يتم التحميل...

مواعظ في سطور-5

مواعظ في سطور

أوثق عرى الإيمان - التألُّم من الإدبار - النظرة إلى الخلق - سبل تسلط الشيطان - تزاحم الخواطر - واقع القرآن الكريم - جهاز الإرادة - تجليات التوجه للحق - الحضور فرع الإحضار - شدة التعبير - ساعات الفراغ - وجه الرب - ميل العبد بوجهه - لذة الأنس بالحق - لذة مخالفة النفس - القلب السليم...

عدد الزوار: 355

أوثق عرى الإيمان
إن من أوثق عرى الإيمان هو (الحـبّ) الذي تبتـني عليه هذه العلاقة المقدسة بين العبد وربه..ولا ينقدح هذا الحب في القلب إلا بعد انحسار جميع (الحجب) في النفس، ولا تمنح هذه الجوهرة - التي لا أغلى منها في عالم الوجود - إلا للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية لتلقّي هذه الجوهرة النفيسة..وإن هذا الحب بعد اكتمال مقدماته، يستشعره القلب بين الفترة والفترة، فيكون بمثابة النور الذي كلما أضاء للإنسان مشى في الطريق..ويستمر العبد في سيره التكاملي - بمعونة الحق - إلى أن يستوعب ذلك الحب جميع (أركان) القلب، فلا حب إلا لله أو لمن له فيه نصيب.. ولو أمضى العبد كل حياته - بالمجاهدة المضنية - ليمتلك هذه الجوهرة قبيل رحيله من الدنيا، لكان ممن ختم حياته بالسعادة العظمى، ولاستقبل المولى بثمرة الوجود، وهدف الخلقة، أولئك الأقلون عددا، الأعظمون أجرا، لا ينصب لهم ديوان ولا كتاب.

التألُّم من الإدبار
إن التألم الشديد من (مرارة) البعد عن الحق، وعدم استشعار لذة المواجهة في الصلاة وغيرها، ومواصلة تقديم الشكوى من هذه الحالة للحق الودود، والتحرز من موجبات إعراض الحق المتعال، مما قد يوجب (ارتفاع) هذه المرارة أو تخفيفها..وكلما طالت هذه الفترة من الادبار والتألم، كلما كانت ثمرة الإقبال أجنى وأشهى..فالمؤمن اللبيب لا ييأس لما هو فيه من الإدبار، وإن كانت هذه الحالة - في حد نفسها - مرضا يخشى مع استمرارها موت القلب..ولطالما اتفق أن أثمر هذا الادبار المتواصل إقبالا (شديد) راسخا في القلب، بعد سعي العبد في رفع موجباته التي هو أدرى بها من غيره.

النظرة إلى الخلق
لو اعتقد العبد اعتقادا راسخا أن الخلق (عيال) الله تعالى - ومنهم أهله وعياله - لانقلبت لديه موازين التعامل معهم رأسا على عقب، فيمتلك بذلك قدرة (مضاعفة) على تحمّل الأذى منهم، لعلمه أن ذلك كله بعين المولى تعالى الذي يرعى عياله بعد خلقه لهم..بل يزداد (حـبّه) ورأفته لهم، زائدا عن مقتضى العلاقة البشرية المتعارفة بين المخلوقين..كما (يبارك) المولى فيمن يحيط به من عياله، ويجعلهم قرة عين له كما ذكر القرآن الكريم، إكراماً لقصده في إكرام من هم عيال الله تعالى، وأحب الخلق إليه - كما روي - من نفع عيال الله، أو أدخل على أهل بيت سروراً..وقد روى عن النبي (ص) أنه قال: (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة، أحسنكم أخلاقاً وخيركم لأهله…وأنا ألطفكم بأهلي)البحار-ج71ص387.

سبل تسلط الشيطان
إن من موجبات تسلط الشيطان على العبد أمور منها:
- عدم الرؤية له ولقبيله كما يصرح القرآن الكريم.
- استغلال الضعف البشري إذ (خلق الإنسان ضعيف).
- الجهل بمداخله في النفس إذ هو أدرى من بني آدم بذلك.
- الغفلة عن التهيؤ للمواجهة في ساعات المجابهة.
والاعتصام بالمولى الحق رافع لتلك الموجبات ومبطل لها، فهو (الذي يرى) الشيطان ولا يراه الشيطان فيبطل الأول..وهو (القوى العزيز) الذي يرفع الضعف فيبطل الثاني..وهو (العليم الخبير) الذي يرفع الجهل فيبطل الثالث..وهو (الحي القيوم) الذي يرفع الغفلة فيبطل الرابع.

تزاحم الخواطر
إن من الملفت حقا تزاحم الخواطر بشكل كثيف حال الصلوات، مما يكشف عن تكاتف قوى الشر من الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء، في صرف المصلي عن مواجهة المولى جل ذكره..وليعلم أن ما كان من الخواطر (غير اختياري) تقتحم النفس اقتحاما، فذلك مما لا (يخشى) من إفساده، وذلك كمن يصلي في السوق ويمر عليه في كل لحظة من يحرم النظر إليه..فالموجب للإفساد هو متابعة الصور الذهنية الفاسدة (بالاختيار)..ولطالما أمكن للمصلي قطع هذه الصور التي تصد عن ذكر الحق - ولو في أبعاض صلاته - ولكن يهمل أمرها طوعا، فتكون صلاته ساحة لكل فكر وهمّ، إلا محادثة المولى عز وجل..ولهذا يصفه الحديث قائلا: (وإن منها لما تلف كما يلف الثوب الخَلِق، فيضرب بها وجه صاحبه)البحارج84ص316.

واقع القرآن الكريم
إن مما يقطع به المتأمل هو أن واقع القرآن الكريم، ليس ما نجريه على ألسنتنا طلبا لأجر التلاوة فحسب، وان كانت ظواهر الألفاظ - في مقام الامتثال - حجة على صاحبها..وذلك لأن المعاني التي أنزلهـا المولى على قلب نبيه (ص) بحقائقها (الملكوتية)، لم يدركها إلا من خوطب بها وهم النبي وآله (عليهم السلام)..وعليه فان استيعاب هذه المعاني - التي توجب تصدع الجبال لو أنزلت عليها - يحتاج إلى استمداد من الحق، لتتحقق (المسانخة) التي تؤهل القلب لتلقّي مرتبة من تلك المعاني السامية، وهي مرحلة (انفتاح) الأقفال التي يشير إليها القرآن الكريم..ومن مقدمات هذا الانفتاح: التلاوة الكثيرة، والتدبر العميق، والعمل بالمضامين مهما أمكن.

جهاز الإرادة
إن الذي يوجّه الإنسان في ساحة الحياة، هو ذلك الجهاز الذي (تنبثق) منه الإرادة، و هذه الإرادة هي التي (تصدر) أوامرها لعضلات البدن، فيتحرك نحو المراد خيرا كان أو شراً..وليس من المهم أن نعلم - بعد ذلك - موقع هذا الجهاز أو آلـيّة عمله..وليعلم أن للشياطين همها في الاستيلاء على هذا الجهاز المريد، إذ كما أن الاستيلاء على المملكة يتوقف على التحكم في قصر السلطان بما فيه، كذلك فإن جنود الشيطان تسعى لاحتلال مركز (الإدارة والإرادة) في مملكة الإنسان، وذلك بالتآمر مع جنود الهوى في النفس..ولكنه بالمقابل فإن جنود الرحمن أيضا تسعى لحكومة النفس، مستعينة بدواعي العقل و الفطرة والهدى..والمسيطر - في النهاية - على ذلك المركز الخطير في الوجود، هو الذي يتحكم أخيرا في حركات العبد وسكناته، وقد عبّـر الإمام الصادق عليه السلام عن ذلك الجهاز المسيطر بقوله: (به يعقل ويفقه ويفهم، وهو أمير بدنه الذي لا يرد الجوارح ولا يصدر إلاّ عن رأيه وأمره)..فالمشتغل بتهذيب الظاهر مع إهمال الباطن، كمن يريد إدارة الحكم و شؤون القصر بيد غيره..وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام ما يصور هذه المعركة الكبرى القائمة بين هذين المعسكرين في عالم الوجود، وذلك بقوله في دعاء الصباح: (وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان، فقد وكلني خذلانك إلى حيث النصب والحرمان).

تجليات التوجه للحق
إن التوجه إلى الحق سبحانه يتجلى في صور مختلفة..فصورة منها تكون مقرونةً (بالحنين) شوقاً إلى لقائه..وثانية مقرونةً (بالبكاء) حزناً على ما فرط في سالف أيامه..وثالثة مقرونة (بالبهت) والتحير عند التأمل في عظمته وهيمنته على عالم الوجود..ورابعة مقرونة (بالخوف) من مقام الربوبية..وخامسة مقرونة (بالمسكنة) والرهبة عند ملاحظة افتقار كل ممكن حدوثا وبقاء إلى عنايته الممدة لفيض الوجود..وسادسة مقرونةً (بالمراقبة) المتصلة وذلك للإلتذاذ بالنظر إلى وجهه الكريم..وعندها تتحد الصور المختلفة للتجلي، ليحل محلها أرقى صور الطمأنينة والسكون.

الحضور فرع الإحضار
إن حضور القلب في الصلاة فرع (إحضاره)، وهو فرع سيطرة الإنسان على القلب بما فيه من هواجس وخواطر..وهذا الأمر لا يحصل إلا بالرياضة والمجاهدة، وحبس النفس - فكرا وإرادة وميلا - على ما يقتضه العقل المستسلم لإرادة الحق المتعال..وليُعلم أن ضبط الخواطر والسيطرة عليها من أصعب الأمور، لأنها تتوارد على القلب بغير حساب..وطرد الخاطرة - وخاصة الملحّة منها - عسير بعد تمكنها في القلب، ولطالما ترسخت الخواطر السيئة وصارت مادة (لمـيل) النفس، ثم (إرادة) ما تقتضيه الخاطرة، ثم (سوق) البدن لتحقيق تلك الخاطرة التي وردت على القلب من دون سابق تفكير..وهذا سبيل من سبل خذلان العبد، لسوء فعله المستوجب لذلك.

شدة التعبير
عندما يتأمل المتأمل في روايات المعصومين عليه السلام يجد أنهم يتطرقون إلى بعض الأمور بشيء من التأكيد، يتجلى من خلال شدة التعبير وقوة التمثيل، لردع أصحابها عن ارتكاب تلك الأمور..فإننا نلاحظ غفلة معظم الخلق عن حقائق واضحة، بها قوام سعادتهم في الدنيا والآخرة، وعليه فإن التذكير بهذه الحقائق الجامعة بين الوضوح والمصيرية في حياة العباد، يحتاج إلى شيء من العنف والشدّة لتحريك هذا الوجدان، بما يوجب انقلاباً في النفس يوقظها بعد طول سبات..ومن هذه الروايات المعبّـرة عن شدة تأذي أولياء الحق من طبيعة علاقة العباد بربهم، ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (ما أعرف أحداّ، إلا وهو أحمق في ما بينه وبين ربه)البحار-ج78ص107.

ساعات الفراغ

تمر على الإنسان ساعات كثيرة من الفراغ الذي يتخلل النشاط اليومي، ولو عُدّت هذه الساعات لمثلّت مساحة كبيرة من ساعات عمره..فالمؤمن الفطن لا بد وان يكون لديه ما يملأ هذا الفراغ: إما بقراءة نافعة، أو سير هادف في الآفاق، أو قضاء حاجة لمؤمن مكروب، أو ترويح للنفس حلال..وإن من الأمور التي يحرم منها غير المؤمن، هو العيش في عالم التفكر (والتدبر) الذي قد يستغرق ساعات عند أهله، يناجي المولى فيها بقلبه، كما قد يشير إليه الحديث الشريف: (وكلّمهم في ذات عقولهم)..فيسيح في تلك الساعة بقلبه، سياحة تدرك لذتها ولا يوصف كنهها..وهي سياحة لا تحتاج إلى بذل مال ولا صرف جهد، ومتيسرة لصاحبها كلما أراد في ليل أو نهار بتيسير من الحق المتعال..ومن مواطن هذه السياحة المقدسة (أعقاب) الصلوات و(جوف) الليل، وهي سياحة لا تدرك بالوصف بل تنال بالمعاينة.

وجه الرب
لو مال العبد بوجهه عن المولى، لمال المولى بوجهه عنه، كما ذكره السجاد عليه السلام عند ذكره لحقيقة الوقوف بين يدي الجبار (البحار-ج46ص34)..فلو استحضر العبد - هذه الحقيقة - في كل مراحل حياته، لكان ذلك كافيا (لردعه) عن كثير من الأمور، خوفا من الوقوع في جزاء ذلك الشرط وما أثقله من جزاء !..وإذا مال المولى بوجهه عن العبد، فإن استرجاع التفاتة المولى مرة أخرى يحتاج إلى جهد جهيد..فالأولى بذي اللب (ترك) ما يوجب ميل وجه المولى، بدلا من (طلب) الالتفات بعد الميل..ويترقى الإنسان في سلم التكامل إلى مرحلة يرى فيها جهدا مرهقا في أن يميل بوجهه إلى غير الحق تبارك وتعالى، بل يصل الأمر في المعصوم إلى استحالة ذلك، بما لا يتنافى مع الاختيار المصحح للمدح والجزاء.

ميل العبد بوجهه
تكررت عبارة (وجه الرب) في نصوص كثيرة..فالذي لا يستشعر جمال هذا الوجه - ولو في لحظات من حياته - كيف يمكنه ابتغاء ذلك الوجه ؟!..إذ أن الإنسان لا يتوجه نحو جمال مجهول لديه..ومن هنا صعب قصد القربة (الواقعية) الخالصة لغير العارفين بالله تعالى، إذ كيف يقصد القربة إلى وجه لم يستشعر جماله و لو في أدنى مراتبه ؟!..وشتان بين قَصْد من (شاهد) الجمال المطلق، وبين قصد من (وطّن) نفسه على هذا القصد في عالم النية والألفاظ فحسب.

لذة الأنس بالحق
إذا مُنح العبد - من قِبَل المولى - ساعة الأنس واللقاء ودرك الجمال المطلق الذي يترشح منه كل جمال في عالم الوجود، لكان ذلك بمثابة زرع الهوى (المقدس) الذي يوجب حنين العبد لتلك الساعة..ولكان علمه بان تلك الساعة حصيلة استقامة ومراقبة متواصلة قبلها، (مدعاة) له للثبات على طريق الهدى عن رغبة وشوق، لئلا يسلب لذة الوصال التي تهون دونها جميع لذائد عالم الوجود.

لذة مخالفة النفس
إن مخالفة النفس في كثير من المواطن وخاصة في موارد (التحدي) الشديد، تفتح آفاقا واسعة أمام صاحبها لم يكتشفها من قبل..هذا (الفتح) وما يستتبعه من التذاذ بكشف الآفاق الجديدة في نفسه، مدعاة له لتيسير مخالفة الهوى، لدرجة يصل العبد إلى مرحلة (احتراف) مخالفة النفس، فلا يجد كثير عناء في ذلك توقعا للثمار، إذ يصبر أياما قصاراً، تعقبها راحة طويلة..شأنه في ذلك شأن أبناء الدنيا في تحمّل بعض المشاق، وترك بعض اللذائذ الدنيوية طلبا للذة أدوم وأعمق، كالمتحمل للغربة جمعا للمال، وكالتارك لبعض هواه تقربا لمن يهواه.

القلب السليم
إن إتيان المولى بالقلب السليم، يعد أمنية الأمنيات وغاية الطاعات..والذي يميّز القلب وهو مركز (الميل) عن الفكر وهو مركز (الإدراك) عن الجسد وهو آلة (التنفيذ): أن القلب يمثل مركزاً للتفاعل الذي ينقدح منه الانجذاب الشديد نحو ما هو مطلوب ومحبوب، سواء كان حقا أو باطلا..فلا الفكر ولا البدن يقاوم - عادة - رغبة القلب فيما تحقق منه الميل الشديد..ولذا نرى هذا التفاني نحو المراد عند من يشتد ميلهم إليه، ولا ينفع فيهم شيء من المواعظ والوصايا حتى الصادرة من رب العالمين..وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في ذيل قوله تعالى (وسقاهم ربهم شرابا طهور): (يطهرهم عن كل شيء سوى الله..إذ لا طاهر من تدنس بشيء من الأكوان إلا الله) مجمع البيان-ج 10 ص 623.

الجمع بين المقامين
إن مَثَل مَن يشتغل بحوائج الخلق و إرشادهم من دون التفات إلى (العلاقة) الخاصة بينه وبين ربه، كمثل من يعمل في حضرة السلطان من دون التفات إليه، وان اشتغل بقضاء حوائج عبيد ذلك السلطان..فان مِثْل هذا العبد قد يكون مأجورا عند مولاه (لاشتغال جوارحه)، إلا أنه محروم من العناية الخاصة المبذولة لذاكريه في كل آن، وذلك (لانشغال جوانحه)..فإن ما يُعطى في الذكر الدائم، لا يُعطى في خدمة الخلق حال الذهول عن الحق المتعال..والجمع بين المقامين يتجلى في قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكور)، فهو إطعام للخلق ولكنه لوجه الحق الذي لا يُتوقع معه شكرٌ ولا جزاء.

شياطين القلوب
إن الاعتقاد بأن الشياطين (يحومون) حول قلوب بني آدم، وأن له سلطاناً على الذين يتولونهم، يستلزم (الحذر) الشديد أثناء التعامل مع أي فرد - ولو كان صالحا - لاحتمال (تجلّي) كيد الشيطان من خلال فعله أو قوله، ما دام الشيطان يوحي زخرف القول وينـزغ بين العباد كما ذكر القرآن الكريم، وهذا الحذر من المخلوقين من لوازم انتفاء العصمة عنهم..ومن ذلك يعلم ضرورة عدم الركون والارتياح التام لأي عبدٍ - وإن بلغ من العلم والعمل ما بلغ - كما يقتضيه الحديث القائل: (إياك أن تنصب رجلا دون الحجة، فتصدقه في كل ما قال) البحار-ج73ص153.

مقام الدعوة إلى الله
إن الدعوة إلى الله تعالى منصب مرتبط بشأن من شؤون الحق المتعال، ولهذا قال عن نبيه (ص): (وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منير)..فمالم يتحقق (الإذن) بالدعوة، لكان الداعي (متطفل) في دعوته، غير مسدد في عمله..فالقدرة على التأثير في نفوس الخلق، هبة من رب العالمين، ولا يتوقف كثيرا على إتقان القواعد الخطابية، فضلا عن تكلف بعض المواقف التي يراد منها تحبيب قلوب الخلق، وقد ورد في الحديث: (تجد الرجل لا يخطئ بلام ولا واو، خطيبا مصقعاً، ولقلبه أشد ظلمة من الليل المظلم، وتجد الرجل لا يستطيع يعبر عما في قلبه بلسانه، ولقلبه يزهر كما يزهر المصباح) الكافي -ج2ص422..ولهذا عُـبّر عن بعضهم - من ذوي التأثير في القلوب - بأن لكلامه (قبول) في القلوب..

2013-07-01