الوفاء توأم الصدق
مواعظ من نهج البلاغة
أيّها النّاس إنّ الوفاء توأم الصّدق و لا أعلم جُنّةً أوقى منه. ولا يَغْدِرُ من علم كيف المرجع. ولقد أصبحنا في زمان قد اتّخذ أكثر أهله الغدر كَيْساً و نسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة. ما لهم قاتلهم الله، قد يرى الحُوّلُ القُلّب وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدّين
عدد الزوار: 2859
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "أيّها النّاس إنّ الوفاء توأم الصّدق و لا أعلم
جُنّةً أوقى منه. ولا يَغْدِرُ من علم كيف المرجع. ولقد أصبحنا في زمان قد اتّخذ
أكثر أهله الغدر كَيْساً و نسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة. ما لهم قاتلهم
الله، قد يرى الحُوّلُ القُلّب وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه فيدعها
رأي عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدّين".
نهج البلاغة، الخطبة 41.
الجُنّة: بضم الجيم: الوقاية.
الكيس: العقل.
الحوّل: البصير بتحويل الأمور.
القلّب: الخبير بتقلّبها.
ينتهز: يبادر.
الحريجة: التحرّز.
نقض العهد من الكبائر
إِنّ قضية الوفاء بالعهد والميثاق تعتبر واحداً من أهم مستلزمات الحياة الاجتماعية،
إِذ بدونها لا يتمّ أيّ نوع من التعاون والتكافل الاجتماعيّ، وإِذا فقد نوع البشر
هذه الخصلة فقدوا بذلك حياتهم الاجتماعية وآثارها أيضاً.
ولهذا تؤكّد مصادر التشريع الإِسلاميّ ـ بشكل لا مثيل له ـ على قضيّة الوفاء
بالعهود التي قد تكون من القضايا النوادر التي تمتاز بهذا النوع من السعة
والشمولية، لأنّ الوفاء لو انعدم بين أبناء المجتمع الواحد لظهرت الفوضى وعمّ
الاضطراب فيه وزالت الثقة العامّة. وزوال الثقة يعتبر من أكبر وأخطر الكوارث.
ونقض العهد من الكبائر، وقد استَشْهَدَ الإمام الصادق عليه السلام لاعتبار هذا
الذنب من الكبائر بقوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ
أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار﴾1.
وفي أكثر من موضع في القرآن الكريم، اعتبر الوفاء بالعهد واجباً، يقول تعالى:﴿وَلاَ
تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ
أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً﴾2.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ﴾3.
﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ﴾4.
والروايات في قبح نقض العهد كثيرة منها:
عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : "لا دين لمن لا عهد له"5.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "الخُلف يوجب المقت عند الله وعند الناس، قال
تعالى:
﴿كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾6
"7.
وعن الإمام الباقر عليه السلام: "أربعة أسرع شيء عقوبة: رجل أحسنت إليه ويكافئك
بالإحسان إليه إساءة. ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر فمن
أمرِك الوفاء به ومن أمرِه الغدر بك. ورجل يصل قرابته ويقطعونه"8.
إنّ قبح نقض العهد من الشناعة بحيث لا أحد على استعداد لأن يتحمّل مسؤوليته بصراحة
إلاّ النادر من الناس حتّى أنّ ناقض العهد يلتمس لذلك اعذاراً وتبريرات مهما كانت
واهية لتبرير فعلته.
نقض العهد على نحوين
1ـ نقص العهد مع الله تعالى:
﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا
أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ* أَوْ
تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن
بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾9.
إنَّ الله تعالى خلق أرواح البشر في عالمٍ قبل الحياة الدنيا بنحو لديهم إدراك
وشعور ولياقة للمخاطبة والمكالمة، وأخذ منهم إقراراً بربوبيّته، وعهداً بأن يثبتوا
على ذلك ولا يشركوا به ولا ينحرفوا عن رسالات الأنبياء، ولا يتّبعوا الشيطان،
وعاهدهم الله تعالى في مقابل ذلك على أن يعينهم ويرحمهم ويسكنهم جنّته، وإذا لم
يفوا بما عاهدوا الله عليه في ذلك العالم لم يعطهم ما عاهدهم عليه.
ونقض العهد الإلهيّ من الذنوب الكبيرة.
ومن أنواع العهد مع الله تعالى أن يقول مثلاً: عاهدت الله، أو عليّ عهد الله أن
أفعل كذا أو أترك كذا، إذا رُزقت العافية أو رجعت من السفر سالماً أن أدفع مبلغاً
ما للفقير.
فالعهد مع الله إذا تحقّقت شروطه الموجودة في كتب الفقه يجب الالتزام به. وقد ذمّ
الله تعالى من ينقض العهد مع الله بقوله:
﴿وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ
لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن
فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ*فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا
فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ
وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُون﴾10.
وقد وصف الله تعالى من ينقض العهد معه بقوله:
﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ
أَنكَاثًا﴾11.
الآية تشير إِلى (رايطة) تلك المرأة التي عاشت في قريش زمن الجاهلية، وكانت هي
وعاملاتها يعملن من الصباح حتّى منتصف النهار في غزل ما عندهنّ من الصوف والشعر،
وبعد أن ينتهين من عملهنّ تأمرهنّ بنقض ما غزلن، ولهذا عُرفت بين قومها بـ
(الحمقاء)12.
فما كانت تقوم به (رايطة) لا يمثّل عملاً بلا ثمر ـ فحسب ـ بل هو الحماقة بعينها،
وكذا الحال بالنسبة لمن يبرم عهداً مع الله وباسمه، ثمّ يعمل على نقضه، فهو ليس
بعابث فقط، وإِنّما هو دليل على انحطاطه وسقوط شخصيته.
2 ـ معاهدة الناس
فيجب الوفاء بالعهود معهم ويحرم نقضها كما في قوله تعالى:
﴿وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً﴾13.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ﴾14،﴿وَالَّذِينَ
هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾15.
وعن الرسول صلى الله عليه واله وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليفِ
إذا وعد"16.
فهو يشمل العهود والمواثيق الخاصّة بين الأفراد في القضايا الاقتصادية والمعاشية،
وفي العمل والزواج، وهو يشمل أيضاً المواثيق والمعاهدات بين الحكومات والشعوب.
خلف الوعد من صفات اليهود والمنافقين
وقد ذمّ الله تعالى اليهود لاتّصافهم بصفة نقض العهود مع الله ومع الناس، يقول
تعالى:
﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ
يُؤْمِنُونَ *الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ
مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ﴾17.
نزلت هذه الآية في يهود بني قريظة الذين عاهدوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
أن لا يعينوا أعداء الإسلام، ثمّ نقضوا عهدهم في معركة بدر حيث زوّدوا المشركين
بالسلاح، ثمّ قالوا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم : نسينا عهدنا، وعاهدوه
مرّة ثانية ثم نقضوا عهدهم في معركة الخندق، حيث اتّحدوا مع أبي سفيان في حربه ضدّ
رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في صفات المنافق: "ثلاث من كنَّ
فيه كان منافقاً وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم: من إذا ائتُمن خان، وإذا حدّث كذب،
وإذا وعد أخلف"18.
احترام المعاهدة
إنّ الوفاء بالعهد لا يختصّ بالمسلمين فيما بينهم فقط بل ينبغي لهم أن يفوا بما
عاهدوا عليه غير المسلمين.
عن الإمام الصادق عليه السلام: "ثلاثة لم يجعل لأحد فيها رخصة: برّ الوالدين
برّين كانا أو فاجرين، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر وأداء الأمانة إلى البرّ
والفاجر"19.
وبعد اقتدار المسلمين وقوّة شوكتهم أمر الله تعالى في سورة براءة بجهاد المشركين
وتطهير مكّة المعظّمة من الشرك وعبادة الأصنام لكنّه استثنى أولئك المشركين الذين
كان بينهم وبين المسلمين معاهدة.
قال سبحانه:
﴿إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ
يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ
إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِين﴾20.
والشواهد كثيرة من تاريخ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على مزيد اهتمامه صلى
الله عليه واله وسلم بالوفاء بالعهد.
من جملة تلك الشواهد ما حدث في صلح الحديبية بينه صلى الله عليه واله وسلم وبين
مشركي مكّة، والّذي يقضي أنَّ من حقِّ قريش أن تقبل من يلجأ إليها من المسلمين ولا
يحقّ للمسلمين أن يقبلوا من يلجأ إليهم من قريش.
يروي أبو رافع: أرسلتني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فلّما رأيته
أشرق في قلبي نور الإسلام فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، لا أعود إلى
قريش.
يروي أبو رافع: أرسلتني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فلّما رأيته
أشرق في قلبي نور الإسلام فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، لا أعود إلى
قريش.
فقال صلى الله عليه واله وسلم : "إنّي لا أخالف عهداً عاهدته، ارجع إليهم".
ولكنّ المؤسف أنّه بعد رسول الله جاء من يتسمّى باسم المسلمين ولكنّه لا يحفظ
عهداً، أمثال معاوية وعمرو بن العاص حيث كانا ينتهزان الفرصة من أوّل الحرب في
صفّين في إجراء الحيلة برفع المصاحف فلمّا ظهرت لهما آثار الفتح والغلبة من الإمام
عليّ عليه السلام و أصحابه تمسّكا بالقرآن حيلة منهما، ثمّ بعد هذه القضيّة وقبلها
لم يعملا به أصلاً كما هو شأن الخائن. وأنت إذا تأمّلت المقام وتصفّحت الكتب تعلم
أنّ الغدر في الأمور من صدر الخلقة ووجود البشر في هذه الدّنيا كان بمعزل عن
الأنبياء والأوصياء والصّلحاء بل كان أنيساً رفيقاً للفجّار والفسّاق. وهذا ما أشار
إليه الإمام عليه السلام: "وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدّين".
وقضيّة صلح معاوية مع الإمام الحسن ونقض معاوية لبنود الصلح معروفة تاريخياً.
فلسفة احترام العهد
كما هو معلوم فإِنّ الثقة المتبادلة بين أفراد المجتمع تمثّل أهمّ دعائم رسوخ
المجتمع، بل من دعائم تشكيل المجتمع وإِخراجه من حالة الآحاد المتفرّقة وإِعطائه
صفة التجمّع، بالإِضافة لكون أصل الثقة المتبادلة يعتبر السند القويم للقيام
بالفعاليات الاجتماعية والتعاون على مستوى واسع.
والعهد والقسم من مؤكّدات حفظ هذا الارتباط وهذه الثقة، وإِذا تصوّرنا مجتمعاً كان
نقض العهد فيه هو السائد، فمعنى ذلك انعدام الثقة بشكل عامّ في ذلك المجتمع، وعندها
سوف يتحوّل المجتمع إلى آحاد متناثرة تفتقد الارتباط والقدرة والفاعلية الاجتماعية.
ولهذا نجد أنّ الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة تؤكّد باهتمام بالغ على مسألة
الوفاء بالعهد والأيمان، وتعتبر نقضها من كبائر الذنوب.
وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إِلى أهمية هذا الموضوع في الإِسلام والجاهلية
واعتبره من أهمّ المواضيع في قوله عند عهده لمالك الأشتر "فإِنّه ليس من فرائض
الله شيء الناس أشدّ عليه اجتماعاً من تفرّق أهوائهم وتشتّت آرائهم، من تعظيم
الوفاء بالعهود، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من
عواقب الغدر"21.
وجملة "لما استوبلوا من عواقب الغدر" معناها: لما نالهم من وبال من عواقب الغدر.
ونجد في أحكام الحرب الإِسلامية أنّ إِعطاء الأمان من قبل فرد واحد من جيش المسلمين
لشخص أو كتيبة من كتائب العدوّ يوجب مراعاة ذلك على كلّ المسلمين!
نُقل عن الإِمام عليّ عليه السلام أنّ العهد حتّى لو كان بالإِشارة يجب الوفاء به،
وذلك في قوله عليه السلام: "إذا أومى أحد من المسلمين أو أشار إِلى أحد من
المشركين، فنزل على ذلك فهو في أمان"22.
من الآثار السلبية لنقض العهود والأيمان شياع سوء ظنّ الناس وتنفّرهم من الدين
الحقّ، وتشتّت الصفوف وفقدان الثقة حتّى لا يرغب الناس في الإِسلام، وإِنْ عقدوا
معهم عهداً فسوف لا يجدون أنفسهم ملزمين بالوفاء به. وهذا ما يؤدّي لمساوئ ومفاسد
كثيرة وبروز حالة التخلّف في الحياة الدنيا.
يقول المؤرّخون والمفسّرون: من جملة الأُمور التي جعلت الكثير من الناس في صدر
الإِسلام يعتنقون هذا الدين الإِلهيّ العظيم هو التزام المسلمين الراسخ بالعهود
والمواثيق ورعايتهم لأيمانهم.
ونظراً لما لهذا الأمر من أهميّة قال سلمان الفارسيّ: "تهلك هذه الأُمّة بنقض
مواثيقها"23.
أيْ أنّ الوفاء بالعهد والميثاق كما أنّه يوجب القدرة والنعمة والتقدّم، فنقضهما
يؤدّي إِلى الضعف والعجز والهلاك.
والكلام الذي يجري على الوفاء يجري على الصدق فإنّهما توأمان كما قال الإمام عليه
السلام.
فالصدق من علامات صدق الإيمان ورأسه، عن الإمام عليّ عليه السلام: "الصدق أقوى
دعائم الإيمان"24.
وعنه عليه السلام: "الصدق رأس الدين"25. وعنه عليه السلام: "الإيمان
أن تؤثر الصدق حيث يضرُّك، على الكذب حيث ينفعك"26.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإنّ الرجل
ربّما لهج بالصلاة والصوم حتّى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء
الأمانة"27.
هذا وطريق الصدق هو طريق الأنبياء والأولياء الربّانيين، حيث كانوا يتجنّبون كلَّ
كذب وغشِّ وخداع وحيلة في أفكارهم وأقوالهم وأعمالهم، وهذا بخلاف شياطين الإنس من
الزعماء والرؤساء والملوك الذين ديدنهم الكذب والخداع والغشّ، وهذا من أسباب فشل
المسلمين، ذلك أنَّهم اتّبعوا شياطين الإنس الكاذبين وتركوا الأشخاص الصادقين، في
حين أنَّ الله تعالى أمرنا أن نكون مع الصادقين
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ
الصَّادِقِين﴾28.
*مواعظ من نهج البلاغة , سلسلة الدروس الثقافية , نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1-الرعد: 25.
2-الإسراء: 34.
3-المائدة: 1.
4-البقرة: 177.
5-بحار الأنوار، ج 72، ص 96.
6-الصف: 3.
7-التفسير الصافي، الفيض الكاشاني، ج 5، ص 168.
8-الخصال، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 230.
9-الأعراف: 172 ـ 173.
10-التوبة: 75 ـ 76 ـ 77.
11-النحل: 92.
12-انظر: التفسير الأمثل، الشيخ مكارم الشيرازي، ج8، ص305.
13-الإسراء: 34.
14-المائدة: 1.
15-المؤمنون: 8.
16-بحار الأنوار، ج 74، ص 149.
17-الأنفال: 55 ـ 56.
18-الكافي، الشيخ الكليني، ج 2، ص 291.
19-الخصال، الشيخ الصدوق، ص 128.
20-التوبة: 4.
21-نهج البلاغة، الرسالة 53.
22-مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 2، ص 250.
23-مجمع البيان، في تفسير الآية (94).
24-غرر الحكم ودرر الكلم، الآمدي، حكمة4310.
25-عيون الحكم والمواعظ، علي بن محمد الليثي الواسطي، ص25.
26-وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج12، ص255.
27-الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص104.
28-التوبة: 119.