من نجالس
رشحات أخلاقية
لقد جبل الإنسان على حب الاجتماع بالناس، وهو يهرب من الوحدة والعزلة، ويأنس بالآخرين، بسهراتهم ورحلاتهم، وكل جلساتهم، ولكن سالك طريق الحق عليه
عدد الزوار: 92
* لقد جبل الإنسان على حب الاجتماع بالناس، وهو يهرب من الوحدة والعزلة، ويأنس بالآخرين، بسهراتهم ورحلاتهم، وكل جلساتهم، ولكن سالك طريق الحق عليه أن يلتفت أن الانخراط بأي عمل مع الغافلين عن ذكر الله يؤدي به للبعد عن الهدف، وإلى أن ينساه الله سبحانه، وإلى أن تنتقل رويدا رويدا خصالهم وعاداتهم وتفكيرهم إليه من حيث لا يشعر، والقول المشهور " قل لي من تعاشر أقل لك من أنت "، وما وصية الرسول الأكر صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر إلا لأجل أن يضبط الإنسان المؤمن مع من يجلس ومع من يأكل ويشرب ومن يسامر ويصاحب:
يا أبا ذر: الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين.
يا أبا ذر: الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء. وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء السوء.
يا أبا ذر: لا تصاحب إلا مؤمنا. ولا يأكل طعامك إلا تقي. ولا تأكل طعام الفاسقين.
يا أبا ذر: أطعم طعامك من تحبه في الله. وكل طعام من يحبك في الله عز وجل...
والأصعب من ذلك كله هو إعراض الله عن الغافلين، لأن من ينسى الله ينساه الله، "أو لعلك رأيتني في الغافلين فبيني وبين ذنوبي خلّيتني".