كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في احتفال عيد المقاومة والتحرير
2013
أشكر حضوركم جميعاً، وأرحب بكم في عيدكم، عيد انتصاركم وعيد مقاومتكم وعيد خلاصكم من الإحتلال. إنني في البداية أتوجه إليكم بالتبريك بمناسبة الذكرى العظيمة والعطرة لولادة مولانا وسيدنا، أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وأتوجه إليكم أيضاً بالتهنئة والتبريك...
عدد الزوار: 95
كلمة سماحة الأمين العام لحزب
الله السيد حسن نصر الله في احتفال عيد المقاومة والتحرير في مشغرة_25-5-2013
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربِّ
العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبييّن أبي القاسم محمد وعلى
آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته .
أشكر حضوركم جميعاً، وأرحب بكم في عيدكم، عيد انتصاركم وعيد مقاومتكم وعيد خلاصكم
من الإحتلال. إنني في البداية أتوجه إليكم بالتبريك بمناسبة الذكرى العظيمة والعطرة
لولادة مولانا وسيدنا، أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وأتوجه
إليكم أيضاً بالتهنئة والتبريك بمناسبة هذا العيد الوطني الكبير عيد المقاومة
والتحرير.
في هذه اللحظات نستحضر كل التضحيات وكل الشهداء وعوائل الشهداء، وكل الجرحى وكل
الأسرى والذين خرجوا من السجون، وكل أهلنا وشعبنا الذين صمدوا في أرضهم والذين
تحملوا التبعات، نستحضر كل المضحّين من الجيش والشعب والمقاومة، من اللبنانيين
والفلسطينيين والسوريين، وفي مقدّمهم القادة الكبار، سيد شهداء المقاومة الإسلامية
السيد عباس الموسوي وشيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب، وقائد هذا
الإنتصار في الميدان الشهيد القائد الحاج عماد مغنية وجميع الشهداء المضحين الذين
لولا تضحياتهم لما كان الإنتصار ولما كان العيد.
وأوجه التحية بالأخص إلى أهلنا في البقاع الغربي الذين أردنا أن يكون احتفالنا هذا
العام في ظهرانيهم وبينهم وعندهم وفي رحابهم وفي ضيافتهم لنستذكر من هذه الأرض
الطيبة شهداءها الكبار ومجاهديها الأعزاء وشعبها الوفي والأبي والصابر والصامد الذي
قدّم التضحيات الجسام، ولنعيد ونعلن تقديرنا لأهل هذه المنطقة ودورها المركزي في
تاريخ المقاومة وفي جهاد المقاومة وفي تضحيات المقاومة وفي انتصار المقاومة.
يقول الله تعالى في كتابه المجيد "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أَخْرِج قومك من
الظلمات إلى النور وذكّرهم بأيّام الله إنّ في ذلك لآيات لكلّ صبّار شكور".
يوم 25 أيّار 2000 هو بحق يوم من أيّام الله تعالى، تجلت فيه رحمة الله وبركاته
ونصره وتأييده وكرمه وجوده لشعبنا الصابر والمقاوم، وتجلّى فيه غضب الله وسخطه
وقهره واقتداره على الصهاينة الذين احتلوا واعتدوا وأذلّوا وقهروا، فكان انتصارنا
يوماً من أيّام الله، وكانت هزيمتهم التاريخية يوماً من أيّام الله. مثل هذا اليوم
الذي صار عيداً للمقاومة والتحرير يجب أن يبقى حيّاً في ذاكرتنا وينتقل من جيلٍ إلى
جيل.
مثل هذا اليوم، أيها الإخوة والأخوات، الذي صار عيداً للمقاومة والتحرير يجب أن
يبقى حياً في ذاكرتنا وينتقل من جيل إلى جيل، إلى الأولاد والأحفاد وأولاد الأحفاد،
لأنه يختصر تجربة تاريخية وطنية عميقة، ويختصر تضحيات جساماً ويختصر دروساً وعبراً
وآلاماً وآمالاً، ولأنه هو الطريق المفتوح دائما إلى المستقبل العزيز والكريم
والشريف.
هذا يوم من أيام الله يجب أن لا ينسى، وكذلك الأيام في عصرنا، هذا اليوم الذي خرجت
فيه إسرائيل من قطاع غزة بفعل المقاومة الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني في
أيلول 2005، كذلك اليوم الذي خرجت فيه أمريكا من العراق بفعل المقاومة العراقية
وتضحيات الشعب العراقي في كانون الأول 2011، هذه أيام عظيمة يجب أن تتحول إلى أعياد
مجيدة على مستوى الوطن وأيضاً على مستوى الأمة، هي ليست أعياداً للبنانيين أو
للفلسطينيين في غزة أو للعراقيين، وإنما هي أعياد للأمة كلها، المستهدفة بالمشروع
الأمريكي الصهيوني، والذي تجسّده هذه الإحتلالات العسكرية لبلادنا وأراضينا يجب أن
لا تنسى، وكذلك يجب أن لا تنسى الأيام الحزينة جداً ويجب أن نتذكرها في كل عام، يوم
النكبة في أيار 1948، يوم النكسة في حزيران 1967 ونضعها قرب بعض في تاريخنا المعاصر،
هناك نكبة وهناك نكسة، وهناك انتصارات، النكبة التي حلت عام 1948 هي ليست نكبة
فلسطين وشعب فلسطين فقط، وإنما هي نكبة كل العرب وكل المسلمين وكل شعوب المنطقة من
مسيحيين ومسلمين، ومن الخطأ أن نتعاطى مع هذه النكبة على أنها تعني بلداً محدداً
وشعباً محدداً. إن أمتنا ومنطقتنا وشعوب منطقتنا ما زالوا حتى اليوم وبعد 65 عاما
يتحملون تبعات وآثار وتداعيات والنتائج السلبية والخطيرة لتلك النكبة، وكذلك عندما
نتحدث عن النكسة يجب أن نتذكر تلك الأحداث الأليمة لنأخذ منها العبرة ونستخلص منها
الدروس ونشحذ من خلال الإنتصارات التي حصلت هممنا. البعض يريدنا أن ننسى كل تلك
الأيام لأنه يريدنا بلا ذاكرة وبلا تاريخ، وبالتالي بلا قضية.
أيها الإخوة والأخوات.. نحتفل بالعيد هذا العام ونحن نواجه كلبنانيين وكشعوب منطقة
مجموعة من التهديدات والتحديات والأخطار، لكن يتقدمها خطران كبيران سأتحدث عنهما في
الوقت المتاح وعن مواجهتهما: الأول هو الخطر القائم والدائم منذ النكبة وهو إسرائيل
ونواياها وأطماعها ومشاريعها.. هذا الأول.
والثاني هو التحولات الحاصلة في سورية، يعني في جوارنا، على حدودنا، على بوابات
مدننا وقرانا وبيوتنا وبروز التيارات التكفيرية في الميدان.
في مواجهة الخطر الأول ننظر أولاً جنوباً، وبتنا في زمن مضطرين للنظر جنوباً وشمالاً،
أولاً جنوباً هذه إسرائيل تواصل تنفيذ مشروعها في فلسطين المحتلة بكل طمأنينة، وهي
لا تتعرض حتى للانتقاد من المجتمع الدولي، تهويد القدس، تهويد فلسطين، مصادرة
الأراضي في بقية الأراضي بـ48، الإستيطان بالضفة الغربية الأسرى... الخ.
وهذه إسرائيل أيضاً منذ حرب تموز 2006 كل يوم تتدرب وتتجهز وتضع خططاً وتعيد النظر
في الخطط وتناور على الحروب، وأذرع مشتركة، وأيضا تناور على الجبهة الداخلية. من
عام 2006 وحتى اليوم بعد عام أجرت اسرائيل مناورة ما يسمى بالجبهة الداخلية أسمتها
نقطة تحول واحد، وفي العام التالي نقطة تحول 2 ثم تحول 3 فـ4 فـ5 ثم 6. كل سنة هناك
مناورة كاملة في كامل الكيان على مستوى الجبهة الداخلية ماذا تعني الجبهة الداخلية؟
تبدأ المناورة من رئيس الوزراء للجيش والشرطة والدفاع المدني ويجرون فحصاً على
الملاجئ، على صفارات الإنذار، وعلى وسائل الإتصال وعلى الإسعافات وعلى المستشفيات
وعلى الطرقات واستعاب المهجرين والنازحين. يجرون مناورة كاملة منذ ست سنوات. وهذا
العام ستبدأ غداً الأحد ربما كثر من اللبنانيين ليس لديهم علم الأحد لديهم مناورة
للجبهة الداخلية لكن لم يطلقوا عليها اسم تحول 7 بل أطلقوا عليها اسم جبهة صلبة
واحد. ست مناورات في الجبهة الداخلية، بحثوا نقاط الضعف.
أنا لا اتحدث بكل هذا لتعبئة وقت، رأوا نقاط الضعف أين، والنواقص أين وأين، عالجوها
في السنة الثانية والثالثة وسادس سنة. الآن يقول العدو: لدي جبهة داخلية صلبة وجاهز
للحرب على كل الجبهات ولأسوأ الفرضيات.
وأكثر من ذلك للأسف، الإنسان يتحدث عن عدوه وهو يحسن صنعاً فيما يعني مصالحه
ومشاريعه، لديهم وزارة خاصة اسمها وزارة الجبهة الداخلية، هناك وزير الجبهة
الداخلية، هذا عمله إن حصل أي شيء على الكيان هو يدير الجبهة الداخلية كلها. هذا
ملف، له صاحب، له مسؤول. نحن منذ مدة وعندما سقطت الطائرة (الأثيوبية) في البحر
ضاعت الطاسة عندنا في لبنان، من مسؤول عن كارثة طائرة سقطت في البحر، دلوني من
المسؤول.. من المسؤول عن عمليات الإنقاذ.. من المسؤول عن الناس ومن مسؤول عن
الإدارة؟ ضاعت الطاسة. عند العدو هناك وزير جبهة داخلية.
على كلّ.. إسرائيل تهدد لبنان بالحرب في كل يوم، تحشد قواتها على حدودنا الجنوبية
ودباباتها، هناك حشد من القوات موجود منذ عدة أشهر، ليس منذ يوم واثنين وجمعة
واثنتين، وعلى درجة عالية من الجهوزية، وتعتدي على سورية وتقصف في سورية وتهدد.
لنتحدث عن لبنان، هذه إسرائيل منذ عام 2006 تعدّ وتجهّز وتسلّح وتناور وتخطّط
وتعالج الثغرات من الإدارة والسيطرة إلى أبسط تفصيل في الجبهة القتالية وفي الجبهة
الداخلية. سؤال، ماذا أعددنا في لبنان؟ نحن اللبنانيين، الدولة اللبنانية، وعندما
أقول الدولة لا أقصد الحكومة فقط، لا أقصد هذا الرئيس أو ذاك الرئيس، فقط أتحدث عن
الدولة كلها، الدولة اللبنانية ماذا أعدّت لمواجهة أي احتمال يمكن أن يحصل في
المنطقة على المستوى الإسرائيلي. الشعب اللبناني ماذا أعدّ لهذا الإحتمال بمعزل عما
أعدّته دولته، وهل الشعب اللبناني يطالب دولته ومؤسسات دولته بأن تعدّ وأن تجهّز
وتتحمل المسؤولية أو أيضاً "ضايعة الطاسة"؟
لنتحدث بصراحة قليلاً اليوم بهذا الملف. سنتحدث بصراحة وفي الملف الثاني سنتحدث
بصراحة. "علينا ان لا نجامل بعض"، لأننا نحن في لحظة تاريخية حرجة، في لحظة تاريخية
حساسة، لا وقت مجاملات ولا وقت لأن نختبئ خلف إصبعنا، ولا وقت لأن ندس روؤسنا في
التراب، وإنما الوقت هو لنرفع رؤوسنا ونواجه الأعاصير ونتحمل المسؤوليات. هذه هي
المرحلة التي نمر بها الآن.
إذا جئنا لنتحدث بصراحة: ماذا فعلنا نحن، هذه الدولة اللبنانية، ماذا فعلت؟
نبدأ من الجيش، كلنا ننادي بجيش قوي وقادر على الدفاع عن الوطن وتحمل المسؤولية.
أسألهم في العديد، أين صرنا؟ بالقوة البشرية أين صرنا، وبالسلاح أين صرنا،
وبالتجهيز أين صرنا، بتزويد الجيش قدرات وإمكانات تمكنه من ردع العدو أين صرنا؟
بإيجاد هيبة لجيشنا الوطني في عين العدو أين صرنا؟ لا جواب.
فلأتحدث منذ العام 2005 وحتى اليوم، لأنه قبل العام 2005 هناك شماعة الكل يعلق
عليها وهي الوصاية السورية. منذ العام 2005 نحن الآن دولة السيادة والإستقلال
والحرية والقرار اللبناني المستقل. عظيم، ثماني سنوات بموضوع الجيش ماذا فعلنا؟
ماذا فعلت الدولة حتى الآن؟ كلنا نعرف ما هي الوضعية.
حسناً، تسمع أحيانا، إما لا جواب وإما أجوبة اعتذارية: هناك مشكلة بالتمويل، لا
يساعدنا أحد، الأمريكيون يضعون فيتو، نعم موضوع فيتو، ممنوع، ممنوع أن يتسلح أي جيش
عربي إذا كان هذا السلاح لقتال إسرائيل، أي جيش عربي.
انظروا بين هلالين روسيا تود بيع سورية صواريخ دفاع جوي، صواريخ ليست للاعتداء على
أي بلد، وإنما للدفاع عن سورية أس 300، يتدخل الامريكان ويتدخل الأوروبيون، ممنوع
أن تملك سورية صاروخ 300 لأن هذا يخل بالتوازن.
لكن يباع لبعض الدول العربية بمليارات الدولارات أسلحة أمريكية متطورة، لماذا؟ لأن
هناك ضمانات ويقين بأن طلقة واحدة من هذا السلاح لن تطلق على إسرائيل. الخشية
الحقيقية من الجيش اللبناني، إنه جيش وطني. نعم، هذا جيش إذا أعطيت له الأوامر
والغطاء السياسي وأعطيت له الإمكانات هو يقاتل كما تقاتل المقاومة. لماذا؟ لأن
رجاله من سنخ رجال المقاومة، رجاله هم أبناء هذا الشعب، شباب هذا الشعب، رجال هذا
الشعب، هم أبناء هذه البيئة، هذه الثقافة الوطنية، هذا الشعب اللبناني.
أذهب للشق المدني، يا أخي بالشق المدني ماذا فعلتم؟ الدولة اللبنانية ماذا فعلت؟
منذ العام 48 ولليوم ماذا فعلت بالشق المدني؟ كل هذا الملف وهو الجبهة الداخلية في
لبنان. انظروا، إسرائيل خائفة من صواريخ، لا تخشى من سلاح جو، صعب وجود سلاح جو
يستطيع أن يطال إسرائيل، ولكن إسرائيل لديها أقوى سلاح جو في الشرق الأوسط وتستطيع
أن تصل إلى أي مكان في الجبهة الداخلية اللبنانية. من هو مسؤول الجبهة الداخلية، من؟
وزير، مسؤول، مدير عام، تشكيل، ادارة؟ لنترك الإدارة جانباً. بالمستشفيات
والاسعافات والدفاع الوطني يا أخي صفارة انذار، رادار يقول إن هناك طيرانا داخل على
البلد، لا يوجد شيء على الإطلاق، ولا حتى بنية تحتية، هم عندما يجرون مناورات
الجبهة الداخلية يفحصون الملاجئ. الحمد لله في لبنان ليس لدينا ملاجئ نفحصها، يفحص
الغرف الآمنة، وفي لبنان لا يوجد غرف آمنة لنفحصها، لماذا؟ لأنه لا يوجد، ليس هناك
من دولة مسؤولة.
هل مطلوب أيضاً من المقاومة أن تتولى الشق المدني؟ وهذا سؤال كبير برسم الدولة.
نعم استثناءً يجب أن نسجل أن هناك إنجازات في البنية التحتيّة تحققت في الجنوب،
وليس بإرادة الدولة وبقرار الدولة، اليوم يوم الإنصاف، وأنا أقول بكل إنصاف هذا
تحقق بفعل جهود شخصية و"مهابشة" ومطالبة من قبل دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري وضمن
لعبة الدولة والسلطة الموجودة في لبنان، ولكن باستثناء ذلك ماذا يوجد؟ قولوا لي
ماذا فعلتم؟ هذه الدولة اللبنانية المجيدة والعظيمة.
يا إخواننا، في الدولة اللبنانيّة، في كل الأجيال والمراحل، الثقة تكتسب ولا تفرض
فرضاً، لا تستطيع أن تأتي رغماً عن الناس وتقول لهم ثقوا بي، لذا عليك القيام بسلوك
وأداء من أجل أن تجعل الناس تثق بك ويحملونك أمانة دمائهم وأعراضهم وأموالهم
وأطفالهم وأجيالهم وأراضيهم ومستقبلهم وكرامتهم وعزتهم، هذا لا يحصل بشحطة قلم أو
قرار، هذا يحصل بالممارسة.
مثلاً بالشق المدني، هل تعرفون باسرائيل. يأتون ويشيدون على كل الحدود مع لبنان
فعلوا هذا ومع سوريا مع الجولان ومع الاردن يأتون ويبنون مستوطنات، يعني أصلاً لا
يكون هناك بلد موجود أو ضيعة موجودة، يأتون ويبنون ضيعة ويسمونها مستوطنة،
ويستقدمون عليها اليهود، جزء من اثيوبيا وجزء من رومانيا، وجزء من الأرجنتين، ومن
كل أنحاء الدنيا، يأتون بهم على الحدود بجانبنا ويسكنونهم ويقدمون لهم رواتب
ويعطونهم دعماً ويقدمون لهم أراضي وتسهيلات وفرص عمل ويدربونهم ويعطونهم سلاحاً
أيضاً لأن هذه المستوطنات لديها وظيفة أمنية على الحدود وهي جزء من أي خطة دفاعية
عند الاسرائيلي.
أما في المقابل، قرانا الأمامية من البحر إلى بنت جبيل إلى مرجعيون إلى حاصبيا لنصل
إلى راشيا وكل المنطقة الحدودية.
نحن لدينا مدن وقرى وبلدات منذ مئات السنين، ولم نأتِ لنصنع قرية، وهؤلاء أهلها
وسكانها وملاكها، وليس مطلوباً من الدولة سوى أن تقوم ببرنامج تثبيت هؤلاء في
أراضيهم لا أن تعطيهم معاشات فقط تؤمن لهم فرص عمل حتى يبقوا في أرضهم.
لماذا تكاد تخلو البلدات الأمامية الحدودية من كثير من الناس،لا يوجد دولة مسؤولة.
منذ بضعة أيام وعندما بدأ الحديث عن مقاومة في الجولان، إذا كنتم تتابعون، خرج
المستوطنون في الجولان يطالبون، والحكومة الاسرائيلية بدأت تناقش موضوع إعادة تسليح
المستوطنين في الجولان، أما نحن في القرى الحدودية فالسلاح الموجود بين أيدي الناس
هو، في عرف الدولة اللبنانيّة والكثير من القوى السياسيّة، هو سلاح غير شرعي ويجب
أن ينزع.
يوجد عقليتان مختلفتان تماماً، المشكلة هنا ليست مشكلة ادارية، المشكلة في العقل
والجوهر والماهية وأصل التوجه، يوجد مشكلة استراتيجية، يوجد مشكلة اسمها أن الدولة
اللبنانية في أساس بنيتها لم تتعاطَ مع إسرائيل على أنها عدو، ولم تتعاطَ مع
إسرائيل على أنها تهديد، وآخر همّ الكثير من المسؤولين اللبنانين منذ بداية قيام
هذه الدولة إلى اليوم هو أن يفكر كيف يواجه التهديد الاسرائيلي، وإذا واجهنا عدواناً
ماذا سيفعل دفاعاً عن لبنان وشعب لبنان وكرامة لبنان. هنا المشكلة، مشكلة جوهرية
وليست إداريّة.
نعم هناك من أعد في لبنان لمواجهة أي تهديد اسرائيلي في المستقبل وأي عدوان
إسرائيلي في المستقبل، هناك شي قام به جزء من الشعب اللبناني هو هذه المقاومة، وأنا
لا أقصد فقط مقاومة حزب الله. تعرفون أنا دائماً أقول إن الانتصار اليوم هو حصيلة
كل الجهود، كل التضحيات، كل المقاتلين، كل الأحزاب، كل الفصائل، كل من بذل جهداً في
هذا السبيل، منذ التأسيس الاول للمقاومة اللبنانية من قبل سماحة الامام المغيب
السيد موسى الصدر (أعاده الله بخير ورفيقيه) إلى كل من ضحى في هذا الطريق وفي هذا
السبيل.
بعد ثلاثين عاماً، تراكم خبرات وقدرات بشرية ومادية، نعم اليوم لبنان يملك هذه
القوة، القوة التي هزمت إسرائيل وأخرجتها من بيروت المقاومة في مختلف فصائلها
والجبل وصيدا وصور والنبطية والبقاع الغربي وراشيا ولاحقاً من الشريط الحدودي،
وواجهتها في تموز 2006، وهي بعد تلك الحرب إلى اليوم كانت تواصل عملها وتسليحها
وتجهيزها وتدريبها وسهرها وتعبها، أي نعم هذا الموجود اليوم. اليوم اللبنانيون ماذا
لديهم؟ لديهم هذا، الاسرائيلي عندما ينظر الى لبنان يخاف من هذا الموجود، ولكن في
المقلب الآخر حتى هذا الذي عندنا (يعني هذا المعد، هذه المقاومة) كثيرون في لبنان
يحتارون كيف سيتخلصون منه؟ لسنا قادرين على نزع السلاح؟ أنا أقول لكم أنتم غير
قادرين على نزع السلاح، لأن هذا السلاح قاتَلَ، وهذا السلاح هزم إسرائيل، وهذا
السلاح يحتضنه شعبه.
لا يمكنكم أن تنزعوا السلاح. يقولون لنقم بمصادرته، أي أنه يجب أن يكون في هذا
المكان وتحت قرار هذا الموقع ومن هذا القبيل...
كل هذه العناوين التي تطرح أيها الإخوة والأخوات وانا لا أريد أن أدخل الآن في نقاش
لأنني أريد أن أترك الوقت للملف الثاني هي لا تحمي وطناً ولا تدافع عن بلد ولا تردع
عدواً.
الوضع الحالي يمكن أن يردع العدو، أما في المرحلة الحالية اذا صممنا وتوافقنا أو
قبلنا أن نضع المقاومة وسلاح المقاومة ومجاهدي المقاومة تحت إمرة الدولة عندنا في
القرية يسمى "تخبزوا بالافراح"ـ يعني انتهى هذا السلاح، هذه المقاومة، هذا الفعل،
هذا الردع، هذه الهيبة انتهت.
لماذا؟ لأننا الآن لدينا دولة لا تستطيع أن تحمي جنازة لشهيد في صيدا، نحن لدينا
دولة لا تستطيع أن توقف الصراع الدامي والمؤلم والمحزن في مدينة طرابلس، نحن لدينا
دولة لا تستطيع أن تتفق على قانون انتخابي جديد، نحن لدينا دولة طوائف ودولة مناطق.
هل تتصورون أن دولة كهذه تستطيع أن تأخذ قراراً في مواجهة العدو يردعه ويخيفه
ويجعله يقف عند حده؟ ليس كذلك، نحن بعد حرب تموز قلنا ابنوا دولة قوية قادرة عادلة،
وأنا أول واحد، أنا والإخوة سنعود إلى مساجدنا وإلى مدارسنا وإلى مزارعنا وسنبقى
مقاومين ونقاتل تحت إمرة هذه الدولة.
ولكن أي دولة؟ دولة عادلة قوية مقتدرة شجاعة.
في كل الاحوال أنا مجدداً أدعو المسؤولين في الدولة اللبنانية كل المسؤولين في
الدولة اللبنانية وأدعو الشعب أيضاً إلى إدراك الخطر الحقيقي القائم. لا أحد يتعاطى
على أنه لا يوجد شيء، وأن إسرائيل (مسالمة) وهادئة.
كلا، كلا، إسرائيل تتجهز وتناور ومستنفرة ومتأهبة وتتابع التحولات والتطورات في كل
المنطقة، ولا يمكن أن نعرف الإجراء الذي يمكن أن يقدم عليه هذا العدو.
يا إخوان، اليوم، صاحب الذكرى، علي ابن ابي طالب(ع) أمير المؤمنين يقول: "من نام لم
يُنَم عنه". نم قدّر ما تريد ولكن عدوك يقظ وجاهز ومنتظر ومبادر، وأنت ماذا تفعل؟
طبعاً نحن في المقاومة الإسلامية سنواصل مسؤولياتنا، وإذا تصور أحدٌ أنّ الحملات
الإعلامية والضغوط والتشكيك يمكن أن يقدّم أو يؤخر فهذا "ولا شيء"، وحكاية الآن
أننا منظمات إرهابية وعلى اللائحة فنحن "من زمان" على لائحة المنظمات الإرهابية،
هذا حبرٌ على ورق لا يقدّم ولا يؤخر شيئا.
نحن منذ ثلاثين سنة لا نعيش فقط في الميدان، بل عائشون في ظل حرب نفسية وإعلامية
وسياسية وضغوط هائلة، ولكنها لم تستطع في يوم من الأيام أن تمس بإرادتنا وبعزمنا
وبتصميمنا. لذلك، أقول لأهلنا الذي يثقون بالمقاومة ويراهنون على المقاومة، إنّ
مقاومتكم ستبقى معكم تدافع عنكم، وستبقون دائماً مرفوعي الرأس منتصرين إن شاء الله.
وفي سياق الحديث عن الدولة القوية والمقتدرة والمسؤولة، نحن نقول إنّ وجود الدولة
على كلِّ حال، حتى لو لم تكن قوية ومقتدرة، وجودها أفضل من أن لا يكون هناك دولة،
الدولة أفضل من أي فراغ والدولة أفضل من أي فوضى، هذا أساس عقلي وعقلائي وشرعي
وأخلاقي، ولذلك، نحن اليوم أمام الإستحقاق النيابي وبعد فشل اللبنانيين والكتل
النيابية في التوصل إلى قانون انتخابي جديد. بقيت الحملة سنة علينا اليوم تنتهي
ويحصحص الحق أيضاً على مدى سنة (جرت) حملة على حزب الله بالتحديد وعلى فريق 8 آذار
وعلى كل تحالفنا السياسي، ولكن سبحان الله نحن لنا الحظ الأوفر بهذه حملة، أنّ حزب
الله يريد أخذ البلد إلى الفراغ ولا يريد مجلساً نيابياً ولا يريد إجراء الإنتخابات
ولا يريد حكومة، حزب الله يؤسس للفراغ في كل الدولة لأنّه يريد أنّ يأخذ البلد إلى
مكان آخر، أمس يوم الجمعة تبين أنّ كل هذا الكلام افتراء وكذب و"حكي فاضي"، لماذا،
لأننا كنّا ننتظر قانون انتخابات جديدا وما وصلنا له، هناك قانون الستين الذي يلعنه
اللبنانيون ويرفضه اللبنانيون ودفنه اللبنانيون وأعاد اللبنانيون نبش قبره، أسوأ من
ذلك لا يوجد، لكن نحن أخذنا قراراً أن نترشح قبل 14 آذار لنقول لهم نحن نرفض الفراغ
ولو بقانون الستين.
وبالتالي نحن اليوم أمام ثلاثة خيارات، إمّا أن يذهب الناس إلى الانتخابات بقانون
الستين، أو أن نذهب إلى التمديد ونحن نوافق على التمديد مع النقاش بالمدة الزمنية،
وإمّا من الآن إلى لا أعرف إلى متى، تصير معجزة ونتفق على قانون جديد، ولكن نحن
بالتأكيد ضدّ الفراغ.
الملاحظة الثانية، نحن نجدد دعوتنا إلى تجنيب الداخل اللبناني أي صدام وأي صراع،
نختلف على سوريا، أنتم تقاتلون في سوريا، نحن نقاتل في سوريا، فلنتقاتل إذاً هناك
هل تريدون صراحة أكثر من هذا لبنان جنبوه، لماذا علينا أن نتقاتل في لبنان. هناك
وجهات نظر مختلفة ورؤى مختلفة وهناك تشخيص للواجب مختلف، "ماشي الحال" لكن فلنحيّد
لبنان عن القتال وعن الصراع وعن المواجهات الدامية. نحن ملتزمون بهذا وكل يوم نؤكد
هذا الإلتزام بالفعل والممارسة. ما جرى في صيدا خلال اليومين مسيء جداً لكن نحن
حيّدنا (أنفسنا) ولا نريد فتح مشكلة، نحن حريصون على صيدا وأهل صيدا وأمن صيدا. وما
يجري في طرابلس يجب أن يتوقف بأي ثمن.
هذا الصدام الدامي العبثي الذي لا طائل منه، من يريد أن ينصر سوريا والذي يريد أن
ينصر المعارضة فليذهب ليقاتل في سوريا، والذي يريد أن ينصر النظام فليذهب ليقاتل في
سوريا، ودعوا طرابلس لأهلها، لأهلها الطيبين، سواءً في باب التبانة أو في بعل محسن
أو في بقية الأحياء، هذا قتال يُدمي كل قلب، ويُحزن كل نفس، ولذلك نحن هنا نُجدد،
نجدد نعم هذه الدعوة، ونقول لإخواننا وأهلنا في طرابلس لا أُفق لهذا القتال، لا أفق
لهذا القتال، سوى المزيد من الآلام والمعاناة والأحزان، وأدعوهم لأن نُجمع جميعاً
وبصدق على أن الدولة ومؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، وخصوصاً الجيش اللبناني هو
الضمانة الوحيدة والحقيقية لسلمنا الأهلي وعيشنا الواحد، والذي يجب أن نحتكم إليه
لمواجهة أي إشكال أو صدام داخلي من هذا النوع.
ننتقل إلى الملف الثاني، الذي لا شك أن الكلام فيه حساس جداً ودقيق جداً، ويضعنا
أمام مرحلة جديدة بالكامل.
ما يجري في سوريا أيها الإخوة والأخوات مهم جداً للبنان، ومصيريٌ جداً للبنان أيضاً،
لحاضرنا ومستقبلنا، تعالوا اليوم كما قلت في البداية لا نختبئ خلف إصبعنا، ولا ندسّ
رؤوسنا في الرمال، ولا نتعاطى مع الحدث في سوريا كأننا نحن نعيش في جيبوتي، كلا نحن
هنا على الحدود، نحن إن شاء الله نملك جرأة القول ونملك جرأة الفعل، ولذلك لنتكلم
اليوم وبالصراحة المطلوبة في لحظة تاريخية حرجة.
منذ بداية الأحداث، فقط تذكير سريع جداً، منذ بداية الأحداث كان لدينا موقف سياسي
واضح، قلنا إن المطالب الشعبية بالإصلاح محقة، وقلنا إن هذا النظام فيه إيجابيات
مهمة وخصوصاً على مستوى موضوع المقاومة والممانعة، وفيه سلبيات ونواقص، والمطلوب هو
الإصلاح، والطريق إلى الإصلاح هو الحوار السياسي، وأن لا يُصوب أحدٌ على أحد بندقيةً
ورصاصاً، لا النظام ولا المعارضة، ونحن أيضاً لأننا نعرف ماذا تعني سوريا للبنان
وللمنطقة وللصراع العربي الإسرائيلي ولحركات المقاومة وللقضية الفلسطينية منذ اليوم
الأول، بالرغم من إمكانياتنا المتواضعة كحزب، لكن لدينا علاقات جيدة وكبيرة على
المستوى الإقليمي، وأنا شخصياً مع الإخوة، عملت مع السيد الرئيس بشار الأسد ومع
شخصيات أخرى وجهات أخرى في المعارضة، على أن نصل منذ البداية إلى حوار سياسي وإلى
تسوية سياسية، وأنا أشهد أن الرئيس الأسد قبل ولكن المعارضة رفضت، منذ البدايات
ولكل واحد يسأل عن الموضوع الشرعي والفقهي، القيادة السورية الحالية على طول الخط
كانت تقبل بالجلوس إلى طاولة الحوار وبالتوصل إلى تسوية سياسية، وكانت تقبل بإجراء
إصلاحات جوهرية في النظام، ولكن المعارضة إلى اليوم ما زالت ترفض الحوار، ورفضته
منذ البداية، على أمل أن النظام سوف يسقط خلال أشهر قليلة، بنت على معطيات وتصورت
أن الذي تكون معه أميركا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وأوروبا ودول عربية
نفطية وتركيا و...و..و...، حتماً سينتصر خلال أشهر قليلة وأسابيع قليلة.
هنا كان خطأ التقدير. على كلٍ، تطورت الأحداث خلال عامين وبسرعة بدا واضحاً أن هناك
محوراً يتشكل من كل هذه الدول التي ذكرتها قبل قليل، تقوده أميركا وصاحبة القرار
الأول والأخير في هذا المحور هي الولايات المتحدة الأميركية، الإنكليزي والفرنسي
والإيطالي والألماني والعربي والتركي والطلياني و.. و.. كله يشتغل لدى الأميركان،
وكلنا يعرف أن هذا المحور تدعمه ضمناً أيضاً إسرائيل، لأن مشروع أميركا في المنطقة
هو إسرائيلي بامتياز، لا شيء آخر، لا يوجد شيء اسمه مشروع أمريكي بالمنطقة غير
المشروع الإسرائيلي، ودخلت وأُدخلت فيه القاعدة والتنظيمات التكفيرية ودُفع لها
المال وقُدمت لها التسهيلات من كل أنحاء العالم، لا أحد يقنعنا أن هؤلاء العشرات
الآلاف من المقاتلين من التكفيريين ومن أصحاب الفكر المتطرف، الذين يرفضون كل شيءٍ
ما عداهم، هؤلاء جاؤوا خلسة إلى سوريا، هؤلاء أُعطوا فيز وقُدمت لهم التسهيلات،
وفُتحت لهم الأبواب وجاؤوا إلى سوريا، وبدأت حرب عالمية على سوريا، إعلامية وسياسية
ودبلوماسية واقتصادية ومالية، وتمويل وتسليح وتصدير عشرات الآلاف من المقاتلين من
كل أنحاء العالم، عشرات الآلاف من المقاتلين لم يُزعجوا خاطر ما يُسمى بأصدقاء
سوريا في عَمان قبل يومين، ولكنَّ تدخُّل ثلة قليلة من حزب الله في لبنان اعتُبر
تدخلاً خارجياً.
حسناً، نحن لم نتدخل خلال كل المدة السابقة، إلى ما قبل أشهر حتى أكون صادقاً معكم،
وبقينا نعمل مع كل الأطراف، أنه يا جماعة هذه سوريا سوف تُدمر (وسوف تروح) وسوف
تضيع، لا يوجد حل إلا بالحوار، وظفنا كل علاقاتنا، مع قوى إسلامية ومع قوى وطنية
ومع دول. لا حياة لمن تنادي، المحور الآخر مُصر على المضي في المعركة حتى الآخر، لا
كلام عن حوار، لا يوجد شيء إلا إسقاط النظام مهما كلف الأمر ومهما كان الثمن.
حسناً، وأنا أعرف على مدى عامين أنه توجد هناك اقتراحات معقولة وتسويات مناسبة
ومعقولة، قبلت بها القيادة السورية ضمناً وما زالت سراً حتى الآن، وعُرضت على دول
إقليمية وتم رفضها، لأن هذه الدول لا تستطيع أن تتحمل بقاء هذا النظام بأي شكل من
الأشكال. فلتدمر سوريا، المهم أن يذهب هذا النظام، إلى أن وصلنا في الأشهر القليلة
الماضية إلى التوصيف التالي: توجد متغيرات صارت في سوريا، طيب خلال سنتين الآن ما
هو المعطى؟ المعطى الحقيقي: توجد معارضة في الخارج، نحن لا نتهم الكل، يوجد أناس
ليس لديهم علاقات وليسوا مرتبطين، وعندهم منطق وعندهم رؤية، يطالبون بحق، مستعدون
أن يقوموا بحوار، حقهم الطبيعي ونحن نحترم هذا الحق، هذا جزء من المعارضة السورية.
يوجد جزء آخر، كلا يا إخوان، يوجد جزء موظفون عند ال سي آي إيه وعند البنتاغون وعند
المخابرات الفلانية والفلانية والفلانية والفلانية، وقرارهم ليس بأيديهم، حسناً هذه
هي المعارضة في الخارج.
الأرض، الجماعات المسلحة، المناطق التي خرجت منها الدولة، أو التي أُخرجت منها
الدولة، وأصبحت تحت سيطرة الجماعات المسلحة، هل تمون عليها المعارضة الخارجية؟ الآن
هم يريدون أن يذهبوا ليناقشوا في جنيف، هل هم يمونون على هذه الجماعات المسلحة؟
الغرب والعرب والمخابرات ووسائل الإعلام وأنا وأنتم نعرف الحقيقة التالية: إن القوة
الأكبر والتيار الغالب الآن على القوى المسلحة المسيطرة في الميدان هو التيار
التكفيري، هؤلاء الذين في الخارج لا يمونون على أحد منهم، لا أحد يمون على أحد
منهم، وعلى كل حال أنا ذكرت سابقاً أنه جيء بهم ليُقاتل بهم، وبعد ذلك هم الذين سوف
يدفعون الثمن، أية تسوية سوف تحدث في سوريا هم الذين سوف يدفعون الثمن، على كلٍ حتى
تبدو الدول الغربية مرتبكة أمام واقع هذا التحول السريع في الجماعات المسلحة
السورية، أمام شعبها وأمام أناسها وأمام رأيها العام، حسناً كيف تريدون أن تُسلحوا
أناساً من هذا النوع ومن هذا الصنف؟
وبدأ هذا اللون يطغى على المعارضة السورية، ويحظى بتمويل وتسليح عدد من الدول
العربية والاقليمية، وهذه الدول العربية تريد أن تتخلص من النظام ومن هذه الجماعات
أيضاً، فهي تسهل لها خروجها من البلد ولكنها لم تتنبّه إلى يوم يعودون فيه إلى
البلد. لقد اكتسبوا خبرة قتالية وشراهة في الذبح والقتل واستعداداً لكل أشكال
المواجهة، دعوا هذا لبعد قليل.
حسناً، في الحقيقة هذا توصيفنا اليوم، هذه الأرض اليوم، اليوم لم يعد الموضوع يا
اخواني وأخواتي، وكل الذين يسمعوننا في العالم العربي والاسلامي، لم يعد الموضوع
شعب ثائر على نظام، لم يعد موضوع إصلاحات، الرجل جاهز لأن ينفذ إصلاحات، تفضلو معنا
للحوار، وإنما أصبح شيئاً آخر تماماً.
حسناً، هذا الشيء الموجود الآن في سوريا، نحن في رأينا، هنا الآن سأدخل إلى رؤيتنا
بوضوح التي نبني عليها فعلاً وممارسة. نحن نعتبر أن سيطرة هذه الجماعات على سوريا،
أو على محافظات سورية - محددة - وخصوصاً تلك المحاذية للبنان، هي خطر كبير على
لبنان وهي خطر كبير على كل اللبنانيين، ليست خطراً على حزب الله فقط، ليست خطراً
على الشيعة في لبنان، هي خطر على لبنان وعلى اللبنانيين وعلى الدولة اللبنانية وعلى
المقاومة اللبنانية وعلى العيش الواحد في لبنان. ولدي دليل، أنا لا أتهم الجماعة
ظلماً وعدوانا. هذه الجماعات إذا تمكنت من السيطرة خصوصاً على المحافظات المحاذية
للحدود اللبنانيّة هي تشكل خطراً على اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وعندما أتكلم عن
المسلمين، أقصد السنة والدروز والشيعة والعلويين. لا أقصد الشيعة، السنة أولاً،
تريدون دليلاً، هذا العراق، اليوم الذين يقاتلون في سوريا هم امتداد للتنظيم الذي
يسمى "دولة العراق الاسلامية"، اسألوا أهل السنة في العراق عن تنظيم "دولة العراق
الاسلامية"، كم قتل من علماء السنة، كم قتل من قيادات الأحزاب الاسلامية السنية غير
الموالية له، كم فجّر من مساجد في الأنبار وفي الفلوجة وفي الموصل وفي نينوى وفي
غيرها، ليس فقط مساجد الشيعة وحسينيات الشيعة وكنائس المسيحيين، لا. كم قتل من شيوخ
عشائر، كم وكم وكم. هذا التنظيم يفخر أنه نفذ أربعة آلاف عملية انتحارية أو خمسة
آلاف عملية انتحارية في العراق، أغلب هذه العمليات الانتحارية استهدفت عراقيين من
كل الطوائف والمذاهب والاديان والعرقيات. أستطيع أن أقول لكم، حسناً، قبل يومين،
قبل أسبوع، كان هناك انتخاب في باكستان أم لا؟
تعرفون ما مشكلة العقل التكفيري؟ أنه يكفر الآخرين لأتفه سبب، ليس لأسباب عقائدية
فقط، ليس لأسباب مذهبية فقط، بل لسبب سياسي. من يشارك في الانتخابات النيابية فهو
كافر، دمه مباح، ماله مباح، عرضه مباح، هذا العقل التكفيري، هذا لا يميز، الذي يذهب
ليشارك في الانتخابات النيابية، سني، شيعي، مسلم، مسيحي، لا يختلف الموضوع. وهم
يجاهرون بهذه الفتوى، ولطالما قتلوا الناس عند صناديق الاقتراع في العراق، في كل
المحافظات العراقية. حسناً، قبل اسبوع كم قتل من الناس في باكستان، وأغلب الذين
قتلوا في باكستان، في الحملات الانتخابية وعند صناديق الاقتراع، مسلمون سنة وعلماء
سنة، علماء معممون، قتلتهم طالبان باكستان، لأنها تكفّر من يشارك في الانتخابات
النيابية.
أنا أدعي، أنا لدي إحصاء، وأقول إن هذا العقل التكفيري فقط، في العراق وباكستان
وأفغانستان والصومال، هؤلاء أربع دول فقط، قتل فيها من السنّة أكثر بكثير ممّا قتل
من بقية المسلمين ومن المسيحيين وغير المسلمين والمسيحيين. هذا العقل، هذه الجماعات
التكفيرية.
أنا أيها الشعب اللبناني وأيتها الشعوب، أنا أخ لكم ناصح، أنا ولدكم الصغير، لكن
يوجد تجربة أمامكم، لماذا تعمون بصائركم عنها. هذا الوباء الآن تعاني منه تونس، هذا
الوباء الآن تعاني منه ليبيا، هذا الوباء الآن عانت منه الدول التي صنعته والتي
صدرته. ونحن موعودون في لبنان أن هذا الوباء يأتي عندنا هنا.
هذا هو الخطر، هناك عقل لا يقبل حوار، ليس لديه شيء اسمه "تدوير زوايا"، ليس لديه
شيء اسمه "أولويات"، ليس لديه شيء اسمه "قواسم مشتركة"، ليس لديه شيء، لديه فقط
لأبسط سبب ، أنت كافر، وليس فقط كافر، مباح الدم والمال والعرض.
أي مستقبل لسوريا في ظل هذا العقل وهذه الجماعات، أي مستقبل للبنان، أي مستقبل
لفلسطين، أي مستقبل لشعوب المنطقة، "بالله عليكم دلوني"، فلنتكلم بالمنطق، ضعوا
الموضوع الطائفي والمذهبي جنباً، هذا خطر حقيقي.
إذاً نحن لا نقارب الموضوع من زاوية شيعة وسنة كما يحاول البعض أن يتهمنا، إنما
نقارب الموضوع من زاوية أننا نرى أن جميع المسلمين والمسيحيين مهددون بهذا العقل
وبهذا التيار وبهذا الفكر وبهذا المشروع التكفيري الزاحف الى المنطقة وأنا أقول لكم
والممول أميركياً والمدعوم أميركياً، لأنا هذا هو ما تبقى لأميركا لتدمير المنطقة
وإعادة هيمنتها عليها، أمام صحوات الشعوب وقيام الشعوب وإرادات الشعوب.
أنا لا أريد أن أخوّف أحدا، هذه الحقيقة. ولذلك رأيتم من البدايات، "طلعوا" ناس من
المعارضة السورية يقولون، على قاعدة بالبدايات، أنه شهرين أو ثلاثة يسقط النظام، إن
النظام ساقط ونحن آتون إليكم في لبنان، لقد قالوا ذلك، موجود في الصحف ووسائل
الاعلام، نحن كنا لم نطلق حتى موقفاً سياسياً. إنهم يقدمون أوراق اعتماد عند
الاميركي والاسرائيلي، أننا نحن جاهزون لننتقم من المقاومة التي صنعت الانتصار في
الـ"2000"، والتي أسقطت مشروع الشرق الاوسط الجديد في الـ"2006"، نحن جاهزون، فقط
ادعمونا.
ومن البدايات، خطفوا الزوار اللبنانيين في أعزاز، وبدأ الاعتداء على اللبنانيين في
ريف القصير لتهجيرهم، هذا قد أتى في سياق هذا العقل، هذا الفهم، هذه الرؤية.
ثانياً، لكن هذا أولاً، لدي ثلاثة أشياء، أولاً هذا التطور، الذي اسمه غلبة
وسيطرة التيار التكفيري، الذي لو سيطر فمستقبل سوريا ولبنان والمنطقة مستقبل قاسٍ
ومظلم جداً.
ثانياً، لم تعد سوريا ساحة لثورة شعبية ضد نظام سياسي، وإنما ساحة لفرض
مشروع سياسي تقوده أميركا والغرب وأدواته في المنطقة، وكلنا يعرف أن مشروع أميركا
في المنطقة هو مشروع اسرائيلي بالكامل.
ثالثاً، ثالثاً وبوضوح، سوريا هي ظهر المقاومة وهي سند المقاومة، والمقاومة
لا تسطيع أن تقف مكتوفة الأيدي ويكشف ظهرها أو يكسر سندها، بوضوح، وإلا نكون
أغبياء، الغبي هو الذي يقف ويتفرج على الموت وعلى الحصار وعلى المؤامرة، تزحف إليه
دون أن يحرك ساكناً، هذا هو الغبي. العاقل المسؤول هو الذي يتصرف بكامل المسؤولية.
أيها الاخوة والاخوات، إذا سقطت سوريا في يد
الأميركي والإسرائيلي والتكفيري، وأدوات أميركا في المنطقة الذين يسمون أنفسهم
دولاً إقليمية، ستحاصر المقاومة وسوف تدخل اسرائيل إلى لبنان، لتفرض شروطها على
لبنان ولتحيي أطماعها من جديد ومشاريعها من جديد، وسيعاد إدخال لبنان إلى العصر
الاسرائيلي. إذا سقطت سوريا ضاعت فلسطين وضاعت المقاومة في فلسطين وضاعت غزة والضفة
الغربية والقدس الشريف. إذا سقطت سوريا في يد أميركا وإسرائيل والتكفيريين، شعوب
منطقتنا ودول منطقتنا مقبلة على عصر قاسٍ وسيئ ومظلم، وهذا هو تشخيصنا.
هناك طرفان في الصراع، الطرف الاول هو المحور الاميركي
الغربي العربي الاقليمي والذي يتوسل في الميدان التيارات التكفيرية،
الذين يشقون الصدور ويحتزون الرؤوس وينبشون القبور ويدمرون الماضي، هذا الماضي الذي
عمره 1400 سنة، لطالما في هذا الماضي عاش اتباع الديانات وبقيت المساجد والكنائس
والمقامات والاضرحة وبقي التنوع حتى في ظل حكومات في الأعم الأغلب كانت حكومات
سنيّة، ولكن هؤلاء اليوم يدمرون الماضي ويدمرون الحاضر والمستقبل ويرفضون أي حل
سياسي ويصرون على القتال.
وفي الطرف
الاخر، دولة أو نظام له موقف واضح من القضية الفلسطينية، وحركات
المقاومة والمشروع الصهيوني وفي نفس الوقت يعلن استعداده الدائم للحوار والحل
السياسي والاصلاحات، من أراد ان يكون هنا أو هناك فكن حيث شئت.
أما حزب الله لا يمكن أن يكون في جبهة فيها أميركا أو فيها اسرائيل أو فيها نابشو
قبور وشاقّو صدور وقاطعو رؤوس.
كن حيث شئت أنت، أما حزب الله فلا يمكن أن يكون في جبهة تريد أن تدمر كل الانجازات
وتضيّع كل التضحيات وتسوقنا عبيداً من جديد لأميركا وإسرائيل في مشروع شرق أوسط
متجدد أسقطنا ما سبقه بدماء الآلاف من الشهداء.
حزب الله لا يستطيع إلا أن يكون في الطرف الآخر، في الجبهة الأخرى، وفي الموقع
الآخر. كن حيث شئت، من أراد أن يقف على الحياد فليقف على الحياد، من يعتقد أنه لا
يستطيع أن يغيّر في المعادلة، هو وشأنه، من ال 1982 كان هناك الكثيرون ممن يعتقدون
أنهم لا يستطيعون أن يغيروا في المعادلة، وغيّرت المقاومة اللبنانية، ليس بالمعادلة
المحلية فقط بل المعادلة الاقليمية.
نحن اليوم من خلال هذا الموقف نعتبر أننا هنا ندافع عن لبنان وعن فلسطين وعن سورية.
بطبيعة الحال هذه الرؤية وهذا الموقف سيعرضنا وعرضنا لحملات اعلامية وسياسية كبيرة
جدا، حتى عندما كنا ساكتين، حتى عندما كنا لا نتدخل، كان يراد لنا من خلال الضخ
الإعلامي والهيمنة الاعلامية والنفسية خلال عامين حيث لا يجرؤ أحد أن ينطق بكلمة حق،
أن نصبح أتباعاً في هذا المشروع، ننعق مع كل ناعق ونميل مع كل ريح. اليوم نحن ندرك
أننا سنتعرض لحملة كبيرة بدأت منذ مدة طويلة، ولكن ما حصل في الأيام القليلة
الماضية، أنا أود أن اقول لكم، الحملات الاعلامية لم تهدأ يوماً، ولن تهدأ، تدخلنا
في سورية أو لم نتدخل، هناك قرار قديم ممول بمئات ملايين الدولارات، مقالات وكتب
وأكاذيب وشعارات وافتراءات وأخبار غير صحيحة.
أما التصنيف على لوائح الإرهاب فليس بجديد، بالعكس هناك أناس في لبنان وغير لبنان
يتمنون أن يذكرهم رئيس دولة اقليمية، يتمنى أن يذكرهم شخصية معروفة في العالم
العربي، على هذا المعيار، نحن رئيس أكبر قوة عظمى في العالم يأتي الى إسرائيل ومن
اول يوم الى اخر يوم (يردد) "حزب الله حزب الله حزب الله حزب الله". حسناً نحن
سعيدون ولسنا حزينين، ان اوروبا ترى فينا أننا بإمكاننا أن نغيّر المعادلة، هذا شيء
عظيم، نفتخر بهذا.
لائحة الارهاب التي تملكونها "بلّوها واشربوا ميّتها".
اتهامنا بالخلفية المذهبية، هذا كلام فارغ، تاريخنا يشهد، في لبنان وفلسطين
والبوسنة والهرسك، في كل المناطق، نحن يا إخوان ذهبنا الى البوسنة والهرسك، خيرة
شبابنا، كان لدينا معسكرات، يمكن أن تكون هذه أول مرة نتكلم بهذا الموضوع بهذا
الوضوح، قاتلنا وسقط لنا شهداء، دفاعا عن من، عن المسلمين السنة في البوسنة، لا
يوجد شيعة في البوسنة، كل ما تحملناه حتى الآن في الموضوع الفلسطيني، هو موضوع
عقائدي، تحملنا وما زلنا نتحمل في سبيله الكثير من الأذى، نحن لا يستطيع أحد أن
يتهمنا بالمذهبية، موقفنا في العراق كان واضحاً، موقفنا في كل الأحداث واضح،
محاولات النيل من إرادتنا ومعنوياتنا وعزيمتنا وعوائل شهدائنا (فاشلة).
أحب أن أقول لكم شيئاً، لانه كتب في اليومين الماضيين كلام ليس له أساس من الصحة،
اذهبوا وقابلوا عوائل الشهداء، فلتنظروا إلى هؤلاء الأناس الطيبين الأشراف ماذا
يقولون، هؤلاء السابقون علينا جميعاً، كل الذي أقوله الآن، لم يتحدث به أحد في
الإعلام من قبل، حتى في الجلسات الداخلية.
أنستطيع أن نقوم بعقد جلسات داخلية لكل الناس، حسناً نعقد جلسات لإخواننا، ولكنْ
آباؤهم وأمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم، هم يقولون ما نقوله نحن الآن، هذا يعني أنني
تأخرت سنة ونصف، على هؤلاء الاشراف.
عوائل شهدائنا في كل بيت ذهب اليه اخواننا لم نسمع منهم إلا الكلام الكبير الذي كنا
نسمع بعضاً منه، في مواجهاتنا السابقة. حتى للأسف الشديد اليوم يوجد وسيلة إعلامية
مصرة على أن أباً لشهيدين في البقاع، أصابته سكتة قلبية ومات، وهو حي يرزق، وقد
أرسل لي مع الإخوة الذين زاروه انه هو وبقية اولاده وكل ماله مستعد أن يكون جزءاً
من هذه المعركة.
هؤلاء عوائل شهدائنا، حسناً، يتكلمون عن الشباب، أقول إنه ليس لدينا شباب يذهبون
إلى المعارك بالقوة، نحن لا نجبر أحداً، أبداً، في تاريخ 30 سنة، لا يوجد من الاخوة
من ذهب إلى الجبهة عنوة عنه، إلا بإرادته ووعيه.
نحن اليوم ملتزمون بتقنين نتيجة الاندفاع الكبير الموجود لدى مجاهدينا وقواعدنا،
يوجد الكثير منهم ممنوعين، لأنه يجب أن نتواجد بحدود محسوبة ومدروسة، وإلاّ إذا كان
هؤلاء المثبطون والمفترون جاهزين ليروا منظراً، عندها نحن لسنا فقط جاهزين لنعلن
الجهاد، فقط كلمتان وستجدون عشرات الالاف من المجاهدين يتوجهون إلى تلك الجبهات.
نحن لدينا تدبير منذ زمن بعيد، انه اذا كان شاب وحيداً لأهله، لا نأذن له، لا نسمح،
أن يذهب الى الجبهة إلا بإذن والديه، الآن يوجد وحيدون يرسل أهلهم لي كتاباً
ويوقّعون، فيأتي ويقول لنا إن والديه يسمحون له الذهاب، يقول له الإخوان، كلا قد
تكون أنت لعبت بالامضاءات، فيأتي الأب والأم ويطلبون إرسال ابنهم الوحيد، أنا قمت
بإجراء للإخوة أنه حتى لو قبل الوالدان، لا ترسلوا وحيداً.
حسناً لدي رسائل من آباء وأمهات يطلبون بإصرار أن نأذن لأولادهم أن يذهبوا الى هذه
الجبهات، ولد وحيد لأهله.
انتم لا تفهمون هذه المقاومة، ولا جمهور هذه المقاومة ولا بيئة هذه المقاومة ولا
ثقافة هذه المقاومة، منذ ثلاثين سنة لم تفهموها ولن تفهموها، لأنكم دائماً تفهمون
خطأ، وتحسبون خطأ فتصلون الى نتائج خطأ. المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة.
إذاً أيها الإخوة والأخوات، نحن أمام مرحلة جديدة بالكامل بدأت الآن، بدأت في
الأسابيع الأخيرة بالتحديد بشكلها الواضح، مرحلة جديدة اسمها تحصين المقاومة وحماية
ظهرها وتحصين لبنان، وحماية ظهره وهذه مسؤولية الجميع.
أنا لا أطلب أن يشاركنا أحد في المسؤولية، لا نريد أن نتكئ على أحد، وهذه المعركة
كما كل المعارك السابقة نحن أهلها، نحن رجالها، نحن صنّاع انتصاراتها إن شاء الله.
ونحن وأنتم يا أهلنا الشرفاء أيها المعطاؤون، يا أهل الجود والكرم والعطاء بلا
حدود، يا أهل الصبر والتحمل، يا أهل الفداء والمواساة، سنكمل هذا الطريق، سنتحمل
هذه المسؤولية، وسنتحمل كل التضحيات والتبعات المتوقفة على هذا الموقف وعلى هذه
المسؤولية.
ووأقول لكم في ختام احتفال عيد المقاومة والتحرير، كما قلت لكم في الأيام الأولى من
حرب تموز 2006: أيها الناس الشرفاء، أيها المجاهدون، أيها الأبطال، كما كنت أعدكم
بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجدداً.
وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.