الإيمان بالرزق المقسوم
آداب التجارة
المسلم يؤمن أن رزقه مقسوم له، وأنه لن يموت قبل أن يستوفي تمام رزقه. أما أساليب الاحتيال والتجاوز والتدليس والغش و"الشطارة" فلا تقدم على صعيد الربح ولا تؤخر، إنما تزيده إثماً إلى آثامه.
عدد الزوار: 275
المسلم يؤمن أن رزقه مقسوم له، وأنه لن يموت قبل أن يستوفي تمام رزقه.
أما أساليب الاحتيال والتجاوز والتدليس والغش و"الشطارة" فلا تقدم على صعيد الربح
ولا تؤخر، إنما تزيده إثماً إلى آثامه.
فالبائع الذي ينقص من البضاعة عند الكيل أو الوزن، والبناء الذي يخالف شروطه مع
المشتري ويغصب ماله، والميكانيكي الذي "يخترع" عطلاً أو يعظمه، والمحاسب الذي يزيد
على فاتورة الحساب.. كل هؤلاء إنما يغشون أنفسهم قبل غيرهم، دون أن يزيدوا في
رزقهم شيئاً، ﴿إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين﴾.
قال الله عز وجل: ﴿وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها﴾.
فالله سبحانه جعل رزقاً لكل واحد منا، نحن البشر، كما جعل ذلك للنملة والطائر
والسمكة والبعوضة والفيل...
يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام في نهج البلاغة: "أنظروا إلى النملة في صغر
جثتها ولطافة هيئتها، لا تكاد تنال بلحظ البصر، ولا بمستدرك الفكر، كيف دبت على
أرضها، وصبت على رزقها، تنقل الحبة إلى جحرها، وتعدها في مستقرها. تجمع في حرها
لبردها، وفي ورودها لصدرها، مكفولة برزقها، مرزوقة بوفقها. لا يغفلها المنان، ولا
يحرمها الديان ولو في الصفا اليابس والحجر الجامس".
هل التجارة بالتذاكي؟
كلا ليست كذلك، لأننا لا نرى الأكثر ذكاء أو احتيالاً، غنياً،...، ولا نرى الأكثر
سذاجة وحمقاً فقيراً.
بل ربما نرى العكس، والشواهد على ذلك كثيرة!
وهذا من رحمة الله للعباد حتى لا يتكلوا على ما عندهم من أنانية وشيطنة وتخابث.
أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه: أتدري لم رزقت الأحمق؟
قال: لا.
قال الله تعالى: ليعلم العاقل أن طلب الرزق ليس بالاحتيال.
وفي النص عن علي أمير المؤمنين عليه السلام : "لو جرت الأرزاق بالألباب والعقول، لم
تعش البهائم والحمقى".
رزقك يطلبك وسيصلك لا محالة:
قيل لأمير المؤمنين عليه السلام : لو سد على رجل باب بيت، وترك فيه، من أين كان
يأتيه رزقه؟
فقال عليه السلام : "من حيث يأتيه أجله".
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "... لن تموت النفس حتى تستكمل رزقها،
فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحمل أحدكم استبطاء شيء من الرزق أن يطلبه بغير
حله، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته".
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : "لو أن ابن آدم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه
رزقه".
بل حتى لو وجد عبد يريد الفرار من رزقه، لما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
روي عن مولانا رسول الله: "إن الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه كراهية كاره".
* كتاب أخلاق التاجر، سماحة السيد سامي خضرة. 2013-10-26