يتم التحميل...

فلسطين والخيانة العظمى

يوم القدس العالمي

أما في قضية فلسطين، فواقع القضية هو ما بينته الجمهورية الإسلامية طوال السنوات الماضية صريحاً وبالدليل وهو أن مجموعة عميلة للقوى العظى جاءت بالاعتماد عليها واغتصبت أرض فلسطين ولا أحد ينكر ذلك، فكم هم أبناء فلسطين الأصليون من بين عدة ملايين صهيوني يعيشون اليوم في الأراضي المحتلة؟

عدد الزوار: 317

1- فلسطين والمؤامرة الخيانية
من يمكنه الصمود والمقاومة غير الذي اطمأن قلبه بالنصر الإلهي بالمعنى الحقيقي للكلمة، ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُه وقد أثبتت الوقائع والحوادث هذا الشيء، فأنتم الشباب الذين فعلتم ذلك، فاعرفوا قيمة أنفسكم. أعني قيمة ذلك الدر المودع في قلوبكم حبه يمكنكم حل جميع مشاكل العالم الإسلامي، فما تشاهدونه من ضياع لحقوق العالم الإسلامي بخيانة مفتضحة. بعد 45سنة تلقيه الضربات والخسائر وتقديمه القرابين. من قبل عناصر ضعيفة وحقيرة غير لائقة، عناصر لا إيمان في قلوبها والروح الإسلامية غريبةعنها ليكمل الأعداء مؤامرتهم بشأن القضية الفلسطينية كلها ناشئة وللأسف من عدم وجود الكنز الثمين نهائياً.

أما في قضية فلسطين، فواقع القضية هو ما بينته الجمهورية الإسلامية طوال السنوات الماضية صريحاً وبالدليل وهو أن مجموعة عميلة للقوى العظى جاءت بالاعتماد عليها واغتصبت أرض فلسطين ولا أحد ينكر ذلك، فكم هم أبناء فلسطين الأصليون من بين عدة ملايين صهيوني يعيشون اليوم في الأراضي المحتلة؟ آباؤهم كانوا في فلسطين أو ولدوا هم هناك؟!. إن الصهاينة غرباء تجمعوا من مختلف أصقاع الدنيا في فلسطين المحتلة لتحقيق أهداف القوى الاستكبارية المشؤومة، أليس هذا اغتصابا وظلماً؟أليس هذا مرفوضاً ومستنكراً من قبل جميع الأحرار ودعاة العدالة في جميع أنحاء العالم؟ فإن قلنا إنالصهاينة ظلمة ومغتصبون نطقنا خلاف الواقع؟! فهل يعتبر من يجاهد دفاعاً عن أرضه ووطنه مثلما يقوم به شعب مظلوم ومغصوب حقه في فلسطين لسنوات طويلة إرهابياً أو يعتبر بطلاً؟

لقد كررت الأبواق الاستكبارية الرسمية التي في قبضة الصهاينة في مختلف أنحاء العالم ولسنوات عديدة أن هؤلاء إرهابيون وغيرها من العبارات ثم هيأوا كل هذه الترتيبات منذ سنين وسموها صلحاً الآن، أحقاً هذا صلح؟ ثم يقوم من يدعي معرفة الإسلام ويقول ان الإسلام والقرآن دعوانا إلى الصلح؟؟ أصلح هذا أن يظلم شخص ثم يجبر على الصلح دون أي تنازل من الظالم؟ إن هذا عار واستسلام ورضوخ يحرمه الشرع الإسلامي ويذمه.

ان العالم الغربي وبموجب ﴿ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ ما زال رغم ما يسمى بتحليلاته العلمية غير قادر على فهم حقيقة الحقوق الإنسانية، وهو يخطأ إذ يعتقد أن قضية فلسطين قد انتهت حيث إننا نعتقد أن القضية الفلسطينية ما زالت على وضعها ولم تنته، وأن ذلك العنصر الحقير وسيء الصيت والمفضوح والفلسطيني المظهر. والله أعلم بباطنه. الذي وقع اتفاقية التساوم لا يمثل أبداً الشعب الفلسطيني فمن يكون.......

هل هذا العنصر هو الشعب الفلسطيني برمته ليذهب ويوقع على بيع فلسطين للصهاينة الذين ارتكبوا مئات الجرائم التي كتبتها يد التاريخ. فهل يمكن نسيان دير ياسين وسائر القرى المهدمة بالديناميت فوق رؤوس أهاليها؟ ومن يقبل أن يطلب التوقيع ممن لا يمثل أحداً، فإن على الأمريكيين والصهاينة والعناصر الذليلة والوضيعة التي وقعت اتفاقية التساوم أن تعلم أن القبضات الفلسطينية ستستمر في ضرب رؤوس الغاصبين.

ان الأبواق العالمية تطبل بأن عدة من الفلسطينيين فرحوا بذلك، طبعاً يوجد في كل مكان أناس عملاء أذلة لا يعرفون ما سيحل بهم غداً، فلماذا لا يجرى استطلاع رأي للأمة الإسلامية؟ فهذه قضية إسلامية. بل دعهم يذهبوا إلى العالم العربي. الذي استسلم بعض قادته لهذه المؤامرة الخيانية بصورة مخزية. ليطلبوا آراء شعوبه حولهذه القضية إن كنتم تعتقدون حقا بحرية الرأي!؟

فهنا لا معنى لحرية الرأي وهي ليست من أصول الديمقراطية الغربية فهل الأمة الإسلامية مستعدة لتتنازل عن جميع هؤلاء الضحايا الذين قدمتهم قرابين دفاعاً عن فلسطين المحتلة طوال (45) عاماً؟

وهل الأمة الإسلامية تتمثل في أربعة ملوك وقادة خونة يقدمون ما تطلبه منهم أمريكا؟ إن الأمة هي أمة إسلامية، والأمة العربية بحد ذاتها أكثر شهامة وشجاعة من هؤلاء الخونة. وكما رأينا فإن الجهاد قد تغلغل إلى داخل الشعوب..قد تبين أن الأطروحات القومية عاجزة عن حل المشاكل الكبيرة، إن الإسلام هو القادر على حل هذه المشاكل وسوف يحلها بالفضل الإلهي.

فالشعوب الإسلامية متواجدة في الدول الإسلامية وقد أثبتت غيرتها الإسلامية، ولا يسمحون بأن يقوم أي شخص ويوقع على هذه الخيانة.

طبعاً يعتبر هذا العصر عصراً حماساً وهاماً بألحاظ تنفيذ هذه المؤامرة الكبرى. فقد تقدم العدو خطوة وفتح خندقاً ولكن ليس هذا فتحاً نهائياً وحقيقياً كما تصور.

 فيجب على العالم الإسلامي أن يرد عليه ويعيده إلى الوراء. وعلى الشباب الغيارى والمؤمنين وعلى المثقفين وعلماء الدين في جميع أنحاء العالم الإسلامي أن يكونوا حذرين وبحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.

وأقول لقادة الدول الإسلامية أن لا يتصوروا أن إسرائيل ومن خلفها أمريكا سوف توقفان اعتداءاتهما على الدول الإسلامية بعد التوقيع على هذه الخيانة الكبرى، فقد استسلمتم بعد أن تقدمتا خطوة، وسوف تتقدمان خطوة ثانية، فبأي تحليل فقدتم شعاراً كنتم ترفعونه بوجه العدو؟

إن الجمهورية الإسلامية في إيران أكدت أنه لن يكسب الظلم شرعية،فقبل 45عاما وقع ظلم واغتصبت أرض فلسطين، لهذا يستوجب عودة الأرض الفلسطينية دون قيد أو شرط إلى الشعب الفلسطيني 1.

2- الخيانة العظمى للشعب الفلسطيني
خيانة هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه الأعمال باسم الفلسطينيين إنها أقبح وأسوء جريمة ترتكب بحق فلسطين حتى يومنا هذا لم يعملوا شيئاً لهذا الشعب ولن يستطيعوا أن يعملوا شيئاً ثمة كاتب فلسطيني عربي يقطن في أمريكا يقول في إحدى كتاباته ان زمرة لم تستطع جمع القمامة من شوارع غزة، حتى الآن لكنهم خلال هذه الفترة أعلنوا عن تشكيل خمس منظمات أمنية ومخابراتية تتجسس على بعضها البعض وعلى الناس أهكذا تكون دولة فلسطين؟ أهكذا تتحقق عودة الشعب الفلسطيني؟ أهكذا يتم إحقاق حقوق الفلسطينيين؟ هل بلغت الوقاحة بهم هذا الحد؟ لذا فأنا. وكما ذكرت من قبل- عندما عقد هذا الشخص أول جولة من المفاوضات مع الإسرائيليين قلت انه خائن، كما انه أحمق، لو كان خاننا لكنه عاقل لكان عمله أفضل من ذلك طبعا، إني أتصور أن الأمريكيين وأجهزة الأمن الإسرائيلية قد استغلوا نقاط ضعف هؤلاء. فلهؤلاء نقاط ضعف كثيرة، فهم من أهل الدنيا وهذا يحصل عندما لا يكون هناك دين، طوال السنوات التي عملوا فيها في إدارة منظمة التحرير الفلسطينية واجهوا مشاكل مالية وعملية وأخلاقية كثيرة وهذا ما دفعهم إلى جانب إحساسهم بالتعب وعدم القدرة على الاستمرار وتجاهل أهدافهم، إلى هذه الورطة المهولة ومستنقع الهلاك والبؤس واللعنة الأبدية، هل تظنون أن هناك فلسطينياً واحداً لا يلعن هؤلاء من صميم القلب؟ باستثناء أولئك الذين يعملون معهم ويأكلون من مالهم أوممن يشاركونهم المنافع ثمة ما يقرب أربعة أو خمسة ملايين فلسطيني مشرد خارج فلسطين ونحو ثلاثة ملايين فلسطيني في الداخل يجب معرفة آرائهم إزاء قضية فلسطين فهؤلاء قبضاتهم مشدودة وقلوبهم تقطر دماً في العالم الإسلامي، بداية في الدول العربية أوفي الدول الغربية.

عندما كنت رئيساً للجمهورية كنا نتداول في هذه المسألة، كنت أبدي رأيي فكانت حكومات هذه الدول العربية تقول إنك لست أكثر فلسطينية من الفلسطينيين طبعا لم تكن مفاوضات السلام مطروحة كما هي اليوم لكن ثمة تباشير تلوح في الأفق كانوا يقولون لسنا أكثر فلسطينية من الفلسطينيين فليكن ما الفلسطينيون أنفسهم طبعا فمسألة فلسطين هي أولا مسألة كل العالم الإسلامي وهنا ما سأتحدث عنه. إن المسألة هي مسألة الواجب الإسلامي والواجب الإلهي. إلى جانب النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية وما إلى ذلك ولكن الأهم من ذلك الجانب الإلهي، حتى وإن كان ثمة شخص لا يؤمن بالله ويريد فقط أن يعمل للشعب الفلسطيني. عليه أن يأخذ بين الاعتبار أراء الشعب الفلسطيني. فالشعب الفلسطيني هو أولئك الذين يملئون السجون الفلسطينية وسجون الكيان الغاصب والذي يملأ ون الشوارع وفي المسجد الأقصى وفي الأسواق وفي شتى أرجاء الأراضي المحتلة يطلقون شعارات معادية لإسرائيل وينفذون العمليات أولئك هم أبناء الشعب الفلسطيني. لا يمكن اعتبار فئة صغيرة ذهبت وساومت تحقيقا لأطماع بأنها هي الشعب الفلسطيني لنقول بأننا لسنا أحرص على فلسطين من الفلسطينيين أتذكر قبل حوالي أربعة عشر عاماً إحدى الدول العربية التي لا أريد أن أذكر اسمها. لم يكن يبدو عليها يومذاك أنها دولة سائرة نحو الفساد لأنها صاحبه تاريخ ثوري، أطلق قادتها هذا الكلام فاستشقيت يومها أن هذه الدولة سائرة نحو الانحراف وهذا ما تبين فيما بعد بشكل جلي وواضح. ولا أريد أن أخوض في بعض خصوصياتها 2.

3- الانتفاضة ومسيرة الاستسلام
إن الانتفاضة هي ثورة شعب نفض يده من كل أساليب التسوية وفهم أن النصر رهين مقاومته لقد تكبد الشعب الفلسطيني في انتفاضته السابقة خسائر جسيمة وقدم على طريق الإسلام وتحرير الأرض الإسلامية كثيرا من الشهداء والجرحى، لكن محادثات أوسلو قضت بإيقافها في النهاية وماذا كانت نتيجة أوسلو؟ فحتى المخططين الفلسطينيين في تلك المحادثات اليوم لا يدافعون عنها لأنهم أدركوا عملياً أن إسرائيل كانت تريد فقط أن تتخلص من ورطتها أي أن تتخلص من مواجهة ثوار الحجارة وتقلل مما يواجهها من أخطار وإذا أ عطت شيئاً شحيحاً للجانب الفلسطيني وأعطت بعض الامتياز فإنما كان بفرض إخماد شعلة الانتفاضة والتقليل من احتمالات الأخطار وما أن رأت مشكلتها قد انحلت وأحست خطأً أن الشعب الفلسطيني لم يعد قادرا على استئناف الانتفاضة والمقاومة والمواجهة حتى أوقفت ذلك الضئيل من الامتيازات وكشفت عن أهدافها الذاتية التوسعية إن مسيرة الاستسلام في مشروع أوسلو وضعت الشعب الفلسطيني في طريق واحد لا غير هو طريق الانتفاضة حيث أن المحور الأساسي في الانتفاضة الثانية هو المسجد الأقصى أي أن الشرارة التي فجرت غضب الشعب الفلسطيني هي تدنيس الصهاينة للأقصى. الشعب الفلسطيني انطلق من خلال إحساسه بالرسالة الخطيرة التي يحملها في حراسة واحد من أقدس الأماكن الدينية الإسلامية ودخل الساحة بقوه وأضرم شعلة المقاومة والنضال ضد المحتلين بتضحية وفداء. لقد أدت مسيرة الاستسلام وبشكل خاص، أوسلو إلى تشتيت الفلسطينيين لكن هذه الانتفاضة المقدسة المباركة استطاعت أن تعيد الوحدة الوطنية إلى الساحة الفلسطينية وتلاحظون أن كل فئات الشعب حاضرة في هذا النضال والفصائل الإسلامية والوطنية متكاملة بل حتى أولئك الذين لا تزال قلوبهم في مكان آخر هم مضطرون إلى مماشاة هذا التحرك العظيم 3.

4- التخلي عن المقاومة سبب المآسي والآلام
لو أن زعماء المسلمين والعناصر الفاعلة في الأمة ومن ورائهم الجماهير كانوا قد سجلوا آنذاك حضوراً واعياً ومقاومة جادة،لما شهدت المنطقة اليوم كل هذه المصائب والمآسي،ولما تجرعت الأمة مرارة الحنظل من هذه الشجرة الخبيثة المتمثلة بدولة الصهاينة،ولما عانت ما عانته شعوب المنطقة، وخاصة الشعب الفلسطيني المظلوم خلال الأعوام الخمسة والأربعين الماضية.

 في تلك الأيام. شهدت الساحة خيانة كبرى كانت مزيجاً من نذالة اتصف بها البعض، وحب جاه وسلطان تجسدت في بعض آخر، ورغيد عيش نشدته جماعة، وانعدام وعي ابتلي به آخرون. وكانت النتيجة أن أريقت دماء الأبرياء، وهتكت آلاف الأعراض،وهدمت آلاف البيوت، وتبددت آلاف الثروات،وقبرت آلاف الآمال، وجرت على شعب بأسره آلاف ا لأيام والليالي ا لمؤلمة المرة ا لمقرونة بالجوع والتشريد والحرمان والدموع والآهات،في مخيمات الأردن ولبنان، أو داخل الوطن المحتل تحت وطأة العدو وحرابه، وتعرض آلاف الناس. دونما ذنب. لأشد نوائب الدهر،وآلاف الهموم وغيرها مما لا يمكن أن يذكر ولا يستطيع أن يتفهم عمق مرارته إلا من عانى الاحتضار التدريجي في المخيمات بجوار بيته المغتصب،أو داخل بيته الجاثم تحت حراب السيطرة الأجنبية. كل هذا وذاك حصيلة تلك الخيانة الكبرى.. وتلك الخيانة استتبعت خيانات أخرى.. وعواصف الخيانات هذه كم أزهقت من فضائل ! وكم أماتت من معنويات ! وكم أطفأت من جذوات ! كل من كان بمقدوره. في ذلك اليوم. أن يفعل شيئاً ولو خطوة على طريق مقارعة هذا الظلم الفادح،ولم يفعل أو يخطط: فإنه مستحق للعنة هذين الجيلين الفلسطينيين، ولحكم التاريخ المعاصر والمستقبل،ولعذاب الله وجزائه في يوم الحساب.. لا فرق في ذلك بين رجال السياسة ورجال الاقتصاد،ورجال ا لثقافة والآداب، ورجال الحرب والقتال 4


1- خطاب حول فلسطين والمؤامرة الخيانية 28/ربيع الأول /1414.
2- خطاب حول يوم القدس العالمي 1420هــ
3- خطاب في مؤتمر دعم الانتفاضة 24/4/2001
4- خطاب حول التآمر على القضية الفلسطينية في مؤتمر مدريد 8/ربيع الأول /1412هــ 

2014-07-23