يتم التحميل...

ما رثي به حجر واصحابه من الشعر

حجر بن عدي الكندي

وقد نسبت هذه الابيات لاخت حجر بن عدي، كما نسبت في مروج الذهب الى ابنة حجر، وذكر انه لا عـقـب لـه مـن غـيـرهـا، وانـهـا انـشـدت هـذه الابـيات حين صار ركب حجر على اميال من الكوفة.

عدد الزوار: 82

قالت هند بنت زيد بن مخربة (مخرمة ) الانصارية، وكانت شيعية ترثي حجرا:

ترفع ايها القمر المنير

تبصر هل ترى حجرا يسير

يسير الى معاوية بن حرب

ليقتله كما زعم الامير

تجبرت الجبابر بعد حجر

وطاب لها الخورنق والسدير

واصبحت البلاد لها محولا

كان لم يحيها مزن مطير

الا يا حجر حجر بني عدي

تلقتك السلامة والسرور

اخاف عليك ما اردى عديا

وشيخا في دمشق له زئير

يرى قتل الخيار عليه حقا

له من شر امته وزير

الا يا ليت حجرا مات موتا

ولم ينحركما نحر البعير

فان يهلك فكل زعيم قوم

من الدنيا الى هلك يصير

وقد نسبت هذه الابيات لاخت حجر بن عدي، كما نسبت في مروج الذهب الى ابنة حجر، وذكر انه لا عـقـب لـه مـن غـيـرهـا، وانـهـا انـشـدت هـذه الابـيات حين صار ركب حجر على اميال من الكوفة. وقال الطبري: وقالت الكندية ترثي حجرا، ويقال: بل قائلها هذه الانصارية:

دموع عيني ديمة تقطر  تبكي على حجر وما تقتر
لو كانت القوس على اسره  ما حمل السيف له الاعور

وذكـر في اعيان الشيعة: وقال ابن عساكر: وقال قيس بن فهدان يرثيه وهي في النسخة مغلوطة واصلحناها بقدر الامكان:

يا حجر ياذا الخير والحجر

 ياذا الفضال (الفعال ) ونابه الذكر

كنت المدافع عن ظلامتنا

 عند الظلوم ومانع الثغر

اما قتلت فانت خيرهم

 في ا لعسر ذي العصا وفي اليسر

يا عين فابكي خير ذي يمن

 وزعيمها في العرف والنكر

فلابكين عليك مكتئبا

 فلنعم ذو القربى وذو الصهر

يا حجر امن المعتفين اذا

 رم الشتاء وقل من يقري

من لليتامى والارامل ان

 حقن الربيع وظن بالوفر

ام من لنا بالحرب ان بعثت

 مستبسلا يغري كما تغري

فسعدت ملتمس التقى وسقى

 قبرا اجنك مسبل القطر

كانت حياتك اذ حييت لنا

 عزا وموتك قاصم الظهر

وتريشنا في كل نازلة

 نزلت بساحتنا ولا تبري

يا طول مكتابي لقتلهم

 حجرا وطول حزازة الصدر

قد كدت اصعق جازعا اسفا

 واموت من جزع على حجر

فلقد خذلت وقد قتلت ومن

 لم تشعبنه حوادث الدهر

فلذاك قلبي مسعر كمدا

 ولذاك دمعي ليس بالنزر

ولذاك نسوتنا حواسر يسـ

 تبكين بالاشراق والظهر

ولذاك رهطي كلهم اسف

 جم التاوه دمعه يذري


وكان عبداللّه بن خليفة الطائي شهد مع حجر بن عدي، فطلبه زياد فتوارى فبعث اليه الشرط، وهم اهـل الحمراء يومئذ فاخذوه، فخرجت اخته النوارفقالت: يامعشر طيى، اتسلمون سنانكم ولسانكم عـبـداللّه بـن خـلـيفة؟ فشدالطائيون على الشرط فضربوهم وانتزعوا منهم عبداللّه بن خليفة، فـرجـعـواالـى زياد فاخبروه، فوثب على عدي بن حاتم وهو في المسجد، فقال: ائتني بعبداللّه بن خليفة. قال: وماله؟ فاخبره. قال: فهذا شي ء كان في الحي لا علم لي به. قال: واللّه لتاتيني به. قال: لا واللّه لا آتـيك به ابدا، اجيئك بابن عمي تقتله؟ بـه الـى السجن. قال: فلم يبق بالكوفة يماني ولا ربعي الا اتاه وكلمه وقالوا: تفعل هذا بعدي بن حاتم صـاحـب رسول اللّه (ص )؟ فلا يدخل الكوفة مادام لي بها سلطان، فاتي عدي فاخبر بذلك، فقال: نعم، فبعث عدي الى عبداللّه بن خليفة فقال: يابن اخي ان هذا قد لج في امرك وقد ابى الا اخراجك عن مصرك مادام له سلطان، فالحق بـالـجـبلين، فخرج. فجعل عبداللّه بن خليفة يكتب الى عدي،وجعل عدي يمنيه،فكتب اليه: (وهي قـصـيـدة طـويـلـة نـظمها عبداللّه بن خليفة في رثاء حجر واصحابه، نقتصر منها على ذكر هذه الابيات:

تذكرت ليلى والشبيبة اعصرا  وذكر الصبا برح على من تذكرا
وولى الشباب فاقتقدت غضونه  فيالك من وجد به حين ادبرا
فدع عنك تذكار الشباب وفقده  وآساره اذ بان منك فاقصرا
وبك على الخلان لما تخرموا  ولم يجدوا عن منهل الموت مصدرا
دعـتـهم مناياهم ومن حان يومه  من الناس فاعلم انه لن يؤخرا
اولئك كانوا شيعة لي وموئلا  اذا اليوم الفي ذا احتدام مذكرا
وما كنت اهوى بعدهم متعللا  بشي ء من الدنيا ولا ان اعمرا
اقول ولا واللّه انسى ادكارهم  سجيس الليالي او اموت فاقبرا
على (اهل عذراء) السلام مضاعفا  من اللّه وليسق الغمام الكنهورا
ولا قى بها (حجر) من اللّه رحمة  فقد كان ارضى اللّه حجر واعذرا
ولا زال تهطال ملث وديمة  على قبر (حجر)او ينادى فيحشرا
فيا حجر من للخيل تدمي نحورها  وللملك المغزي اذا ما تغشمرا
ومن صادع بالحق بعدك ناطق  بتقوى ومن ان قيل بالجور غيرا
فنعم اخو الاسلام كنت وانني  لا طمع ان تؤتى الخلود وتحبرا
وقدكنت تعطي السيف في الحرب حقه  وتعرف معروفا وتنكرمنكرا
فيا اخوينا من هميم عصمتما  ويسرتما للصالحات فابشرا
ويا اخوي الخندفيين ابشرا  فقد كنتما حييتما ان تبشرا
ويا اخوتا من حضرموت وغالب  وشيبان لقيتم حسابا ميسرا
سعدتم فلم اسمع باصوب منكم  حجاجالدى الموت الجليل واصبرا
سابكيكم مالاح نجم وغرد الـ  حمام ببطن الواديين وقرقرا

الى ان يقول فيها:

فها انا ذا داري باجبال طيى  طريدا ولوشاء الاله لغيرا
نفاني عدوي ظالما عن مهاجري  رضيت بما شاء الاله وقدرا

وقال الطبري: "وقال عبيدة الكندي ثم البدي وهو يعير محمد بن الاشعث بخذلانه حجرا:

اسلمت عمك لم تقاتل دونه  فرقا ولولا انت كان منيعا
وقتلت وافد آل بيت محمد  وسلبت اسيافا له ودروعا
لو كنت من اسد عرفت كرامتي  ورايت لي بيت الحباب شفيعا

والمراد من (وافد آل محمد) هو مسلم بن عقيل بن ابي طالب، حيث ارسل ابن زياد محمد بن الاشعث لقتاله والقبض عليه في الكوفة. قال الشيخ محمد بن مكي (الشهيد الاول): انشدني خادمهم هذه الابيات:

جماعة بثرى عذراء قد دفنوا  وهم صحاب لهم فضل واعظام
حجر قبيصة صيفي شريكهم  ومحرز ثم همام وكرام
عليهم الف رضوان ومكرمة  تترى تدوم عليهم كلما داموا

قال محمد بن مكي فزدت بيتا:
ومثلها لعنات للالى سفكوا  دماءهم وعذاب بالذي استاموا

وقـد عـلـق الـسـيد الامين على هذه الابيات: "اقول: الذي في النسخة المنقول عنها من الدرجات "كرام " بالراء، ولا شك انها كانت كذلك في نسخة الشهيد بدليل ما في الابيات، وكان الشهيد اخذ اسمه من الابيات، والذي وجدناه في سائر الكتب "كدام " بالدال، ولعله هو الصواب، وان كان كل من كرام وكدام موجودا في اعلام العربية. والذي في الدرجات الرفيعة: العبدي وفي غيره العنزي. قـول هـذا الـشاعر: "وهم صحاب "، ان اراد بهم انهم صحابيون فليس بصواب، اذ ليس فيهم من الصحابة غير حجر".


* كتاب شهيد الولاء حجر بن عندي الكندي.

2013-05-01