سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي
ذكرى الشهداء القادة
قضى مع زوجه وطفله فنهض الشعب بأكمله واستحال الدم الطاهر بركاناً يحرق كبد المعتدي.. يعيش مع المستضعفين يجوع إذا جاعوا.. يألم إذا توجعوا ويستشهد كما يستشهد الكثيرون منهم..
عدد الزوار: 366
قضى مع زوجه وطفله فنهض
الشعب بأكمله واستحال الدم الطاهر بركاناً يحرق كبد المعتدي.. يعيش مع المستضعفين
يجوع إذا جاعوا.. يألم إذا توجعوا ويستشهد كما يستشهد الكثيرون منهم..
عطية العباس عليه السلام:
.. إنها الرؤيا تتحقق.. إنه الحلم يتجسد واقعاً حبيباً.. طفلاً يطرب الجميع لصوت
صرخته الأولى.. أو لم ترى والدته حلم قدومه إلى هذا العالم على يدي أبي الفضل
العباس عليه السلام الذي قدمه لها عطية.. وتضم الأم وهي على فراش الألم.. تضم
وليدها.. عام 1952 م.. وتناديه عباساً..
رحلة العلم:
بعد أن أنهى السيد مراحل محددة من العلم في لبنان، أشار إليه السيد موسى
الصدر - الذي لمس منه شخصية مميزة - أن يرتحل إلى النجف ليتابع دراسته في كنف
الشهيد السيد محمد باقر الصدر، فأمضى تسع سنوات علم إضافية متنقلاً بين لبنان
والنجف تعرض خلالها للمراقبة والملاحقة من قبل طاغية العراق فغادر رضوان الله عليه
العراق بأمر من السيد الشهيد محمد باقر الصدر.
هو والجهاد صنوان:
انطلق السيد مع المجاهدين يأخذ بأيديهم يشحذ هممهم يحثهم بآيات الجهاد
يعبئهم بالدعاء والابتهال ويصر على توديعهم فرداً فرداً، لم يترك عملية تفوته، وقد
استهدف أكثر من مرة وفي أكثر من موقع ففي بدر الكبرى استهدفوا موقعه لكنه لم يستشهد.
جنات الشهداء، بوابة دخوله:
كانت بوابة دخوله للقرى المجاهدة في الجنوب والبقاع جنات الشهداء حيث
مراقدهم ثم يزور بيوتهم متفقداً عوائلهم وكان يردد: هؤلاء قدَّموا أعز ما عندهم من
أجل الاسلام ودفاعاً عن كرامة المسلمين ولا بد ان يحظوا بالعناية والتقدير من كل
الأمة.
إنني أبني بيتاً في الجنة
إن سيدنا الشهيد الكبير كما يقول سماحة السيد حسن نصرالله: لم يكن منزله
بيته وإنما كان منزله سيارته التي كان يتنقل فيها في ليلة واحدة من بعلبك إلى بيروت
إلى الجنوب إلى طرابلس فالشام فالجنوب فبيروت فبعلبك حركة دائمة.. كان يقطن في بيت
مستأجر فيه بعض أثاث ما يقتنيه المستضعفون في بيوتهم.. سيدنا هذا لم يترك داراً ولا
عقاراً ولا مالاً.. كان يلح عليه والده " دعني أبني لك بيتاً من غرفتين" فكان السيد
يبتسم ويقول: إنني أبني في الجنة، ويجيب الأب " لأولادك من بعدك" فيردد السيد
بابتسامة أخرى: إن لأولادي رباً يحميهم هو خالقهم وهو يعيلهم.
أم ياسر وليلة الشهادة:
نام السيد تلك الليلة ملء جفونه، بينما جافى النوم أم ياسر التي كانت
تنتظر بفارغ الصبر طلوع النهار، وفي الفترة القصيرة التي غفت فيها رأت في منامها
أبا ياسر يجلس بجانبها في سيارة تسير ضمن قافلة على طريق الجنوب. وإذ بامرأة يهودية
تمد يدها من النافذة فتقطع عقداً من اللؤلؤ يلف عنقها، تصحو وقد أقلقها الحلم،
وعندما تخبر أبا ياسر، يقول لها: سوف أذهب إلى "جبشيت" لأشارك في ذكرى استشهاد
الشيخ راغب حرب. قالت له: أنت ذاهب في رحلة محفوفة بالمخاطر ولقد رأيت في منامي
أنني سأكون إلى جانبك لقد اصطحب الإمام الحسين عليه السلام أفراد أسرته إلى كربلاء،
فإما أن نعود سالمين وإما أن نعود شهيدين.
الوصية الأساس:
كانت جبشيت محط رحال السيد في يوم الشهادة وفي ذكرى شيخ الشهداء ومن على
منبر شيخ الشهداء خطب السيد في الجموع المبهورة بحضوره في الوضع الاستثنائي فكانت
خطبة الوداع والوصية الأساس في رحلة الوداع الأخيرة حفظ المقاومة الإسلامية ومضى
ليقضي شهيداً مع زوجه وطفله حسين في طريق العودة عندما كمنت له مروحيات صهيونية
واستهدفت موكبه فكان السادس عشر من شباط 1992م يوم
الاستشهاد العظيم.
من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله:
.. رحمة الله على هذا العالم الرباني
الشجاع والمخلص والواعي.. هذا السيد العالي
المقام الذي مزج العلم بالعمل وتكلل بالصدق والتضحية والفداء.. إن هذه الدماء
البريئة التي أريقت بدون ذنب لهذا العظيم العزيز وعائلته سوف تجعل المقاومة الحقة
للشعب اللبناني والفلسطيني أكثر جدية وأعمق ضد الكيان الصهيوني الغاصب..
فعل دمه
قال سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله:
وهكذا كان الحال مع
القائد الشهيد السيد عباس الموسوي، قتلوه وظنوا أن المقاومة ستنهار
بقتله، فتصاعدت ورسمت خطها البياني التصاعدي، وبعد سنوات قليلة، خرجت "إسرائيل"
مهزومة ذليلة مدحورة في العام 2000، بفعل دمه وبفعل المقاومة التي حملت
اسم عباس الموسوي وراية
عباس الموسوي..