يتم التحميل...

آداب تعامل المجاهد في بيئته

سلوكيات المجاهد

جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعادلها منزلة، فجعل برّهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرضاً عظيماً وذكره بعد الأمر..

عدد الزوار: 49

مع الاب والام والجد والجدة

جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعادلها منزلة، فجعل برّهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرضاً عظيماً وذكره بعد الأمر بعبادته، فقال جلَّ شأنه: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا1.

﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا2.

﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا3.

وممّا جاء في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام:

"وحقّ أبيك أن تعلم أنّه أصلك، وإنّه لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ممّا يعجبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه".

وقال عليه السلام :"فحقّ أمّك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، وأنّها وَقَتْكَ بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة فرحة".

ولذلك فإنّ من آداب التعامل مع الأب والأمّ، والجدّ والجدّة:

1-إذا دخلت عليهم أو على أحدهم فكن البادئ بإلقاء التحية مبتسماً، أما إذا كنت لا تراهم يومياً، فصافحهم وقبِّلهم أو قبِّل أيديهم.

2-افتتح الحديث بما يرغبون في الاطمئنان عنه ومعرفة أخباره أو ما يسرّهم سماعه.

3-احرص قدر الإمكان على عدم قيامهم بعمل ما بأنفسهم أثناء وجودك جالساً معهم وأنت تنظر أو تتلهّى بما ليس ضروريّاً... إلّا إذا كانت رغبتهم في ذلك.

4-إذا جلست معهم إلى مائدة الطعام فابدأ بالسكب في صحونهم أوّلاً وقرِّب إليهم البعيد ممّا يرغبون في أكله قبل أن تبدأ بنفسك.

5-لا تدعهم يقومون عن مائدة الطعام لفتح الباب أو استقبال الزائرين أو للردّ على الهاتف أو لإحضار شيء وتبقى جالساً.

6-بعد الانتهاء من تناول الطعام ساعدهم في نقل الأواني إلى المطبخ ووضع كلٍّ منها في مكانه المخصّص.

7-إذا أردتم مغادرة البيت لرحلة أو نزهة أو زيارة...، فكن أنت الذي يحمل الأغراض، خاصّة الثقيلة منها، ولا تدعهم ينتظرونك خارجاً مع الحرّ أو البرد الشديدين فيما أنت ترتدي ثيابك أو تسرّح شعرك أو تتحدّث مع أصدقائك. كن أنت الذي

يخرج أخيراً من المنزل، ويتفقّد إحكام غلق الأبواب..

8-لا تضطرّهم إلى فعل أمر يكرهون القيام به أو يبغضونه ولا تثقل كاهلهم بما لا يطيقون.

9-لا تخاطبهم بصيغة الأمر، أو بلهجة المستفهم الموبّخ كأن تسأل: "لم تأخّرتِ عن كيّ الملابس؟!" أو "ألم تغسلي بعد؟!" أو "كان يجب عليكَ أن تفعل ذلك..". و إذا كان لا بدّ من التذكير فليكن ذلك بلطف وهدوء كأن تقول: " ظننتك سوف تغسلين"، "ليته كان نظيفاً"، "أعتقد أنّك لو فعلت ذلك كان مناسباً".

10-إذا اعترضتهم ضائقة مالية وكنت ميسور الحال فمن الواجب عليك أن تبادر فوراً لقضاء حاجتهم كي لا يضطرّوا للطلب منك فضلاً عن غيرك.

11-لا تصرخ في وجوههم ساخطاً، ولا ترمِ ما في يدك غضباً أمامهم كما ترى ذلك كثيراً في الأفلام، بل ﴿فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا4. فهذه التصرّفات غير جائزة على المؤمن، وهي تفضي إلى غضب الله سبحانه.

12-إذا كانوا طاعنين في السن أكثر من زيارتهم.

13-لا تتقدّم عليهم في المشي بل امشِ خلفهم.

ايات وروايات

قال تعالى: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ5.

﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيل6.

﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا7.

﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا8.

﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا9.

قيل لرسول الله صلى الله عليه واله: يا رسول الله، ما حقّ الوالد؟ قال صلى الله عليه واله: "أن تُطيعه ما عاش" فقيل: ما حقُّ الوالدة؟ فقال صلى الله عليه واله: "هيهات هيهات، لو أنّه عدد رمل عالج، وقطر المطر أيّام الدنيا، قام بين يديها، ما عدل ذلك يوم حملته في بطنها"10.

روي: أنّ رجلًا هاجر من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه واله وأراد الجهاد، فقال له صلى الله عليه واله: "ارجع إلى أبويك فاستأذنهما، فإن أذِنا فجاهد، وإلّا فبرّهما ما استطعت"11.

قال رجل لرسول الله صلى الله عليه واله: إنّ والدتي بلغها الكِبَر، وهي عندي الآن، أحملها على ظهري، وأُطعمها من كسبي، وأُميط عنها الأذى بيدي، وأصرف عنها مع ذلك وجهي استحياءً منها وإعظامًا لها، فهل كافأتها؟ قال صلى الله عليه واله: " لا، لأنّ بطنها كان لك وعاءً، وثديها كان لك سقاءً، وقدمها لك حذاءً، ويدها لك وقاءً، وحجرها لك حواءً، وكانت تصنع ذلك لك وهي تمنّى حياتك، وأنت تصنع هذا بها وتحبُّ مماتها"12.

أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله إنّي راغب في الجهاد نشيط، فقال له النبيّ صلى الله عليه واله: "فجاهد في سبيل الله فإنّك أن تقتل تكن حيّاً عند الله ترزق وإن تمت فقد وقع أجرك على الله وإن رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت".

قال: يا رسول الله إنّ لي والدين كبيرين يزعمان أنّهما يأنسان بي ويكرهان خروجي، فقال رسول الله صلى الله عليه واله:"فَقرَّ مع والديك فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوماً وليلة خير من جهاد سنة"13.

بين الزوجين

ينبغي للمجاهد في تعاطيه مع زوجته أن يكون ذا أدبٍ وسلوك إيمانيّ باطنه الرحمة وظاهره اللطف، من قبيل:

1-الجلوس معها، فعن النبيّ صلى الله عليه واله : "جلوس المرء عند عياله أحبّ إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا"14.

2-خدمة البيت معها، فعن النبيّ صلى الله عليه واله: "ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكلّ شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه الله من الثواب ما أعطاه الله الصابرين"15.

3-الصبر على سوء خلقها. فقد ورد في الحديث: "من صبر على

سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله تعالى بكلّ يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيّوب عليه السلام على بلائه"16.

4-أن يوسّع عليها في النفقة ما دام قادراً دون بلوغ حدّ الإسراف.

5-التجاوز عن عثراتها، فالمرأة تخطئ كما الرجل، ولا يجب أن يكون ذلك مدعاة للعنف معها وإلحاق الأذيّة بها، ولأنّ الوقوف عند كلّ صغيرة وكبيرة لا يمكن أن تستمرّ معه الحياة الزوجيّة وتستقرّ به العشرة.

6-استمالة قلبها من خلال التجمّل لها وإبداء الهيئة الحسنة والأناقة والمعاشرة الجميلة.

7-السؤال قبل مغادرة المنزل عن حوائجها.

8-إذا أخطأ أحدهما في حقّ الآخر فليعتذر له بدون خجل‏.

9-إذا اعتذر المخطئ فليقبل الآخر اعتذاره بدون الإكثار في اللوم.

10-الحديث يجب أن يكون هادئاً بعيداً عن السباب أو استخدام ألفاظ جارحة‏.

11-احترام هوايات الطرف الآخر وتقديرها وعدم الإقلال من شأنها‏.

12-لا تُقابل عصبيّة أحدنا واندفاعه بعصبيّة مماثلة‏.

13-عدم الكذب مهما يكن الأمر أو الخطأ‏،‏ فقل الحقّ ولو كان مرّاً، لكن بطريقة لطيفة غير جارحة.

14-تقديم النصيحة بحبّ وتواضع.

15-عندما يفرح أحدهما فليفرح الآخر، وإذا كان أحدهما مهموماً فليقم الآخر بمواساته.

16-إذا حلّت مناسبة سعيدة لأحدهما فليشاركه الآخر.

17-لا يكذّب أحدهما الآخر إذا تحدث أمام الناس و روى قصّة شاهداها معاً فنقصّ منها شيئاً أو زاد، بل يدعه يكملها كما أراد.

18-فليحبّ كلّ منّا لزوجه ما يحبّه لنفسه وليعمل على راحته قدر استطاعته.

ايات وروايات

يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ17.

﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُون18.

عن رسول الله صلى الله عليه واله: "ما زال جبرئيل يوصيني بالمرأة حتّى ظننت أنَّه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبيّنة"19.

وعنه صلى الله عليه واله: "حقُّ المرأة على زوجها أن يسدَّ جوعتها وأن يسترعورتها ولا يقبِّح لها وجها"20.

وعنه أيضاً صلى الله عليه واله: "لا يخدم العيال إلا صدِّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة"21.

وعنه أيضاً صلى الله عليه واله: "إنَّ الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى فيِّ امرأته"22.

عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "وأمّا حقُّ الزوجة فأن تعلم أنَّ الله عزّ وجلّ جعلها لك سكناً وأنساً فتعلم أنَّ ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقّك عليها أوجب فإنَّ لها عليك أن ترحمها"23.

عن إسحاق بن عمار قال:قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما حقّ المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسناً؟ "قال: يشبعها ويكسوها، وإن جهلت غفر لها"24.

مع الاقارب والارحام

1- صلة الرحم واجبة عليك فاحرص على أدائها، فضلاً عن فوائدها الدنيويّة والأخرويّة.

2-صلة الرحم ليست مقتصرة على الزيارات المنزليّة بل ربما تكون باتصال هاتفيّ، أو رسالة خطّيّة، أو إرسال هديّة أو شخص في بعض حالات الاضطرار.

3-ليس لصلة الرحم كيفيّة معيّنة وليست محدّدة بزمان معيّن بل هي بحسب: درجة الصلة، الموقع الجغرافيّ، الظروف الطارئة. فأمّك وأبوك ليسا كابن أخيك وخالتك، وهذان ليسا كابن عمك وابن خالتك، وهذان ليسا كابن عم جدّك وابن خال أمّك.

4-صلة الرحم من سمات المؤمن حتّى ولو لم يبادله بها الآخرون، فلا تقطعهم وإن قطعوك، فمن الإيمان والأخلاق أن تصل من قطعك...

5-من الأخطاء الشائعة أن تقابل الزيارة بما يماثلها كمّاً ونوعاً إذ من صفات المؤمن مبادلة الإكرام والإحسان بأكثر منه وهذا ما ينبغي أن يتجسّد في سلوكيّات المجاهد.

6-من حقّ رحمك عليك أن تنصحه أو تنبهه أو تحذره في أمور دينه وسلوكه وعلمه وتخصصه وتجارته وسفره وإقامته وعلاقاته وأعماله المختلفة.

7-غلّب حكم الله وشرعه مع أرحامك على عواطفك في الإرث والزواج والطلاق والنجاسة والطهارة وحدود الله تعالى وسائر الاختلافات...

8-وليُّ محمّد صلى الله عليه واله من أطاع الله ولو كان عبداً حبشيّاً، وعدوُّ محمّد صلى الله عليه واله من عصى الله ولو كان قرشيّاً هاشميّاً، فالعائلة في خدمة الإسلام، وليس الإسلام في خدمة العائلة بالمعنى النفعيّ الضيّق.

ايات وروايات

يقول تعالى: ﴿وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم25.

﴿وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا26.

﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ27.

﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ28.

﴿وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيل29.

﴿وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّه30.

وورد عن رسول الله صلى الله عليه واله: "إنّ الرجل ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام فينسئه الله عزَّ وجلَّ ثلاثين سنة، وإنّ الرجل ليقطع الرحم وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيره الله إلى ثلاثة أيام"31.

عن الإمام علي عليه السلام: "إنّه لا يستغني الرجل وإن كان ذا مال عن عترته ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم وهم أعظم الناس حيطة من ورائه وألمّهم لشعثه، أعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به، ولسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يرثه غيره، ألا لا يعدلنَّ أحدكم عن القرابة..."32.

وعنه عليه السلام: "وأكرِم عشيرتك فإنّهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي إليه تصير ويدك التي بها تصول"33.

وروي عن الإمام الباقر عليه السلام: "صلة الأرحام تزكّي الأعمال، وتنمّي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسّر الحساب، وتُنسئ الأجل (أي تطيل في العمر)"34.

وعنه عليه السلام: "صلة الأرحام تحسّن الخلق وتسمح الكفّ وتطيّب النفس وتزيد في الرزق وتُنسئ في الأجل"35.

وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ صلة الرحم والبر ليهوّنان الحساب ويعصمان من الذنوب"36.

وعنه عليه السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه واله: إنّ في الجنة درجة لا يبلغها إلا إمام عادل، أو ذو رحم وصول، أو ذو عيال صبور"37.

مع الجيران

1-لا تنس أنّ الله تعالى قد أوصى بالجار، وظلّ رسول الله صلى الله عليه واله يوصي بالجار حتى ظُنّ أنّه سيورّثه.

2-جيرانك كأنّهم أرحامك، بل قد تعيش مع الجيران أكثر ممّا تعيش مع الأرحام، فتعرّف إليهم ولو إجمالاً.

3-حسّن العلاقة مع من تراه مناسباً منهم، وعلى الأقلّ، عليك بالحدّ الأدنى من حسن العلاقة مع الجميع كإلقاء التحيّة، والابتسامة، والسؤال عن الحالة والصحّة وبعض الأمور العامّة المعروفة.

4-إن لم يكن بينكم تزاور، فعليك المبادرة إلى ذلك خاصّة عند الأحداث الطارئة المحزنة كالوفاة، والمرض الشديد، وعند الأحداث المفرحة.

5-من المناسب جدّاً أن تخصّ جيرانك بين الحين والآخر بهديّة خفيفة خاصّة في المناسبات كالسفر والأعياد.

6-لا تفعل مطلقاً ما يزعجهم من قبيل: جعل الماء أمام باب دارهم أو على شرفاتهم، إلقاء شيء على غسيلهم أو سيّارتهم، وضع القاذورات عند مدخل المبنى أو الدرج أو المصعد، توقيف سيّارتك بحيث لا تترك مجالاً لتوقيف سيارة أخرى بجانبها.

7-إذا رأيت أحدهم محتاجاً لمساعدة أو مرتبكاً، فاعرض عليه مساعدتك مباشرة.

8-إن كان جارُك يحمل أغراضاً كثيرة، ساعده في حملها، خاصّة الكبير في السنّ أو المرأة الحامل أو التي تمسك ولدها.

9-إن كان جارُك مريضاً أو مصاباً يحتاج لدخول المستشفى، أحضر سيارتك أو سيارة أجرة، لأنّه قد لا يستطيع قيادة سيّارته بأمان.

10-إذا قَرع بابك في أيّ وقت مضطراً، تفهّم اضطراره وساعده قدر استطاعتك بلطف واهتمام ظاهرَين، فربّما تمرّ بنفس الحال يوماً.

11-إذا كانت علاقتكما متينة، لمّح أمامه بأوقات راحتك حتّى لا يزعجك ولا تزعجه.

12-تعاونوا دائماً على الأمور الحيويّة، خاصّة فيما يتعلّق بالماء والكهرباء ونظافة المبنى..، فإنّ في ذلك اليسر لكما ولن يستغني أحدكما عن الآخر.

13-بادر بالسلام على جارك في الطريق أو المصعد أو على السلالم (الدرج) أو أيّ مكان التقيت به فيه.

14-شارك في كلّ مناسباته التي يدعوك إليها، ولا تنتظر دعوته في أحزانه وبادر لمساعدته في كلّ ما يريده عندها.

15-إذا كنت من الأغنياء وجيرانك فقراء فعليك أن تراعي حالهم في كثير من الأمور التي تبدو أمامهم فلا تُظهر مظاهر الترف والغنى عليك ولا على عيالك.

ايات وروايات

قال تعالى: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ38.

روي عن رسول الله صلى الله عليه واله: "إنّ الله تبارك وتعالى أوصاني بالجار، حتّى ظننت أنّه يرثني"39.

وعنه صلى الله عليه واله: "لا يؤمن لا يؤمن لا يؤمن".

قالوا: من؟
قال صلى الله عليه واله: "الذي لا يأمن جاره بوائقه (أي شرّه)"40.
عنه صلى الله عليه واله أنّه قال: "ولا تستطل عليه بالبناء لتشرف عليه وتسدّ عليه الريح إلا بإذنه"41.
عنه صلى الله عليه واله أيضاً: "يا أبا ذرّ إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك"42.
وورد عنه صلى الله عليه واله: "حسن الجوار يعمّر الديار وينسئ في الأعمار"43.
عنه صلى الله عليه واله أنّه قال: "من مات وله جيران ثلاثة كلّهم راضون عنه غفر له"44.
عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "من حسن الجوار تفقّد الجار"45.
عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: "قلت له: جعلت فداك، ما حدّ الجار؟ قال: أربعين داراً من كلّ جانب"46.
عن الإمام الرضا عليه السلام: "وأحسن مجاورة من جاورك، فإنّ الله يسألك عن الجار"47.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال:"حسن الجوار، يزيد في الرزق"48.
عن الإمام السجّاد عليه السلام: "ولا تخرج أن تكون سَلَماً له تردّ عنه لسان الشتيمة"49.

مع العلماء

1-احترام العلماء الربّانيّين - الذين يرشدونك إلى طريق الخير وحسن ثواب الآخرة - أدب إلهيّ فلا تهمله أبداً.

2-بادر إلى إلقاء التحيّة عليهم وصافحهم بكلتا يديك تحبّباً.

3-ليكن جلوسك أمام العالم غاية في الأدب فتجلس جامعاً رجليك ولا تمدّهما أو تحرّكهما بطريقة عبثيّة.

4-كن منصتاً لكلامه بأذنك وقلبك، ومنتبهاً لما يقول، فاستماع العلم والعمل به من كمال العقل والإيمان والفطنة.

5-لا تتلهَّ في مجلسه بما يقع في يدك من الأشياء، كأن

 تعبث بعلّاقة مفاتيح مثلاً أو قلم أو ما شابه فإنّه من سوء الأدب.

6-لا تصرف انتباهك عنه أو تكثر الالتفات ولا تتحدّث في الهاتف أو مع من بجانبك أثناء حديثه، أمّا إذا اضطررت فاطلب الإذن منه صراحة أو بإشارة من يدك.

7-لا تناده – كما يفعل بعض الناس – "يا شيخ" بل "يا مولانا" إمّا وحدها أو متبوعة "بالسيّد" أو "الشيخ"، أمّا إذا كنتما في جلسة عامّة وأردت الإشارة إليه فمن الأفضل زيادة كلمة "فضيلة" أو "سماحة" زيادةً في الاحترام.

8-لا تسأله تعنّتاً أو تحدّياً لمعلوماته بل اسأله تفهّماً بنيّة الاستزادة والمعرفة والتوضيح.

9-لا تفرض جواباً مسبقاً عن سؤالك كأن تقول: "أليس يجب ذلك؟!" أو "فإنّ ذلك جائز قطعاً".

 10-لا تهدر وقتك ووقته بالسؤال عمّا ليس مكلّفاً الإجابة عنه كقولك: "سألت فلاناً وقال كذا... وسألت فلاناً فأجاب بكذا وسألت ثالثاً فقال كذا... " فهو ليس مجبراً على شرح كلام غيره أو تصحيح أخطائهم أو تصويب سوء فهمك ونقلك الكلام.

11-لا تسأل عالماً لست واثقاً من علمه وتقواه لأنّه لا معنى حينها لسؤالك.

12- إيّاك أن تُحمِّل كلامه أكثر ممّا يحمل أو تُفسّره بما لم يقصد، أو تزيد على جوابه، و هذا – للأسف - ما يحصل غالباً وفيه الإساءة للطرفين.

13- من الأفضل تذييل سؤالك بدعاء، خاصّة في الجلسات العامّة مثل: "جزاكم الله خيراً" أو "لكم الأجر" أو "أفتونا مأجورين".

14-قدِّمه عليك دوماً إذا ترافقتما مشياً فإنّ في ذلك تعظيماً للدِّين وأهله، أمّا الأماكن الخطرة أو المزدحمة أو المجهولة فتقدّم عليه للاستئذان له أو لحمايته، وقدّمه عليك في أيّ معاملة، كما لو كنت بانتظار طبيب، أو في معاملة رسمّية.

15-إذا كانت علاقتكما شبه يوميّة أو خاصّة أو مميّزة، فلا تسافر مدّة طويلة بغير استئذان منه أو إخباره وإن كان سفرك لحجّ أو زيارة.

16-عندما تلتقيان بادر إلى سؤاله عن أحواله وأعماله، وعند وداعه اسأله الدعاء في مظانّ الإجابة.

17-إذا صادفت أحد العلماء في الشارع فلا تستغلّ رؤيته لتسأله عن مسألة شرعية أو تطلب منه استخارة، وهذا كثيراً ما يحصل، مع العلم أنّه قد يكون مشغولاً أو على عجلة من أمره. قد تحرجه بما لا يليق به ولا بك. وقد تضطرّه للتأخّر

 في الأسواق، وهذا مكروه. وقد لا تحضره المسألة ويحتاج إلى مراجعة، فتعرّضه للحرج.

18-لا تسأله عن تفسير منام رأيته بحيث تحوّله إلى مفسّر للأحلام، نعم يمكنك أن تسأله عن المسائل الخطيرة والضروريّة لا عن كلّ ما تراه في منامك.

19-لا تذهب إلى زيارته دون تحديد موعد مسبق منه ولو عبر الاتّصال الهاتفي.

20-لا تطل الجلوس في داره دون أن تشعر منه عدم الانزعاج.

ايات وروايات

قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُور50 .

﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا* قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا* قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا* وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا* قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا* قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا51.

﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَاب52.
 

وروي عن النبي صلى الله عليه واله: "تعلموا العلم,وتعلموا للعلم السكينة والوقار, وتواضعوا لمن تتعلمون منه"53.
 

وروي عن النبيّ صلى الله عليه واله: "من علَّم أحداً مسألة ملك رقّه. قيل: أيبيعه ويشتريه؟ قال: بل يأمره وينهاه"54.

مع المدرب والاستاذ

1-عند دخولك الصفّ، سلّم عليه أوّلاً ثمّ على زملائك.

2-إذا دخل الأستاذ الصفّ وألقى التحيّة، فردَّ تحيّته بما جرت عليه العادة من الردّ باللسان أو الوقوف احتراماً، وانقطع فوراً عن الأحاديث الجانبيّة.

3-أغلق هاتفك أو اجعله في وضع الصامت بمجرّد دخولك إلى الصفّ.

4-توجّه إلى شرح أستاذك بجديّة أثناء كلامه وتوضيحاته على اللوح.

5-لا تضحك لأيّ كلمة أو حادثة في الصفّ، خاصّة تعليقات زملائك إلّا أن يكون الأستاذ راضياً أو مشاركاً في ذلك.

6-إذا كان لديك سؤال أو استيضاح، أشر طالباً الإذن ولا تؤخّره، ولكن إذا طلب الأستاذ التأخير لدقّة الموضوع مثلاً، أو تجنّباً للفوضى، فلا بدّ لك من تدوين السؤال كي لا تنساه.

7-لا تتذاكَ بأسئلتك على أستاذك بل كن جادّاً وهادفاً.

8-لا تستهزئ بأستاذك أو تروي عنه النوادر المضحكة ولا تشارك الآخرين فعلهم هذا، بل يجب أن تنهى عن ذلك.

9-إذا غاب عن الدرس لأكثر من مرّة، اسأل عنه، فإن كان مريضاً، زره مع زملائك في موعد محدّد مسبقاً، وأظهر اهتماماً به، وكن صادقاً في ذلك.

10-إذا صادفته في الشارع، أو في مكان عامّ، بادر بالسلام عليه، ودع الآخرين ينتبهون لذلك فتكون قد أشعرته بالسرور والاهتمام والاحترام، وعلّمت الآخرين عادة حسنة.

11- إذا التقيته في مناسبة اجتماعيّة، فاحرص على أن تكون الضيافة له قبلك، وعرّفه إلى الحاضرين معتزّاً به.

12- إذا رأيته بعد فترة طويلة من انقطاعك عنه، فاقترب منه بأدب وعرّفه بنفسك وعملك مذكّراً إيّاه ببعض الذكريات الجميلة، ولا تظهر استهجاناً واستغراباً إذا لم يذكرك بسرعة، ثم ودّعه بتحيّة وابتسامة.

13-لا تدخل الصفّ إذا حضرت متأخّراً فوق 15 دقيقة.

14-أظهِرْ له الاحترام الدائم وفي كلّ الظروف والمناسبات، حتّى لو انقطعت صلة الدراسة بينكما.

مع الاخوان والاصدقاء وزملاء العمل

1-تذكّر أن لك إخواناً لم تلدهم أمّك، وأنّ الأخوّة في الله لا انفصام لها في الآخرة كما في الدنيا، وأنّ المرء كثير بإخوان الصدق، وأنّها أمتن علاقة بين بني آدم.

2-لا تتهاون بحقّ أخيك عليك في نصحه ونصرته وإعانته.

3-تغاض عن أخطائه إن فعل، فكلّنا خطّاؤون...

4-لا تتركه وحيداً عند الضائقة و البلاء والمصيبة.

5-إذا غاب عنك على غير عادته، فاسأل عنه مطمئناً عليه، وقم تجاهه بما يلزم.

6-أطلعه على أهمّ المستجدّات المفصليّة، والأحداث الهامّة في حياتك... ولا تجعله يعرف ذلك صدفة أو من الآخرين.

7-لا تتوقّع ولا تنظر من علاقتك معه ثمناً مادّياً.

8-لا تطلع على أسراره أحداً، فصدور الأبرار قبور الأسرار.

9-لا ترفض له دعوة لطعام ولا هديّة اختصّك بها.

10-تعامل معه في منزلك وخصوصيّاتك كما تحبّ أن يعاملك في منزله وخصوصيّاته.

11- مهما بلغت علاقتكما من المتانة ووحدة الحال فلا تتخلَّ في تعاملك معه عن الأدب والحشمة.

12-أحبّ الصديق الصدوق الذي يرشدك إلى عيوبك، لا الذي يغطّيها.

13-إذا وقع بينكما ما يقع بين أعزّ البشر، من سوء تفاهم أو مشكلة فلا تؤجّج النار بينكما، ولا تتعامل بحدّة أو تحدّ مع المسألة.

14- كن في تعاملك مع المشكلة كأنّك حكمٌ وليس طرفاً.

15-لا تفضح أسراره، ولا تحدّث غيره بما حصل معكما، ولا تتجاوب مع من يحدّثك بالموضوع، إلّا في حالات نادرة ومع أشخاص معيّنين.

16-لا تقطع علاقتك به لأمور دنيويّة.

17-إذا انقطعت العلاقة لسبب ما فحاول أن لا تنقلب الصداقة إلى عداوة.

18-كن المبادر إلى إرسال هديّة أو إلى الزيارة عند أوّل فرصة سانحة.

ايات وروايات

قال تعالى: ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ55.

وروي عن رسول الله صلى الله عليه واله: "ابدؤوا بالسلام قبل الكلام، فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه"56.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "خالطوا الناس مخالطةً إن متّم معها بكوا عليكم، وإن غبتم حنّوا إليكم"57.

وورد عنه عليه السلام: "واقبل عذر أخيك. فإن لم يكن له عذر فالتمس له عذراً، ولا تكثرنّ العتاب فإنّه يورث الضغينة"58.

وعنه عليه السلام: "شرّ إخوانك من أحوجك إلى مداراة، وألجأك إلى اعتذار"59.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: "يحقّ على المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض، حتّى تكونوا كما أمركم الله عزّ وجلّ ﴿رُحَمَاء بَيْنَهُم متراحمين مغتمّين لما غاب عنكم من أمرهم، على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله صلى الله عليه واله "60.

وروي عنه عليه السلام قال: "تواصلوا، وتبارّوا، وتراحموا، وكونوا إخوةً بررةً كما أمركم الله"61.

وعن شعيب قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأصحابه: "اتّقوا

الله، وكونوا إخوةً بررةً متحابّين في الله، متواصلين متراحمين، تزاوَروا، وتلاقوا، وتذاكروا أمرنا وأحيوه"62.

عن الحسن بن الحسين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا بني عبد المطّلب إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر"63.

عن محمّد بن مسلم أنّه قال: أتاني رجل من أهل الجبل فدخلت معه على أبي عبد الله عليه السلام فقال له عند الوداع: أوصني فقال عليه السلام: "أوصيك بتقوى الله وبرّ أخيك المسلم وأحبّ له ما تحبّ لنفسك واكره له ما تكره لنفسك"64.

عن الإمام الصادق عليه السلام: "المؤمن أخو المؤمن، عينه ودليله، لا يخونه، ولا يظلمه، ولا يغشّه، ولا يعده عِدَةً فيخلفه"65.

بين الرئيس والمرؤوس

1-الرئيس (المسؤول) الناجح هو من يظهر التواضع الذي يدلّ على خفض الجناح واللين، ويتّصف بالانكسار للخالق.

2-حسن التصرّف:
في إصدار القرار مع القدرة على تحليل الموقف.

3-العدل والإنصاف وعدم الظلم: وهو الحكم بالعدل وهو خلاف الجور وفي الاصطلاح الأمر المتوسّط بين الإفراط والتفريط. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَان66.

4-التحلّي بالأخلاق الحسنة: فهي من شيم النفوس الشريفة والخصال الحميدة، فالرئيس المتّصف بها في قوله وفعله يعظم في العيون، ويفرح به كلّ عامل.


5-القدوة الحسنة أسوة لأتباعه يقودهم بالفعل والقول: ويتأثّرون بعمله الجميل، ولفظه الحسن.

6-أكبر علامات فشل المسؤول: التناقض بين القول والعمل والظاهر والباطن، فالرئيس الذي يتحدّث عن الأمانة وهو يسرق، والذي يطلب من العاملين معه الالتزام وهو آخر من يحضر يمحو بتصرّفه عشرات الأقوال.

7-الرئيس (المسؤول) الناجح: هو الذي يحزم أمره في كلّ شيء، ولا يعني الحزم العنف وإصدار القرارات التعسّفية، بل الحزم مع الحقّ، وحكمة في التصرّف مع الرفق واللين.

8-قبول النصيحة: فالرئيس الموفّق هو من يقبل النصيحة.

9-عدم البحث عن الأخطاء والمساوئ: واتّباع أسلوب محبّب لإصلاح وتوجيه المرؤوسين.

10-العاقل من ينصح ويرشد، وإذا وجد الخلل سدّه، أو أبصر النقص أكمله، فالكمال عزيز.

11-الرئيس العاقل من يضع كلّ شيء في مكانه اللائق به والمناسب له: فلا يسند منصباً إلا لمن هو أهل وكفؤ له.

12-الاقتصار على الاجتماعات الضرورية والمنتجة: فالناس بحاجة إلى عمل أكثر من حاجتهم إلى الكلام.

13-توقير ذوي الخبرة: كبار السنّ ممّن أمضوا سنوات العمر في العمل، ومشاركتهم بالرأي والمشورة، وعدم التجريح بهم.

14-الشكر والثناء: فعلى الرئيس الكيّس الفطن شكر الموظّف المتميّز، فإنّ الناس ينشطون بالشكر، والنفس البشريّة بحاجة إلى الثناء.

15-النصيحة في السرّ: فإنْ رأى من مرؤوسيه تقصيراً منهم، نصحهم ولم يفضحهم.

16-يجب على المرؤوس احترام قرارات رئيسه والالتزام بها وعدم توهينها.

17-لا يجوز للمرؤوس غيبة رئيسه أو إفشاء خصوصيّاته التي يعرفها أو تحريض الآخرين عليه.

18-المجاهدون أخوة: ويجب على المرؤوس لفت نظر رئيسه بطريقة لائقة بحال وجد أي خلل في أدائه أو أداء زملائه من المرؤوسين أو الرؤساء.

19-على الرئيس أن يتفقّد أحوال مرؤوسه، لا سيّما الماديّة، فإن كان قادراً على مساعدته مباشرة بادر لذلك، أو سعى لتحسين أوضاعه أو تهيئة الظروف المناسبة له، فكلّكم راعٍ.

20-على الرئيس أن يبيّن إنجازات مرؤوسيه، ويثني عليهم ويقدّر جهودهم، بشكل مباشر وأمام من هو أعلى منه.

21-كلّما ازداد الانسجام والتحابّ والودّ بين الرئيس والمرؤوس كلّما تحسّن العمل وقوي.

22-على الرئيس أن يسعى لراحة مرؤوسيه وأن يشعرهم بالطمأنينة.

ايات وروايات

قال تعالى:﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِك67.

﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ *عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ68.

﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون69.

من اداب الزيارة

1-حاول قدر المستطاع أن لا تزور أحداً، كالأستاذ والعالم والصديق والجار... إلا بعد أخذ موعد مسبق.

2-لا تقرع باب من ذهبت لزيارته بشكل مزعج، ولا بأس بترك رسالة له تخبره فيها أنّك لم تجده.

3-إن كنت في زيارة أحد، اجلس حيث يريد صاحب البيت لا حيث تريد لأنّه أعلم بعورات منزله.

4-لا تجلس مقابل باب غرفة النوم أو المطبخ.

5-إن كنت أنت صاحب المنزل فلا تطلب من الضيف أن ينزع نعليه وأنت تنتعلهما.

6-لا تناقشه في المواضيع الهامّة و الحسّاسة فور وصوله.

7-إذا لم تتيسّر الضيافة لسبب ما أو كان الوقت قصيراً، فلا تترك الضيافة السريعة ولو بشيءٍ من الحلوى وأنت تودّعه.

8-لا تجعل ضيفك قلقاً نتيجة حركاتك وكلماتك السريعة، أمّا إذا كان لديك عمل طارئ أو موعد قريب، صارحه بذلك معتذراً بأدب.

9-لا تحدّثه بالأمور التي تستفزّه أو تزعجه أو تخجله، ولا تنقل إليه أحاديث الآخرين عنه أو آراءهم بحقّه، بل كن صريحاً معه فيما تريد قوله.

10- تكلّم بصدق معه و لا تكثر الحلف والأيمان.

11- إذا كان ضيفك سيمكث عندك ساعات، أو سوف يبيت، أرشده إلى المرحاض والمغسلة، وأحضر له ماءً للشرب على الأقلّ، وبعض الفواكه مع الإمكان، وسجّادةً للصلاة ومصحفاً وحدّد له جهة القبلة.

12-إذا كان ضيفك قد جاء من سفر طويل أو مرهق، ويمكنك أن تفرد له غرفة مستقلّة مع تأمين وسائل راحته فافعل ذلك فوراً فهو بحاجة للراحة أكثر من حاجته لأحاديثك الطويلة.

13- إذا كنت قد وعدته بمتابعة موضوع معيّن، فدوّن ذلك كي لا تنساه، وتابعه ثم اتّصل به مخبراً إيّاه بالنتائج وإن لم تكن حسب ما يريد.

ايات وروايات

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ70.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ71.

عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: "من عاد مريضاً من المسلمين وكلّ الله به أبداً سبعين ألفاً من الملائكة، يغشون رَحْله، ويسبّحون فيه، ويقدّسون ويهلّلون ويكبّرون إلى يوم القيامة نصف صلاتهم لعائد المريض"72.

وعنه عليه السلام قال: "من عاد مريضاً شيّعه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتّى يرجع إلى منزله"73.

قيادة السيارة والدراجة

1-لا تسرع بسيّارتك داخل المدينة أو الشوارع الداخليّة للقرية... فقد تنجو مئات المرّات من الحوادث، لكنّ مرّة واحدة كافية لأن تكون القاضية.

2-إذا كنت مستهتراً بحياتك، وهذا لا يجوز، فلا تستهتر بمن معك، ولا تستهتر بالآخرين الذين على الطريق.

3-إذا زاحمك أحد بسيارته فلا تزاحمه.. ولا تسئ إلى من أساء إليك.

4-إذا أراد أحد عبور الشارع فاجعل الأفضليّة له، خاصّة النساء والأطفال وكبار السنّ والمعوقين.

5-لا "تشفّط" بسيّارتك أبداً.

6-لا تتحدّث من شبّاك سيّارتك مع سائق سيارة أخرى في وسط الشارع، وعشرات السيّارات الأخرى وراءكما تنتظر.

7-لا توقف سيّارتك على جنب الطريق بطريقة تسيء إلى الآخرين.

8- لا تستعمل الإنارة العالية ليلاً بحال وجود سيّارة أمامك.

9-لا تنس وضع الخوذة على رأسك عند قيادة الدرّاجة وحزام الأمان عند قيادة السيّارة.

10-التزم بإشارات المرور وتوجيهات شرطيّ السير وقوانين السير مطلقاً.

11-لا تزعج الآخرين بأبواق سيّارتك أو درّاجتك.

12-لا تُج 2013-04-15