يتم التحميل...

الحثّ على الفهم

طرائق التعليم

الحثّ على الفهم، طريقة في التعليم والتعلّم تضع المتعلّم في نشاط تواصليّ مع الآخرين، يقوم المتعلّم خلاله بالإصغاء إلى رسالة، أو قراءتها بهـدف فهمها وفـكّ رموزها والوصول إلى مقاصد المرسِل.

عدد الزوار: 273

1- تعريف
الحثّ على الفهم، طريقة في التعليم والتعلّم تضع المتعلّم في نشاط تواصليّ مع الآخرين، يقوم المتعلّم خلاله بالإصغاء إلى رسالة، أو قراءتها بهـدف فهمها وفـكّ رموزها والوصول إلى مقاصد المرسِل.

2- أنواعه
نميّز في نشاطات الحثّ على الفهم والتدرّب عليه في التعليم والتعلّم، ثلاثة أنواع:
أ- فهم المسموع (1)
ويعني وضع المتعلم في نشاط تعليم وتعلّم في وضعيّة إصغاء إلى رسالة مسجّلة أو ملقاة على مسامعه، وإثبات فهمه لمحتواها خطيّاً أو شفهيّاً أو عمليّاً. لا يكون هذا النشاط، بسبب طبيعته، إلا بالرّجوع الحصريّ إلى المعلومات المخزّنة في ذاكرة المتعلّم.

ب- فهم المقروء (الاستذكاري) (2)
ويعني وضع المتعلّم في نشاط تعليم وتعلّم، في وضعية قراءة رسالة مكتوبة (نصّ، رسم، صورة، جدول...) وإثبات فهمه لمحتواها خطيّاً أو شفهيّاً أو عمليّاً. يتمّ هذه النشاط بالرّجوع الحصريّ إلى المستند وإلى المعلومات المخزّنة في ذاكرة المتعلّم.

ج- فهم المقروء (مع مصادر) (3)

ويعني وضع المتعلّم في نشاط تعليم وتعلّم، في وضعية قراءة رسالة مكتوبة (نصّ، رسم، صورة، جدول...) وإثبات فهمه لمحتواها خطيّاً أو شفهيّاً أو عمليّاً. يتمّ هذا النشاط بالرّجوع إلى المستند وإلى المعلومات المخزّنة في ذاكرة المتعلّم مع عدم الوثوق الكامل بها واللّجوء إلى المصادر والمراجع المناسبة (معجم، أطلس، دائرة معارف، شخص مورد خبير...).

3- شروط ومستلزمات

يُشترط لنجاح نشاطات الحثّ على الفهم (المقروء والمسموع) توفّر المستلزمات الآتية:
- وجود المرسِل والمرسَل إليه على نفس موجة التواصل (وحدة اللغة).
- كون مضمون الرّسالة من مستوى صعوبة يدخل ضمن إطار المنطقة الأقرب للنموّ (لا صعب جدّاً ولا سهل جدّاً).
- تَضمُّنَ الرسالة عقبات أمام الفهم، وإلّا فقد النشاط التعليميّ والتعلّميّ جدوائيّته.
- تدريب المتعلّمين على استعمال المعاجم والأطالس والمراجع بشتّى أنواعها.
- اختيار مواضيع تحرّك الدّافعيّة لدى المتعلّمين وتنمّي لديهم، بالتالي، الحماس للمشاركة في النشاط.
- تحضير أدوات الكشف عن حصول الفهم (الأسئلة والإجابات) بالتوازي مع اختيار المستندات موضوع النشاط.
- التمكّن النسبيّ من اللغة قراءةً وصرفًا ونحوًا وإملاءً.
- عدم الاقتصار على موادّ اللغة، وإنّما شمول النشاط جميع الموادّ التعليميّة (مستندات جغرافيّة، تاريخيّة، علميّة...).
- اعتماد مستندات غير معالجة سابقاً في التعليم والتعلّم، وإلاّ أصبح النشاط استذكار مسألة فهم وليس السعي إلى فهم مسألة جديدة.
- اعتماد مستندات أصليّة غير مصطنعة ومركّبة من قبل المعلّم.

4- فوائد طريقة الحثّ على الفهم

نذكر من فوائد هذه الطريقة:
التواصل مع أفكار الآخرين وآثارهم والتفاعل معها.
تنمية اللغة بالاستعمال.
فتح المجال أمام إعمال فكر المتعلّمين على مستندات أصليّة وتحليلها وفهمها بعيداً عمّا يصدر حصريّاً عن المعلّم.
تخطّي عاملي الزّمان والمكان: معالجة مستندات قديمة أو حديثة من الثقافة المحليّة أو الثقافات الأخرى...
توسعة إطار عمل التفكير الثقافيّ للمتعلّمين، ليشمل نماذج متنوّعة من الإرث الثقافي الإسلاميّ الأصيل والعالميّ وما ينتج من ذلك من تفاهم وسلام وتسامح بين الناس.
تعويد المتعلّمين عادات مفيدة: حسن الاستفادة من الوقت، الحصول على متعة التواصل مع الآخرين عبر الاطّلاع على نتاجاتهم وأفكارهم...

5- دور المعلّم

يقوم المعلّم، بحسب نوع طريقة الحثّ على الفهم، بالأدوار الآتية:
أ- فهم المسموع
- يقوم المعلّم بتحضير نصّ الفهم المسموع (قرص مدمج مسموع أو مرئيّ مسموع) وتهيئة وتنظيم ظروف الإصغاء إليه، وتحضير أدوات الكشف عن حصول الفهم.

- يصغي المتعلّمون إلى الرسالة مرّة أو أكثر ثمّ يجيبون عن الأسئلة مباشرة، دون فاصل زمنيّ. يجب أن لا تكون الأسئلة كثيرة ومدّة الإجابة عنها طويلة حتى لا يُسجّل فاصل زمنيّ بين الإصغاء والإجابة الكاشفة عن مدى حصول الفهم.

- يُطلب من المعلّم، في جميع نشاطات الفهم المسموع، عدم التدخّل في الإجابات وعدم إيحائها للمتعلّمين وإلّا فقد النشاط قيمته.
- يقوم المعلّم بتقويم نتائج النشاط وإرشاد المتعلّمين إلى أخطائهم ومساعدتهم على تخطيها، كما يُطلب منه تقويم النشاط بهدف تطويره.

ب- فهم المقروء (الاستذكاريّ ومع مصادر)

يقوم المعلّم باختيار نصّ فهم المقروء، ويحضّر أدوات الكشف عن الفهم، ثمّ يطلب من المتعلّمين الاطّلاع على المحتوى، وفهم الأسئلة، ثمّ الإجابة عنها من النص بالرجوع إلى المعلومات المخزّنة في الذاكرة، بشكل حصريّ في فهم المقروء الاستذكاريّ؛ وباستعمال المراجع المناسبة في فهم المقروء مع مصادر. قد يتطلّب الفهم الرجوع إلى غير مرجع أو إلى غير مكان فيه.

يقوم المعلّم بتقويم نتائج عمل المتعلّمين، أو يعطيهم الإجابات ليقوموا بالتقويم الذاتيّ، ويمكنه نقاش أسباب الثغرات ومساعدة المتعلّمين على تخطّيها.

6- دور المتعلّم

يقوم المتعلّم بالإصغاء إلى الرسالة، أو الاطّلاع عليها، وتحليل محتوياتها وعلاقاتها الداخليّة. يلتزم بالتعليمات والتوجيهات، ويعدّل في استراتيجيّات الفهم المعتمدة في ضوء النتائج المحصّلة بمساعدة المعلّم والاستعانة بالتفكير المعرفيّ.

7- ما تنمّيه الطريقة لدى المتعلّمين
تنمّي هذه الطريقة بمختلف أنواعها لدى المتعلّمين القدرات والمواقف الآتية:
- التواصل مع أفكار الآخرين.
- التعلّم الذاتيّ (الفهم مع مصادر).
- الثقة بالنفس وبالقدرات الشخصيّة.
- تنمية مواقف إيجابيّة من الآخرين.
- تلاقح الأفكار وإثراء الآراء الشخصيّة.
- تحليل المعلومات وتبيّن العلاقات والبنى الداخليّة في المحتويات المعرفيّة (فهم المقروء).

8- متى تطبّق الطريقة؟
تطبّق هذه الطريقة عادة في اللغات وتحليل النصوص بشكل خاصّ، ولكنّها يجب أن تُعمّم على الموادّ التعليميّة كافّة، وأن تتخطّى النصوص لتطال قراءة الصور والرسوم والجداول... (بمعنى تحليلها وفهم محتوياتها).

9- جوانب أخرى

- وضعيّات العمل: يكون العمل في هذه الطريقة بمختلف أنواعها فرديّاً.
- مراتب الأهداف: تتعامل هذه الطرائق مع الأهداف التعلّميّة من فئة التمييز والفهم.
- أنماط التعلّم: تعالج هذه الطريقة الوقائع والمفاهيم والإجراءات والقوانين والأنظمة والمواقف.
- طبيعة التعلّم: يتعلّم المتعلّم، في هذه الطرائق، مع المعلّم، في الحثّ على الفهم المسموع والمقروء الاستذكاريّ، وبالاعتماد على نفسه مع فهم المقروء مع مصادر.


* من كتاب طرائق التعليم والتعلم، سلسلة المبلّغ الفعّال، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

2014-04-25