يتم التحميل...

من كلام الإمام علي عليه السلام في التقوى

جمادى1

عِبَادَ اللَّهِ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهَا حَقُّ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَ الْمُوجِبَةُ عَلَى اللَّهِ حَقَّكُمْ، وَ أَنْ تَسْتَعِينُوا عَلَيْهَا بِاللَّهِ، وَتَسْتَعِينُوا بِهَا عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ التَّقْوَى فِي الْيَوْمِ الْحِرْزُ وَالْجُنَّةُ (النجاة)، وَ فِي غَدٍ الطَّرِيقُ إِلَى الْجَنَّةِ، مَسْلَكُهَا وَاضِحٌ، وَسَالِكُهَا رَابِحٌ، وَمُسْتَوْدَعُهَا حَافِظٌ،

عدد الزوار: 44
 

من كلام الإمام علي (عليه السلام) في التقوى


عِبَادَ اللَّهِ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهَا حَقُّ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَ الْمُوجِبَةُ عَلَى اللَّهِ حَقَّكُمْ، وَ أَنْ تَسْتَعِينُوا عَلَيْهَا بِاللَّهِ، وَتَسْتَعِينُوا بِهَا عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ التَّقْوَى فِي الْيَوْمِ الْحِرْزُ وَالْجُنَّةُ (النجاة)، وَ فِي غَدٍ الطَّرِيقُ إِلَى الْجَنَّةِ، مَسْلَكُهَا وَاضِحٌ، وَسَالِكُهَا رَابِحٌ، وَمُسْتَوْدَعُهَا حَافِظٌ، لَمْ تَبْرَحْ عَارِضَةً نَفْسَهَا عَلَى الْأُمَمِ الْمَاضِينَ مِنْكُمْ، وَالْغَابِرِينَ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهَا غَداً إِذَا أَعَادَ اللَّهُ مَا أَبْدَى، وَأَخَذَ مَا أَعْطَى، وَسَأَلَ عَمَّا أَسْدَى، فَمَا أَقَلَّ مَنْ قَبِلَهَا، وَ حَمَلَهَا حَقَّ حَمْلِهَا، أُولَئِكَ الْأَقَلُّونَ عَدَداً، وَهُمْ أَهْلُ صِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِذْ يَقُولُ: ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ.

فَأَهْطِعُوا (أسرعوا) بِأَسْمَاعِكُمْ إِلَيْهَا، وَكُّظّوا بِجِدِّكُمْ (أي ابذلوا جهدكم) عَلَيْهَا، وَ اعْتَاضُوهَا (بمعنى عوّضوا بها عمّا سلف) مِنْ كُلِّ سَلَفٍ خَلَفاً، وَمِنْ كُلِّ مُخَالِفٍ مُوَافِقاً، أَيْقِظُوا بِهَا نَوْمَكُمْ، وَاقْطَعُوا بِهَا يَوْمَكُمْ، وَأَشْعِرُوهَا قُلُوبَكُمْ، وَارْحَضُوا (اغسلوا) بِهَا ذُنُوبَكُمْ، وَدَاوُوا بِهَا الْأَسْقَامَ، وَبَادِرُوا بِهَا الْحِمَامَ (الموت)، وَاعْتَبِرُوا بِمَنْ أَضَاعَهَا، وَلَا يَعْتَبِرَنَّ بِكُمْ مَنْ أَطَاعَهَا، أَلَا فَصُونُوهَا، وَتَصَوَّنُوا بِهَا، وَكُونُوا عَنِ الدُّنْيَا نُزَّاهاً، وَإِلَى الْآخِرَةِ وُلَّاهاً (شوقاً)، وَلَا تَضَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ التَّقْوَى، وَلَا تَرْفَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ الدُّنْيَا، وَلَا تَشِيمُوا بَارِقَهَا (أي لا تنظروا لما يغرّكم من مطامعها)، وَلَا تَسْمَعُوا نَاطِقَهَا، وَلَا تُجِيبُوا نَاعِقَهَا، وَلَا تَسْتَضِيئُوا بِإِشْرَاقِهَا، وَلَا تُفْتَنُوا بِأَعْلَاقِهَا، فَإِنَّ بَرْقَهَا (السحاب) خَالِبٌ (خادع)، وَ نُطْقَهَا كَاذِبٌ، وَأَمْوَالَهَا مَحْرُوبَةٌ (منهوبة)، وَأَعْلَاقَهَا مَسْلُوبَةٌ، أَلَا وَهِيَ الْمُتَصَدِّيَةُ الْعَنُونُ (الظاهرة)، وَالْجَامِحَةُ الْحَرُونُ (المعاندة)، وَالْمَائِنَةُ (الكاذبة) الْخَئُونُ (الخائنة)، وَالْجَحُودُ الْكَنُودُ (كفر النعمة)، وَالْعَنُودُ الصَّدُودُ (كثيرة العناد والصدّ)، وَالْحَيُودُ الْمَيُودُ (الميل والإضطراب)، حَالُهَا انْتِقَالٌ، وَوَطْأَتُهَا زِلْزَالٌ، وَعِزُّهَا ذُلٌّ، وَجِدُّهَا هَزْلٌ، وَعُلْوُهَا سُفْلٌ، دَارُ حَرَبٍ وَ سَلَبٍ وَ نَهْبٍ، وَعَطَبٍ (ضرر)، أَهْلُهَا عَلَى سَاقٍ وَسِيَاقٍ، وَلَحَاقٍ وَ ِرَاقٍ، قَدْ تَحَيَّرَتْ مَذَاهِبُهَا، وَأَعْجَزَتْ مَهَارِبُهَا، وَخَابَتْ مَطَالِبُهَا، فَأَسْلَمَتْهُمُ الْمَعَاقِلُ، وَلَفَظَتْهُمُ الْمَنَازِلُ، وَأَعْيَتْهُمُ الْمَحَاوِلُ، فَمِنْ نَاجٍ مَعْقُورٍ، وَ َحْمٍ مَجْزُورٍ، وَشِلْوٍ (الجزء المقطوع) مَذْبُوحٍ، وَدَمٍ مَسْفُوحٍ، وَعَاضٍّ عَلَى يَدَيْهِ، وَصَافِقٍ بِكَفَّيْهِ، وَمُرْتَفِقٍ بِخَدَّيْهِ، وَ زَارٍ عَلَى رَأْيِهِ، وَرَاجِعٍ عَنْ عَزْمِهِ، وَقَدْ أَدْبَرَتِ الْحِيلَةُ، وَأَقْبَلَتِ الْغِيلَةُ (الشرّ)، وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (المهرب)، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! قَدْ فَاتَ مَا فَاتَ، وَ ذَهَبَ مَا ذَهَبَ، وَمَضَتِ الدُّنْيَا لِحَالِ بَالِهَا: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2014-03-12