يتم التحميل...

علماء الدين

الإمام روح الله الخميني(قده)

إنّ انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران بقيادة العلماء، رغم العقبات ومؤامرات الشرق والغرب والحقد الّذي يكنّه أذنابهما، أكد اقتدار علماء الإسلام.

عدد الزوار: 188

- إنّ انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران بقيادة العلماء، رغم العقبات ومؤامرات الشرق والغرب والحقد الّذي يكنّه أذنابهما، أكد اقتدار علماء الإسلام.

- إنّ علماء الدين في إيران لم يكتفوا بالخطب والوعظ وذكر شؤون الساعة، بل أفلحوا بالتدخّل في أهمّ الأمور السياسيّة للبلاد والعالم، وتجسيد قدرة إدارة علماء الإسلام، وإتمام الحجّة على جميع الداعين إلى الصمت والمسالمين غير الملتزمين وبائعي العلم وغير العاملين.

- ممّا يدعو إلى الاستغراب هو أنّ الكثير من علماء الدول والبلاد الإسلاميّة غافلون عن دورهم الكبير ورسالتهم الإلهيّة والتاريخيّة في هذا العصر الّذي تتوق فيه البشريّة للمعنويّات والأحكام الإسلاميّة النيّرة، ولم يدركوا ظمأ الشعوب، ولم يعلموا بلهفة وشغف المجتمعات البشريّة لقيم الوحي، ولم يُعطوا لقدرتهم ونفوذهم المعنويّ أيّ شأن، واعتقدوه قليلاً.

- أوَلم يكن عاراً على علماء الدول الإسلاميّة أن تطبّق أحكام وقوانين الكُفر في البلاد الإسلاميّة الّتي تخضع لنفوذه مع وجود القرآن الكريم والأحكام الإسلاميّة النيّرة وسنّة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة المعصومين عليهم السلام.

- إنّ على علماء الدول الإسلاميّة أنْ يبحثوا ويتشاوروا ويتبادلوا وجهات النظر فيما بينهم لحلّ مشاكل المسلمين ومعضلاتهم والانعتاق من هيمنة حكومات الجور وسيطرتها، وأنْ يجعلوا من صدورهم حافظاً لمصالح الإسلام ودرعاً أمام الهجمة الثقافيّة الشرقيّة والغربيّة المبتذلة.

- نحن ندرك ونشعر بوحدة بعض العلماء والملتزمين المحاصرين في مدنهم وبلدانهم تحت وطأة الحِراب، وضغوط التهديدات والأحكام اللامشروعة لعلماء السوء ووعّاظ السلاطين. ولكن أُعيد إلى أذهان أولئك الأعزاء - الّذين يرزحون تحت نير الجبابرة وضغوطهم - موعظة الله وهي ﴿أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا1.

- أَوَلَمْ يقطع الله العهد على العلماء بأنْ لا يسكتوا أمام الظلم والظالمين والمجرمين؟ أولم يكن العلماء حجّة الأنبياء والمعصومين في الأرض؟! إذاً، لا بدّ للعلماء والمفكّرين والباحثين من أنْ يعينوا الإسلام ويُخرجوه من الغربة الّتي ابتُليَ بها.

- يجب على علماء الإسلام الملتزمين أنْ يبيّنوا الخطر الكبير الداهم للمجتمعات الإسلاميّة من جانب علماء الزيف والسوء ووعّاظ السلاطين، ذلك أنّ هؤلاء الضالّين هم الّذين يوجّهون الحكومات الجائرة ومظالم الحكّام العملاء، ويمنعون المظلومين من استيفاء حقوقهم المشروعة، ويصدرون - عند الضرورة - الحكم بتفسيق وتكفير المجاهدين والداعين إلى الحريّة في سبيل الله.

- إحدى القضايا المهمّة جدّاً الّتي تقع على عاتق العلماء والفقهاء هي المواجهة الجدّية مع ثقافتين اقتصاديّتين ظالمتين ومُحِطَّتين للشرق والغرب، والّلتين فرضتا عمليّاً العبوديّة الجديدة على جميع الشعوب.

- إنّ آخر نقطة أقولها هنا وأؤكّدها - بعد شكري للعلماء والحكومة الخدومة المدافعة عن المحرومين - هي مسألة العيش ببساطة والالتزام بالزهد بالنسبة للعلماء المسلمين الملتزمين.

- إنّي بصفتي والداً كبير السن أطلب بتواضع من جميع أبنائي وأعزّتي من عُلماء الدين أنْ لا يخرجوا من زيّهم العلمائيّ، في وقت منّ الله فيه على علماء الدين ومنحهم نعمة إدارة دولة كبيرة، والتبليغ لرسالة الأنبياء عليهم السلام، وأنْ يجتنبوا الانجذاب نحو زخارف وبهارج الدنيا الّتي هي دون شأن علماء الدين واعتبار نظام الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، وليحذروا لأنّه لا توجد آفّة أخطر من الاهتمام بالرفاه، والسير على طريق الدنيا بالنسبة لعلماء الدين.

- لله الحمد فإنّ علماء الإسلام الملتزمين قد أدّوا امتحان زهدهم، ولكن قد يعمد أعداء الإسلام وأعداء علماء الدين بعد ذلك إلى تشويه سمعة هؤلاء - رافعي مِشعل الهداية والنور - ويوجّهون الضربة إليهم من خلال مسائل بسيطة، ولن ينجحوا إنْ شاء الله.

- كانوا في السابق يقولون للناس عن عالم الدين الّذي يتحدث في الأمور السياسيّة: اتركوه فإنّه سياسيّ، وبلا شكّ فإنّ هذا النوع من التفكير كان من شياطين الداخل والخارج, فهم أوجدوا عندنا اعتقاداً بأنّ على عالم الدين أنْ يضع عباءته على رأسه ويذهب إلى المسجد ويصلّي صلاته العاديّة فقط، ولم يكن يحقّ له التدخّل في أيّ أمر.

- الحمد لله فإنّ التدخّل في الأمور السياسيّة لا يُعتبر عيباً اليوم، ولكنْ احذروا فإنّ الجميع ينظرون إليكم، لذا حافظوا على زيّ أهل العلم الّذي ترتدونه.

- حافظوا على حياة البساطة كما كان العلماء السابقون. فقد كان طالب العلم والعالم الكبير في السابق يعيشان أدنى من مستوى الحياة العاديّة للناس أو مثلهم.

- حاولوا اليوم أنْ لا تتغيّر حياتكم عن زيّ العلماء، واعلموا أنّكم ستُرفَضون عاجلاً أم آجلاً فيما لو عشتم في يوم ما حياة فوق حياة الناس العاديّين.

- يؤدّي العلم إلى الغرور في بعض الأحيان، ويزلّ الإنسان أحياناً عن الصراط المستقيم بواسطة العلم، وإنّ الّذين اختلقوا الأديان الكاذبة كان أكثرهم من أهل العلم.

- قد يكون الإنسان فيلسوفاً عظيماً، أو فقيهاً مكرّماً بحسب نظر الناس، ويعلم كلّ شيء، وصدره مستودعاً للمعلومات، لكنّه ابتعد عن الصراط المستقيم أكثر  من الآخرين لأنّ القراءة لم تكن باسم الربّ، وكلّما كبر المستودع زاد وزره وزادت ظلمته ﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ2 .

- قد يكون العلم ظلاماً أحياناً وليس نوراً.

- يكون العلم نافعاً عندما يُراد تعلّمه حقّاً، لكنّه يصبح انحرافاً عندما يكون من أجل الحصول على المنصب، أو من أجل أن يكون (صاحبه) إماماً للجماعة، أو ليصعد المنبر، أو لكي يقبلهُ عامّة الناس…

- قد يقضي الإنسان عمره في الرياء دون أن يدري، وتقوم جميع أعماله على الرياء دون أنْ يعلم بذلك, فالرياسة دقيقة للغاية حتّى أنّ الإنسان نفسه لا يفهم ذلك.

- يجب أنْ يَحترم علماء الدين والجامعيّون بعضهم بعضاً، وينبغي للشباب الواعين في الجامعات أنّْ يحترموا علماء الدين, فالله تعالى جعل لهم مكانة خاصّة، وأوصى أهلُ بيت الوحي الناس بهم.

- علماء الدين هم قوّة كُبرى، وفي حالة فقدانهم - لا سمح الله - فإنّه ستنهدم أعمدة الإسلام، وتبقى قوّة العدوّ الجبّارة دون معارض.

- إذا كُنّا نشاهد أحياناً بين العلماء من يفتقد الكفاءة، لكنّهم بشكل عامّ يخدمون الناس حسب اختلاف المواقف، وإنّ خدماتهم جعلت الشعب يتمسّك بأصول الدين وفروعه. فيجب دعم هذه القدرة، والمحافظة عليها رغم أنف الأجانب وعملائهم، والنظر إليها باحترام.

- ينبغي لعلماء الدين المحترمين النظر بعين الاحترام لطبقة الشباب المثقّفين الّذين هم في خدمة الإسلام والدولة الإسلاميّة، وتعرّضوا - لهذا السبب - لهجوم عملاء الأجانب، وأنْ يعتبروهم كأبناء بررة وإخوةٍ أعزّاء.

- أوصي علماء الدين المحترمين، لا سيّما المراجع الموقّرين، أنْ لا يعزلوا أنفسهم عن قضايا المجتمع، وخاصّة عن قضايا مثل انتخاب رئيس الجمهورية ونوّاب المجلس.

- جميعكم شاهدتم، وجيل المستقبل سيسمع، أنّ محترفي السياسة من أتباع الشرق والغرب قد عزلوا العلماء الذين أسّسوا بنيان ثورة الدستور وتحمّلوا بسببها المشاقّ والآلام، وأنّ العلماء قد خُدعوا بألاعيب محترفي السياسة فاعتبروا التدخّل في شؤون البلد والمسلمين لا يناسب مقامهم فتركوا الساحة في أيدي المتغرّبين، فأنزلوا بثورة الدستور وبالدستور والبلد والإسلام ما يستلزم تلافي آثاره زمناً طويلاً.

- إنّ لعلماء الدين شُغلاً يسمو فوق هذه الأمور التنفيذيّة، وعندما ينتصر الإسلام فإنّهم سيذهبون لممارسة أعمالهم.

- عندما جئنا ونزلنا إلى الميدان وجدنا أنّه لو قيل للعلماء اذهبوا جميعاً إلى مساجدكم، فإنّ أمريكا أو السوفييت سيبتلعان هذه البلاد.

- نريد سلوك طريق الاستقلال وبناء أنفسنا من خلال الخبز المصنوع من الشعير، وعدم الخضوع للقوى الكبرى.

- عندما وجدنا أنّنا لا نستطيع العثور على أشخاص في جميع الأماكن يعملون مائة بالمائة للهدف الّذي ضحّى من أجله الشعب بأمواله وشبّانه، اضطررنا للإذعان ليكون رئيس الجمهوريّة من العلماء ورئيس وزرائنا كذلك أحياناً.

- إنّ علماء الدين سوف يواصلون العمل مؤقّتاً في المجال التنفيذيّ إلى ذلك الوقت الّذي يمكن لغير علماء الدين أن يديروا البلاد فيسلّمونهم الأجهزة التنفيذيّة، ويعودون إلى مواقعهم السابقة وممارسة الإرشاد.

- علماء الإسلام مكلّفون بمحاربة الدكتاتوريّة والاستفادة غير المشروعة للظالمين، وأنْ لا يسمحوا ببقاء عدد كبير من الناس جياعاً ومحرومين، وإلى جانبهم يتنعّم الظالمون الناهبون وآكلو الحرام.

- إنّ علماء الإسلام الأصيلين لم يخضعوا أبداً للرأسماليّين وعبيد المال والخائنين، واحتفظوا بهذا الشرف لأنفسهم. وهذا ظلم كبير أنْ يقول أحدٌٌ إنّ يد الرأسماليّين هي في يدَ علماء الدين الأصيلين المؤيّدين للإسلام المحمّديّ الأصيل.

- علماء الدين هم في المرتبة الأولى لتحقيق هدف الأنبياء عليهم السلام والّذي هو الوحي الإلهيّ نفسه. فلعلماء الدين وظيفة إلهيّة هي أسمى من جميع وظائف سائر الناس.

- واجب علماء الدين المسيحيّين أنْ يحاربوا معنويّاً هذه القوى الكبرى الّتي تتصرّف خلافاً للأنبياء عليهم السلام وخلافا ًللمسيح عليه السلام،وذلك طبقاً لتعاليم المسيح، وأوامر الخالق العظيم، وأنْ يقوموا بإرشاد الشعب المسيحيّ وتوجيهه لكي يكفّ عن اتّباع هذه القوى الّتي تعارض المسيح عليه السلام.

- لا يوجد شكّ في أنّ الحوزات العلميّة والعلماء الملتزمين كانوا على طول التاريخ الإسلاميّّ الشيعيّ أهمّ قاعدة قويّة للإسلام في الوقوف أمام الهجمات والانحرافات. وبذل علماء الإسلام الكبار جهدهم طوال حياتهم للترويج لمسائل الحلال والحرام الإلهيّة دون أيّ تدخّل أو تصرّف.

- لولا الفقهاء الأعزّاء، لما كنّا ندري ما هي العلوم الّتي كانت تقدّم اليوم لعامّة الناس تحت عنوان علوم القرآن والإسلام وأهل البيت عليهم السلام.

* الكلمات القصار, الإمام الخميني قدس سره, إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.    


24- سورة سبأ، الآية: 46.
25- سورة النور، الآية: 40.

2013-03-05