صفات الزوجة
دليل العروسين
يمكن عرض صفات الزوجة التي وردت في الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه واله وأهل بيته عليهم السلام ضمن العناوين التالية:
عدد الزوار: 142
يمكن عرض صفات الزوجة التي وردت في الروايات الواردة عن
النبي صلى الله عليه واله وأهل بيته عليهم السلام ضمن العناوين التالية:
1- صاحبة عقل
عن الإمام الكاظم عليه السلام : "خير الجواري ما...كان
لها عقل"1 والعاقل هو بحسب تعبير أمير المؤمنين عليه السلام
:
- "العاقل من وضع الأشياء مواضعها"2.
- "إنما العقل التجنب من الإثم، والنظر في العواقب، والأخذ بالحزم"3.
ومقابل العاقل: الأحمق الذي حذَّر أمير المؤمنين عليه السلام من التعامل معه زواجاً
وصحبة، فعنه عليه السلام : "إياكم وتزويج الحمقاء، فإن
صحبتها بلاء وولدها ضياع"4.
وفي حديث آخر: "احذر الأحمق فإن مداراتَه تُعنِّيك، وموافقتَه ترديك، ومخالفَته تؤذيك، ومصاحبته وبالٌ عليك"5.
ويحدِّد أمير المؤمنين علامات الأحمق بثلاث:"في كلامه
فيما لا يعنيه،وجوابه عمّا لا يُسأل عنه،وتهوّره في الأمور"6.
2- ذات دين
ورد أن رجلاً آتى إلى النبي صلى الله عليه واله يستنصحه في الزواج فقال له صلى الله
عليه واله : "...عليك بذات الدين"7
، فمن كانت ذات دين؛ فإنها تمتاز بصفات حميدة منها:
أ- يكون لديها المرجعية الصالحة للتفاهم على أساسه، وهي الشريعة.
ب- يكون لديها صمّام أمان، فيؤمّن لها زوجها في مختلف مجالات حياته.
يكون لديها دافع ذاتي للتكامل، يستفيد منه الزوج في تكامله إضافة عن دورها المحمود
في إبعاده عمّا حرّم الله.
د- تكون الأم الصالحة لتربية الأبناء والبنات التربية الدينية المطلوبة.
من هنا كان النبي صلى الله عليه واله يؤكد على أن المرأة ذات الدين، وهي المرأة
الصالحة سببٌ أساسيٌ لسعادة الرجل فعنه صلى الله عليه واله :
- "من سعادة المرء الزوجة الصالحة"8.
- "المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح"9.
- "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً من زوجة صالحة"10.
3-المنبت الصالح
أكدت بعض الروايات على أهمية البيئة التي تعيش فيها الفتاة، فمن الصفات التي تعتبر
مؤشراً عالياً على الصلاح أن تكون الفتاة بالتعبير العامي الشائع "بنت بيت"، وذلك
بلحاظ تربيتها ونشأتها الصالحة، وذلك لأن الفتاة التي تنشأ في بيئة غير صالحة، ومنبت سوء، فإن ذلك في الكثير من الحالات ينعكس عليها. من هنا ورد عن الرسول الأكرم
صلى الله عليه واله أنه قام ذات يوم خطيب، فقال: "أيها الناس، إياكم وخضراء
الدِّمن"، قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن ؟
أجاب صلى الله عليه واله : "الفتاة الحسناء في منبت السوء"11.
وتعبير النبيّ عنها بأنها خضراء الدمن وهي الوردة التي تنبت على النفايات في قمة
البلاغة في بيان ما تقدم.
ولكن ينبغي الالتفات إلى أن منبت السوء لا يكون دائماً علة تامة لعدم صلاح الفتاة؛
فربَّ فتاةٍ تنشأ في بيئة سيئة، دون أن تنعكس على روحيتها ومسلكه، بسبب ملكات
فاضلة تحلّت بها من خلال العناية الإلهية.
ولكن مع ذلك، فإن منبت السوء يدعو إلى التأكد الشديد من موضوع الفتاة، لأنه يهيئ
ظروف عدم الصلاح أكثر من غيره.
4-الخلق الحسن
مرَّ الدعاء لطلب الزوجة الصالحة من خلال صفات كان من أبرزها ما يعبِّر عن مصاديق
الخلق الحسن، فهي "إن أحسنتُ شكرَت، وإن أسأتُ غفرَت….وإن
غضبْتُ أرضتني"
وعن أمير المؤمنين: "خير نسائكم…الهيِّنة، اللينة، المؤاتية، التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض حتى يرضى، وإذا غاب عنها زوجها حفظته
في غيبته، فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب"12.
5 -العفاف
عن رسول الله صلى الله عليه واله : "خير نسائكم العفيفة"13.
فالعفة درع باطني يحمي الإنسان من التلوث بالدناي، وبالتالي فالزوجة العفيفة تحمي
نفسها وزوجها وأولادها من ذلك التلوث.
6- التدبير
من الأمور المهمة في استمرار الحياة الزوجية بهناء وسعادة أن تكون الزوجة حسنة
التدبير في منزله، سواء في مصروف المنزل، او ترتيبه، أو إعداد ما تستلزمه الحياة
الزوجية من أمور تنسجم مع المرأة أكثر من الرجل.
من هنا ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام "خير نسائكم
الطيبة الريح، الطيبة الطعام، التي إن أنفقت أنفقت بمعروف، وإن أمسكت أمسكت بمعروف، فتلك من عمال الله، وعامل الله لا يخيب"14.
وبالمقابل، فإن المرأة التي تفقد هذه الميزة، فإنها تربك الاستقرار الحياتي في
المنزل، لا سيما في أمور المعيشة حينما يكون الوضع المادي للمتزوج محدوداً.
ويتأزم الوضع أكثر حينما يكون الزوج يعاني من نفس مشكلتها فحينها قد يؤدي ذلك إلى
خراب الأسرة.
وهذا ما أرشد إليه أمير المؤمنين في أكثر من حديث فعنه عليه السلام :
"آفة المعاش سوء التدبير"15.
"سبب التدمير سوء التدبير"16.
ولأهمية حسن التدبير في معيشة الإنسان وتأثيره على سعادته ربط أهل البيت عليهم
السلام بين هذا التدبير والدين، فقد ورد عن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام
انه سمع رجلاً يقول له: بلغني أن الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب، فأجابه
عليه السلام : "لا، بل هو الكسب كله، ومن الدين التدبير
في المعيشة"17.
7- ذات إعانة
من كمال الزوجة أن تكون معينة لزوجها في دروب الحياة، فلا تتركه فيها وحيد، بل
تقف إلى جانبه، تشاركه بلاءه، وتساعده على رفعه، وتعينه في أمر آخرته، فعن الإمام
الصادق عليه السلام في نصيحة له لمستنصح في الزواج: "...
وهنَّ ثلاث: فامرأة ولود، ودود، تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ولا تعين الدهر
عليه..."18.
8- الميل العاطفي
في الإنسان عقل وعاطفة، ولولاهما لما استمرت البشرية، ولكن صلاح الإنسان هو أن
يغلِّب عقله على هواه حينما يتعارضان، وأن يملأ الجانب العاطفي في حالة عدم معارضته
للعقل. والزواج هو تفاعل بين إنسانين، ينبغي أن تكون العاطفة مزوّداً أساسياً له.
من هنا فإن الفتاة التي اتصفت بصفات الكمال التي يطلبها العقل، وفي نفس الوقت مال
إليها قلب الرجل، فإنها من خير النساء، وهذا ما ورد عن الإمام الكاظم عليه السلام :
"خير الجواري ما كان لك فيها هوى، وكان لها عقل وأدب"19.
بل ورد أن أحدهم سأل الإمام الصادق عليه السلام : إني أردت أن أتزوج امرأة، وإن
أبواي أرادا غيرها.
فقال عليه السلام : "تزوَّج التي هويت، ودع التي هوى
أبواك"20.
9- الجمال
راعى الإسلام في مسألة اختيار الزوجة ما يرغب به الرجل من جمال جسدي، إضافة إلى
الجمال الروحي، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله : "إذا
أراد أحدكم أن يتزوج، فليسأل عن شعره، كما سأل عن وجهها؛فإن الشعر أحد الجمالين"21.
بل جوَّزت الشريعة النظر إلى الفتاة التي يريد أن يتزوجها لكن بشروط تعرَّض لها
فقهاؤنا في رسائلهم العملية، ففي تحرير الوسيلة للإمام الخميني:
يجوز لمن يريد تزوّج امرأة أن ينظر إليها بشروط:
أن لا يكون بقصد التلذذ، وإن علم أنه يحصل قهراً.
أن يحتمل حصول زيادة بصيرة بها.
أن يحتمل التوافق على التزويج دون من علم أنها ترد خطبتها.
أن يجوز تزويجها فعلاً لا مثل ذات العدة22.
لكن مع ذلك نهى الإسلام أن يكون الجمال فقط هو الحاكم دون المعايير الأخرى، فعن
رسول الله صلى الله عليه واله : "من تزوج امرأة لا
يتزوجها إلا لجمالها لم يرَ فيها ما يُحِب". وعنه صلى الله عليه واله :
"لا يُختار حسن وجه المرأة على حسن دينها"23.
*كتاب دليل العروسين1-الشيخ أكرم بركات
1- الطبرسي، الحسن بن الفضل،مكارم الأخلاق، ط1، بيروت، دار
الوفاق، 2000، ص307.
2- الحر العاملي، محمد حسن، وسائل الشيعة، ج20، ص27.
3- الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، ج3، ص2045.
4- المرجع السابق، ص2039.
5- الحر العاملي، محمد حسن، وسائل الشيعة، ج20، ص84.
6- الواسطي، علي، عيون الحكم والمواعظ، تحقيق حسين البيرجندي، ط1، قم، دار الحديث
والثقافة، (لا، ت) ص 104.
7- الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، ج1، ص694.
8- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج18، ص 204.
9- الحر العاملي، محمد حسن، وسائل الشيعة، ج20، ص41.
10- المصدر السابق، ص172.
11- الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، ج2، ص288.
12- الحر العاملي، محمد حسن، وسائل الشيعة، ج20، ص35.
13- المصدر السابق، ج20، ص29.
14- المصدر السابق، ص30.
15- الصدوق، محمد، من لا يحضره الفقيه، (لا، ط)، بيروت، دار التعارف، 1991، ص240.
16- الكليني، محمد بن يعقوب، فروع الكافي، ج5، ص 324
17- الواسطي، علي، عيون الحكم والمواعظ، ص182.
18- المصدر السابق، ص281.
19- الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة،
ط1، قم، دار الثقافة، 1414هـ، ص670.
20- الكليني، محمد بن يعقوب، فروع الكافي، ط3، بيروت، دار الأضواء، 1985، ج5، ص323
تعليق علي أكبر الغفاري.
21- المصدر السابق، ص 323
22- الزواج الناجح، إعداد ونشر جمعية المعارف، ط1، بيروت، ص 21.
23- الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، ج20، ص50