ترك الصلاة

إن الله تعالى جعل الصلاة مثال التواصل بينه وبين عباده، وهي من أهم الواجبات الإسلامية، وقد حثّ عليها القرآن الكريم في كثير من آياته، فقال: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾¹، وكذلك أكّد على الالتزام بأدائها في توقيت محدّد: ﴿فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾². فلا بد أن نَعرف قيمتها ونحافظ عليها ونستفيدَ من بركاتها، ونراعي حضور القلب فيها.

رواية شريفة

في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر قال: "يا أبا ذر: "جعل الله جلّ ثناؤه قرّة عيني في الصلاة، وحبّب إليّ الصلاة كما حبّب إلى الجائع الطعام، وإلى الظمآن الماء، وإنَّ الجائع إذا أكل شبع، وإنَّ الظمآن إذا شرب روى، وأنا لا أشبع من الصلاة"³.

الصلاة مظهر التوحيد

روي عن عن الصادق عليه السلام أنَّه قال عندما سُئِل: "أيُّ الأعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال: ما من شي‏ء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة"⁴.

التهاون في الصلاة

1- القيام إلى الصلاة ناعساً ومتكاسلاً: فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: "لا تقم إلى الصلاة متكاسلاً ولا متناعساً ولا متثاقلاً ؛ فإنّها من خلل النفاق، وإنّ الله نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعني من النوم"⁵.
2- عدم الصلاة في الوقت: عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلّى الصلاة لغير وقتها رفعت له سوداء مظلمة تقول ضيّعتني ضيّعك الله كما ضيّعتني."⁶.
3- التهاون في أداء الصلاة: عن الإمام الباقر عليه السلام: "لا تتهاون بصلاتك؛ فإنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال عند موته: ليس مني من استخف بصلاته"⁷.
4- عدم إتمام الصلاة: عن الإمام الباقر عليه السلام: "بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس في المسجد إذ دخل رجل فقام يصلي فلم يتم ركوعه ولا سجوده، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: نقر كنقر الغراب، لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتن على غير ديني"⁸.
5- الغفلة أثناء الصلاة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يقبل الله صلاة امرئ لا يحضر قلبه فيها مع بدنه"⁹.

ارتكاب الذنب والحرمان من صلاة الليل

عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "إنّ الرجل ليذنب الذنب فيحرم صلاة الليل، وإنّ العمل السيّئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم"¹⁰.

مفاتيح الصلاة

1- الخشوع: قال تعالى في محكم كتابه الكريم ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾¹¹.
2- الطمأنينة: يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾¹².
3.التفهيم: على الإنسان أن يخاطب عقله وقلبه وروحه بقصد أن يفهمها ما ينطق به بلسانه.

من القلب!

أخي العزيز، الصلاة معراج المؤمن إلى الله تعالى، فمن يُريِد أن يصل إلى الله فالصلاة خير بداية، ومن أراد أن يناجي الله، فالصلاة خير نجوى. ألا ترى أنّ الله تعالى، وبسبب رحمته ورأفته الواسعتين، جعل لنا الصلاة لكي نتقرب إليه في كل يوم، ونعلن له العبودية، ونرفع له أكفّ الدعاء والتوبة؟ فمن يترك هكذا فرصة للتقرب من الله تعالى؟!