يتم التحميل...

قصص الأولياء

رشحات أخلاقية

كثيراً ما تنتاب الإنسان المؤمن حالة مؤاخذة النفس، ويشعر أنه مقصر تجاه واجباته تجاه الله سبحانه، وأنه لا يستطيع التقرب إلى الله أكثر لا سيما في هذا الزمن المليء بالمفاسد المحيطة به بشتى أنواعها.

عدد الزوار: 245

كثيراً ما تنتاب الإنسان المؤمن حالة مؤاخذة النفس، ويشعر أنه مقصر تجاه واجباته تجاه الله سبحانه، وأنه لا يستطيع التقرب إلى الله أكثر لا سيما في هذا الزمن المليء بالمفاسد المحيطة به بشتى أنواعها. وفي هذه الحال ينصح علماء الأخلاق بمطالعة سيَر الصالحين وقراءة قصص العلماء وأولياء الله، وبالخصوص المعاصرين منهم أو الذين لم يفصل بيننا وبينهم زمن طويل، حيث تكون ظروفهم وبيئتهم قريبة من بيئتنا، وكيف استطاعوا التغلب على كل الظروف وتجاوزوا كل العقبات، فإن ذلك مؤثر جداً في حث النفس على الاقتداء بهم، وبعث الأمل من جديد على أنه مهما قست الظروف والزمن والبيئة والمحيط هناك قوة كامنة في الإنسان إذا استغلها يستطيع السير على مدارج الكمال.

لقد تشعبت الحياة، وازدادت الكماليات، وتعددت وسائل اللهو، ودخلت كل جوانب الحياة اليومية، في المأكل والمشرب والملبس والمسكن ووسائل النقل والتواصل، حتى صار يصعب على كثير منّا التمييز بين الضروري وما هو كمالي، بل ولم يعد بإمكان الأكثر ترتيب سلّم الأولويات بشكل صحيح ودقيق، كل ذلك ينذر بأن الوقت يهرب منّا والعمر يمضي، والفرص لا نستغلها والصعوبات تنتظرنا، وكل ذلك يزيد الغفلة في الحياة والبعد عن الهدف الذي وجدنا لأجله.

إن التأمل القليل في هذه الحياة يجعلنا نتيقن أنها دار فانية، وأن هناك أخرى تنتظرنا، فلماذا الاغترار بهذه الدنيا التي لا تنذرنا حتى بموعد الرحيل منها!؟ ولماذا نشتغل بتزيينها ونحن على يقين أننا مسافرون فيها!؟

نسأل الله لنا ولكم أن يجعلنا من عباده الصالحين الذين اتخذوا الدنيا بمقدار ما يعمر لهم الآخرة، ولم يغتروا بها ولم تخدعهم، واستغلوا عمرهم القصير في عمارة دار الخلود.

2014-03-28