إطارات وصيغ جادة للتعاون
الوحدة الإسلامية
عالم اليوم هو عالم الأحلاف والتكتلات الكبرى، ولا تستطيع أي دولة قطرية أن تواجه تحديات النظام الدولي بمفردها. ودول العالم الإسلامي ...
عدد الزوار: 99
عالم اليوم هو عالم الأحلاف والتكتلات الكبرى، ولا تستطيع أي دولة قطرية أن تواجه تحديات النظام الدولي بمفردها. ودول العالم الإسلامي التي تربو على الخمسين دولة، تنتشر على طول أكثر من عشرة آلاف ميل تساوي 20% من مساحة العالم، وتمتلك مخزوناً هائلاً من الإمكانيات والقدرات، إضافة إلى الكثافة البشرية، هذه الدول الإسلامية بإمكانها أن تشكِّل قوة عالمية ذات دور وتأثير.
وإن وجود إطارات وصيغ جادة للتعاون وتنسيق العلاقة بين هذه الدول، يعتبر خطوة أساسية للتغلب على حالة التجزئة والتشتت، وللسير في طريق الوحدة والائتلاف.
وقد دفعت بعض الظروف الضاغطة زعماء الدول الإسلامية ليعقدوا أول مؤتمر قمة إسلامي بتاريخ 9-12 رجب 1389هـ/ 22-25 سبتمبر 1969م، على أثر اعتداء الصهاينة في فلسطين على المسجد الأقصى ومحاولة تدميره بافتعال حريق متعمد، مما فجر غضب المسلمين في مختلف أنحاء العالم، فتداعى زعماء 24 بلداً إسلامياً إلى الاجتماع في العاصمة المغربية الرباط، وتقرر على أثره تشكيل منظمة المؤتمر الإسلامي، بعد اجتماعات تمت بين وزراء خارجية الدول الإسلامية وانتهت بإقرار ميثاق للمنظمة عام 1392هـ / 1972م، لتشكل إطاراً للتلاقي والتنسيق والتكامل بين الدول الإسلامية لمواجهة تحديات العصر.
لكن ومع مرور أكثر من ربع قرن على إنشاء هذا الإطار المتميز على صعيد المنظمات الحكومية الرسمية في العالم باعتماده الهوية الدينية، ورغم ما يتوفر في ميثاقه من إيجابيات عديدة، ورغم انضمام كل الدول الإسلامية لعضويته تقريباً، إلا أن هذا الإطار يعاني من ضعف في الجدية والعزيمة، أدّى إلى بطء مسيرته وعرقلة حركته.
لقد تكاملت مؤسسات وأجهزة منظمة المؤتمر الإسلامي، بإنشاء صندوق التضامن الإسلامي سنة 1394هـ/ 1974م، وإنشاء صندوق القدس، ومركز البحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للبلدان الإسلامية سنة 1397هـ/ 1977م، ومركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، والمركز الإسلامي للتدريب التقني والمهني والبحوث سنة 1398هـ / 1978م، والمؤسسة الإسلامية للعلوم والتقنية والتنمية سنة 1395هـ/ 1975م، والمركز الإسلامي لتنمية التجارة سنة 1401هـ/ 1981م، ومجمع الفقه الإسلامي سنة 1401هـ/ 1981م، ووكالة الأنباء الإسلامية الدولية، ومنظمة إذاعات الدول الإسلامية، والغرفة الإسلامية لمالكي البواخر سنة 1401هـ/ 1980م، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة سنة 1400هـ/ 1980م، ومنظمة العواصم الإسلامية سنة 1398هـ/ 1978م، إلى ما هنالك من الأجهزة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهي كما يظهر من عناوينها ونصوص قرارات إنشائها تهتم بمختلف الجوانب الأساسية والخطيرة في حياة الأمة، وتتيح فرصة التنسيق والتكامل بين البلدان والشعوب الإسلامية.
إلا أن المؤسف جداً عدم تفعيل هذه الأجهزة والمؤسسات بالشكل الذي يتناسب مع طموحات الأمة، ويكون في مستوى التحديات التي تواجهها. ولذلك أسباب عديدة أهمها ضعف جدية زعامات الدول الإسلامية في إنجاح مسيرة الوحدة والتوحد1.
1- الشيخ حسن الصفار.
2013-01-24