الأهل في ذاكرة العروسين
دليل العروسين
قد تكون "العروس" مدلَّلة في منزل أهلها، أمها تُعدُّ الطعام، وتأتي به إليها دون أن تحرِّك هي ساكن، فهي ما زالت صغيرة، وأولويتها الدرس، لا عمل المنزل- كما قد يُعبِّر بعض الأهل-، وإضافة إلى ذلك تلقى المدح والدلال من أبيها
عدد الزوار: 299
قد تكون "العروس" مدلَّلة في منزل أهله، أمها تُعدُّ الطعام، وتأتي به إليها دون
أن تحرِّك هي ساكن، فهي ما زالت صغيرة، وأولويتها الدرس، لا عمل المنزل- كما قد
يُعبِّر بعض الأهل-، وإضافة إلى ذلك تلقى المدح والدلال من أبيها الذي ما زال يراها
الطفلة الصغيرة التي يمنع الاقتراب منها بأي شيء مزعج. وفي المقابل فإن "العريس"
كان سيداً في منزل والديه، تحيطه والدته بشتى أنواع الموّدة والخدمة والترتيب، وكذلك يكون محلاً للاهتمام الكبير من قبل إخوته البنات. ولكن هذين المدلّلين أصبحا
الآن بعد ليلة الزفاف في موقف المسؤولية والتدبير، فقد ولّت تلك الأيام الخوالي، وأصبح كل منهما مطلوباً منه أن يتحمل بعض المتاعب فيما يتعلق بشؤون المنزل وتدبير
المعاش، وهنا قد تتذكر دلالها عند أهلها فتقول له: "أنا لم أكن هكذا في منزل أهلي"، وقد يتذكر غنجه عند أهله فيقول: "أنا لم أكن أتحمل هذا عند أهلي"، وهي تقول: "إن
أبي لا يرضى أن أعيش هكذا"، وهو قد يقول: "كان طعام أمي أطيب"، وكانت أختي تبادر
إلى "كوي" ملابسي. إن استحضار هذه المشاهد في كلام الزوجين له أثر سلبي في علاقتهما
مع بعضهما البعض، بل أنه قد يوتِّر العلاقة بين الزوج وأهله، والزوجة وأهلها من
خلال هذه المغاليات التي ينبغي للزوجين الابتعاد عنه، وكمال مسيرتهما معاً مع
القناعة بالنمط الجديد لحياتهما.
الشعور بالوحدة
قد تواجه العروس في أيامها الأولى شعوراً بالوحدة، فهي كانت في منزل مليء بالحيوية
مع أبيها وأمها وأخواته، وها هي اليوم في منزلها وحيدة بعد أن ذهب زوجها إلى عمله، قد يصيبها نوع من الضجر والملل، وهذا أمر سلبي ينبغي علاجه، ومساعدة زوجها
له، من
خلال دخولها ببعض البرامج التي تتكامل به، كإكمال دراستها الجامعية، أو انتسابها
إلى معهد ثقافي أو دورات تدريبية مفيدة، إضافة إلى أن على الزوج أن يلتفت إلى تعزيز
حضوره في المنزل، لا سيّما في الفترة الأولى.
*كتاب دليل العروسين1-الشيخ أكرم بركات
2013-02-01