الأئمة عليهم السلام وفضل العلم
آداب المطالعة
عن أمير المؤمنين عليه السلام:"كفى بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه، وكفى بالجهل ذما أن يبرأ منه من هو فيه"
عدد الزوار: 327عن أمير المؤمنين عليه السلام:"كفى بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه، وكفى بالجهل ذما أن يبرأ منه من هو فيه"1.
وعنه عليه السلام أيضاً أنه قال لكميل بن زياد:"يا كميل! العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم، والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق"2.
وعنه عليه السلام أيضاً:"العلم أفضل من المال
بسبعة:
الأول: أنه ميراث
الأنبياء، والمال ميراث
الفراعنة.
الثاني: العلم لا ينقص
بالنفقة، والمال ينقص بها.
الثالث: يحتاج المال إلى
الحافظ، والعلم يحفظ
صاحبه. الرابع: العلم
يدخل في الكفن ويبقى
المال.
الخامس: المال يحصل
للمؤمن والكافر، والعلم
لا يحصل إلا للمؤمن.
السادس: جميع الناس
يحتاجون إلى العالم في
أمر دينهم، ولا يحتاجون
إلى صاحب المال.
السابع: العلم يقوي الرجل
على المرور على الصراط
والمال يمنعه"3.
وعن الإمام زين العابدين
علي بن الحسين عليه
السلام:"لو يعلم الناس ما في
طلب العلم لطلبوه ولو
بسفك المهج وخوض اللجج،
إن الله تعالى أوحى إلى
دانيال: أن أمقت عبادي
إليَّ الجاهل المستخف
بحق أهل العلم التارك
للاقتداء بهم، وأن أحب
عبيدي إلي التقي الطالب
للثواب الجزيل، اللازم
للعلماء، التابع للحلماء
القابل عن الحكماء"4.
وعن الإمام الصادق "عليه
السلام":"لوددت أن أصحابي ضربت
رؤوسهم بالسياط حتى
يتفقهوا"5.
فضل التعليم
وينسب إلى الإمام العسكري
عليه السلام في تفسير بعض
السور القرآنية كقوله
الله تعالى في كتابه
العزيز:
﴿وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي
إِسْرَائِيلَ لاَ
تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ
- إلى قوله -
وَالْيَتَامَى﴾6.
انه
قال عليه
السلام:"وأما قوله عز وجل
﴿وَالْيَتَامَى﴾
فإن رسول الله صلى الله
عليه وآله قال: حث الله
تعالى على بر اليتامى
لانقطاعهم عن آبائهم، فمن
صانهم صانه الله، ومن
أكرمهم أكرمه الله، ومن
مسح يده برأس يتيم
رفقاً به جعل الله تعالى
له في الجنة بكل شعرة مرت
تحت يده قصرا أوسع من
الدنيا بما فيه، وفيها
ما تشتهي الأنفس وتلذ
الأعين وهم فيها خالدون"7.
وعنه عليه
السلام:"وأشد من يتم هذا
اليتيم يتيم انقطع عن
إمامه، لا يقدر على
الوصول إليه، ولا يدري
كيف حكمه فيما يبتلى به
من شرائع دينه، ألا فمن
كان من شيعتنا عالما
بعلومن، فهذا الجاهل
بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره،
ألا فمن هداه وأرشده
وعلمه شريعتن، كان معنا
في الرفيق الأعلى. حدثني
بذلك أبي عن أبيه عن
آبائهم عن رسول الله صلى
الله عليه وآله"8.
العلم النافع
عن الإمام الكاظم عليه
السلام قال:"دخل رسول الله صلى
الله عليه وآله المسجد،
فإذا جماعة قد أطافوا
برجل، فقال: ما هذا؟ فقيل:
علامة، فقال: وما العلامة؟
فقالوا: أعلم الناس
بأنساب العرب ووقائعه،
وأيام الجاهلية والأشعار
العربية، قال: فقال النبي
صلى الله عليه وآله: ذاك
علم لا يضر من جهله، ولا
ينفع من علمه، ثم قال
النبي صلى الله عليه وآله:
إنما العلم ثلاثة: آية
محكمة، أو فريضة عادله،
أو سنة قائمة، وما خلاهن
فهو فضل"9.
العقل وفضل العلم
وأما دليل العقل على فضل
العلم فنذكر منه هذا
الدليل: إن المعقولات
تنقسم إلى موجودة ومعدومة.
والعقول السليمة تشهد بأن
الموجود أشرف من المعدوم، بل لا شرف للمعدوم أصلا.
ثم الموجود ينقسم إلى
جماد ونام، والنامي أشرف
من الجماد. ثم النامي
ينقسم إلى حساس وغيره، والحساس أشرف من غيره. ثم
الحساس ينقسم إلى عاقل
وغير عاقل، ولا شك أن
العاقل أشرف من غيره. ثم
العاقل ينقسم إلى عالم
وجاهل، ولا شبهة في أن
العالم أشرف من الجاهل.
فتبين بذلك أن العالم
أشرف المعقولات
والموجودات وهذا أمر يلحق
بالواضحات.
لماذا نتعلم؟
اعلم أن العلم بمنزلة الشجرة، والعمل بمنزلة الثمرة، والغرض من الشجرة المثمرة ليس إلا ثمرته، أما شجرتها بدون الاستعمال، فلا يتعلق بها غرض أصل، فإن الانتفاع بها في أي وجه كان ضرب من الثمرة بهذا المعنى. وإنما كان الغرض الذاتي من العلم مطلقا العمل، لان العلوم كلها ترجع إلى أمرين:
علم معاملة، وعلم معرفة. فعلم المعاملة هو معرفة الحلال والحرام ونظائرهما من الأحكام، ومعرفة أخلاق النفس المذمومة والمحمودة، وكيفية علاجها والفرار منها. وعلم المعرفة كالعلم بالله تعالى وصفاته وأسمائه. وما عداهما من العلوم إما آلات لهذه العلوم أو يراد بها عمل من الأعمال في الجملة، كما لا يخفى على من تتبعها. وظاهر أن علوم المعاملة لا تراد إلا للعمل، بل لولا الحاجة إليه لم يكن لها قيمة.
*30 أدباً للمتعلّم ,سلسلة تنميةالمهارات العلمية, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1- معجم الأدباء، ج66/1
2- نهج البلاغة، ص496
3- تفسير الرازي
ج183-182/2
4- الكافي ج1/35
5-م.ن.ص31
6- البقرة:82
7-بحار الأنوار، العلّامة
المجلسي، ج2، ص2.
8-بحار الأنوار، العلّامة
المجلسي،ج2، ص7.
9- الكافي ج32/1