مرحلة الإبعاد والنفي
ولادة الإمام الخميني(قده)
استغرقت إقامة الامام بتركيا أحد عشر شهراً. وخلال هذه الفترة عمل نظام الشاه بقسوة لم يسبق لها مثيل على تصفية بقايا المقاومة في إيران.
عدد الزوار: 205
استغرقت إقامة الامام بتركيا أحد عشر شهراً. وخلال هذه الفترة عمل نظام الشاه بقسوة
لم يسبق لها مثيل على تصفية بقايا المقاومة في إيران.
مثّلت الاقامة الجبرية في تركيا فرصة اغتنمها الإمام في تدوين كتابه المهم "تحرير
الوسيلة"، حيث تطرّق لأول مرة آنذاك في كتابه هذا -الذي يمثّل الرسالة العملية
لسماحته- إلى الأحكام المتعلقة بالجهاد والدفاع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والمسائل المعاصرة.
في يوم 5-10-1965 يُنقل سماحة الإمام برفقة ابنه السيد مصطفى، من تركيا إلى منفاه
الثاني بالعراق، ليُقيم في مدينة النجف الأشرف. ومن منفاه في النجف كان سماحة
الامام، فضلاً عن انشغاله بتدريس الفقه لمرحلة (البحث الخارج) وعرضه للأُسس النظرية
لمبدأ الحكومة الإسلامية التي حملت عنوان "ولاية الفقيه"، كان يتابع بدقّة الأحداث
السياسية التي تشهدها إيران والعالم الإسلامي، رغم كل الصعوبات الموجودة، وكان
حريصاً على إيجاد قنوات الاتصال مع الثوريين في إيران، ومع عوائل شهداء انتفاضة
الخامس من حزيران، والسجناء السياسيين بشتّى السبل.
وقد وفّر وجود الامام في العراق الفرصة لأن يكون على اتصال مباشر بالمؤمنين والطلبة
المسلمين الموجودين خارج البلاد بنحو أفضل من السابق. وكان لذلك دور كبير في نشر
أفكاره وأهداف النهضة على المستوى العالمي.
فأثناء اعتداءات الكيان الصهيوني والحروب العربية الاسرائيلية، بذل الإمام الخميني
(قدس سره) جهوداً كبيرة في الدفاع عن نهضة المسلمين الفلسطينيين ودول خط المواجهة
من خلال اللقاءات المتعددة التي كا يجريها مع زعماء الفصائل الفلسطينية المناضلة،
وقيامه بإرسال المبعوثين إلى لبنان، وإصدار فتواه التاريخية المهمّة التي اعتبر
تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لثورة الشعب الفلسطيني والبلدان التي تتعرّض
للاعتداءات الصهيونية، واجباً شرعياً. وكان ذلك من جملة النشاطات التي تصدر لأول
مرة من أحد مراجع الشيعة الكبار.
لقد حافظت بيانات سماحة الإمام الباعثة للوعي ونداءاته المثيرة للعزائم الهمم، التي
تناولت الأحداث الداخلية لإيران، على إبقاء مشعل النضال متّقداً دائماً، في الوقت
الذي كان الشاه يعيش ذروة جبروته، وكان يحضّر للاحتفال بمرور الفين وخمسمئة عام على
تأسيس الامبراطورية الشاهنشاهية، وكان منهمكاً في إيجاد نظام الحزب الواحد في
البلاد، حزب رستاخيز (البعث).
كانت خطابات الامام ونداءاته تشحذ الهمم وتبعث الأمل في مثل هذه الظروف، وتزيد من
عزم المناضلين ومقاومتهم، الذين كانوا يتعرّضون في غياهب السجون إلى أشد أنواع
التعذيب الوحشي على أيدي أفراد "السافاك"، وهم يمضون فترات أحكامهم الطويلة.
* كتاب لمحات من حياة وجهاد الإمام الخميني (قدس سره)، مركز الإمام الخميني الثقافي.
2013-04-20