يتم التحميل...

التدبير في المعيشة حقيقته وأنواعه

المجتمع الإسلامي

إنّ التدبير من الأفعال التي نسبها الله تعالى إلى نفسه، إذ وصف ذاته المقدّسة بالمدبّر، كما ألهم عباده هذه الخصلة الحميدة، وحثّهم على التحلّي بها، والسعي الجاد لاكتسابه، بوصفها فضيلة من أسمى الفضائل.

عدد الزوار: 102

أوّلاً: حقيقة التدبير

إنّ التدبير من الأفعال التي نسبها الله تعالى إلى نفسه، إذ وصف ذاته المقدّسة بالمدبّر، كما ألهم عباده هذه الخصلة الحميدة، وحثّهم على التحلّي بها، والسعي الجاد لاكتسابه، بوصفها فضيلة من أسمى الفضائل.

وعلى مرّ العصور، نشهد أنّ الحياة الجماعيّة المتمثّلة في القبيلة وسائر المجتمعات البشريّة، دائماً ما يشوبها تضارب في المصالح، وتخيّم عليها الحروب، أو يسودها السلام وروح التعاون. وفي خضمّ هذه الأوضاع، نجد أنّ العقل السليم يحكم بضرورة حُسن التدبير في شؤون الحياة، ووجوب التفكير في عواقب الأمور، لكي يتسنّى للناس التمتّع بحياةٍ طيّبةٍ.

وخلال التطوّر التدريجيّ الذي شهدته الحياة البشرية، واتّساع رقعة المدنيّة، اتّضحت أهمّيّة التدبير، وبات ضرورة حياتية ملحّة، فانتهجه الناس، لترشيد أفكارهم وأعمالهم، في مختلف شؤون الحياة، السياسيّة، والثقافيّة، وغيرهما، نحو الاتّجاه الصحيح، بغية بلوغ الكمال المنشود.

وشجّعت الأديان السماويّة - بدورها - الإنسان على التدبّر في عظمة خلق الله تعالى، مسترشداً بهدي فطرته السليمة التي فطره الله تعالى عليه، وذلك لكي يستلهم من تدبير خالقه الطريقةَ المثلى لتدبير شؤون حياته.

وأولى القرآن الكريم هذا المفهوم السامي أهمّيّةً بالغةً، حيث زخر بمضامين تؤكّد هذه الأهمّيّة في إطار مفرداتٍ عديدةٍ، مثل (مدبّر) و(تدبير) وما شابههما، والتي توحي لنا المعنى المراد اليوم من كلمة (الإدارة) السائدة بين الناس، وتشمل مفاهيم البرمجة، والتّخطيط، والتّنظيم، والانسجام، والتّوجيه الصحيح، الكامنة في مبدأ تدبير الأمور. ولا شكّ في أنّ الإنسان لا يمكنه أن يرجو خيراً من أفعاله دون تحقّق هذه الأمور.

وقد صوّر القرآن الكريم واقع التدبير في حياة الأنبياء عليهم السلام، ولا سيّما تدبير النبيّ يوسف عليه السلام الذي كان أميناً على خزائن مصر، حيث انتشل أهل مصر من الفقر والمجاعة، بحنكته، وتدبيره، وتخطيطه الصحيح، حينما حلّ بهم القحط والجدب1.

ومن هذا المنطلق، كان التدبير ذا تأثيرٍ مباشرٍ على مجالات الحياة كافّةً، ولا يختصّ بالمأكل والمشرب فقط، لأنّ تأثيره مشهودٌ على ثقافة الإنسان وعقائده وحياته، الاجتماعيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة2. لذا أكّد المعصومون عليهم السلام على وجوب اتّباع منهج التّدبير الصّحيح في مختلف شؤون الحياة3.

ثانياً: أهميّة التدبير

لا يختلف اثنان في أنّ تدبير شؤون الحياة يُعدّ من الأمور الهامّة لكلّ إنسانٍ. وبالطبع، فإنّ هذا الأمر مرهونٌ بتطبيق تعاليم الشريعة، والانتهال من منهلها العذب، والاستعانة بما أنعم الله علينا من قوى إدراكيّة.

فتنظيم شؤون الحياة حسب تعاليم ديننا الإسلاميّ التي وردتنا عن طريق الوحي المقدّس، من شأنه أن يفتح لنا باب السّعادة على مصراعيه. والمجتمعات البشريّة اليوم بحاجةٍ ماسّةٍ إلى التّعاليم الدينيّة، والعمل بالوصايا المُطَابِقَة للفطرة التي فطر الله النّاس عليها.

وحسب اعتقادنا، فإنّ الشريعة الإسلاميّة تكفّلت بوضع برنامج شامل ومتكامل يهدي الإنسان إلى السعادة المنشودة في الدّنيا والآخرة، لأنّها تتناول جميع جوانب الحياة المادّيّة والمعنويّة، للفرد والمجتمع على حدٍّ سواء.

ومن الطبيعيّ أنّ الإنسان في بادئ الأمر بحاجةٍ ماسّةٍ إلى معرفة الدّين، وإدراك مفاهيمه، فالذي لا دين له لا حياة له. ومن هنا، ينبغي عليه المثابرة، لتنظيم شؤون معيشته، بحُسن التقدير، ثمّ بعد ذلك لا بدّ له من الصبر وتحمّل المصاعب التي تعترض طريقه. وقد أكّد الإمام جعفر الصادق عليه السلام على هذه الحقيقة، بقوله: "لا يَصلُحُ المؤمنُ إلا على ثَلاثِ خِصالٍ: التَّفقُّهِ في الدِّينِ، وحُسنِ التَّقديرِ في المعيشةِ، والصَّبرِ على النّائبَةِ"4.

إذن، تدبير شؤون الحياة لا بدّ وأن يكون متزامناً مع أمرين هامّين، هما: التعمّق في تعاليم الدين، والصبر على النوائب.
كما أنّ هناك أمرين يُعدّان جوهر المعيشة وأساسها، وهما: الاعتدال، بمعنى: عدم الإسراف، واجتناب تبديد الجهود، وإهدار الثّروة، والتّدبير، بمعنى: التّفكير في عواقب الأمور، وحسن التخطيط، والإدارة الصحيحة. وروي أنّ رجلاً قال للإمام جعفر الصادق عليه السلام: بلغني أنّ الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب! فقال عليه السلام: "لا، بَل هُو الكسبُ كلُّهُ، ومِن الدِّينِ التَّدبيرُ في المعيشةِ"5.

ويكون التّدبير - دائماً - متناغماً مع العلم، والمعرفة، والخبرة، والعقل، فهو بطبيعته بعيدٌ عن العمل من دون تعقّلٍ. ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلامٌ رائعٌ عن التدبير، عندما خاطب ابن مسعود، قائلاً: "يا ابن مسعود، إذا عملتَ عمَلاً فاعملْ بعلمٍ وعقلٍ، وإيّاكَ وأنْ تعملَ عملاً بغيرِ تدبّرٍ وعلمٍ، فإنّه جلَّ جلالهُ يقولُ: وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثَاً"6.

آثار حسن التّدبير:

أكّد الإمام عليّ عليه السلام على وجوب اتّصاف المؤمنين برؤيةٍ مستقبليّةٍ تدبيريّة، حين قال: "المؤمِنُونَ هُم الَّذينَ عَرَفُوا ما أمامَهُمْ".7
فلحُسن التدبير تأثيرٌ كبيرٌ على رقيّ شخصيّة الإنسان، من خلال ما يمدّه من نفاذ بصيرة في شؤون الحياة كافّة، ويمكّنه من تحقيق أهمّ متطلّبات حياته في مختلف المجالات، مثل:
1- استثمار الثروة بطريقةٍ مُثلى.
2- اجتناب الإسراف في النعمة أو إتلافها بغير وجه عقلائي.
3- عدم الاضطرار إلى تكرار عملٍ ما.
4- المكانة الرفيعة في المجتمع.
5- الثقة بالنفس.
6- صحّة التعامل الماليّ مع الآخرين.
7- سلامة النفس، والعزّة، وراحة البال.

آثار سوء التّدبير:

إنّ لسوء التدبير عواقب وخيمة على حياة الإنسان، قد تؤدّي إلى هلاكه وسقوطه والحيلولة بينه وبين كماله المنشود، منها ما يلي:
1- عدم الاستقرار والضَّياع.
2- التبعيّة الفكريّة والاقتصاديّة.
3- الفقر والحرمان.
4- الفساد الخُلُقيّ.
5- الذلّة والوضاعة الاجتماعيّة.
6- تسلّط الآخرين.
7- التخلّف الفكريّ والرجعيّة.
8- فقدان النعمة.
9- الاختلاف بين أعضاء العائلة الواحدة وتهديد كيانها.

فلو أمعنّا النظر في النتائج الحميدة لحسن التدبير والعواقب القبيحة لسوء التدبير، لأدركنا مدى أهمّيّة التدبير ووجوب اتّخاذه منهجاً في حياتنا. وتتأكّد هذه الأهمّيّة عندما نأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور التي لها تأثيرٌ مباشر على حياة البشر قاطبةً، مثل: الدخل المحدود أو المتدنّي لبعض أبناء المجتمع، وارتفاع مستوى التضخّم المالي، والغلاء الفاحش، والصعوبة في توفير مستلزمات العيش، والإفراط أو التفريط في بعض الأمور، إضافةً إلى وجوب مراعاة الأصول الخلقيّة، والسلوكيّة، والاقتصاديّة، والثقافيّة في جوانب الحياة كافّة8.

ثالثاً: مفاهيم البحث الأساسيّة

يرتكز موضوع الكتاب على ثلاثة مفاهيم أساسيّة، هي: التدبير، والمعيشة، والرزق9. لذا، فمن الأجدر أن تنال هذه المفاهيم قسطاً أكبر من الشرح والتحليل، ولا بدّ من بيان معانيها العامّة، لغويّاً واصطلاحيّاً، ومداليلها الخاصَّة في الآيات والروايات. وأحياناً ينفرج البحث، ليشمل عناوين فرعيّةً أخرى، حيث يتمّ توضيحها بإيجازٍ. وفي ما يلي بيانٌ لهذه المفاهيم الثلاثة:

1- التدبير:

التدبير، هو: التفكير بعاقبة الأمور، وإمعان النظر، والتحسّب لما سيكون. وأن يُدبِّر الإنسان أمره، هو: أن ينظر إلى ما تَؤول إليه عاقبته وآخرته. والتَّدَبُّر: التفكر في الأمر10. وبعبارةٍ أخرى: إنّ التدبير هو الإتيان بالشيء عقيب الشيء، ويُراد به: ترتيب الأشياء المتعدّدة المختلفة، ونظمه، بوضع كلّ شيءٍ في موضعه الخاصّ به، بحيث يلحق بكلٍّ منها ما يُقصَد به من الغرض والفائدة، ولا يختلّ الحال بتلاشي الأصل وتفاسد الأجزاء وتزاحمها11.

تدبير المنزل:

تدبير البيت، هو: تنظيم الحياة المنزليّة على الصعيد الماليّ والمادّي. وفنّ تدبير المنزل، هو: مجموع الطرق التقنيّة الحديثة، لتسهيل مهمّة ربّة البيت، ومساعدتها في توفير أسباب الراحة، وترتيب داخل البيت وتجميله12. وكذلك يُقال: دبَّرَ أمر البيت، أي نظَّمَ أموره، والتصرّفات العائدة إليه، بما يؤدّي إلى صلاح شأنه، وتمتّع أهله بالمطلوب من فوائده13.

التدبير في القرآن والسنّة:

أشار القرآن الكريم إلى أنّ التدبير صفةٌ من صفات الله تعالى14 وملائكته15. والتدبير الإلهيّ للعالم، هو: نظم أجزائه نظماً جيّداً مُتقناً، بحيث يتوجّه فيه كلّ شيءٍ إلى غايته المقصودة منه، وهي آخر ما يمكن أن يحصل له من الكمال الخاصّ به، ومنتهى ما ينساق إليه من الأجل المسمّى. وتدبير الكلّ يعني إجراء النظام العامّ العالميّ، بحيث يتوجّه إلى غايته الكلّيّة، وهي: الرجوع إلى الله والقرب منه.

لذلك، فإنّ الله يدبّر الأمرَ، أي يقدّر، "ويُنْفِذُه على وجهه، ويرتّبه على مراتبه على أحكام عواقبه"16، وهذا التدبير يشمل الهداية التكوينيّة والتشريعيّة للمخلوقات اللتين تتحقّقان عبر بعثة الأنبياء عليهم السلام والرسل عليهم السلام.

أمّا تدبير الملائكة، في قوله تعالى: ﴿فَالمْـُدَبِّراتِ أَمْرَاً17، ففيها أقوالٌ - أيضاً -، أحدها: أنّ الملائكة تدبّر أمر العباد من السنة إلى السنة، كما روي عن الإمام عليّ عليه السلام18.

إذن، يمكن القول: إنّ التدبير والتحسّب لعواقب الأمور، والتخطيط الصحيح، ونظم شؤون الحياة، تعدُّ الأركان الأساسيّة للرقيّ، وبلوغ الكمال المنشود. عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "الكَمالُ كُلُّ الكَمالِ: التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ، وَالصَّبرُ عَلَى النّائبَةِ، وَتَقديرُ المعيشةِ"19. فمن خلال التدبير واتّباع النهج الصحيح في الأمور الاقتصاديّة، يمكن الوصول إلى الكمال.

ولا ريب في أنّ تدبير الإنسان، في استثمار ما لديه من إمكانيّاتٍ اقتصاديّةٍ محدودةٍ، واجتناب الإسراف في تسخيره، يُعدّ أفضل من حيازته إمكانيّاتٍ اقتصاديّةً كبيرةً يُسرف في استثماره، فينبغي للعبد أن يكون على صوابٍ من التقدير، وحكمةٍ من التدبير20. فالتدبير سببٌ في قوّة اقتصاد الحياة ورقيّه. وعن أيّوب بن الحرّ: سمعتُ رجلاً يقولُ لأبي عبد الله عليه السلام: بلغني أنّ الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب، فقال أبو عبد الله عليه السلام: "لا، بَلْ هُو الكَسْبُ كُلُّهُ"21.

وقد أكّد الإمام عليّ عليه السلام على أنّ التدبير سبيلٌ للرقيّ الاقتصاديّ، حين قال: "حُسنُ التَّدبيرِ يُنمِي قليلَ المالِ"22.
ومن هنا، كان المسؤول اللائق بإدارة شؤون العائلة أو شؤون فئةٍ اجتماعيّةٍ م، هو الذي يتمكّن من تمهيد الأرضيّة اللازمة، لاستثمار القابليّات والإمكانيّات أفضل استثمارٍ، وذلك عبر تخطيطٍ صحيحٍ، ومنهجيّةٍ مثاليّةٍ، وتنسيقٍ بين كافّة الأعضاء، على مختلف مستوياتهم ومسؤوليّاتهم. كما لا بدّ له من نظم نشاطاته وفعّاليّاته، ووضع كلّ شيءٍ في موضعه، وتأدية ما عليه من تكاليف في وقتها المناسب، حتى يستحق بذلك صفة المدبِّر.

ويُعدّ تدبير شؤون الحياة بطبيعته جزءاً من الدين23، لذا، فإنّ حسن التدبير كان صفة لازمة للمؤمنين بحيث يمتازون بها عن غيرهم، لأنّهم لا يستهلكون أموالهم عبثاً، ولا يبذّرونها، بل يراعون الاعتدال في إنفاقها، ويخشون فيها غضب الله تعالى، في ما لو أفرطوا أو فرّطوا في إنفاقه، بخروجهم عن الحدود التي أجازها الله تعالى لهم في الإنفاق24.

2- المعيشة:

كلمة (المعيشة): مشتقّةٌ من مادّة (عَيَشَ)، وهي تعني: الحياة، وتستعمل لذوات الأرواح فقط. وهذه الكلمة أخصّ من كلمة (الحياة)، لأنّ تعبير الحياة يمكن إطلاقه على البارئ عزَّ وجلَّ، وعلى الملائكة، بينما تختصّ كلمة العيش بحياة الإنسان والحيوان فحسب25.

و(معايش) جمع (معيشة)، وهي: عبارة عن الوسائل والمستلزمات التي تتطلّبها حياة الإنسان، بحيث يحصل عليها بالسعي تارةً، أو تأتيه بنفسها من دون سعي تارةً أُخرى. ومع أنّ بعض المفسّرين حصر كلمة(معايش) بالزراعة والنبات، أو الأكل والشرب فقط، ولكنّ مفهومها اللغويّ أوسع من أن يُخصّص، ويُطلق ليشمل كلّ ما يرتبط بالحياة من وسائل العيش26.

وقد ورد في القرآن الكريم: ﴿وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ27. فـ (المعاش) في هذه الآية: يحتمل أن يكون اسم زمانٍ أو اسم مكانٍ، بمعنى زمان أو مكان الحياة، ويمكن أن يكون مصدراً ميميّ، فيكون له محذوفٌ، والتقدير: (سبباً لمعاشكم)28.

ويُذكر أنّ مشتقّات كلمة (عيش) تكرّرت ثماني مرّاتٍ في القرآن الكريم، كما أنّ الأحاديث والراويات تطرّقت إليها بكثرةٍ. وبالطبع، فإنّ رؤية القرآن الكريم والسنّة الشريفة لمعنى هذه الكلمة لا تنحصر في كسب المال وبذله، بل نجد فيها تحفيزاً لربّ العائلة إلى السعيّ في توفير حياةٍ هنيئةٍ ومرفّهةٍ لأفراد أسرته، على جميع المستويات المادّيّة، والمعنويّة، لكي تحتلّ الأسرة مكانتها المحترمة في المجتمع.

3- الرّزق:

معنى الرّزق: العطاء والبذل المستمرّ29، وهو عبارة عن ما يمدّ الإنسانَ في بقائه، من الأمور الأرضيّة، من مأكولٍ، ومشروبٍ، وملبوسٍ، وغيرها. ولو توسّعنا في معناه، لوجدنا أنّه يشمل كلّ ربحٍ يناله الإنسان، وإن لم يكن غذاءً.

إذن، الرزق - حقيقة - عبارة عن كلّ عطاءٍ ومزيةٍ في الحياة يمنحهما الله تعالى لخلقه، مثل: الطعام، واللباس، والمقام، والعشيرة، والأصحاب، والجمال، والعلم، والعقل، والفهم، والإيمان، والإخلاص، وما إلى ذلك30. وبما أنّ الرزق هو العطاء المستمرّ، فإنّ عطاء الله المستمرّ للموجودات هو - أيضاً - رزقٌ. وينبغي الإلفات إلى أنّ مفهوم الرزق غير منحصرٍ في الحاجات المادّيّة، بل يشمل كلّ عطاءٍ ماديٍّ أو معنويٍّ، ولذلك نقول - مثلاً -: "اللّهمّ ارزقني علماً كاملاً، أو نقول: اللّهمّ ارزقني الشهادة في سبيلك"31.

من هنا، كان للرزق معنىً واسعٌ لا يمكن تقييده بالأمور المادّيّة، فالذين يقيّدون معناه بالمادّيّات ليس لديهم إلمامٌ دقيقٌ بموارد استعماله. وتشير الآيتان الكريمتان التاليتان إلى بعض موارد استعمال كلمة الرزق بمعناها الشامل:

- ﴿وَرَزَقَكُمْ مِن الطَّيِّباتِ32: فالطيّبات لها معنىً واسعٌ جدّاً، حيث تشمل الجيّد من الطعام واللباس، والزوجة، والمسكن، والدوابّ، كما تشمل الكلام والحديث الطيّب الزكيّ النافع33.

- ﴿بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ34: من الواضح أنّ رزق الشّهداء في عالم البرزخ ليس متحقّقاً بنعم مادّيّة، بل هو عبارةٌ عن المواهب المعنويّة التي يصعب علينا تصوُّرها في هذه الحياة المادّيّة35. كما نستوحي من بعض الأدعية المباركة معانٍ أخرى للرِّزق، منها ما يلي:
"اللّهُمَّ ارزُقنِي حَجَّ بَيتِكَ الحرامِ"36.
"اللّهُمَّ ارزُقنِي فيه طاعَةَ الخاشِعينَ"37.
"اللّهُمَّ ارزُقنا تَوفيقَ الطّاعَةِ وبُعدَ المعصِيَةِ"38.

من خصائص مفهوم الرزق:

يمكن بيان مفهوم الرّزق في نطاقه الواسع، كما يلي:

1- الرزق عطاءٌ من الله تعالى ورحمةٌ منه لخلقه، وهو- مثل الرحمة - على قسمين، هما:
أ- رزقٌ عامٌّ، وهو: عطاءٌ ربّانيٌّ يشمل جميع المخلوقات في الحياة الدنيا، سواءٌ أكانوا مؤمنين أم كافرين، تُقاةً أم فجرةً، بشراً أم غير بشرٍ.
ب – رزقٌ خاصٌّ، وهو: الواقع في مجرى الحِلِّ39.

2- الرزق: هو ما ينتفع به المرزوق، فلو جمع العبد أموالاً طائلةً، فإنّ رزقه الحقيقيّ هو ما يستهلكه من هذه الأموال، وما فضل عن ذلك ليس رزقاً له. إذن، سعة الرزق وضيقه لا صلة لهما بكثرة المال أو قلّته، فما أكثر الذين يملكون ثرواتٍ عظيمةً، ولكنّهم لا يستهلكون منها سوى القليل، وما أكثر الذين لا يملكون سوى القليل من المال، ولكنّهم يبذلونها في معيشتهم دون ادّخار شيءٍ منها.

3- ليس لأحدٍ حقٌّ على الله تعالى،
إلا ما فرضه تعالى لعباده على نفسه. وقد أشار عزّ وجلّ إلى هذا الأمر بقوله: ﴿وَما مِنْ دابَّةٍ فِي الأَرْضِ إلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُها40، ولا ريب في أنّ أحداً لم يفرض وجوب رزق العباد على الله تعالى، وإنّما بعزّته وجلاله كتب على نفسه رزق كلّ مخلوقٍ خَلَقَه.

لذا، فالرزق حقّ على الله تعالى، بمعنى أنّه حقٌّ مجعولٌ من قِبَله، وعطيّةٌ منه من غير استحقاقٍ للمرزوق من جهة نفسه، بل من جهة ما جعله على نفسه من الحقّ. ومن هنا، يظهر أن ليس للإنسان المرتزق بالمحرّمات رزق مقدّر من الحلال بنظر التّشريع، فإنّ ساحته تعالى منزّهةٌ من أن يجعل رزق إنسانٍ حقّاً ثابتاً على نفسه، ثمّ يرزقه من وجه الحرام، ثمّ ينهاه عن التصرّف فيه ويعاقبه عليه41.

ولا ضير في أن يثبُتَ عليه تعالى حقٌّ لغيره، إذا كان تعالى هو الجاعل المُوجِب لذلك على نفسه، من غير أن يداخل فيه غيره، ولذلك نظائرُ في كلامه تعالى، كما قال: ﴿كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ42، وقال: ﴿وَكانَ حَقَّاً عَلَيْنا نَصْرُ المْـُؤمِنِينَ43، إلى غير ذلك من الآيات. كما أنّ العقل يؤيّد ذلك، فالرزق هو ما يُدِيم بهِ المخلوق الحيّ وجودَه، وبما أنّ وجوده من فيض جوده تعالى، فما يتوقّف عليه من الرزق يكون من قِبله، وإذ لا شريك له تعالى في إيجاده، فلا شريك له في ما يتوقّف عليه وجوده، ومنه: الرزق44.

4- قوله تعالى: ﴿وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ45: توصيف الرزق بكونه بغير حسابٍ، إنّما هو لكون الرّزق من الله تعالى بالنّظر إلى حال المرزوقين، بلا عوضٍ، ولا استحقاقٍ، لكون ما عندهم من استدعاءٍ، أو طلبٍ، أو غير ذلك، مملوكاً له تعالى ملكاً حقيقياً محضاً، لا يقابل عطيَّته منهم شيءٌ، فلا حساب لرزقه تعالى. وأمّا كون نفي الحساب راجعاً إلى التّقدير، بمعنى: كونه غير محدودٍ ولا مقدّرٍ، فيدفعه المفهوم من آيات القدر، كقوله تعالى: ﴿إِنّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقناهُ بِقَدَرٍ46، فالرزق منه تعالى عطيّةٌ بلا عوضٍ، لكنّه مقدّرٌ على ما يريده تعالى47.

5- مقدار الرزق بيد الله سبحانه وتعالى48: وهذا لا يعني - فقط - أنّ الرزق - في زيادته ونقصانه - بيد الله عزّ وجل، بل نستفيد من آيات أُخر أنّ الله سبحانه وتعالى يبسط الرزق لمن يشاء، وينقصه عمّن يشاء. ولكن ليس كما يعتقده بعض الناس، من عدم الكسب، والجلوس في زاوية البيت، حتّى يبعث الله لهم الرزق، بل معيار الرزق يكون على أساس المصالح التي يراها الله ضروريّةً، لابتلاء عباده ونظام معيشتهم، فما أكثر من ذهب ضحيّةً لثروته وأمواله الطائلة من دون أن يرى راحةً في حياته.

إنّ هؤلاء الذين يُعتبر تفكيرهم السَّلبي ذريعةً لمن يقول: "إنّ الدين أفيون الشّعوب"، قد غفلوا عن نقطتين أساسيّتين، هما:

أ- إنّ المشيئة الإلهيّة التي أشارت إليها الآيات القرآنيّة ليست مسألةً اعتباطيّةً وغير محسوبةٍ، بل هي غير منفصلةٍ عن حكمته جلَّ وعلا، وللاستعداد والتّوفيق دورٌ محوري فيها.

ب- إنّ المشيئة الإلهيّة لا تعني نفي الأسباب، لأنّ عالم الأسباب هو عالم الوجود، وهذه العوالم وُجِدَت بإرادة الله، وهي غير منفصلةٍ عن المشيئة التشريعيّة. وبعبارةٍ أُخرى: إنّ إرادة الله في مجال بسط الرزق وضيقه، مشروطةٌ بظروفٍ تتحكّم بحياة الناس، كالسعي، والإخلاص، والإيثار. وبعكس ذلك: الكسل، والبخل، وسوء النيّة. لذلك نرى القرآن الكريم يشير مراراً إلى أنّ الإنسان رهينٌ بسعيه، وإرادته، وعمله، وما يستفيده من حياته إنّما هو بمقدار هذا السعي والاجتهاد49.

6- إنّ القرآن الكريم في سياق توجيهه نحو المستقبل الاقتصاديّ للمجتمع بشّر النّاس بحياةٍ هنيئةٍ ورغيدةٍ، على العكس من نظريّات بعض علماء الاقتصاد المتشائمين، فهؤلاء يعتقدون أنّ مستقبل البشريّة الاقتصاديّ مبهمٌ ولا وضوح لمعالمه، إذ بازدياد الكثافة السكّانيّة، ونقص الإمكانيّات الموجودة لدى البشر، سوف ينحدر المجتمع نحو الفقر، ومن ثمّ يضمحلّ.

ولكنّ هؤلاء غفلوا عن المفاهيم السامية التي أكّد عليها القرآن الكريم، في أنّ نِعَم الله تعالى لا حدود لها، وبركات خزائنه لا تنفد، وأنّه كرّم البشر بمصادر طبيعيّةٍ جمّةٍ تكفيهم مهما زاد عددهم. كما أنّهم غضّوا الطرف عن أنّ الله تعالى قد تكفّل برزق خَلْقِه كافّةً، سواءٌ أكانوا بشراً أم غير بشر، لذا جعل القرآن الكريم رجاءَ الرزق من الله تعالى بديلاً عن الخوف من الفقر50.

وهذا الرزق ملحوظٌ بحيث يناسب حال الموجودات، من حيث الكمّيّة، والكيفيّة، وهو مطابقٌ تماماً لمقدار الحاجة والرغبة، فغذاء الجنين الذي في رحم أُمّه - على سبيل المثال - يتفاوت كلّ شهرٍ عن الشهر السابق في النوعيّة والكمّيّة، بل كلّ يومٍ عن اليوم السابق، على الرغم ممّا يبدو من أنّ الدّم نوعٌ واحدٌ لا أكثر51.

7- يستفاد من قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ هُو الرَّزّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ52 - ولا سيما بلحاظ أنّ المقام مقام الحصر -، ما يلي:

أ- إنَّ الرزق في الحقيقة لا يُنسب إلا إلى الله تعالى، وهو الرازق لا غير، ونسبة الرزق إلى غيره، تعني نسبة عمله تعالى إلى غيره، قال تعالى: ﴿وَاللهُ خَيْرُ الرّازِقِينَ53.

ب- إنّ كلّ ما ينتفع به الإنسان انتفاعاً محرّماً، لا يكون رزقاً من الله تعالى، لأنّه تعالى نفى نسبة المعصية إليه، إذ قال: ﴿قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ54، وقال: ﴿يَنْهَى عَنْ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ55، فليس من الممكن نسبة أسباب المعاصي إليه تعالى، لأنّه لم ينسبَ معاصي العباد إلى نفسه، ونفى تشريع كلّ عملٍ قبيحٍ عن ذاته المقدّسة، وحاشاه سبحانه أن ينهى عن شيءٍ، ثمّ يأمر به، أو ينهى عنه، ثمّ يحصر رزقه فيه.

ولا منافاة بين عدم كون نفعٍ محرّمٍ رزقاً بحسب التشريع، وكونه رزقاً بحسب التكوين، إذ لا تكليف في التكوين حتّى يستتبع ذلك قبحاً، وما بيّنه القرآن من عموم الرزق، إنّما هو بحسب حال التكوين، وليس البيان الإلهي بموقوفٍ على الأفهام الساذجة العامّيّة، حتّى يضرب صفحاً عن التعرّض للمعارف الحقيقيّة، وفي القرآن شفاءٌ لجميع القلوب. قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنْ القُرْآنِ ما هُو شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظّالِمِينَ إِلا خَساراً56.

على أنّ الآيات التي تنسب المُلْك الذي وُهِبَ لأمثال: نمرود، وفرعون، والأموال والزخارف التي بيد أمثال قارون، إلى إيتاء الله سبحانه، فيُراد بها: أنّ ذلك كلّه بإذن الله، بحيث آتاهم ذلك، امتحاناً منه لهم، وإتماماً للحجّة عليهم، وخذلاناً واستدراجاً لهم، ونحو ذلك.

 وهذه كلّها نِسَبٌ تشريعيّةٌ، وإذا صحّت النسبة التشريعيّة - من غير محذورِ لزومِ القبح -، فصحّة النسبة التكوينيّة - التي لا مجال للحسن والقبح العقلائييّن - فيها أوضح. إذن، جميع ما يفيضه الله على خلقه من الخير - وكلّه خيرٌ يُنتَفع به - هو رزق بحسب انطباق المعنى، إذ ليس الرزق إلا العطيّة التي ينتفع بها المرزوق57.

8- تحدّثت الآيات والرّوايات عن تقدير الرزق، وهي في الواقع بمثابة الكابح للحريصين وعبّاد الدنيا الذين يَلجون كلّ بابٍ، ويرتكبون أنواع الظلم والجنايات، ويتصوّرون أنّهم إذا لم يفعلوا ذلك لم يؤمّنوا حياتهم! غافلين عن أنّ الآيات والروايات تحذّر هذا النمط من الناس ألّا يمدّوا أيديهم وأرجلهم عبثاً، وألّا يطلبوا الرزق من طُرقٍ غير مشروعةٍ ولا معقولةٍ، بل يكفي لهم أن يسعوا لتحصيل الرزق عن طريقٍ مشروعٍ، والله سبحانه يضمن لهم الرزق، فالله تعالى لم يُهمِلهم حتّى في ظلمة الرحم58.

9- خلق الله تعالى جميع المخلوقات، وأوجب على نفسه رزقه، وهذا دليلٌ على وجود صلةٍ بين الخالق ورِزق المخلوق. فلو عُدِمَ الرزق، لعُدِمَ الخَلْق، وفي الوقت نفسه لو عُدِمَ الخَلْق، لما وُجِدَ الرزق. والله تعالى هو الذي أبدع بني البشر، وأسكنهم الأرض، وجعلهم بحاجةٍ إلى الرزق، وهذا الرزق ليس محض المأكل والمشرب، وما يُحتَاج إليه من أمور مادّيّةٍ، بل يشمل الفِكْر، والتعقّل، والقدرة على العمل، وطلب العلم، والشعور بالمسؤوليّة.

إذن، رازقيّة الله تعالى لا تعني مجرّد السعي والتفكير في كسب الرزق، والدفاع عن الحقوق الشخصيّة. فالمخلوق، ورزقه، وقدرته على كسبه، وتعقّله في ذلك، وتديّنه بشريعةٍ تسدّده إلى الحلال من الرزق، كلّها أمورٌ تعكس رازقيّة الله تعالى.

لذا، يجب على الإنسان أن يسلك أفضل طُرُق كسب الرزق وأنقاها، وأن يتوكّل على الله عزّ وجلّ الذي سدّده لسلوك هذا الطريق الأمثل59.
* فن التدبير في المعيشة / نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1- يوسف: 47-49.
2- تجدر الإشارة إلى وجود عدّة كتب مدوّنة بصدد التّدبير، ما يؤكّد اهتمام العلماء والباحثين بهذا الموضوع الحسّاس، ونذكر منها ما يلي:
ـ (تدبير المنزل) أو (السياسة الأهليّة)، تأليف الشيخ الرئيس أبي عليّ الحسين بن عبد الله بن سينا، طبع في بغداد سنة 1347هـ.
ـ تدبير المنزل ورعاية الطفولة(تدبير منزل ودستور بچه داری)، تأليف بدر الملوك تكين، طبع في طهران.
ـ تدبير المنزل (تدبير منزل)، تأليف بدر الملوك بامداد، طبع في طهران.
3- الحكيميّ، محمّد رض، علي رضا: الحياة، ط1، طهران، منشورات مكتب ترويج الثقافة الإسلاميّة، 1368هـ.ش، ج4، ص346-354.
4- الحراني، ابن شعبة: تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لاط، قم المقدّسة، منشورات الشريف الرضيّ، لات، ص263.
5- الطوسي، محمد بن الحسن: الأمالي، لاط، قم المقدّسة، منشورات مكتبة الداوريّ، لات، ج2، ص458.
6- الطبرسي، الفضل بن الحسن: مكارم الأخلاق، ط1، طهران، منشورات دار المعرفة، 1365هـ.ش، ص458.
7- المجلسي، محمّد باقر: بحار الأنوار، ط2، بيروت، منشورات مؤسّسة الوفاء، 1403هـ.ق، ج75، ص25.
8- هناك تفاصيل كثيرة عن نتائج حسن التدبير وعواقب سوء التدبير في خاتمة الكتاب.
9- بما أنّ تدبير شؤون المعيشة غالباً ما يكون مرتبطاً بمقدار دخل الإنسان ورزقه، لذلك سوف يكون هذا المفهوم أحد محاور البحث الثلاثة.
10- انظر: الإفريقي، ابن منظور: لسان العرب، لاط، بيروت، لان، لات، ج4، ص273، مادة "دبر"، ابن فارس، أحمد: معجم مقاييس اللغة، لاط، قم المقدّسة، منشورات مكتب الإعلام الإسلاميّ، 1404هـ..ق، ص324، مادة "دبر"، الأصفهاني، الراغب: المفردات في غريب القرآن، لاط، بيروت، منشورات دار المعرفة، لات، مادة "دبر".
11- الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، لاط، قم المقدّسة، منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة، ج11، ص289-290.
12- معلوف، لويس: المنجد(قاموس عربي - فارسي)، ترجمة محمّد بندر ريقي، لاط، إيران، منشورات بازار بين الحرمين، لات، ج1، مادة "دبر".
13- الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج11، ص290.
14- السجدة: 5، يونس: 31، الرعد: 2.
15- النازعات: 5.
16- الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج5، ص136.
17- النازعات، 5.
18- الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص652.
19- الكليني، محمد بن يعقوب: الكافي، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، ط5، طهران، دار الكتب الإسلامية، مطبعة حيدري، 1363هـ.ش، ج1، كتاب العقل والجهل، باب صفة العلم...، ح4، ص32.
20- انظر: الجعفي، المفضل بن عمر: التوحيد، تعليق كاظم المظفر، ط2، بيروت، مؤسّسة الوفاء، 1404هـ.ق/ 1984م، المجلس الأوّل، ص10.
21- الطوسي، الأمالي، م. س، ج2، ص458.
22- الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، م.س، ص227.
23- عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "مِن الدِّينِ التَّدبيرُ في المعِيشَةِ": الطوسي، الأمالي، م.س، مجلس يوم الجمعة، ح17، ص670.
24- تتّضح نتائج حسن التدبير وعواقب سوء التدبير في خاتمة الكتاب.
25- انظر: الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن م.س، مادة "عيش".
26- الشيرازي، ناصر مكارم: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ط1، قم المقدّسة، منشورات مدرسة الإمام عليّ عليه السلام، 1421هـ.ق، ج8، ص51، الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج18، ص99.
27- الحجر: 20.
28- الأمثل في كتاب الله المنزل، م.س، ج19، هامش الصفحة332.
29- الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن م.س، مادة "رزق".
30- الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج3، ص137.
31- الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج6، ص463.
32- غافر: 64.
33- الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج15، ص308.
34- آل عمران: 169.
35- الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج6، ص465.
36- ابن طاووس، علي بن موسى(رضي الدين): إقبال الأعمال، تحقيق جواد القيومي الأصفهاني، ط1، لام، مكتب الإعلام الإسلامي، 1414هـ.ق، ج1، باب4، فصل11، في ما نذكره من دعاء زائد عقيب كلّ فريضة من شهر رمضان، ص79.
37- ابن طاووس، إقبال الأعمال، م.س، ج1، باب19، فصل1، في ما يختصّ باليوم الخامس عشر من دعاء غير متكرر، ص297.
38- الكفعمي، إبراهيم: المصباح(جنّة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية)، ط3، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1403هـ.ق/ 1983م، دعاء مروي عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ص280.
39- الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج3، ص140.
40- هود: 6.
41- الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج3، ص140.
42- الأنعام: 12.
43- الروم: 47.
44- الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج10، ص149.
45- آل عمران: 27.
46- القمر: 49.
47- الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج3، ص141.
48- الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج7، ص398.
49- انظر: الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج7، ص402.
50- رجائي، محمد كاظم، وآخرون: المعجم الموضوعيّ للآيات الاقتصاديّة في القرآن(معجم موضوعى آيات اقتصادى قرآن)، ط1، قم المقدّسة، 1382هـ..ش، ص71.
51- الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج6، ص463-464.
52- الذاريات: 58.
53- الجمعة: 11.
54- الأعراف: 28.
55- النحل: 90.
56- الإسراء: 82.
57- الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج3، ص139.
58- الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج6، ص468.
59- مطهّري، مرتضى: عشرون كلمة(بيست كفتار)، ط5، لام، منشورات صدرا، 1358هـ.ش، ص136.

2013-04-17