الهمّة الجهاديّة والتحرُّك الجهادي والإدارة الجهاديّة مع البرمجة والتخطيط هي التي تصنع التقدُّم وانجاز الأعمال الكبرى.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
سياسة الاقتصاد المقاوم هي نموذج محليّ وعلميّ مستخرَج من ثقافتنا الثوريّة
الإسلاميّة؛ متناسب مع أوضاعنا الحاليّة والمستقبليّة، ويمكنها أن تزيل المشكلات.
وهي حيويّة في الوقت نفسه، وقابلة للاستكمال والتكيّف مع الظروف المختلفة.
* حاجتنا إلى الاقتصاد المقاوم
نحن نحتاج إلى الاقتصاد المقاوم لسببين:
أولاً: نحن، كباقي الدول، مرتبطون بالاقتصاد العالمي، ونعمل على هذا الارتباط، ولا
نريد، بأيّ وجهٍ من الوجوه، أن ننفصل وننعزل عن الاقتصاد العالمي، وهذا الأمر غير
ممكن أيضاً في الظروف والأوضاع الحاليّة للعالم. بناءً عليه، فنحن نتأثّر بما يحصل
في العالم على الاقتصاد العالمي.
ثانياً: إنّ استقلالنا ومحافظتنا على عزّتنا وإصرارنا على عدم رضوخنا لسياسات القوى
الكبرى، وتعرُّضنا لهجومٍ ونوايا سيّئة معادية؛ يجعلنا ننتبه لأسس الاقتصاد وجعله
مقاوماً؛ وأن لا نسمح بحصول أي خللٍ داخله.
* خصائص الاقتصاد المقاوم
1 - تحريك العجلة
علينا أنْ نسعى لإيجاد الحيويّة في الاقتصاد وتحسين مؤشرات النموّ الاقتصادي
والإنتاج الوطني وإيجاد فرَص العمل وخفض مستوى التضخّم وزيادة الإنتاجيّة
والرفاهيّة العامّة. ولأجل تأمين هذه السياسات تمّ الالتفات إلى النشاط والحيويّة
في اقتصاد البلاد وتحسين هذه الشواخص، والتي من أهمها موضوع "العدالة الاجتماعيّة".
فلا نقبل بأيّ وجهٍ من الوجوه بتحقّق الازدهار الاقتصادي دون تأمين العدالة
الاجتماعيّة!
2 - القدرة على المقاومة
ركّزنا في هذه السياسات على مسألة القدرة على المقاومة في مواجهة العوامل المهدِّدة
للاقتصاد، كالهزّات الاقتصاديّة التي يشهدها الاقتصاد العالمي. فقد قال لي رئيس أحد
بلدان جنوب شرق آسيا حينما زار إيران في الفترة التي حصل فيها انهيار اقتصادي عجيب
في تلك المنطقة: "اعلموا أنّنا في ليلةٍ واحدة فقط تحوّلنا من بلدٍ غنيّ إلى بلدٍ
فقير!".
وكذا الحال بالنسبة للهجمات الاقتصادية المعادية، كالحظر والعقوبات. افرضوا مثلًا
أنّه، وفي مراكز القرار العالميّة، قد أخذوا قراراً بأن تصبح قيمة برميل النفط ستّة
دولارات! وهذا ما قد حصل سابقاً؛ هذه الأمور أغلبها ليس عاديّاً وليس عفويّاً؛ بل
إنّها قرارات مدروسة ومتّخذة من قِبَل مراكز القرار!
3 - الاعتماد على الطاقات الداخليّة
لقد تمّ الاعتماد في هذه السياسات على الطاقات الداخليّة، والتي هي متنوّعة
ومتوفّرة بشكلٍ واسع.
4 - الحركة الجهاديّة
لا يمكن التقدّم وإنجاز الأعمال الكبرى بواسطة الحركة العاديّة والرتابة والغفلة.
المطلوب همّة جهاديّة وتحرّك جهاديّ وإدارة جهاديّة. على الحركة أن تكون علميّة وفي
الوقت نفسه مفعَمَة بالقوّة وتتحلّى بالتخطيط الجيّد وكذلك بالروح الجهاديّة.
5 - محوريّة الشعب
تؤكّد التعاليم والمعارف الإسلاميّة، وتدلّنا التجربة، على أنّه حيثما يكون الناس
في الميدان ويحضرون، تكون العناية الإلهيّة والدعم الإلهيّ؛ ودليل ذلك هو اجتياز كلّ
المصاعب والمحطّات الشاقّة خلال 35 سنة الماضية.
يجب علينا أن نعتمد على الناس، أن نقدّر حضورهم. ويجب أن ينزل الجميع بكلّ
إمكاناتهم إلى وسط الميدان الاقتصادي.
6 - الاكتفاء الذاتي
يجب أن يتشكّل الإنتاج الداخلي ويتكوَّن بنحوٍ يؤمِّن المواد الاستراتيجيّة
والأساسيّة؛ وهي الغذاء والدواء في الدرجة الأولى. فيجب أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي،
وأن نلتفت إلى المجالات التي تتطلّب اكتفاءً ذاتيّاً بشكلٍ كامل.
7 - خفض التبعيّة للنفط
أصبح النفط طوال العقود الماضية سبباً للانهيارات الاقتصاديّة والسياسيّة
والاجتماعيّة بالنسبة إلى بلدنا. وعليه، يجب أن نفكّر بقرارٍ مصيريّ حول هذا الأمر.
لا نقول هنا أنْ لا يُستفاد من النفط، بل أن يصل اعتمادنا على بيع النفط الخام إلى
حدّه الأقلّ؛ يمكن للنفط أن يُقدَّمَ بشكل مشتقّاتٍ ومنتجات نفطيّة؛ وهذا ما
تضمّنته هذه السياسات. هذا العمل هو عملٌ أساسي ومهمّ يجب إنجازه؛ وهو ما يحتاج إلى
همّة عالية، والتعامل معه بجدّية.
8 - إصلاح نموذج الاستهلاك
من المهمّ الالتفات إلى مسألة الإسراف والهدر والمصاريف الزائدة بكلّ جدّيّة، سواء
في الحياة الشخصيّة أم في مجال العمل وتنفيذ المهام. إذا التزم المسؤولون بهذه
الروحيّة وهذه الأخلاق والخصال، فإنّها ستسري إلى الناس وتنتشر بينهم. يجب أن يكون
نموذج الاستهلاك نموذجاً قائماً في الحقيقة على العقل والتدبير والمعايير
الإسلاميّة. نحن لا نطلب من الناس التقشّف، بل نطلب منهم التوقّف عن سوء الاستهلاك
الذي هو موضوع مختلف تماماً عن التقشُّف. إنّنا نعتقد أنّه عندما تُنجز هذه
السياسات، فإنّ وضعَ الناس سيتحسّن ويزدهر.
9 - مكافحة الفساد
إذا أردنا أن يحضر الناس في الميدان الاقتصادي، ينبغي أن يتمتّع هذا الميدان بالأمن.
ولأجل استتباب الأمن، ينبغي كفّ أيادي المفسدين والمستغلّين والمتحايلين على
القانون. هذه هي مكافحة الفساد، وهو ما ينبغي أن يُؤخذ على محمل الجِدّ، ونحن
مطالَبون بهذا الواجب.
إذا كان وضع المجتمع والاقتصاد في البلد شبيهاً بمنزلٍ لا باب له ولا بوّاب، بحيث
يدخل إليه من يشاء ويعمل به ما يشاء كيفما يشاء، يأخذ ما يحلو له ويأكل ما يطيب له!
فمن الطبيعي عندها، أن يقف الإنسان النبيل الصالح الذي يطلب الرزق الحلال جانباً
ولا يُقدم على هكذا ميدان. الشفافية هي شرطٌ أساسيّ لمكافحة الفساد هذا. يجب
التعامل بشفافية، يجب خلق أجواء للمنافسة، أجواء تتمتّع بالثبات والاستقرار. في هذه
الأجواء سيشارك الناشط الاقتصادي وسيشعر بالأمن والأمان. عندها وفي هكذا أجواء فإنّ
النظام الإسلامي سيوفّر الدعم والتأييد لكل من يجني الثروة من خلال ابتكاره وإبداعه
أو رأسماله أو خلقه لفرص العمل.
10 - محوريّة العلم
من عناصر السياسات المقاومة محوريّة العلم والتي هي من المؤشّرات البالغة الأهميّة.
لحُسن الحظّ فإنّ الوضع العلمي يسمح لنا بامتلاك هذا الطموح والتحليق عالياً بأن
نجعل اقتصادنا مبنيّاً على العلم.
إنّ لدينا وفرة كثيرة في أعداد العلماء والمتخصّصين والشركات المبنيّة على العلم
والأشخاص المبدعين. وهذا الأمر من أهمّ البنى التحتيّة للاقتصاد في أيّ بلدٍ. أي إنّ
أهمّ بنية تحتيّة اقتصادية لبلدٍ ما هو وجود الموارد البشرية. إذا وجّهنا اهتمامنا
لهذه النقطة، فإنّ دورة اتّصال العلم بالثروة ستنطلق وتستمرّ وتنمو؛ وهذا ما
سيتحقّق في الاقتصاد المقاوم إن شاء الله. هذه هي أهمّ الشواخص التي تمّ التركيز
عليها في هذه السياسات.
والحمد لله ربّ العالمين
|
الكتاب والكمال البشري
إنّ الكتاب هو نافذة على العالم الواسع للعلم والمعرفة. والكتاب الجيّد هو أحد أفضل
وسائل الكمال البشري... فالشخص الذي ليس لديه ارتباط بهذا العالم الجميل والمحيي، (عالم
الكتاب)، هو بلا شكّ محرومٌ من أهمّ النتاجات الإنسانية ومن أكثر المعارف الإلهية
والبشرية. إنّها لخسارة عظيمة للأمّة التي لا شأن لأبنائها بالكتاب؛ وإنّه لتوفيقٌ
عظيمٌ للإنسان أن يأنس بالكتاب، وأن يكون في حالة استفادة دائمة منه، فيتعلّم أشياء
جديدة...
|
أنتم الغالبون
أينما كنّا، كلما استطعنا أن نفهم جيداً، وأن نحدّد الموقف جيداً وأدركنا التكليف تبعاً لذلك، وشعرنا بالالتزام والمسؤولية وحضرنا في الميدان، كان النصر حليفنا ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ﴾ (المائدة: 23). عندما تتحلّون بالإيمان والبصيرة في ميدان المواجهة فإنّ النصر سيكون حليفكم. أنتم الغالبون؛ لأن الطرف المقابل لكم لا إيمان له، لا دين له، لا دافع معنوياً عميقاً له. وكذلك العناصر التابعون له في الميدان، هم من العملاء، وهم مخدوعون؛ وكذلك المخطّطون والمنفّذون هم أيضاً من الذين لا إيمان لهم. عندما تحضرون في الساحة بإيمانكم، فإنّكم الغالبون.
|
تسميته
دام ظله العام الجديد بعام "الاقتصاد والثقافة بعزيمة وطنية وإدارة جهادية"
(20/03/2014).
هنّأ سماحة القائد الخامنئي دام ظله الشعب بمناسبة بدء السنة الإيرانية
الجديدة 1393 هـ.ش، وسمّى العام الجديد بعام "الاقتصاد
والثقافة بعزيمة وطنية وإدارة جهادية". وفيما يلي بعض ممّا جاء في ندائه
دام ظله:
بسم الله الرحمن الرحيم
مبارك حلول العام الجديد
لكل أبناء وطننا الأعزاء ولكل الإيرانيين، وخصوصاً لعوائل الشهداء الكريمة،
والمعاقين وزوجاتهم، ولكل الذين جاهدوا ويجاهدون وتحمّلوا ويتحمّلون أعباء وجهوداً
في سبيل الإسلام وإيران. ومبارك النوروز لكل الشعوب التي تحيي النوروز وتحتفي
وتحتفل به.
في النظر لعام 93 توجد قضيتان يبدو لي أنهما مهمّتان. الأولى هي قضية الاقتصاد،
والثانية هي قضية الثقافة. المتوقع في كلا المجالين والساحتين بذل جهود مشتركة بين
مسؤولي البلاد وجميع أبناء الشعب. الشيء المأمول لبناء الحياة والمستقبل لا يمكن
تحقيقه من دون مشاركة الشعب. لذلك فضلاً عن الإدارة التي يجب أن يقوم بها المسؤولون،
فإنّ حضور الشعب ومشاركته في المجالين حالة ضرورية ولازمة... بالتوكّل على الله
تعالى، والاستمداد من التوفيقات والتأييدات الإلهية، وبمساعدة الناس، أن يخوضوا في
ساحة العمل بشكل جهادي، سواء على الصعيد الاقتصادي أو على المستوى الثقافي... لذلك
فقد جعلتُ شعار هذه السنة واسمها "الاقتصاد والثقافة
بعزيمة وطنية وإدارة جهادية".
لقاؤه دام ظله أعضاء لجنة تكريم ذكرى شير علي مردان
بختياري (22/03/2014).
التقى سماحة القائد السيد علي الخامنئي دام ظله أعضاء اللجنة المسؤولة
عن تكريم ذكرى شير علي مردان خان بختياري(*).
وألقيت كلمة لسماحته دام ظله في مراسم خاصة أقيمت في مدينة "مسجد سليمان"
لتكريم ذكرى هذه الشخصية من القومية البختيارية في إيران، حضرها آية الله السيد
موسوي جزائري ممثل الولي الفقيه في محافظة خوزستان.
وفي لقائه بأعضاء لجنة تكريم شير عليمردان خان بختياري، اعتبر دام ظله تعريف
الشخصيات التاريخية البارزة والمضحّية والمجاهدة من القوميات الإيرانية، والذين
كافحوا ضد الاستبداد بإخلاص وصدق، وتكريمها عملية مناسبة ولازمة جدّاً. كما لفت
الاهتمام والتركيز على توجهاتهم ومعتقداتهم ومحفزاتهم الدينية في تحركاتهم ونهضاتهم
ضد الاستبداد.
مشاركته دام ظله في قوافل "في طريق النور" (26/03/2014).
شارك سماحة السيد الخامنئي دام ظله الآلاف من المشاركين في قوافل
"في طريق النور"(**). وألقى كلمة أكّد فيها
على ضرورة إحياء ذكرى الجهاد والتضحيات في مختلف المناطق الحربية خلال فترة الدفاع
المقدس، وتكريم ذكريات المقاتلين والشخصيات المؤثّرة في الحرب، قائلاً: الدرس
الأكبر لملحمة الدفاع المقدس هو أنها أثبتت أن الشعب يستطيع في ظل اتّحاده وإيمانه
وحسن ظنّه بالله تعالى واعتقاده بصدق الوعود الإلهية، اجتياز كل المنعطفات والمعابر
الصعبة، والوقوف بوجه الأعداء وفرض التراجع والهزيمة عليهم.
وأشار القائد دام ظله إلى
أنّ هدف جبهة الاستكبار كان عدم خروج الشعب الإيراني مرفوع الرأس من هذه الحرب [المفروضة]
وإظهار النظام الإسلامي على أنه ضعيف في مواجهة العدو البعثي الذي يدعمونه دعماً
كاملاً، لكنّ الله تعالى أظهر يد قدرته وحطّم بقبضة السنن الإلهيّة الفولاذيّة
أفواه أعداء الجمهورية الإسلاميّة، ومرّغ أنوفهم في التراب.
(*) توفي سنة 1934 م. شكّل مقاومة مسلّحة لمحاربة الشاه.
ويُلقَّب بـ: شير علي مردان.
(**) هي قوافل زيارة الجبهات.
|
س:
هل يجب على الشباب [والبنات] العزّاب الذين يعيشون مع آبائهم
تعيين سنة خمسية لهم؟ ومتى تبدأ السنة عندهم؟ وكيف يقومون بحساب ذلك؟
ج: إذا كان للشاب الأعزب ربح شخصي، ولو كان قليلاً، فإنه يجب عليه
الاحتفاظ برأس السنة الخمسيّة ومحاسبة دخله السنوي حتى إذا بقي شيء من الربح إلى
نهاية السنة يدفع خمسه، والسنة الخمسية تبدأ عند حصوله على أول ربح.