ وخيالاتٌ صرفة، ومثل هذه الأمور تبعد النّاس عن حالة الانتظار الحقيقية، وتهيّئ الأرضية للأدعياء الكاذبين والدجّالين، فهذا ما يجب اجتنابه بشدّة.

وعلى مرّ التاريخ ظهر مدّعون قاموا بتطبيق إحدى العلامات على أنفسهم، أو على أحد الأشخاص كما أشير إليها الآن، وكل هذه أخطاء، فإنّ بعض الأشياء التي ترجع إلى علائم الظهور ليست قطعية وهي أمورٌ لم ترد في الروايات المعتبرة التي يمكن الاعتماد عليها، وهناك روايات ضعيفة لا يصحّ الاستناد إليها، وتلك الموارد التي يمكن الاستناد إليها لا يمكن تطبيقها بسهولة. لقد وُجد دوماً من كان يطبّق هذه الأشعار الصادرة عن (شاه نعمة الله ولي) على أشخاصٍ مختلفين على مرّ القرون وهذا ما شاهدته بنفسي. قد يأتي شخص ويقول: لقد رأيت رجلا بطريقة ما، وما قد رآه في الواقع هو شخص ما، ثمّ يأتي زمان آخرـ لنفرض بعد مئة سنة ـ فيجد شخصاً آخر ينطبق عليه نفس الأمر! هذا خطأٌ، وهذه أعمالٌ مضلّة وتوقع في الأخطاء.

فعندما يقع الانحراف والخطأ فسوف تُهجر الحقيقة ويُشتبه الأمر فيها، وتتهيّأ الوسيلة لإضلال أذهان النّاس، لهذا ينبغي اجتناب عمل العوام والاستسلام للشائعات العامية بشدّة، وليكن العمل علمياً قوياً موثّقاً بالمدارك والأسانيد، وهو بالطبع عمل أهل هذا الفنّ، وليس عمل أيّ إنسان، بل ينبغي أن يكون من أهله ومن أهل الحديث والرجال والأسانيد، ومن أهل الفكر الفلسفيّ، فليعلم ويتعرّف إلى الحقائق وعندها يمكن أن يدخل في هذا الميدان ويقوم بالأعمال التحقيقية، فيجب الاعتناء بجدّية في هذا القسم من العمل مهما أمكن لكي يُفتح الطريق بمشيئة الله تعالى أمام النّاس، وكلّما استأنست القلوب بمقولة المهدويّة وتعرّفت عليها وأضحى حضور هذا العظيم عجل الله تعالى فرجه الشريف بالنسبة لنا نحن الذين نعيش في عصر الغيبة محسوساً أكثر ونشعر به أكثر ويتعمّق ارتباطنا به فسيكون أفضل بالنسبة لعالمنا ولتقدّمنا نحو تلك الأهداف.


* من كتاب أمل الإنسان، سلسلة المسابقات الثقافية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

2014-08-18