خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء جمع من الهيئات التعليميّة
2013
أرحّب بكم جميعاً أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، يا من تعتزّون بأنكم تعملون في مجال التعليم والتربية في المجتمع الإسلامي، أو أنّكم ستعملون في هذا المجال في الأيّام اللاحقة، وهذا واقعاً، فخر كبير.
عدد الزوار: 146خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء جمع من الهيئات التعليميّة1 _8/5/2013
بسم الله الرحمن الرحيم
أرحّب بكم جميعاً أيّها الإخوة
والأخوات الأعزّاء، يا من تعتزّون بأنكم تعملون في مجال التعليم والتربية في
المجتمع الإسلامي، أو أنّكم ستعملون في هذا المجال في الأيّام اللاحقة، وهذا واقعاً،
فخر كبير.
إنّنا إذ نحيي ذكرى شهيدنا العزيز الكبير، المرحوم الشهيد مرتضى مطهّري2
(رضوان الله عليه)، وكذا شهداء التربية والتعليم المعلّمين، والطلّاب الذين يمثّلون
أجمل وأعظم مشاهد الدفاع المقدّس، نطلب من الله سبحانه أن يحميكم وأن تكون يده دوماً
فوق رؤوسكم أيّها المعلّمون الأعزّاء ومسؤولو التربية والتعليم، وأن تصبح هذه
الشجرة المثمرة والمباركة، يوماً فيوماً أكثر بركةً لبلدنا وشعبنا.
أوّلاً، هذه الجلسة هي من أجل تكريم المعلّمين والاحتفاء بهم. ما ينبغي طرحه في باب
التربية والتعليم سواءً اللجان المركزية للتربية والتعليم3، أم صفوف التدريس
المنتظِمة في كافّة أنحاء البلاد غالباً ما يُطرح على المسؤولين والعاملين
الإجرائيّين، ما هو اليوم، مهمّ بالدرجة الأولى لنا، هو أن نظهر الاحترام القلبي
اللائق لمقام التربية والتعليم. الأصل هو أن يتمتّع "المعلّم" بالمنزلة اللازمة في
المجتمع الإسلامي. وإنّه لقصر نظر هائل، أن يضع الإنسان عمل التعليم في مصاف سائر
مشاغل الحياة المُتعارفة، بحيث يكون وسيلة فقط من أجل اكتساب لقمة العيش، ويساعد
الإنسان على الحياة، يؤمّن الخبز ويساعد على تمضية الحياة، هذا لا حقيقة له،
والتعليم ليس كذلك، وهو ليس في مستوى الأعمال الأخرى، إنّه يفوقها شرفاً.
إذا التفتنا إلى حقيقة التربية والتعليم ومنزلة المعلّم، علينا واقعاً أن نشبّه
المسألة: بمن يصقل ويبرد جوهراً ثميناً، بحيث يضفي عليه القيمة والأهمّيّة. هذه
الجواهر الثمينة هي أولادنا، وأطفالنا، أطفال الشعب، الذين يشكّلون جيل المستقبل
بجميع خصائصه ومميّزاته، ويوجدونه. أنتم المعلّمون من تشكّلون هذه الشخصيّات،
تصقلونها. ليست المسألة مجرّد أن تلقوا كلمتين، أو تعطوا درساً في الصفّ، جميع
تصرّفاتكم، حركاتكم، طريقتكم، أخلاقكم، تترك أثرها بصورة مباشرة في هذا المخاطب
المستهدف (المتلقي)، وتُشكّله. وما تزرعوه في ذهنه أيضاً تحت عنوان التعليم، هو من
أكثر الحقائق بقاءً، التي تبقى في ذهن الإنسان. بعد خمسين، أو ستّين عاماً، يبقى في
ذهن الإنسان الكثير من التفاصيل التي قالها المعلّم له، والكثير من الخصائص التي
ينقلها (المعلم) للتلميذ بتصرّفاته، بأخلاقه، بطريقة كلامه، وطريقه تعامله مع
التلاميذ، تبقى في الإنسان. أحياناً يلتفت الإنسان إلى ذلك، وأحياناً لا يلتفت،
جميعنا نسير دون التفات في الطريق نفسه، الذي خطّ المعلّمون الجزء الأكبر منه في
نفوسنا، وهذا أمر بالغ الأهميّة.
إنّ البلد الذي يريد أن يصل إلى المعالي، إلى الغنى والرفاه، إلى العلم والتفوّق،
والذي يريد رفد المجتمع البشري بأناس شجعان، أحرار، فهيمين، عاقلين، عقلاء ومفكّرين،
عليه أن يعدّ هذه البنية التحتيّة الأساسيّة، البنية التحتيّة للتعليم في مرحلة
الطفولة والحداثة. هذا هو شأن المعلّم. لذا، ينبغي أن نكنّ احتراماً فائقاً للمعلّم.
ولإيجاد الأهليّة اللازمة في المعلّم، ينبغي صرف الكثير من الوقت. فلكي نعدّ آليةً،
تكون التربية والتعليم فيها مؤثّرين، ويتّجهان في الاتّجاه الصحيح، علينا الاستثمار
كثيراً. وإن اعتمادنا على هذا التحوّل الأساسي في التربية والتعليم في السنوات
الماضية هو من أجل هذا الأمر، ومن الجيّد اليوم، بحمد الله، أنّ وثيقة هذا التحوّل4
هي في متناول مديريّة التربية والتعليم، وقد حُدّدت وشُخّصت، في الواقع، معالم
الطريق. فالتحوّل في بني البشر، والتغيير الحقيقيّ في النفوس والمعتقدات والحركات
والأخلاق وأمثالها، يحتاج إلى بنية تحتيّة قويّة، وهذه البنية التحتيّة هي التربية
والتعليم.
فالتربية والتعليم في ذلك اليوم حيث تحوّلت في بلدنا إلى الشكل الجديد، فهي إنّما
وُجدت على أساس بناء فكري واعتقاديّ آخر، إنّنا أيضاً على امتداد عشرات السنين منذ
بداية العمل بمنهج التربية والتعليم الجديد في البلد قد سرنا على هذه القاعدة نفسها،
في الحقيقة، كنّا نسير على تلك السكّة ذاتها، نعم لم تكن السكّة الصحيحة. ينبغي أن
توجّهنا وثيقة التحوّل هذه، نحو الأهداف الإسلاميّة، ينبغي أن تتقدّم بالمجتمع نحو
نمط الحياة الإسلامية الواقعي، ينبغي أن تتمكّن من إيجاد الخصال الإنسانية السامية
فينا. إنّنا اليوم، نشاهد في أخلاقنا، في سلوكنا، عيوباً، ينبغي العمل على إزالتها.
إنّ القابليّات الإنسانية في المجتمع الإيراني هي قابليّات كبيرة وفيّاضة. وينبغي
لهذه القابليّات أن تجد طريقها إلى الظهور، أن تعثر على الوجهة الصحيحة. ووثيقة
التحوّل هذه، ناظرة إلى مثل هذه الأمور.
لقد تمّت الإشارة إلى البُنى التحتيّة لوثيقة التحوّل. أنا هنا أقول، إنّ وثيقة
التحوّل هي متن ينبغي أن يترجم عمليّاً، بالمحصّلة، لا ينبغي التسرّع (التعجّل) به
بأيّ وجه من الوجوه، ينبغي التقدّم من خلال التدبّر والتأمّل فيه، مع الملاحظة
الصحيحة للجوانب. العمل عمل عميق. والأعمال العميقة ليست قصيرة الأمد، ليست سريعة
النتيجة، هي طويلة الأمد، ونتيجتها تأتي متأخّرة، إذا ما تشكّلت بشكل صحيح، سوف
تبقى، وتثمر، إذا لم تُتقَن، وتُعُجّل فيها، سوف لن تعطي الثمرة المرجوّة. جاء في
الحديث عن المعصوم: "ومجتني الثمرة لغير وقت إيناعها، كالزارع في غير أرضه"،
فإذا قطفتم الثمرة قبل نضوجها، فأنتم في الواقع لم تحصلوا على شيء، وضاعت جهودكم
سدىً. انتظروا الثمرة حتّى تينع، ومن ثمّ اقطفوها حتّى تستفيدوا من جميع منافعها.
ربّما يلزمنا سلسلة دراسات متعدّدة من أجل إيجاد برامج إجرائيّة وعمليّة لوثيقة
التحوّل هذه، حتّى يُعبر(يسلك) هذا الطريق واقعاً بالنحو الصحيح، عندها يسير هذا
القطار على السكّة. بالطبع، يلزم على الحكومة، وعلى المجلس أيضاً، أن يتأمّلوا
ويفكّروا بنحو جدّيّ، في الدعم المالي للتربية والتعليم، من أجل التطوّر في هذا
المجال.لا يصحّ أن تترك مديريّة التربية والتعليم لحالها، ولا يقدّم الدعم اللازم
لها، ومن ثمّ نتوقّع منها التقدّم.
حسنٌ، بحمد الله، أُنجزت في هذه السنوات أعمال جيّدة جدّاً ولديّ تقارير عنها ما
أُنجز جيّد، لكنّ ما لم يُنجز وكان من اللازم إنجازه كثير جدّاً، وإن لم نباشر
العمل عليه، فإنّ الوقت قطعاً سيفوتنا، تلك أيضاً لائحة طويلة، ينبغي على مسؤولي
التربية والتعليم المحترمين سواءً في لجان التعليم المركزية، أم في صفوف التدريس
المنتظمة أن يلتفتوا إليها إن شاء الله تعالى.
مسألة جامعة المعلّمين هي أيضاً مسألة مهمّة جدّاً، وهي أيضاً من جملة الأشياء التي
ينبغي الالتفات إلى تنظيمها الداخلي بشكل جدّي. فما لم يبن المعلّم شخصيّته، لن
يستطيع إعطاء شيء لتلميذه، ومخاطبه. هنا، تُبنى شخصيّة المعلّمين. إنّه وإن أُلحقت
هذه الجامعة بمديريّة التربية والتعليم، وكانت مرتبطة بها، إلّا أنه يجب على
مديريّة التعليم العالي، أن توفّر كلّ الدعم الممكن لهذه الجامعة. هذه أمور ينبغي
أن تتحقّق على صعيد التربية والتعليم.
إنّ جهاز التربية والتعليم ليس جهازاً عاديّاً يقع في عرض سائر الأجهزة الأخرى، هذا
موقع أساسيّ ومهمّ، والآن، يمكن أن تعبّروا عنه كمحرّك لقطار، كمركز لتموين (وتغذية)
مجموعة ما، على كلّ حال يفترق عن الأجهزة الإجرائية الأخرى. العمل في هذه الوزارة
عميق وأساسيّ بحيث لا يمكن إيجاد مثيل له في سائر الوزارات، وحتّى الوزارات
الثقافيّة المشابهة ليس لديها ذلك المقدار من الحساسيّة والدقّة التي يلزم مراعاتها
في هذه المجموعة. على كلّ حال هي مجموعة في غاية الأهمّيّة.
كما علينا أن نشكر معلّمينا الأعزّاء الذين اختاروا هذا العمل وتكلّفوا هذه
المشقّات. ربّما هناك من بينهم من كان بإمكانه أن يفتّش عن أعمال أخرى، ذات مداخيل
أكبر، وأن يكون لهم مراكز سياسيّة وإجتماعيّة أكثر، لكنّهم نذروا أنفسهم لهذا العمل،
وهذا أمر مهمّ جدّاً. على امتداد هذه السنوات، وقف المعلّمون دوماً على مصالح
الثورة، وكمثال له مسألة الدفاع المقدّس والحرب المفروضة، حيث أشرنا إلى شهداء
التربية والتعليم من المعلّمين والتلامذة، كما ان له نماذجه الأخرى في أماكن مختلفة.
كثيرون خططوا للمعلّمين، للمدارس، وكان لهم وراء ذلك أغراضٌ سياسيّة5،
وكان المعلّمون هم من وقف. هذه كلّها حسنات عند الله تعالى، هذه كلّها أعمال مؤثّرة
ومهمّة، إذ يمكن في كثير من الأوقات أن لا تُرى قيّمة بعيون بعضهم، لكنّها لا تعزب
عن عيون الكرام الكاتبين.
إنّ موضوع الكتب الدراسيّة هي أيضاً مهمّة. ينبغي على الدوام، تطوير مضامين هذه
الكتب ومحتوياتها والارتقاء بها، حسبما تقضيه الحاجة. ينبغي وجود أجهزة مراقبة
ذكيّة في جميع مؤسّسات التربية والتعليم، بحيث تراقب التطوّرات المبنيّة على وثيقة
التحوّل، ولينظروا أين توجد ثغرة، أين يوجد خطأ، أين توجد تجربة غير ناجحة، فلتُصلح
فوراً يلزمنا النظر الثاقب كما علينا أن ندرس الاحتياجات في مجال المواد التدريسيّة
والكتب الدراسيّة. منذ سنوات ونحن ندخل مسائل ومطالب في الكتب، فيتمّ إخراج بعضها
وإدخال بعضها الآخر. فلننظر أيّاً من المعارف الإلهيّة، من المعارف الإسلامية، من
المعارف المدنيّة، من معارف بناء الحضارات، من معارف بناء الإنسان، المعارف التي
تعزّ شعباً ما، تطوّره، تجعله رياديّاً، فلندخلها في كتبنا إن لم تكن موجودة، وأيّ
الأمور هي في الجهة المقابلة مخدّرة، مضلّة، فنحذفها، أيّ الأمور تلزم الأجيال أو
الفتية والفتيات، فندخلها. فلنفرض أنّ بعض الأمور قد تكون لازمة في الكتب الدراسيّة
للفتيات، وذلك على صعيد تدبير المنزل، تربية الأبناء وأمثالها، وأنّ بعض الأمور قد
تكون لازمة في الكتب الدراسيّة للفتيان من قبيل مواجهة أمور العمل، الحياة وأمثالها.
هذه تحتاج إلى المراقبة اللازمة والرصد الدائم، وينبغي لهذه الأعمال أن تُنجز. على
كلّ حال، العمل عمل مهمّ للغاية.
لقد طرحنا السنة شعار: "الملحمة السياسيّة والملحمة الاقتصاديّة". كلا المقالتين (الموضوعين)
من الموضوعات التي يمكن لعامّة أفراد الشعب أن يؤدّي دوره فيهما، وطالما أنّ عامّة
أفراد الشعب لم يؤدِّ دوره، لن توجد أيّ ملحمة. بالطبع، يمكن لبعضهم أن ينشغل،
ولآخرين أن يتكاسلوا، وقد لا يمتلك بعضهم الرغبة والحماسة اللازمة، عندما يمتلك
عامّة أفراد الشعب، ونوع الشعب في جميع أنحاء البلاد، الدافع اللازم من أجل التحرّك،
من خلال النظر إلى ذلك الأفق النيّر، سوف تحدث هذه الملحمة، وإن شاء الله بفضل الله،
وبتوفيقه، سوف تحدث هذه الملحمة. وللتربية والتعليم في هذا المجال دور خلاق. قد
يكون هناك تلميذ ما لم يبلغ السنّ القانوني للإدلاء برأيه، لكن بإمكانه التأثير على
والديه لجهة ولوج هذا الميدان، ولـتأدية المسؤولية. هذه الأعداد الكبيرة من
المعلّمين في كافّة أنحاء البلاد، يمكنها أن تؤثّر في قضيّة الانتخابات هذه التي هي
بيت القصيد الأبرز في الملحمة السياسيّة، هي هذه الانتخابات القادمة وأيضاً في
الملحمة الاقتصاديّة التي هي مسألة طويلة الأمد، ويمكن أن يكون لها دور فعّال.
إنّ بلدنا وشعبنا العظيم بالنظر إلى الأهداف والمبادئ التي يحملها، بحاجة إلى تجسيد
الملاحم في الأقسام المختلفة. علينا أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء أن نتقدّم على
نحو الطفرة !6 فهذا الشعب، مع كلّ الاستعداد الذي لديه، على امتداد
سنوات القمع والتضييق الطويلة7 حيث ترافق هذا التضييق، فيما بعد، بتدخّل
الأجانب وهيمنتهم السياسيّة والاقتصاديّة والثقافية على البلاد قد تراجع، لقد
تنكّبنا عن طريق العلم، عن طريق البناء، عن الاقتصاد، وابتُلينا بآفات ثقافيّة
ومعرفيّة متعدّدة. لقد أتاحت الثورة هذه الفرصة أمام الشعب الإيراني، لجبران هذا
التراجع، ورأيتم أيّ خبرات أكتسبها الشعب الإيراني على امتداد العقود الثلاثة
الماضية، وأيّ تقدّم حقّق، وأيّ استعداد أظهر لجميع المراقبين في أنحاء العالم. إنّ
تقدّم الشعب الإيراني في هذه العقود الثلاثة، غير متناسب مع الثلاثين عاماً، كنموذج
عليه، التقدّم العلمي الذي لم تجد المجاميع العلميّة بدّاً من الاعتراف به، وهذا ما
فعلت. إنّ سرعة تقدّمنا العلميّ يعادل ثلاثة عشر ضعفاً لمتوسّط التقدّم العالمي،
أهذا مزاح؟ وإنّنا في الوقت نفسه، مع سرعة التقدّم هذه، لا زلنا متأخّرين من
الناحية العلميّة. انظروا كم كنّا متأخّرين! مع أنّنا نسير بسرعة تفوق متوسّط
السرعة العالميّة بأكثر من عشرة أضعاف، ومع ذلك لا زلنا متأخّرين. إذاً، علينا أن
نحافظ على هذه السرعة. هذا هو الجزء الذي يعترف به العدوّ، هناك أجزاء أيضاً لا
يتأتّى للعدو الاعتراف بها، ولا يعترفون أصلاً، كما على الصعيد السياسي، والصعيد
الاجتماعي، وعلى صعيد بناء البلد، وعلى صعيد الوعي والبصيرة العامّة، هذه أمور لا
يرى أعداؤنا في دعاياتهم وتصريحاتهم، أنّ من المصلحة ذكرها، وذلك حتّى لا يشجّعوا
شعبنا على التقدّم بهذا الأمر. بالنسبة للاقتدار الشعبيّ والسّمعة العالميّة، ينبغي
أن تُلحظ سرعة التقدّم بهذه النسبة أيضاً. هذا التقدّم هو ببركة الثورة. لكن في
الوقت عينه، يبقى هذا التقدّم قليلاً، وينبغي أن يزداد.
إذا ما حافظ الشعب الإيرانيّ على هذه السرعة في التقدّم سواءً على الصعيد العلمي،
أم على الصعيد السياسيّ، أو الاجتماعي، أو الثقافي والمعرفي فلن يستغرق الأمر طويلاً
حتّى يحتلّ مكانته اللائقةً، وهذا هو ما يليق بشعب إيران. إنّ جزءاً كبيراً من هذه
المسألة يرتبط بالتربية والتعليم، وجزءاً مهمّاً منها يرتبط بالمسؤولين التنفيذيّين
في البلاد، هؤلاء الذين يجعلون قضايا البلاد حسّاسة في نظر كلّ إنسان بصير، هؤلاء
الذين يتحلّون بالحماسة والاندفاع المطلوب8. من دون الحماسة، لا تتحقّق
هذه الطفرات. عندما تكون الحماسة موجودة، الرغبة والنشاط موجودين، يمكن للطفرة أن
تُتصوَّر، يمكن الافتراض بأنّ الطفرة ستتحقّق. لقد خبُرنا هذا الامتحان في مرحلة
حرب الدفاع المقدّس. وإن شاء الله تعالى، سيرى الشعب الايرانيّ، هذا أيضاً بأمّ
العين، على صعيد الملحمة السياسيّة والملحمة الاقتصاديّة، وجزء كبير منه هو بعهدتكم
أيّها المعلّمون الأعزّاء.
أسأل الله المتعال أن يوفّقكم جميعاً، ويرضي عنكم وعنّا أرواح شهدائنا المطهّرة
وروح إمامنا العظيم، وأن يهدينا بعونه تعالى، في مجال التكاليف المهمّة التي لدينا
في أمور البلاد المتنوّعة، إلى طريق الهداية القويم ويأخذ بأيدينا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- يلتقي سماحة الإمام القائد
سنويا بحشد من المعلمين وأركان مديريات التربية والتعليم بمناسبة عيد المعلم في
الجمهورية الإسلامية، وهو يوم استشهاد المفكر الكبير والعالم الفذّ آية الله الشهيد
مرتضى مطهري.
2- آية الله الشهيد مطهري، تلميذ الإمام الخميني والعلامة الطباطبائي ومفكر الثورة،
الفيلسوف والنابغة الأصيل، والعقل الذي ترجم أفكار الإمام وكلماته في محاضراته
وكتاباته في المدارس والجامعات قبيل انتصار الثورة وبعدها، وخاطب جيل الشباب، وواجه
بقوة وشجاعة الأفكار الالتقاطية والمتحجرة وكذلك التيارات الفكرية العلمانية
والماركسية آنذاك. تميّز بسعة إطلاعه، وبرهانه المتين، وسلاسة بيانه وعمقه في آن
وتناسبه مع متطلبات العصر وجيل الشباب،.. تألم الإمام كثيراً لفقده، دعا جيل الشباب
والطلاب إلى عدم ترك قراءة كتبه والاستفادة من فكره.
3- يتفرع من وزارة للتعليم والتربية، مؤسسات ولجان مركزية تشرف وتقوم بأعمالها في
التربية والتعليم، وقد يقال مديريات التعليم..
4- وثيقة التحول في التربية والتعليم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نظام جديد
متطور يحدد حاجات التربية وشروطها ومعاييرها، تم صياغته وإقراره منذ سنوات، بتوجيه
من سماحة الإمام القائد، وهو حاليا في معرض التطبيق، يتناول مختلف أبعاد عملية
التربية والتعليم، ويضع لها معايير وأنظمة مستنبطة من روح التعاليم الإسلامية، ولا
يهمل الاستفادة من الوسائل والتقنيات والتجارب البشرية العصرية.
5- هنا تلميح إلى بعض الحكومات السابقة التي كان بعض المسؤولين فيها يسعون إلى
استقطاب المعلمين في السياسة أو غيرها، سعيا وراء أهدافهم الخاصة، حتى في مجال
التربية والتعليم..
6- أي أن نحقق قفزة نوعية.
7- المقصود خلال العهود التي سبقت انتصار الثورة الإسلامية.
8- أي الحيوية والاندفاع المستمر..