ديانة زرادشت
أديان
إن أقدم ديانة لسكان إيران الأصليين هي ديانة مغان التي ظهرت قبل زرادشت، وتعني كلمة : مغوش في لغة إيران القديمة الخادم، واصطلاح المجوس الذي يطلق في العربية على الزرادشتيين مشتق من الكلمة المذكورة مغوش .
عدد الزوار: 323
إن أقدم ديانة لسكان إيران الأصليين هي ديانة مغان
التي ظهرت قبل زرادشت، وتعني كلمة : مغوش في لغة
إيران القديمة الخادم، واصطلاح المجوس الذي يطلق
في العربية على الزرادشتيين مشتق من الكلمة
المذكورة مغوش .
ويظهر من الكتب التاريخية أن ديانة مغان القديمة
اتسمت بالثنوية الإيمان بإله الخير وإله الشر
وآمنت بالبعث أيضاً .
ثم جاءت بعد ذلك ديانة ميترا، ويعتقد الميترائيون
أن الإلهة ميترا ظهرت لأول مرة في الغار على هيئة
إنسان، وآمنت بها مجموعة من الرعاة، ثم أمسكت ثوراً
فذبحته ونثرت دمه على الأرض، فأي مكان سقطت عليه
قطرة دم حل فيه الخصب، إلا أن الإلهة ميترا لم تبقَ
طويلاً، بل صعدت عقب عدة سنوات إلى السماء، وظلت
روحها على استعداد دائم لمعونة عبادها في الأرض،
وحيث إنها ظهرت لأول مرة في الغار، فقد شيدت ـ من
أجل عبادتها ـ المعابد والهياكل في المغارات
والكهوف .
ويقال إن الكثير من معتقدات المسيحية ومراسمها قد
أخذت من ديانة ميترا،
كمراسم الخبز والعسل التي
تشبه إلى حد كبير مراسم
الخبز والشراب عند
المسيحي، وفي آخرها
يمارسون عملية التعميد
بدم ثور.
بعد استقرار الآريين في
إيران، نهض مصلح اسمه
زرادشت ودعا الآريين
الذين سئموا الخرافات إلى
دين جديد .
تعريف بزرادشت
اختلفت وجهات النظر حول زمان زرادشت، حتى قيل إنه
ظهر سنة 6000 ق .م .، ولكن وفقاً للمشهور فإنه ولد
سنة 660 ق .م . وبُعث سنة 630 ق .م .، وقتل سنة
583 ق .م . في بيت النار في مدينة بلخ بافغانستان
إثر مداهمة المدينة من قبل الغزاة .
ويطلق على الزرادشتيين أسم المجوس أيضاً . وقد
جاءت كلمة المجوس في القرآن الكريم إلى جانب أتباع
بقية الديانات الحج :17 . ويعتقد الكثير من علماء
الإسلام أن الزرادشتيين من أهل الكتاب .
الكتاب المقدس
يسمى الكتاب السماوي للزرادشتيين أفِستا، ويعني
الأساس واللبنة والمتن، وقد كتب باللغة الأفستائية
التي كانت سائدة في إيران القديمة .
وكان أفستا في بداية الأمر محفوظاً في الصدور، ثم
كُتب الخط المذكور، وقيل أنه أنجز بعد ظهور
الإسلام .
ويقال إنه كان في الأساس ضخماً حتى قيل إنه نسخ
على 12000 جلد من جلود البقر، أما الأفستا الموجود
اليوم فهو يضم 83000 كلمة . ويتألف أفستا من 21
نَسْكاً كتاب أو قسم .
وينقسم أفستا إلى خمسة
أقسام :
1- الياسنا أي العبادة
والمهرجان ، ويطلق على
مقطع منه اسم الغاثا
النشيد ، وهو أشهر أقسام
أفستا، ويضم أدعية ومعارف
دينية، ويُنسب إلى زرادشت
نفسه، في حين تُنسب سائر
الأفستا إلى زعماء ديانة
زرادشت .
2- الفسبريد الزعماء
والأعيان ، ويشتمل على
أدعية .
3- الفانديداد القانون
المضاد للشيطان ، ويُعنى
بمسائل الحلال والحرام
والطهارة والنجاسة .
4- الياشت أدعية الأناشيد
والتسابيح
5- مجموعة نصوص قانونية أو
الأفستا الصغير، ويتطرق
إلى الأعياد والمراسم
الدينية وأناشيدها .
ولدى الزرادشتيين إلى
جانب أفستا كتاب تفسيري
يسمّى زَنْد أفستا، وكتب
مقدسة أخرى دوّنت باللغة
الفهلوية .
عقيدة الثنوية
يعتقد الزرادشتيون بوجود إله خير، وإله شر أهريمن
، أو إله النور وإله الظلمة، ويُعتقد أن فكرة
الثنوية تسربت إليهم من ديانة مغان ، ويعتقدون
أيضاً بالإله الواحد المهيمن على إله النور
والظلمة آهورامازدا . ويعتقد الزرادشتيون أن
أهريمن جابه العقل المقدس ولم يجابه آهورامازدا .
ويبلغ عمر الدورة الحالية للعالم ـ وفقاً لما ورد
في ديانة زرادشت ـ 12000 سنة، حكم فيها إله الخير
طيلة 3000 سنة، ظلّ خلالها إله الشر متوارياً في
الظلام، وعقب انتهاء الفترة المذكورة خرج إله الشر
من الظلام، واصطدم بإله الخير الذي استمهله 9000
سنة، وهو
على يقين بأن النصر سيكون
حليفه في نهاية المطاف،
وإبّان هذه الفترة أخذ
أحدهما يتحدى الآخر من
خلال خلق الخير والشر،
وبعد 3000 سنة خُلق
زرادشت . ومن ذلك الوقت
بدأ ميزان القوى يميل
لصالح إله الخير وجنوده،
واستمر في سيره الصعودي .
هناك ملائكة ستة يأتمرون
بأمر آهورامازدا، أطلق
عليهم اسم امشا سفندان،
ويعني الخلود المقدس،
ولهم زعيم يُدعى
سفنتاماينيو، ويعني العقل
المقدس، ويعقب هؤلاء
يزتات، وهم ثلاثون ملكاً،
ينضوون تحت لواء العقل
المقدس ضد أهريمن وجنوده
.
آخر الزمان
ورد في الألفيات الزرادشتية أنه يُنتظر ظهور ثلاثة
منقذين من نسل زرادشت يملؤون الدنيا خيراً وعدلاً،
وهم :
1-هوشيدر، 1000 سنة بعد زرادشت .
2-هوشيدرماه، 2000 سنة بعد زرادشت .
3-سوشيانس أو سوشيانت ، 3000 سنة بعد زرادشت،
وبظهوره يصل العالم إلى نهايته .
خلود الروح
يعتقد الزرادشتيون بخلود الروح، وبقائها عند
مفارقتها الجسم في عالم البرزخ إلى يوم القيامة،
ويعتقدون أيضاً بالصراط، وميزان الأعمال، والجنة
والعذاب، والجنة عندهم تشبه الجنة التي جاء وصفها
في الإسلام، ولكن اعتقادهم بقدسية النار دفعهم إلى
القول بأن مأوى العاصين مكان بارد جداً وقذر ومليء
بأنواع الدواب التي تنزل نقمتها بهم وتؤذيهم .
تعاليم زرادشت
هناك أصول ثلاثة نادت بها ديانة زرادشت، هي :
القول الحسن، والعمل الصالح، والفكر الحسن . ومن
أبرز مظاهر ديانة زرادشت احترام النار باعتبارها
مظهراً من مظاهر إله النور، والإبقاء على شعلة
النار مضطرمة، وإقامة مراسم خاصة حولها في معابد
تُعرف ببيوت النار، وحثت أيضاً على العمران
والزراعة والرعي واستيطان المدن، واحترام
الحيوانات لاسيما الكلب والبقرة، كما تتمتع حسن
المعاملة مع الناس بمكانة بارزة في هذه الديانة .
الوضع الحالي
غادر الزرادشتيون قبل ألف عام بلاد إيران، وتوجهوا
إلى بومباي بالهند، ويبلغ عددهم فيها اليوم 150ألف
نسمة، كما يقطن نحو 50ألفاً منهم في يزد وكرمان
وطهران .
*دروس في الأديان, سلسلة المعارف الإسلامية , نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
2013-02-09