أمريكا تستطيع أن تفرض منطق القوّة على بلدٍ ما طالما أنّ شعب ذلك البلد لم يقف بوجهها.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ موضوع الصحوة الإسلامية هو اليوم على
رأس قائمة قضايا العالم الإسلامي والأمة الإسلامية... إنها ظاهرة عظيمة لو بقيت
سليمة واستمرّت - بإذن الله - لاستطاعت أن تقيم الحضارة الإسلامية في أفق ليس ببعيد
للعالم الإسلامي ومن ثَمّ للبشرية جمعاء.
بشائر الانتصار
إنّ البارز أمام أعيننا أن الإسلام قد خرج من هامش المعادلات الاجتماعية والسياسية
في العالم، واتخذ موقعاً بارزاً وماثلاً في قلب العناصر المشكّلة لحوادث العالم،
ليقدّم رؤية جديدة على ساحة الحياة والسياسة والحكم والتطورات الاجتماعية.
إنّ الصّحوة الإسلامية، وبفضل ما حقّقته من نتائج هامّة، تجعل القلوب واثقةً بنتائج
مستقبلية كبرى وهائلة. إن تحقق معاجز الوعود الإلهية يحمل دائماً معه دلالات أمل
يبشّر بتحقق وعود أكبر.
إنني في هذا الاجتماع الهامّ لعلماء الأمّة بمختلف أقطارهم ومذاهبهم أرى من المناسب
أن أبيّن بضع نقاط ضرورية حول قضايا الصحوة الإسلامية:
العلماء أول الركب
إن الأمواج الأولى للصحوة قد انطلقت غالباً على يد علماء الدين والمصلحين الدينيين.
لقد خلدت صفحات التاريخ أسماء قادة وشخصيات بارزة من أمثال السيد جمال الدين الأسد
آبادي، ومحمد عبده، والميرزا الشيرازي، والآخوند الخراساني ومحمود الحسن... وعشرات
من كبار علماء الدين المعروفين والمجاهدين وذوي النفوذ، من إيران ومصر والهند
والعراق. ويبرز في عصرنا الراهن اسم الإمام الخميني العظيم مثل كوكب ساطع على جبين
الثورة الإسلامية في إيران. وقد كانت المرجعيّة الفكريّة لعلماء الدين سنداً روحياً
قوياً للجماهير، وفي مقدمة صفوف الحراك الشعبي.
هذا ما يضاعف ثقل مسؤولية علماء الدين. فعليهم أن يسدّوا الطريق أمام الاختراق
بفطنة ودقّة متناهية وبمعرفة أساليب العدوّ الخادعة وحيله، وأن يحبطوا مكائده...
إن الجلوس على الموائد الملوّنة بمتاع الدنيا هو من أكبر الآفات، وإنّ التلوّث
بهبات أصحاب المال والسلطة وعطاياهم، والارتباط المادي بطواغيت الشّهوة والقوة من
أخطر عوامل الانفصال عن الناس والتفريط بثقتهم ومحبتهم. لا بدّ أن نضع نصب أعيننا
قوله سبحانه: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ
عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ ولَا فَسَادًا والْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾(القصص: 83).
حضارة الإسلام
نؤكد على ضرورة رسم هدف بعيد المدى للصحوة الإسلامية يوضع أمام الجماهير ليكون
البوصلة في حركتها للوصول إليه. وهذا الهدف النهائي لا يمكن أن يكون أقل من إقامة «الحضارة
الإسلامية المجيدة». فالأمة الإسلامية، بكل أجزائها في إطار الشعوب والبلدان، يجب
أن تعتلي مكانتها الحضاريّة التي يدعو إليها القرآن الكريم.
إن من الخصائص الأصلية والعامة لهذه الحضارة استثمار أبناء البشر لجميع ما أودعه
الله في عالم الطبيعة وفي وجودهم من مواهب وطاقات مادية ومعنوية لتحقيق سعادتهم
وسموّهم. ويمكن، بل وينبغي مشاهدة مظاهر هذه الحضارة في إقامة حكومة شعبية، وفي
قوانين مستلهمة من القرآن، وفي الاجتهاد وتلبية الاحتياجات المستحدثة للبشر، وفي
رفض الجمود الفكري والرجعية، ناهيك عن البدعة والالتقاط، وفي إنتاج الرفاه والثروة
العامة، وفي استتباب العدل، وفي التخلص من الاقتصاد القائم على الاستئثار والربا
والتكاثر، وفي إشاعة الأخلاق الإنسانية، وفي الدفاع عن المظلومين في العالم، وفي
السعي والعمل والإبداع.
وتدلّ التّجربة علي أن كل ذلك ممكن وفي متناول مجتمعاتنا بطاقاتها المتوفرة. لا
يجوز أن ننظر إلى هذا الأفق بنظرة متسرّعة أو متشائمة. التشاؤم في تقويم قدراتنا
كفران بنعم الله، والغفلة عن الإمداد الإلهيّ ودعم سنن الخلق انزلاق في ورطة:
﴿الظَّانِّينَ
بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ﴾(الفتح: 6).
التبعية سبب كل المآسي
ينبغي في إطار حركات الصحوة الإسلامية الالتفات دائماً إلى التجربة المرّة والفظيعة
التي تركتها التبعّية للغرب على السياسة والأخلاق والسلوك ونمط الحياة.
لقد مُنيت البلدان الإسلامية، خلال أكثر من قرن من التبعية لثقافة الدول المستكبرة
وسياستها، بآفات مهلكة مثل التبعية والذّلة السياسية والفقر الاقتصادي وتهاوي
الأخلاق والفضيلة، والتخلّف العلمي المُخجِل، بينما الأمة الإسلامية تمتلك تاريخاً
مشرقاً من التقدم في جميع هذه المجالات.
لا ينبغي اعتبار هذا الكلام مناصبةَ عداءٍ للغرب، نحن لا نكنّ العداء لأية مجموعة
إنسانية بسبب تمايزها الجغرافي. نحن تعلمنا من الإمام علي عليه السلام ما قاله عن
الإنسان أنه: «إمّا أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق». اعتراضنا إنما هو على
الظلم والاستكبار والتحكم والعدوان والفساد والانحطاط الأخلاقي والعملي الذي تمارسه
القوى الاستعمارية والاستكبارية ضد شعوبنا.
العدو وراء كل فتنة
إن أخطر ما يواجه حركة الصحوة الإسلامية اليوم هو إثارة الخلافات ودفع هذا الحراك
نحو صدامات دموية طائفية ومذهبية وقومية ومحليّة.
إن نظرة فاحصة إلى ساحة النزاعات الداخلية تكشف بوضوح يد العدوّ وراء هذه المآسي.
هذه اليد الغادرة تستثمر دون شك الجهل والعصبية والسطحية في مجتمعاتنا، وتصبّ الزيت
على النار. إن مسؤولية المصلحين والنخب الدينية والسياسية في هذا الخضمّ ثقيلة جداً.
فلسطين: قلب المعادلة
يجب أن نبحث عن سلامة مسيرة حركات الصحوة الإسلامية في موقفها تجاه قضية فلسطين.
فمنذ ستين عاماً حتى الآن لم تنزل على قلب الأمة الإسلامية كارثةٌ أكبر من اغتصاب
فلسطين.
كانت مأساة فلسطين منذ اليوم الأول وحتى الآن مزيجاً من القتل والإرهاب والهدم
والغصب والإساءة للمقدسات الإسلامية. وإن جوب الصمود والنّضال أمام هذا العدو
المحارب هو موضع اتفاق جميع المذاهب الإسلامية ومحلّ إجماع كل التيارات الوطنية
الصّادقة والسليمة.
إنّ أيّ تيار في البلدان الإسلامية يتناسى هذا الواجب الديني والوطني انصياعاً
للإرادة الأمريكية المتعنتة أو بمبررات غير منطقية يجب أن لا يتوقع غير التشكيك في
وفائه للإسلام وفي صدق ادعاءاته الوطنية.
الثبات والحضور
رأينا خلال هذه الأعوام الثلاثين ونيّف أنواع المؤامرات والمخططات للعدو. والذي
بدّد مكره أساساً عاملان: الثبات على المبادئ الإسلامية، والحضور الجماهيري في
الساحة.
هذان العاملان هما مفتاح الفتح والفَرَج في كل مكان. العامل الأول يضمنه الإيمان
الصادق بالوعد الإلهي، والعامل الثاني سيبقى ببركة الجهود المخلصة والبيان الصادق.
الشعب الذي يؤمن بصدقِ قادته وإخلاصهم يجعل الساحة فاعلة بحضوره المبارك. وأينما
حضر الشعب بعزم راسخ، في أيّ ساحة، فستعجز أي قدرة عن إنزال الهزيمة به. هذه تجربة
ناجحة لكل الشعوب التي صنعت بحضورها الصحوة الإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
ولــلـه العــزَّة ولرسوله وللمؤمنين
لقد تشكّل في إيران نظامٌ مستند إلى الشعب، ومستند إلى القلوب والإيمان والأحاسيس
والمشاعر. انطلق بأهدافٍ إسلامية وقرآنية وهدف
﴿وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾(المنافقون: 8). وبهذا الاعتقاد والتصديق لم يكن لأي ضغط أن
يزلزله. مثل هذا النظام هو نظامٌ إسلامي. ونفس هذا الصمود والقيام وهذه المقاومة
لمطامع الأجانب تجعل مراكز القدرة العالمية غاضبة. على مدى ثلاثين سنة وهم يُظهرون
هذا الحقد والغضب بأي نحوٍ. ولكن مع إرادة وعزيمة الشعب الإيراني المستند لإرادة
الرّب المتعال والمطمئِنّ بوعد الله فَشِل الأعداء وتقدّم شعب إيران في شتّى
الميادين وطوى طريق التكامل والسموّ.
|
في الخط الأمامي للجبهة
يقول حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ العاملي: "في الأيّام الأولى للحرب المفروضة
كنّا في الخط الأمامي للجبهة في منطقة الأهواز. استيقظت ذات يوم في الصباح الباكر
لحضور لقاء مع أحد القادمين لتفقّد الجبهة. كنت أتصوّر أن هذا الشخص هو من الجيش،
حيث كان من عادته المجيء لتفقّد سير العمليات. وبينما أنا مشغول بإنجاز بعض الأعمال
التفتُّ فإذا بي أرى آية الله الخامنئي دام ظله أمامي بلباسه العسكري واضعاً مسدّسه
على جنبه. لقد جاء لزيارتنا في عمق الجبهة وعلى بعد كيلومتر واحد من خط العدو
البعثي.
رافقناه إلى دشمة الاستطلاع، فأخذ سماحته يراقب خطوط الجبهة، وخاطب مسؤولي الدعم
بقوله: عليكم أن توفّروا الإمكانات اللازمة لهؤلاء المجاهدين.
ثم قال لي: إنّ الموقع الذي تستقرّون فيه حسّاس جداً، عليكم الانتباه كي لا يقوم
العدوّ بأي عملية التفافٍ عليكم".
|
إدانته دام ظله الاعتداء
على قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي (06/05/2013)
أشار سماحة السيد علي الخامنئي دام ظله خلال استقباله القائمين على انتخابات رئاسة
الجمهورية والمجالس البلدية إلى الحدث المرّ والمحزن لانتهاك مزار الصحابي الجليل
حجر بن عدي وإهانة جسده الطاهر، معتبراً أنّ ما يضاعف من مرارة هذا الحدث وجود بعض
الأفراد ذوي الأفكار البشعة والقذرة والمتحجرة والمتخلفة بين الأمة الإسلامية،
والتي تعتبر تكريم عظماء وأبطال صدر الإسلام شركاً وكفراً.
واعتبر دام ظله هؤلاء المجرمين أفراداً قام أسلافهم بهدم قبور الأئمة الأطهار عليهم
السلام في البقيع. ولولا النهضة العامة للمسلمين ضدهم لهدموا المرقد الطاهر لرسول
الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً.
وأضاف دام ظله: إنّ الشرك هو أن يكون الأفراد أدوات بيد سياسات الأجهزة التجسسية
البريطانية والأمريكية، ويسببوا بأفعالهم المصائب والمآتم للمسلمين. فأيُّ تفكير
هذا الذي لا يعتبر الطاعة والعبودية والخضوع مقابل الطواغيت الأحياء شركاً، بينما
يعتبر احترام العظماء شركاً؟!
وأشار سماحته دام ظله إلى ردود الأفعال الصحيحة للمجتمع الشيعي الكبير حول هذا
الحدث قائلاً: لم يدخل الشيعة في لعبة الأعداء الذين يرومون تأجيج نيران النزاع بين
الشيعة والسنة، وأثبتوا بذلك رشدهم الفكري.
كما اعتبر سماحته دام ظله ردود أفعال الإخوة من أهل السنة أيضاً دليلاً على وعيهم
وبصيرتهم العالية. مؤكّداً على أنّ ردود أفعال المسلمين على هذا الحدث المرير
وإدانتهم لهم يجب أن تستمر، لأن الشخصيات العلمية الكبرى والمثقفين والنخبة
والسياسيين في الأمة الإسلامية إذا لم ينهضوا بواجباتهم، فإن الفتن لن تبقى محصورة
بهذه الحدود.
زيارته دام ظله معرض طهران الدولي للكتاب (04/05/2013)
زار سماحة السيد علي الخامنئي دام ظله معرض طهران الدولي السادس والعشرين للكتاب
المقام في مصلّى الإمام الخميني قدس سره الكبير وسط العاصمة الإيرانية.
خلال هذه الزيارة التي استمرت لساعتين ونصف الساعة والتي رافق فيها وزيرُ الثقافة
والإرشاد الإسلامي سماحة قائد الثورة الإسلامية، قدّم أمناء الأجنحة وبعض الناشرين
المشاركين في المعرض إيضاحاتهم بخصوص الجديد من أعمالهم ونشاطاتهم وما نشروه من كتب.
لقاؤه دام ظله عدداً من شعراء ومدّاحي أهل البيت عليهم السلام بمناسبة ولادة
الصدّيقة الزهراء (01/05/2013)
التقى سماحة السيد القائد علي الخامنئي دام ظله عدداً من شعراء ومدّاحي أهل البيت
عليهم السلام فهنّأهم في ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وحيّا ذكرى
ولادة الإمام الخميني قدس سره، واعتبر مديح أهل البيت أسلوباً فنياً لزيادة المعرفة
وبث الأمل وتأجيج العواطف في قلوب الناس.
وعدّ الإمام الخامنئي دام ظله وجود المواهب المتألقة والقلوب المشتاقة بين مدّاحي
أهل البيت الشباب فرصةً قيمةً ونعمةً كبيرةً وبركةً عامةً للبلاد من أجل نشر
التوسّل بأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ومحبّتهم، مضيفاً: واجب مدّاحي أهل
البيت عليهم السلام تأجيج العواطف ومن ثمّ هدايتها نحو العقل والتفكير. وعلى مرّ
التاريخ كان هذا التلاقح بين العواطف والعقل والبراهين عاملاً على حفظ المعنويات
والدين والأخلاق.
|
أثر الدم بعد الغسل
س: الدم الموجود على اللباس إذا بقي منه أثر بعد الغسل، فهل ذلك الأثر الخفيف اللون
نجس؟
ج: إذا لم تكن عين الدم موجودة وإنَّما بقي اللون فقط، ولا يزول بالغسل فهو طاهر.