يتم التحميل...

لماذا غاب المهدي عليه السلام؟

الإمام المهدي (عج)

إنّ ظهور الإمام بين الناس، يترتّب عليه من الفائدة ما لا يترتب عليه في زمن الغيبة، فلماذا غاب عن الناس، حتى حرموا من الإستفادة من وجوده، وما هي المصلحة التي أخفته عن أعين الناس؟.

عدد الزوار: 123

إنّ ظهور الإمام بين الناس، يترتّب عليه من الفائدة ما لا يترتب عليه في زمن الغيبة، فلماذا غاب عن الناس، حتى حرموا من الإستفادة من وجوده، وما هي المصلحة التي أخفته عن أعين الناس؟.

الجواب:

إنّ هذا السؤال يجاب عليه بالنقض والحل:
أمّا النقض:
فانّ قصور عقولنا عن إدراك أسباب غيبته، لا يجرّنا الى إنكار المتضافرات من الروايات، فالاعتراف بقصور أفهامنا أولى من ردّ الروايات المتواترة، بل هو المتعيّن.
وأمّا الحلّ: فإنّ أسباب غيبته، واضحة لمن أمعن فيما ورد حولها من الروايات، فإنّ الإمام المهدي عليه السلام هو آخر الأئمّة الاثني عشر الذين وعد بهم الرسول، وأناط عزّة الإسلام بهم، ومن المعلوم أنّ الحكومات الإسلامية لم تُقدَّرهُم، بل كانت لهم بالمرصاد، تلقيهم في السجون، وتريق دماءهم الطاهرة، بالسيف او السمّ، فلو كان ظاهراً، لاقدموا على قتله، إطفاءً لنوره، فلأجل ذلك اقتضت المصلحة ان يكون مستوراً عن أعين الناس، يراهم ويرونه ولكن لايعرفونه، إلى أن تقتضي مشيئة الله سبحانه ظهوره، بعد حصول استعدادٍ خاص في العالم لقبوله، والإنضواء تحت لواء طاعته، حتى يحقّق الله تعالى به ما وعد به الأمم جمعاء من توريث الأرض للمستضعفين.

وقد ورد في بعض الروايات إشارة الى هذه النكتة، روى زرارة قال: سمعت أبا جعفر (الباقر عليه السلام) يقول: إنّ للقائم غَيبة قبل أن يقوم، قال: قلت: ولِمَ؟ قال: يخاف. قال زارة: يعني القتل.

وفي رواية أخرى: يخاف على نفسه الذبح.

طبعا هذا في أوائل عصر غيبتهأما بعد ارتفاع الخوف فالحكمة في عدم الظهور لا يعلمها الا الله تعالى.


* كتاب السيرة / الشيخ السبحاني.

2014-06-23