يتم التحميل...

منوّعات

فقه المرأة

أن لا تكون حاملاً. وعدّة طلاق الحامل تنتهي عند وضعها. وفلسفة هذه العدّة واضحة، فما دام الجنين موجوداً فالعلاقة مع الزوج المطلِّق لا تزال موجودة،

عدد الزوار: 405

1- ما هي فلسفة أن تعتدّ المرأة عند الطلاق؟
ج-
ينبغي الالتفات عند التحدّث عن موضوع المرأة المطلّقة إلى ثلاث حالات:
الأولى: أن تكون قد بلغت سنّ اليأس، ففي هذه الحالة لا عدّة عليها من الطلاق.
الثانية: إذا لم تكن بالغة فلا عدّة عليها من الطلاق.
الثالثة: أن تكون المطلّقة بالغة غير يائسة، وفيها صورتان:
الأولى: أن لا تكون العلاقة الزوجيّة الكاملة قد جرت بينها وبين زوجها، وفي هذه الحالة لا عدّة عليها من الطلاق.
الثانية: أن تكون العلاقة الكاملة قد حصلت بينهما، وفيها صورتان أيضاً:

الأولى: أن لا تكون حاملاً. وعدّة طلاق الحامل تنتهي عند وضعها. وفلسفة هذه العدّة واضحة، فما دام الجنين موجوداً فالعلاقة مع الزوج المطلِّق لا تزال موجودة، وهذا سبب وجيه. وإن لم تكن حاملاً فعدّتها ثلاثة أطهار. وفلسفة هذه العدّة هي حصول اليقين بأنّ هذه المطلّقة لا تحمل جنيناً أو نطفة من مطلّقها. وهذا حكم عام نوعيّ، فلو أنّ امرأة علمت بأنّها ليست حاملاً وجب عليها هذا الاعتداد، لأنّ الحكم أمر نوعيّ لا بدّ من ممارسته بعد الطّلاق.

أمّا عدّة وفاة الزوج فهي أربعة أشهر وعشرة أيام لغير الحامل، وأبعد الأجلين من الوضع والمدّة للحامل. وفلسفة هذه العدّة إبراز مكانة الزوج في الإسلام، مع إبراز احترام المتوفّى. ويجب أن تقترن العدّة بالحداد من الأرملة. وعدّة الوفاة تجب على كلّ زوجة مات زوجها، سواء أكانت يائسة أو غير بالغة أو غير ذلك.

الثانية: أن تكون حاملاً. ومن علل عدّة الطلاق وجود المهلة لرغبة تحدث، أو لسكون غضب إن وجد، وحرقة المطلقة تسكن في ثلاثة أشهر، وحرقة المتوفّى عنها زوجها بأكثر من ذلك (أربعة أشهر وعشرة أيّام) والله تعالى العالم.

2-لماذا وُصفت المرأة في الروايات بأنّها ريحانة أو وردة؟
ج-
المناسب للمرأة أن تمارس الدور الذي يقترحه الدين لها. وهذا الدور يتّسم بخصوصيّة غلبة الأحاسيس والعواطف على التعقّل، حتّى تستطيع القيام بأدوار الزوجة والحامل والأم والمرضعة ونحو ذلك. وهذا الدور يحقّق التكامل في المجتمع مع دور الرّجل. وذُكر في بعض الروايات كما عن الإمام علي عليه السلام أنّ المرأة ريحانة وليست قهرمانة، والقهرمانة الحاكمة، فالمرأة لما فيها من خصائص هي ريحانة وشأن الرياحين أنه يتعامل معها بلطف ورقة، وهذا ما نلحظه في تصرفات النّساء، فإنّ معظمهنّ يمارسن أعمالهنّ بغلبة الأحاسيس والعواطف حتّى لو وصلن إلى أعلى المراكز، فنرى المرأة تهتمّ بزينتها وملابسها ومشيتها وجلستها وطريقة كلامها، إلخ، فهي تقضي الكثير من سنوات عمرها في إبراز كونها ريحانة رقيقة ناعمة إلخ. أمّا الرجل ففيه من الشدة والصلابة وغلبة التعقّل ما يؤهلّه للدور التكامليّ الآخر.

3- ما هو مفهوم السعادة الواقعيّة؟
ج-
السعادة الواقعيّة هي في تحقيق الهدف الذي من أجله خُلقَ الإنسان، وليست هي إشباع الغرائز والشهوات.
فالإنسان السعيد هو الذي يلتزم خطّ التوحيد عقائديّاً بكلّ ما للتوحيد من تفصيل، ويلتزم العمل بالجوارح بما يناسب خطّ التوحيد، وذلك بأن يوافق ظاهره باطنه. والسعادة الحقّة هي أن يموت الإنسان وهو على خطّ الاستقامة، وبذلك يحفظ آخرته التي هي الحياة الحقيقيّة، وهذا ما نلاحظه في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي وعده الله تعالى بالجنّة (كما في سورة الإنسان)، ومع ذلك لم يعلن فوزه إلّا عندما استدعى الأمر التأكيد على التزامه التوحيد قلباً وعملاً إلى آخر حياته، فقد نُقل عنه عليه السلام أنّه حين ضربه ابن ملجم (لعنه الله)، قال: "فزت وربّ الكعبة"، فلم يعلن فوزه إلّا عند اقترابه من الاستشهاد وهو على دين التوحيد.

أمّا إشباع الغرائز في الدنيا فلا يحقّق السعادة الحقيقيّة، لأنّ الدنيا دار ممرّ وليست دار مقرّ، وكلّ من ارتبط بخطّ التوحيد كلّ حياته فسينال السعادة الحقّة، قال تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة ُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي(الفجر27-30)، هذه هي السعادة الحقيقيّة.

4- ما هي شروط الحضور السياسيّ والاجتماعيّ للنساء من وجهة نظر القرآن الكريم؟
ج-
توجد شروط عديدة منها:
أ- الالتزام بالحجاب الشرعيّ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وكان الله غفوراً رحيماً(الأحزاب: 59)، فالمطلوب إظهار العفّة والصّلاح، ويكون ذلك بالحجاب، فإذا خرجت المرأة بالحجاب يعرفها الفاسقون بأنّها عفيفة فلا يتعرّضون لها بالأذيّة.
ب- ترك التبرّج، قال تعالى: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى...(الأحزاب: 33).
ج- عدم النظر المحرّم وعدم إبداء الزينة،... قال تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا...(النور: 33)، وهذا يعني عدم جذب أنظار الرجال الأجانب إليها.
د- عدم الترقيق في الصوت، قال تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَض(الأحزاب: 32). وقد مرّ الحديث عن التفاصيل في الإجابات المتفرّقة.
كما ينبغي للمرأة التي تريد أن تمارس العمل السياسيّ أو أن تثبت حضوراً اجتماعيّاً أن تمتلك مؤهّلات وقدرات ومهارات تؤهّلها لإثبات حضورها كالتواضع والعفّة، والتسلّح بالوعي والحنكة والمرونة، وكلّ ما من شأنه أن يساهم في هذا الشأن، وهي من الأمور التي تشارك فيها الرجل.

5- هل يمكن للإنسان أن يرتكب بعض المحرّمات أيّام شبابه، ومن ثمّ يتوب عندما يكبر في السنّ؟
ج-
لا يعلم الإنسان متى يموت، لذلك عليه الالتزام بالدّين في كلّ أيامه، فما يدريك أنّ هذا الإنسان قبل توبته سيموت أم لا؟ فهل يلعب هؤلاء بمصيرهم بحيث يراهنون على أمر غير مضمون؟ أبداً هذا لا ينفع. ويمكن أن ألخّص هذه الفكرة بهذا الكلام: تب إلى الله قبل أن تموت بيوم، وبما أنّك لا تعرف متى تموت فكن تائباً أبداً. هذا أوّلاً.

وثانياً: لو مارس الإنسان الذنوب فإنّ القلب قد يموت، وإذا مات القلب فكيف تتحقّق التوبة؟ ومن خلال نصوص كثيرة، نرى أن الذنوب تؤدّي إلى عواقب عديدة منها:
أ- الذنوب تسلب توفيق الدعاء، فبماذا يستعين ليتوب، وهو لا يوفّق للدعاء؟!
ب- الذنوب تُنسي ذكر الله، فبماذا يستعين ليتوب وهو قد نسي إلى من يتوب؟!
ج- عن الإمام الصادق عليه السلام في أصول الكافي: "إنّ الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل وإنّ العمل السيّئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم"، فبماذا يستعين ليتوب؟!
د- حتّى لو مارس المذنب الدعاء فقد لا يستجاب له، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ(غافر: 60).
هـ- الذنوب تغيّر النعم وتبيد الأمم، قال تعالى: ﴿أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ(المؤمن: 21 ) فكيف يتوب ؟!
و- الذنوب تهتك العصم، أي الحجب التي تستر الروح، فكيف يتوب؟!
ز- الذنوب تقطع الرجاء، وتنزل النقم.
ح- الذنوب تؤدّي إلى الكفر. قال تعالى: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون(الروم:10).
ط- الذنوب تؤدّي إلى حبط الأعمال الحسنة.
ي- الذنوب تؤدّي إلى قسوة القلب، فكيف يعود إلى التوبة؟
هذا غيض من فيض، فاتقوا الله الذي إليه ترجعون. ولكن لو تاب توبةً نصوحاً فالله تعالى قابل التوبة، ولكن هل يصل إلى التوبة!.

6-ما هو تكليف المرأة عباديّاً أثناء الحيض؟
ج-
المرأة الحائض يسقط عنها بعض العبادات "كالصّلاة والصّوم"، ولا تسقط كلّ العبادات. ويمكنها في هذه الحالة أن تقوم بالأذكار والأدعية والزّيارات عن بعد، وما شاكل ذلك. ويستحبّ لها في وقت الصّلاة أن تتوضّأ، وتقعد في مصلّاها ذاكرة الله تعالى ويجوز لها الدعاء وقراءة القرآن باستثناء سور العزائم.

أختي الغالية
هذه أسئلةٌ كثير من الفتيات، حاولنا قدر استطاعتنا الإجابة عنها، ونرجو منكِ إن لم تجدي مطلوبكِ في هذا الكتاب، وبين هذه الأسئلة أن تراسلينا بكل ما يخطر ببالكِ من تساؤلات، ونحن إن شاء الله نقدّم الإجابة عنها في الطبعة التالية.

يقوم مركز نون للتأليف والترجمة في جمعية المعارف الإسلامية الثقافية بإعداد ونشر الكتب الهادفة التي تتناول أهم المواضيع المتعلّقة بالدين والاجتماع، بالإضافة إلى بعض الكتب المتعلقة بحياة وأقوال العظماء أمثال الإمام الخميني قدس سره، والإمام الخامنئي دام ظله، والشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه، والشهيد مرتضى مطهريّ رضوان الله تعالى عليه وغيرهم. وكثير من الكتيبات في مواضيع علمية وثقافية مختلفة.


*ماذا تسأل الفتيات؟ , سلسلة كيف ولماذا, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

2013-02-09