سلوكيات المجاهد مع العلماء
آداب المجاهد في بيئته
احترام العلماء الربّانيّين - الذين يرشدونك إلى طريق الخير وحسن ثواب الآخرة - أدب إلهيّ فلا تهمله أبداً.
عدد الزوار: 2221- احترام العلماء الربّانيّين - الذين يرشدونك إلى طريق الخير وحسن ثواب الآخرة - أدب إلهيّ فلا تهمله أبداً.
2- بادر إلى إلقاء التحيّة عليهم وصافحهم بكلتا يديك تحبّباً.
3- ليكن جلوسك أمام العالم غاية في الأدب فتجلس جامعاً رجليك ولا تمدّهما أو تحرّكهما بطريقة عبثيّة.
4- كن منصتاً لكلامه بأذنك وقلبك، ومنتبهاً لما يقول، فاستماع العلم والعمل به من كمال العقل والإيمان والفطنة.
5- لا تتلهَّ في مجلسه بما يقع في يدك من الأشياء، كأن تعبث بعلّاقة مفاتيح مثلاً أو قلم أو ما شابه فإنّه من سوء الأدب.
6- لا تصرف انتباهك عنه أو تكثر الالتفات ولا تتحدّث في الهاتف أو مع من بجانبك أثناء حديثه، أمّا إذا اضطررت فاطلب الإذن منه صراحة أو بإشارة من يدك.
7- لا تناده – كما يفعل بعض الناس – "يا شيخ" بل "يا مولانا" إمّا وحدها أو متبوعة "بالسيّد" أو "الشيخ"، أمّا إذا كنتما في جلسة عامّة وأردت الإشارة إليه فمن الأفضل زيادة كلمة "فضيلة" أو "سماحة" زيادةً في الاحترام.
8- لا تسأله تعنّتاً أو تحدّياً لمعلوماته بل اسأله تفهّماً بنيّة الاستزادة والمعرفة والتوضيح.
9- لا تفرض جواباً مسبقاً عن سؤالك كأن تقول: "أليس يجب ذلك؟!" أو "فإنّ ذلك جائز قطعاً".
10- لا تهدر وقتك ووقته بالسؤال عمّا ليس مكلّفاً الإجابة عنه كقولك: "سألت فلاناً وقال كذا... وسألت فلاناً فأجاب بكذا وسألت ثالثاً فقال كذا... " فهو ليس مجبراً على شرح كلام غيره أو تصحيح أخطائهم أو تصويب سوء فهمك ونقلك الكلام.
11- لا تسأل عالماً لست واثقاً من علمه وتقواه لأنّه لا معنى حينها لسؤالك.
12- إيّاك أن تُحمِّل كلامه أكثر ممّا يحمل أو تُفسّره بما لم يقصد، أو تزيد على جوابه، و هذا – للأسف - ما يحصل غالباً وفيه الإساءة للطرفين.
13- من الأفضل تذييل سؤالك بدعاء، خاصّة في الجلسات العامّة مثل: "جزاكم الله خيراً" أو "لكم الأجر" أو "أفتونا مأجورين".
14- قدِّمه عليك دوماً إذا ترافقتما مشياً فإنّ في ذلك تعظيماً للدِّين وأهله، أمّا الأماكن الخطرة أو المزدحمة أو المجهولة فتقدّم عليه للاستئذان له أو لحمايته، وقدّمه عليك في أيّ معاملة، كما لو كنت بانتظار طبيب، أو في معاملة رسمّية.
15- إذا كانت علاقتكما شبه يوميّة أو خاصّة أو مميّزة، فلا تسافر مدّة طويلة بغير استئذان منه أو إخباره وإن كان سفرك لحجّ أو زيارة.
16- عندما تلتقيان بادر إلى سؤاله عن أحواله وأعماله، وعند وداعه اسأله الدعاء في مظانّ الإجابة.
17- إذا صادفت أحد العلماء في الشارع فلا تستغلّ رؤيته لتسأله عن مسألة شرعية أو تطلب منه استخارة، وهذا كثيراً ما يحصل، مع العلم أنّه قد يكون مشغولاً أو على عجلة من أمره. قد تحرجه بما لا يليق به ولا بك. وقد تضطرّه للتأخّر في الأسواق، وهذا مكروه. وقد لا تحضره المسألة ويحتاج إلى مراجعة، فتعرّضه للحرج.
18- لا تسأله عن تفسير منام رأيته بحيث تحوّله إلى مفسّر للأحلام، نعم يمكنك أن تسأله عن المسائل الخطيرة والضروريّة لا عن كلّ ما تراه في منامك.
19- لا تذهب إلى زيارته دون تحديد موعد مسبق منه ولو عبر الاتّصال الهاتفي.
20- لا تطل الجلوس في داره دون أن تشعر منه عدم الانزعاج.
آيات وروايات
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُور﴾1 .
﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا* قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا* قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا* وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا* قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا* قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾2.
﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَاب﴾3.
وروي عن النبي صلى الله عليه واله: "تعلموا العلم,وتعلموا للعلم السكينة والوقار, وتواضعوا لمن تتعلمون منه"4.
وروي عن النبيّ صلى الله عليه واله: "من علَّم أحداً مسألة ملك رقّه. قيل: أيبيعه ويشتريه؟ قال: بل يأمره وينهاه"5.
*سلوكيات المجاهد، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- فاطر: 28.
2- الكهف: 65- 70.
3- الزمر: 9.
4- الجامع الصغير,ج1,ص131.
5- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج108، ص 16.