اليوم السابع بعد الولادة
كيف تجعل ولدك صالحاً؟
أكَّدت أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام على استحباب العقيقة في اليوم السابع من ولادة الطفل، والعقيقة هي الذبيحة التي تذبح في هذا اليوم، ففي الحديث النبويّ: "إذا كان يوم سابعه فاذبح عنه كبشاً".
عدد الزوار: 2871أكَّدت أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام على استحباب العقيقة في اليوم السابع من ولادة الطفل، والعقيقة هي الذبيحة التي تذبح في هذا اليوم، ففي الحديث النبويّ: "إذا كان يوم سابعه فاذبح عنه كبشاً"1.
وما يدلّ على أهميّة العقيقة، وعلاقتها بالطفل المولود هو الحديث القائل: "كلّ مولود مرتهن بعقيقته" ، وقد فُسِّر هذا الحديث بأنّ الولد كالشيء المرهون الذي لا ينتفع به إلاّ حين يُفَكّ، وبما أنّ الولد نعمة والنعمة إنّما تتمّ على المنعم عليه حينما يشكرها، فشكر هذه النعمة هو أداء سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العقيقة2.
وقد طبّق النبيّ هذه السُنَّة في الحسن والحسين عليهما السلام ، كما حدّثتنا أسماء
بنت عميس وهي تتحدث عن ولادة الحسين عليه السلام: "... فلمَّا كان يوم سابعه
جاءني النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هلمِّي إليَّ بابني، ففعل به كما فعل
بالحسن عليه السلام وعقَّ عنه كما عقَّ عن الحسن كبشاً أملح"3.
آداب العقيقة
ورد في أحاديث أهل البيت عليهم السلام جملة من آداب العقيقة يتعلق بعضها بمستقبل الولد وصلاحه منها:
1- أن يُذبح عن الولد الذكر كبشٌ ذكرٌ وعن الأنثى أنثى4.
2- إطعام القابلة جزءًا من العقيقة هي الرِّجل مع الورك5.
3- أن يطعم منها عشرة من المسلمين، فإن زاد فهو أفضل6.
4- أن لا يأكل من العقيقة أبو الطفل ولا أمُّه7.
5- أن تكون العقيقة سمينة، ففي الحديث: "خيرها أسمنها"8.
6- أن يدعو قبل ذبح العقيقة بهذا الدعاء الوارد عن الإمام الصادق عليه السلام: "يا قوم إنّي بريء ممّا تشركون، إنّي وجَّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللّهمّ منك ولك، بسم الله والله أكبر، اللّهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد، وتقبّل من فلان ابن فلان"، ويسمّي المولود باسمه، ثمّ يذبح9.
7- أن يقول إذا ذبح: "بسم الله وبالله والحمد لله، والله أكبر، إيماناً بالله وثناء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والعصمة لأمره، والشكر لرزقه، والمعرفة بفضله علينا أهل البيت".
فإن كان ذكراً يقول: "اللّهمّ إنّك وهبت لنا ذكراً، وأنت أعلم بما وهبت، ومنك ما أعطيت وكلّما صنعنا فتقبّله منَّا على سنّتك وسنّة نبيّك صلى الله عليه وآله وسلم ، واخسأ عنّا الشيطان الرجيم، لك سفكت الدماء لا شريك لك، والحمد لله ربّ العالمين"10.
"اللّهمّ لحمها بلحمه، ودمها بدمه، وعظمها بعظمه، وشعرها بشعره، وجلدها بجلده،
اللّهمّ اجعلها وقاء لفلان ابن فلان"11.
عقيقة الكبير
وتعبيراً عن أهميّة العقيقة أكَّدت أحاديث أهل البيت عليهم السلام أنَّ من لم يعقّ
عنه أبواه يُستحبُّ أن يعق عن نفسه وإن أصبح شيخاً كبيراً، ففي حديث عمر بن يزيد
قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: إنّي والله ما أدري كان أبي عقَّ عنّي
أم لا، قال: فأمرني أبو عبد الله فعققت عن نفسي وأنا شيخ كبير12.
حلق الرأس والتصدّق بوزنه
ومن مستحبّات اليوم السابع على ولادة الطفل أن يحلق رأسه ويتصدّق بوزنه ذهباً أو فضة. ففي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "يحلق رأسه وهو ابن سبعة، ويوزن شعره فضّةً أو ذهباً فيتصدَّق به"13.
وتشير بعض الروايات إلى أنّ المطلوب وزن الشعر بعد أن يجفف من الماء فعن الإمام
الصادق عليه السلام: "يُعَقُّ عن المولود، ويثقب أذنه، ويوزن شعره، بعدما
يجفَّف، بفِضّة، ويُتَصدَّق به، كلّ ذلك يوم السابع"14.
خِتان الصبيّ
من المعروف أنّ الإسلام الحنيف قد أوجب ختن الذكر، وأنّ الوجوب يظلّ مُلاحِقَه طول حياته إن لم يمتثل لهذه الفريضة، وقد أكَّدت الروايات استحباب أن يكون الختان في اليوم السابع من ولادته، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "اختنوا أولادكم يوم السابع، لا يمنعكم حرّ ولا برد؛ فإنّه طهور للجسد، وإن الأرض لتضجّ إلى الله تعالى من بول الأغلف"15.
وعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "اختنوا أولادكم في السابع، فإنّه أطهر وأسرع لنبات اللّحم"، وقال: "إن الأرض تنجس ببول الأغلف أربعين يوماً"16.
ويظهر من الرواية التي تنصّ على دعاء مستحبّ عن الختن أن للختن أثراً معنويّاً في مستقبل الصبيّ المولود.
فعن الإمام الصادق عليه السلام في الصبيّ إذا ختن يقول: "اللّهمّ هذه سنَّتُك وسنّةُ نبيّك صلواتك عليه وآله واتباع منالك ولدينك بمشيّتك، وبإرادتك لأمرٍ أردتَه، وقضاءٍ حتمتَه، وأمرٍ أنفذتَه فأذقتَه حرَّ الحديد في ختانه وحجامته لأمر أنت أعرفُ به منّي، اللّهمّ فطهِّرْه من الذنوب، وزِدْ في عمره، وادفعِ الآفاتِ عن بدنه، والأوجاعَ عن جسمهِ، وزِدْ من الغنى وادفع عنه الفقر، فإنّك تعلم ولا نعلم"17.
إلى هنا أنَهيْنا ذكرَ العوامل المؤثّرة في صلاح الولد، وهي التي تسبق التربية
المباشرة، وأمّا ما يتعلق بصلاح الولد من خلال تربيته فهو ما نعالجه في ما يأتي.
* من المستحبّات الأكيدة العقيقة للذكر والأنثى، ويُستحبّ أن يعقّ عن الذكر
ذكَرٌ وعن الأنثى أنثى، وأن تكون يوم السابع، وإن تأخّرت عنه لعذر أو لغير عذر لم
تسقط، بل لو لم يُعقّ عنه عقَّ عن نفسه، بل لو لم يعقّ عن نفسه حال حياته يُستحبّ
أن يُعَقَّ عنه بعد موته، ولا بدّ أن تكون من أحد الأنعام الثلاثة:
1. الغنم (ضأناً
كان أو معزاً)
2. البقر
3. الإبل، ولا يجزي التصدق بثمنها.
تحرير الوسيلة، ج2، ص282.
* يُستحبّ أن يُحلق رأس الولد يوم السابع، ويُتصدَّق بوزن شعره ذهباً أو فضّة،
ويُكره أن يحلق من رأسه موضع ويترك موضع. المصدر السابق، ص281.
* يجب ختان الذكور، ويُستحبّ إيقاعه في اليوم السابع، ويجوز التأخير عنه، وإن
تأخر إلى ما بعد البلوغ يجب عليه أن يختن نفسه، حتى انّ الكافر إذا أسلم غير مختون
يجب عليه الختان وإن طعن في السن. المصدر السابق.
* كيف تجعل ولدك صالحاً، الشيخ أكرم بركات.
1- الطبرسي، مستدرك
الوسائل، ج15، ص140.
2- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج15، ص141.
3- انظر: الطريحي، مجمع البحرين، ج15، ص215.
4- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج15، ص142.
5- انظر المصدر السابق، ص148.
6- المصدر السابق، ص152.
7- المصدر السابق.
8- الطبرسي، مستدرك الوسائل، ج15، ص145.
9- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج15، ص154.
10- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج15، ص154 - 155.
11- المصدر السابق، ص155.
12- المصدر السابق، ص 155 - 156.
13- المصدر السابق، ص145.
14- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج15، ص151.
15- الطبرسي، مستدرك الوسائل، ج15، ص145.
16- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج15، ص153.
17- المجلسي، بحار الأنوار، ج104، ص124.
18- المصدر السابق، ص124 (انظر في الطفل نشوؤُه وتربيته ص 142 و143 فإن فيه تصحيحاً
لبعض الأخطاء الإملائية الواردة في نسخة البحار المطبوعة).