أهمُّ خصوصيّة في التعبئة هي الإيمان والانطلاق من التكليف الشرعي الذي نضبط من خلاله مشاعرنا وأحاسيسنا
|
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ تجربة التعبئة تجربة مهمة، قيل الكثير في شأنها. وعندما ندقق بهذه التجربة
نكتشف أنَّ ما قيل ليس مبالغاً فيه، لأننا أينما استشعرنا حضور التعبئة وحركتها
لمسنا التقدّم.
إنّ التعبئة هي توأم الثّورة. ولعلّه يمكن القول: إنّ الحضور التّعبويّ للنّاس هو
الذي أدّى إلى انتصار الثّورة، أو إلى ظهورها وبروزها. وقد كان حضور الشباب
المتطوّعين والحريصين، الّذين حضروا قبل الثورة، في السّاحات وفي جميع الأماكن
حضوراً مؤثراً.
لو أنّكم تأمّلتم في التّاريخ، لرأيتم أنّه حصلت في القرنين أو الثلاثة الأخيرة
ثورتان معروفتان بمستوى ثورتنا في العالم، الأولى: الثورة الفرنسيّة الكبرى،
والثانية: الثورة الشيوعيّة في روسيا. وفي كلتا الثّورتين كان حضور النّاس كبيراً،
إلا أنّ مشاركتهم فيها تختلف عن
مشاركة التعبئة في ثورتنا. وأنا هنا سوف أذكر بعضاً من خصائص مشاركة التّعبئة
وحضورها.
خصوصية التنظيم في التعبئة
لقد كان هنالك تنظيم معيّن لهذه المجموعة الشعبيّة العامّة، منذ البداية، وهذه
الخاصّيّة لم نجدها لدى الآخرين. وكان يعتمد في هذا التّنظيم: الهداية والبصيرة
والمركزيّة في اتّخاذ القرارات، والإرادة الشعبيّة، فيما كان التشدّد والإفراط
والانحراف وصدور الأخطاء
الفاحشة واضحاً في الثورات الأخرى.
والأهمُّ من ذلك كله خصوصيّة الإيمان، والانطلاق من التكليف الشرعي. فأحياناً، قد
تحرّك العواطف المحضة إنساناً أو مجموعةً أو شعباً باتّجاهٍ معيّن. ومَنْ يتحرَّك
وفق العواطف لن تكون هدايته وزمام نفسه وحركته بيد عاملٍ معنويٍّ وقلبي، وفي الكثير
من الأوقات قد يتجاوز الحدود، فيرتكب المجازر والقتل ويظلم حيث لا ينبغي. نحن أيضاً
لدينا مشاعر وعواطف وأحاسيس، لكنّنا نضبطها بإيماننا. وهذا من خصائص التعبئة،
فالحركة العموميّة والجماهيريّة والمنظّمة للنّاس تتقدّم من خلال هداية الإيمان
وتدخّله.
التعبئة: المشاركة العامّة والجهوزيّة
من الملفت في التعبئة أنّ ابن القرية وابن المدينة، والشّابّ والكبير، والمتعلّم
وغيره، حاضرون ومشاركون في التّعبئة. وكذلك المثقّفون لم يعزلوا أنفسهم. فقد كان
العامل والمزارع والطّالب الجامعيّ والتلميذ والطبيب والكاتب المشهور والشّاعر
المميّز والمتخصّص
والمخترع، منتمين إلى التعبئة. أمّا في الثّورات الأخرى، فإنّ جماعة المثقّفين لم
يحضروا بين النّاس.
لقد مرّت 33 سنة على ثورتنا، والتعبئة ما زالت في السّاحة وفي الميدان وبكامل
الجهوزّية. لقد أضحى أفراد ذاك الجيل الّذي انتسب إلى التّعبئة في ذلك اليوم،
شيوخاً من أجل أن يبقى وجه التّعبئة شبابيّاً ونضراً. وهذا يعني أنّ الأجيال
الحديثة والمتعاقبةلم تضيّع
هذا الحضور الشّعبيّ.
التعبوي وبناء الذات
وهذا الأمر يتأكّد لدى الشباب، إذ إنّ حركة الشّاب واتّخاذه للقرارات وإقدامه أسرع
من غيره، لذا، تكون المراقبة والمحافظة على النفس وبناء الذّات أكثر حسّاسية. فلو
كنّا موجودين في بيئةٍ التضرّع والبكاء والتوجّه، ولوكنا في بيئة كلّ القلوب فيها
متوجّهةٌ إلى الله، وكلّ العيون تذرف الدموع، فمثل هذه البيئة تساعد المرء على بناء ذاته.
نحن عندما لا ننزل إلى ميدانٍ ما ونشعر بالخوف والرّعب، فإنّ ما لدينا من استعداد
سيبقى كامناً، لكن عندما نحطّم هذا الرّعب ونخاطر وننزل إلى الميدان فإنّ هذه
الاستعدادات تبدأ بالتفتّح، هكذا يصبح كلّ مستحيلٍ ممكناً.
إنّ نفس حضور التعبويّ في ميدان القتال يمنحه نورانيّة. وقد كان معروفاً في أيّام
الدّفاع المقدّس قول: إنّ نور فلان يضرب إلى الأعلى، يعني أنّه سيستشهد بسرعة. هكذا
كانت نورانيّة حضور التعبويّ، وقد شاهدت هذا الأمر بنفسي أكثر من مرّة. فقد كان
هناك رائد في الجيش، يدعى الرائد رستمي، جاء طوع إرادته بصورة تعبويّ للمشاركة في
كتيبة الشهيد شمران. لقد رأيته عدّة مرّات، وفي إحدى الليالي كنّا جالسين مع
المرحوم شمران نتحدّث بشأن قضايا الجبهة، ففُتح الباب ودخل الشّهيد رستمي. وكانت قد
مرّت عدّة أيّام على رؤيتي له، فرأيته وقد غطّاه الوحل من رأسه إلى أخمص قدميه. كان
حذاؤه موحلاً وجسده كذلك، وكان وجهه متعباً، وشعره كثيفاً. لكن عندما نظرت إلى وجهه
شاهدته كالقمر يسطع بالنّور. وما كنت قد شاهدت هذه الحالة عليه قبل أيّام.
كان قد ذهب إلى إحدى مناطق العمليّات وكانت له مشاركات كثيرة، ثم عاد ليقدّم
تقريراً، واستُشهد فيما بعد. فقد كان من الجيش لكنّه جاء بصورة التعبويّ إلى
الميدان وكان ناشطاً ومجاهداً وله حضورٌ مليءٌ بالتضحية والإيثار وبعدها استُشهد.
لقد شاهد
الكثيرون هذه النّورانيّة ونحن شاهدناها، وهذا ناشئٌ من ذلك الحضور الاستثنائي.
التعبوي والإيثار
الإيثار في اللغة هو الأمر المقابل تماماً للاستئثار. فالاستئثار يعني أن نطلب كل
ما هو مرغوبٌ لأنفسنا. أمّا الإيثار فهو النّقطة المقابلة له، ففيه يتجاوز الإنسان
عن حصّته وحقّه من أجل الآخرين، ويتغاضى عن حقّه لمصلحتهم. وهذه الخصوصيّة موجودةٌ
أيضاً
في قمم التّعبئة.
علينا كتعبويين أن نسعى لغضّ النّظر عن مصالحنا الشخصيّة من أجل المصالح العامّة
ومصلحة الإسلام والأهداف العليا. ولا يعني ذلك أن ندير ظهورنا للدّنيا، كلّا، فإنّ
الدنيا هي محلّ السعي والنّشاط سواءٌ على مستوى الحياة الشخصيّة أم الحياة العامّة،
وسواءٌ على مستوى المادّيّات أم المعنويّات. لكن حيث نرى أنّ الوصول إلى أيّ حقٍّ
شخصيّ يعني تجاوز حقوق الآخرين وتعدّي القانون وتجاوز الإنصاف، فعلينا أن نمسك
بزمام أنفسنا وأن نصرف النّظر عن كلّ ما يمكننا الحصول عليه من أجل مصلحة الآخرين، هذا ما يُسمّى إيثاراً.
التعبوي صاحب بصيرة
من القضايا المهمّة مسألة البصيرة. والبصيرة في هذه المرحلة وفي جميع المراحل تعني
أن نشخّص خطّ المواجهة مع العدوّ. ومن المهمّ أيضاً في هذا المجال تحديد هُويّة
العدوّ. فبعض الأشخاص يشتبه عليهم تحديد مكان العدو ومكان المواجهة. فتجدهم يطلقون
قذائف مدافعهم باتّجاه نقطة يوجد فيها الصّديق. وبعضهم يعدّون منافسهم في
الانتخابات مثلاً "شيطاناً أكبر"، إنّ الشيطان الأكبر هو أمريكا والصهيونيّة، أمّا
منافسكم من التيّار الآخر فليس شيطاناً أكبر. فأنا مؤيّد لزيد وأنت مؤيّد لعمرو،
فهل أعتبرك من أجل ذلك شيطاناً؟ لماذا؟ وبناءً على أيّ شيء؟ فطالما أن كلّاً من زيد وعمرو يدّعي
خدمة الثّورة والإسلام فهو ليس بعدو. فلنشخّص إذاً خطّ المواجهة مع العدّو وهذا
يتطلّب منّا البصيرة.
|
وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم
التعبئة هي ساحة الجهاد لا القتال. والقتال يمثِّل جانباً من الجهاد الذي يتمثّل
بالحضور في ميدان المجاهدة مع السعي الهادف والإيمان. هذا ما يصحّ أن نقول عنه
جهاداً. لهذا قال تعالى:
﴿وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ
وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ﴾(التوبة:41)، أي الجهاد بالنفس والجهاد بالمال.
|
كالجبل الراسخ
يقول حجَّةُ الإسلام والمسلمين محمد العراقي: "في أيام الحرب، عندما كان السيد علي
الخامنئي رئيساً للجمهورية، وبينما كان يلقي خطبة الجمعة، انفجرت قنبلة بين المصلين
كان المنافقون قد وضعوها ليعطلوا هذه الصلاة إلى الأبد.. لكن السيد الخامنئي أومأ
بيده إلى الحاضرين طالباً منهم متابعة الاستماع للخطبة دون خوفٍ أو قلق. وقد أظهر
هذا الثبات ورباطة الجأش أنَّ أشدَّ الأعمال عنفاً لا يمكن أن يؤثر على معنويات
القائد العالية. وقد بَثَّ هذا الموقف القوة والصبر في صفوف المصلِّين ما أدّى إلى
إتمام
الصلاة على أكمل وجه وكأن شيئاً لم يكن، بالرغم من سقوط عدد من المصلِّين بين شهيد
وجريح، وتناثر أشلاء بعضهم أمام أعين الناس. لقد كان ذلك المشهد من المشاهد التي لا
تمحى من ذاكرة الثورة الإسلامية".
|
مشاركته دام ظله في
الملتقي الرابع للأفكار الإستراتيجية حول موضوع الحرية
(13/11/2012)
اجتمع سماحة القائد الخامنئي دام ظله مع نحو 150 من المفكرين والعلماء
والأساتذة والباحثين في إطار الملتقي الرابع للأفكار الإستراتيجية لمناقشة مختلف
أبعاد موضوع الحرية. وقال دام ظله في معرض شرحه للموضوع: القصد من الحرية هو المعني
المتداول والدارج في الأوساط الجامعية والثقافية في العالم، أي الحريات الفردية
والاجتماعية، وليس الحرية المعنوية والسير والسلوك إلي الله. وانتقد سماحته الفكرة
التي تري الحرية تحرّراً مطلقاً من كل شيء، مضيفاً: يجب عدم الخوف من القيود
والحدود عند الحديث عن الحرية. وأكد أنّ الإنسان في الرؤية الإسلامية متحرّر من كل
القيود ما عدا عبودية الله عزَّ وجلّ.
استقباله دام ظله مئات التعبويين و تشديده علي كسر الحصار
المفروض علي غزّة (21/11/2012)
استقبل سماحة السيد الخامنئي دام ظله المئات من التعبويين الناشطين في
مشروع شجرة "الصالحين" الطيبة، واعتبر التعبئة من معجزات الثورة الإسلامية. مشيراً
إلي الحاجة المستمرة إلي التعبئة، ومؤكداً علي ضرورة رفع المستوي النوعي لأنشطة هذه
المؤسسة. كما اعتبر سماحته الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أهالي
غزّة دليلاً علي غطرسة هذا الكيان، وأشار إلي وقاحة الغرب المضاعفة والمنفّرة في
دعم هذه الجرائم، مؤكداً: علي البلدان الإسلامية وخصوصاً الحكومات العربية مساعدة
أهالي غزة المظلومين، والسعي لكسر الحصار المفروض عليهم، ويجب أن تعلم الأمة
الإسلامية، أن الصمود والمقاومة هو السبيل الوحيد للنجاة والانتصار علي أعداء
الإسلام.
لقاؤه دام ظله
قادة القوة البحرية في جيش الجمهورية
الإسلامية (27/11/2012)
التقى القائد الخامنئي دام ظله القائد العام للقوة البحرية في الجيش
والمسؤولين الكبار فيها، وأشار إلي الأهداف بعيدة المدي للجمهورية الإسلامية
والنجاحات المتوالية في تحقيق هذه الأهداف معتبراً أن النظر إلى الأوضاع المنطقة
والعالم يشير بوضوح إلي تفوُّق الجمهورية الإسلامية في هذه التحولات. كما أكّد أنّ
قدرات الجمهورية الإسلامية علي تحقيق أهدافها عالية وأنّ التقدم وتجاوز العقبات أمر
ممكن في ظل توفيق الله تعالي والهمم والنشاط والتحفز.
استقباله دام ظله المشاركين في المؤتمر العالمي لأساتذة
الجامعات والصحوة الإسلامية (11/12/2012)
استقبل سماحة القائد الخامنئي دام ظله المئات من الأساتذة الجامعيين
والنخبة والعلماء المشاركين في المؤتمر العالمي لأساتذة الجامعات في العالم
الإسلامي والصحوة الإسلامية. وأوضح لهم أهمية "الصحوة الإسلامية" مقدِّماً تحليلاً
جامعاً لمكانة الإسلام والشريعة الإسلامية. كما أشار سماحته إلي دور الخواص
والعلماء في المجتمع في إسعاد الشعوب وإنقاذها، واعتبر أن الشرط الرئيس لممارسة
الأساتذة الجامعيين والنخبة دورهم في سبيل سير المجتمع نحو السعادة والخلاص، هو
الإخلاص والشجاعة والوعي والعمل الدؤوب وعدم الطمع.
|
س: هل صلاة النساء في المساجد أفضل أم في البيوت؟
ج: فضيلة الصلاة في المسجد ليست مختصّة بالرجال.