يتم التحميل...

كيف نستقبل أيام الحسين عليه السلام؟

مدرسة عاشوراء

عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه المهدي من آل محمد عليهم السلام.

عدد الزوار: 115

عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه المهدي من آل محمد عليهم السلام.

كربلاء المسيرة الخالدة:

يقول أحد الشعراء الحسينين:
كم يا هلال محرّم تُشجينا***مازال قوسُك نبلُهُ يرمينا
كل المصائب قد تهون سوى***التي تركت فؤاد محمّدٍ محزونا


وفي الرواية عن الإمام الكاظم عليه السلام أنه قال: " كان أبي إذا دخل شهر المحرّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وبكائه ويقول: هو اليوم الذي يُقتل فيه الحسين عليه السلام"

كربلاء الحدث الخالد الذي لن يموت وسيبقى ذكره على مدى التاريخ منطلقاً للوعي الذي أضاء شعلته الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه على تراب كربلاء، ورغم مرور ما يزيد على الألف وأربعمائة عام ها هي كربلاء تعود من جديد، ولم يقدر أحد على إطفاء نورها، تعود كربلاء من جديد لتعطي الحيوية للأمة وتمدّها بالعطاء، وتدفعها إلى المواقع المتقدّمة.

كربلاء تعدّت المساحة الجغرافية لمنطقة معيّنة، وتفاعلت مع كل أرضٍ يعيش فيها المسلمون أجواء الصراع.

تعود كربلاء لنعيش معانيها، وعمق الأهداف التي طرحتها الثورة الحسينية وشهدائها الأبرار، وتطّلعات الإمام الحسين عليه السلام وفكره ونهجه..

نستذكر فيها الثبات على الموقف، والبطولات التي تجسّدت على أرضها، والقيم السامية والنبيلة التي تجلّت في ما حمله الإمام الحسين عليه السلام في قلبه العظيم من إخلاص وحبّ لله تعالى، وهذا ما ظهر واضحاً في أخر اللحظات قبيل شهادته المباركة بعد أن قدّم أهل بيته وأصحابه وأصابه السهم المحدّد، فإذا به يضع يده تحت الجرح فلما امتلأت رمى بدمه نحو السماء وقال: " هوّن ما نزل بي أنّه بعين الله تعالى".

وظهر أيضاً لمّا اشتد به الحال فرفع طرفه عليه السلام إلى السماء وقال: " اللهم متعالي المكان، عظيم الجبروت، شديد المحال، غنيّ عن الخلايق، عريض الكبرياء، قادر على ما تشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد، سابغ النعمة، حسن البلاء، قريبّ إذا دُعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب إليك، قادرٌ على ما أردت، تدرك ما طلبت، شكور إذا شُكرت، ذكورٌ إذا ذُكرت، أدعوك محتاجاً، وأرغب إليك فقيراً، وأفزع إليك خائفاً، وأبكي مكروباً، واستعين بك ضعيفاً، وأتوكل عليك كافياً..."

آداب وأعمال أيام عاشوراء:

عاشوراء اسم لليوم العاشر من محرَّم، وسَّع الناس معناه ليشمل العشر الأوائل من هذا الشهر، لكن إمام الأمة الراحل قدس سره أكدَّ على توجيهات أهل البيت عليهم السلام وأعلن أن كلَّ يوم هو عاشوراء، إلا أن المنطلق هو شهر محرَّم الذي كان له خصوصية في تعامل أهل البيت عليهم السلام معه وآداب ينبغي للموالين لهم التحلي بها نذكر منها:

1-إظهار الحزن: فعن الإمام الرضا عليه السلام: " كان أبي عليه السلام إذا دخل شهر محرَّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه"، وإظهار الحزن لا يكون من خلال الكآبة والبكاء فقط بل من خلال إعلان حالة الحداد بشكل عام وفي هذا قال إمام الأمة الراحل قدس سره: " لترتفع رايات عاشوراء المدمَّاة أكثر فأكثر معلنة حلول يوم انتقام المظلوم من الظالم".

2- البكاء على الإمام الحسين عليه السلام: فعن الإمام الرضا عليه السلام: " فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام". وللبكاء على الإمام الحسين عليه السلام دلالات يعبّر الإمام الراحل قدس سره عن جانب منها بقوله:" البكاء على مصاب الإمام الحسين عليه السلام هو إحياء للثورة، وإحياء لفكرة وجوب وقوف الجمع القليل بوجه إمبراطورية كبيرة".

3- تعزية المؤمنين: فعن الإمام أبي جعفر عليه السلام: "....... ثم ليندب الحسين ويبكه، ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه.... وليعزِّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين عليه السلام. قلتُ: وكيف يعزي بعضنا بعضاً؟ قال: تقول: عظَّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام، وجعلنا من الطالبين بثأره مع وليِّه الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف من آل محمد" وتعزية المؤمنين بعضهم البعض بمصاب الإمام الحسين عليه السلام فيه صورة من صور التبليغ عن رسالة شهر محرَّم الذي عبر عنه الإمام الخميني قدس سره: بأنه شهر انتصار الدم على السيف، شهر تمكن فيه الحق من دحض الباطل ودمغ جبهة الظالمين والحكومات الشيطانية بختم البطلان. شهر علَّم الأجيال. على مر التاريخ. طريق الانتصار على الرماح، شهر سُجلت فيه هزيمة القوى الكبرى أمام كلمة الحق. شهر علمنا فيه إمام المسلمين طريق مواجهة الظالمين على مدى التاريخ".

4- زيارة الإمام الحسين عليه السلام: فعن الإمام الباقر عليه السلام: " من زار الحسين بن علي عليهما السلام في يوم العاشر من المحرَّم يظلُّ عنده باكياً لقي الله عز وجل يوم يلقاه بثواب ألفي حجة وألفي عمره وألفي غزوة كثواب من حجَّ واعتمر وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ومع الأئمة الراشدين" وبعد أن ذكر الإمام الباقر عليه السلام زيارة عاشوراء عقَّب قائلاً: "وإن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة في دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك"، ولزيارة الإمام الحسين عليه السلام. إضافة إلى الثواب العظيم. أثر كبير في التاريخ والحاضر في المحافظة على الإسلام، وهذا ما أشار إليه الإمام الراحل قدس سره بقوله : " احيوا ذكر واقعة كربلاء واحيوا ذكر الاسم المبارك لسيد الشهداء، فبإحيائهما يحيا الإسلام".

5-إنشاد الشعر الحسيني واستماعه: فعن الإمام الصادق عليه السلام : " من أنشد في الحسين عليه السلام بيتاً من الشعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة". وجرت العادة أن يكون الإنشاد للشعر الحسيني واستماعه في مجالس عاشوراء التي دعا الإمام الخميني قدس سره إلى تفعيلها بقوله: " لتقام مجالس ذكرى سيد المظلومين والأحرار بجلال أكثر وحضور أكثر فهي مجالس غلبة قوى العقل على الجهل والعدل على الظلم والأمانة على الخيانة، وحكومة الإسلام على حكومة الطاغوت". وأيضاً يكون إنشاد هذا الشعر واستماعه في مواكب اللطم التي دعا الإمام الراحل قدس سره إلى الاستفادة من مضمونه فيما قال : " يجب أن يكون للطم الصدور محتوى أيضاً".

هذه نبذة من آداب عاشوراء اليوم الذي كان بحسب الإمام الخميني قدس سره يوم الولادة الثانية للإسلام والمسلمين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


* سماحة الشيخ خليل رزق.

2013-11-04