عندما يمتلك الإنسان ثقافة، ويأتي العدو ويُغيِّرها، سوف يصبح كلّ شيء ملكاً له..
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الثقافة أوّلاً
الثقافة هي هُوية أيّ شعبٍ. والقيم الثقافية هي روح الشعب. وكلُّ شيءٍ مرتبط بالثقافة، فالاقتصاد والسياسة تابعان للثقافة وليست الثقافة تابعة لهما. وعندما نقوم بعمل في مجال الاقتصاد أو السياسة أو العمران أو التقنيات أو إنتاج العلم والتقدّم العلمي، ينبغي أن نلتفت إلى آثارها الثقافية على الشعب والبلد.
التخطيط للأهداف الثقافيّة والتربويّة
الثقافة تحتاج إلى التخطيط والبرمجة. ولا يمكن لثقافةٍ أنْ تتحسّن وتسير إلى الأمام وحدها وبشكلٍ عفويّ.
فلننظر إلى أين نحن نسير، وما الذي يحدث، وما الذي ينتظرنا. فإذا وُجدت عوائق ينبغي لنا إزالتها، والعمل على ضبط الموانع والعناصر المخرِّبة والمفسدة والوقوف بوجهها. نحن عندما نقول لبستانيّ": قُم بتعشيب هذا البستان وقلع الأعشاب الضارّة منه"، فهذا لا يعني أنّنا نقف في وجه نموّ هذه الأزهار وتكاملها، بل هذا العمل يجعل هذه الأزهار تنمو وتتكاثر ولا تضرُّها هذه الأعشاب... ونحن حين نخالف بعض الظواهر الثقافية بشكلٍ جدّي ونقف بوجهها فلأنّها تشكّل عائقاً أمام تنمية أهدافنا الثقافيّة والتربويّة المنشودة.
الغزو الثقافي: واقعٌ موجود
لسنا نحن فقط مَنْ يتعرّض لموضوع الغزو الثقافي وخطره، فقد طرح العديد من البلدان مسألة الغزو الثقافي، وصرّح بأنّ الغربيين يقومون بغزو ثقافي ضدّنا. أمّا الآن، فقد ظهر أنّ الأوروبيين أنفسهم قلقون من الغزو الثقافي الأميركي ضدّهم! فهم يتحدّثون عن أنّ الأفلام الأميركية، والكتب الأميركيّة تغزوهم ثقافيّاً وتؤثّر على ثقافتهم!
إنّ الغزو الثقافي هو واقع موجود ومخيف. وحاليّاً يوجد المئات - إنْ لم نقل الآلاف - من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإنترنتيّة والمكتوبة في العالم، تعمل على استهدافنا!
الغزو الثقافيّ: أدوات ووسائل
يريد العدوّ التأثير على ذهن شعبنا وعلى سلوكه؛ من الشباب والفتيان وحتى الأطفال. فألعاب الإنترنت والدمى التي تُستورد إلى البلد هي من جملة أدواتهم ووسائلهم. وكم تحسَّرتُ على موضوع إنتاج ألعاب ودمىً محليّة جذّابة وهادفة!
لقد قامت إحدى المؤسّسات بصناعة دمىً جيّدة، ما أدّى لغضب الأجانب الذين اعتبروا أنّ هذه الدمى في مواجهة" باربي !"ولكنّها لم تلقَ إقبالاً مُرْضيّاً؛ لأنّ أولادنا لم يكونوا يعرفون هذه الدمى بالأصل . والحال أنّ الولد عندنا يعرف"الرجل العنكبوت "و"الرجل الوطواط" حيث أُنتجت عشرة أو عشرون فيلماً عن هذه الشخصيات. فيما بعد عندما يشاهد الولد هذه الدمية في المتجر، سيقول لأبيه وأمه: اشتريا لي هذه! فهو يعرف هذه الدمية؛ هذا هو المرفق الثقافي. كان عليكم، عندما صنعتم هذه الدمية، أن تنتجوا عشرة أو عشرين فيلماً للأطفال، للتعريف وللترويج لهذه اللعبة بينهم؛ حين تصبح معروفة فسيشترونها بأنفسهم.
أقوى وسائل الغزو ترويج اللغة
في مراكز تعليم اللغة الإنكليزيّة المتعدّدة نجد أنّ الكتب التعليميّة، والتي قد تمّ إعدادها بشكل متقن وبأساليب جديدة ومؤثّرة، ناقلةٌ لنمط الحياة الغربية وأسلوب العيش الغربيّ. فعندما يدرس أولادنا فإنّهم لا يتعلَّمون اللغة فقط؛ حتى إنّه من الممكن أن ينسى الولد تلك اللغة، لكن أكثر ما يترك أثراً فيه هو ذلك الانطباع والتأثير الذي يحصل عند قراءة هذا الكتاب، عن نمط الحياة الغربية؛ فهذا يبقى ولا يزول. إنّهم يقومون بهذه الأعمال. ونحن، في مقابل ذلك علينا أنْ نعمل جاهدين ليكون عملنا إبداعيّاً. مأمر، فلنعمل جاهدين ليكون عملنا إبداعيّاً.
ترجمة الكتب وإنتاج الأفلام
أحد أعمالنا المطلوبة هو إصدار الكتب التي تكون معرفتها ضرورية للشّباب أو ترجمتها. ولو كلّف ذلك مبالغ ماليّة كبيرة.
الأفلام وسيلة مهمّة لإيصال رسالتنا وإيضاح المفاهيم السليمة. والسينما أداة شديدة الجاذبيّة. أنتجوا أعمالاً إبداعيّة؛ وهكذا بالنسبة إلى الألعاب وخاصّةً ألعاب الحاسوب. هذه أشياء مطلوبة وضروريّة. لقد أصبحت البندقيّة هي اللعبة الرائجة لدى أطفالنا! ما هذا! والأميركيّون الذين سبقونا بكثير في هذا المجال، ها هم اليوم نادمون وحائرون لا يدرون كيف يعالجون الموضوع. فأولادنا الذين كانوا يلعبون ألعاباً جيّدة مليئة بالنشاط وتجمع بين الرياضة واللعب والتسلية ، صاروا يجلسون أمام الإنترنت، حيث لا حركة ولا نشاط بدنيّ، ولا نشاط روحيّ، ويتمّ السيطرة بواسطته على أذهانهم من قِبَل الطرف المواجه لنا.
ففي مواجهة الغزو الثقافيّ علينا أن نتعرّف إلى الظاهرة عند أول انتشارها، وحتى قبل أن تصل إلينا، ونفكّر ما هو أسلوب التعامل الحكيم معها، وهذا لا يعني أنّنا دائماً نرفض ما يصل إلينا . فبعض الظواهر نقبلها، وبعضها يمكننا إصلاحها أو الإضافة عليها.
إنّ التأخّر في النهوض والتصدّي، والإدراك والتفكير في المعالجة يؤدّي إلى مشاكل لا يمكن لكم مواجهتها. لذا، لا ينبغي أن تجعلنا الثقافة المهاجمة في موقع ردّة الفعل والانفعال في مواجهتها، بل علينا أن ننهض ونتصدّى لهذه المشاكل بوعي وحكمة.
قلقٌ على اللّغة
يتزايد استخدام المصطلحات الأجنبية لدرجة يعتبر بعضهم أنّ من المعيب عدم استخدام بعض الكلمات الأجنبيّة أثناء الكلام أو أن يُستعاض عنه بكلمات فارسيّة أو عربيّة! يعدّون هذا عاراً! وتُستخدم، يوماً بعد يوم وبهدوءٍ، كتابة الأسماء والكلمات بالخطّ اللاتيني! ما هو الداعي للقيام بهذا العمل؟ وما هي الضرورة التي تستدعي كتابة اصطلاحات أجنبية على حقائب طلاّب المرحلة الابتدائية؟! وهكذا على الألعاب؟ أنا في حيرة من هذا الأمر حقًّا! هذا جزء من الأشياء التي تتحمّلون مسؤوليتها. وإنّني أشعر بالخطر من هذا الأمر. والمطلوب منّا جميعاً أن نتابع هذه المسألة بمنتهى الجديّة والتعامل مع هذه الظاهرة بحكمة ورويّة.
الآفات والمشاكل الاجتماعية وأسبابها الثقافية
في قضية الآفات والمشاكل الاجتماعية وأسبابها الثقافية، لقد أشرتُ إلى مسألة الطلاق، وهناك مسائل المواد المخدِّرة، وأنواع الفساد المالي، والجرائم. حسنٌ، إنّ من تأثيرات الغزو الثقافي للعدو: تزايد عمليات السطو المسلّح على المصارف، حيث شاهدنا هذا أولاً في الأفلام، والآن تحدث هذه العمليات نفسها هنا. إنّهم يتعلّمون من الأفلام طبعاً. يجب علينا أن نعرف ماذا نفعل حاليًا. أي أن نفهم هذه المشكلات بشكلٍ حقيقيّ. وكذلك مسألة عدد السكّان. فإنّ عدد السكان الشباب ينخفض في بلدنا، وسنصل إلى مكانٍ لا يمكن عندها معالجة المشكلة. عدد السكان ليس من المسائل التي يمكن أن نقول عنها: "لا بأس سنفكّر في حلِّها بعد عشرة أعوام"؛ كلّا، فإذا مضت بضعة أعوام، حين تهرم هذه الأجيال، لن يكون هناك علاج لهذه المشكلة.
والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
معرفة القائد دام ظله
في أول لقاء له مع الأمين العام للأمم المتحدة "كوفي أنان"، تطرق السيد القائد دام ظله بدايةً إلى تاريخ غانا ورجالاتها، وأبدى ملاحظات دقيقة حول وضعها السياسي والاقتصادي.
وقد صرّح كوفي أنان بعد لقائه بالقائد دام ظله: "مع أنني من غانا، إلا أنني لا أعرف عن بلدي بالقدر الذي يعرفه السيد الخامنئي. يجب أن يفتخر الإيرانيون والمسلمون أن لديهم مثل هكذا قائد. ليْتَهُ كان هو الأمين العام للأمم المتحدة. "
كما أضاف مخاطباً الصحفيّين: "لقد أسَرَ السيد الخامنئي قلبي منذ بداية اللقاء".
|
إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً
إنّ الآفات والأخطار الثقافية موجودة بالفعل، لكن هناك أيضاً سبل للوقاية منها. لا ينبغي أن تكون الأخطار مبعث خوف للشعوب. دعوا الأعداء يخافوكم واعلموا ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾(النساء: 76) .ربّ العزّة والجلال يقول بشأن فئة من المجاهدين في عصر الرسالة: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾(آل عمران:173-174) فلا بدّ من تشخيص الأخطار حتى لا تحصل الحيرة والتردّد عند مواجهتها، ولنكن على معرفة مسبقة بتشخيص الحلّ والعلاج.
|
لقاؤه دام ظله العاملين في مؤتمر تكريم القادة الشهداء وعشرة آلاف شهيد في محافظة مازندران (16/12/2013)
التقى سماحة القائد الخامنئي دام ظله العاملين في مؤتمر تكريم الشهداء في محافظة مازندران. معتبراً أنّ تكريم الشهداء، وإحياء أسمائهم، والبحث في أعمالهم وإنتاج ما تركوا من آثار كتابةً وتصويراً وصوتاً، في مجال حياتهم وجهادهم وأفعالهم لَعَمَلٌ قيِّمٌ جدّاً.
كما أشار سماحته دام ظله إلى أنّ الدفاع المقدّس كان وسيلةً وواسطةً لكشف الاستعدادات المكنونة لدى الناس ولبروزها بشكلٍ عجيب.
كما أثنى سماحته دام ظله على شجاعة وبطولة أهالي مازندران الذين أبلوا بلاءً ممتازًا في الحرب، قائلاً: وإنّ أهل مازندران من أهل الفداء.. كانوا فدائيّين.. وقد أرسلوا شبابهم إلى جبهات القتال بإخلاص، فذهب شبابهم وثبتوا وقاوموا وقدّموا أكثر من عشرة آلاف شهيد.
حضوره دام ظله مراسم عزاء الأربعين في حسينية الإمام الخميني قدس سره (24/12/2013)
أقامت هيئات عزاء الطلبة الجامعيين مراسم عزاء حاشدة في حسينية الإمام الخميني قدس سره بحضور سماحة القائد الخامنئي دام ظله . وتحدّث سماحته دام ظله للمشاركين في المراسم لدقائق قصيرة شاكراً إيّاهم على إقامتهم هذه المراسم في أربعين الإمام الحسين عليه السلام، معتبراً أنّ هذه الجلسة المفعمة بالحيوية والحماس وبحضور النخبة وبهذا الوعي والاندفاع والإخلاص، لهي من الجلسات منقطعة النظير.
استقباله دام ظله الآلاف من علماء وفضلاء وأهالي مدينة قم المقدّسة (09/01/2014)
استقبل سماحة القائد الخامنئي دام ظله الآلاف من علماء وفضلاء مدينة قمّ المقدسة ومختلف شرائح الشعب فيها، واعتبر في كلمته لهم أن من الأبعاد المهمة لانتفاضة أهالي قم التاريخية في التاسع عشر من دي سنة 1356 [1978]م المبادرة والعمل بالاعتماد على الإيمان الراسخ المصحوب بالبصيرة وفي أصعب الظروف، مؤكداً: الدرس الأهم من دروس حادثة التاسع عشر من دي في قم هو الإيمان الراسخ والبصيرة تجاه العدو وعدم نسيان عدائه، والاعتماد على القدرات والمبادرات الداخلية للشعب وطاقات شبابه من أجل تجاوز المشكلات، وعدم الاتكال على الخارج.
كما أشار سماحته دام ظله إلى أنّ الله قد اعتبر نصر المؤمنين حقاً عليه كما جاء في سورة الروم مثلاً، إذ تعلّق الوعد الحتمي لله تعالى بظروف لم يكن فيها للمؤمنين أي كوّة أمل أمام جبهة الأعداء الهائلة... ويوم خرج الناس والشباب وطلبة العلوم الدينية في قُمّ إلى الشوارع للدفاع عن الإمام الخميني قدس سره ورفعوا راية محاربة الطاغوت، وسالت دماؤهم على الأرض، لم يكن أحد ليتصوّر أن هذا الحدث سيترك مثل هذا التأثير والبركات.
وأضاف القائد دام ظله: إذا لم تشمل النصرة الإلهية المؤمنين في بعض الأحيان فالسبب هو ضعف الإيمان أو خطأ في الإيمان أو الإيمان من دون بصيرة، إذ إنّ عدم البصيرة مثل انعدام العين، والشخص الذي لا عين له لا يمكنه تشخيص الطريق وسيسير في الطريق الخطأ.
وقال دام ظله: هذا هو السبب في تأكيدي الكبير على البصيرة في أحداث التاسع عشر من دي.
كما شدّد سماحته دام ظله على أنه يجب عدم نسيان هدف الجمهورية الإسلامية المتمثّل بتحقيق مبادئ الإسلام وهي التقدُّم المادّي والمعنوي للبشر.
|
س: هل يحقّ للأستاذ الاستهزاء من تلميذ بسبب قلّة ذكائه؟ وما الموقف الشرعي في هذه الحالة؟
ج: لا يجوز للأستاذ إطلاق الكلام المهين والمؤذي على الطالب، فإذا كان عند الطالب مشكلة في الدرس فليتعامل معه على أساس قوانين التعليم التي تحفظ للطالب كرامته وشخصيته وتدفعه للتحسّن علميّاً.