كيفية اختيار الزوج
العلاقات الزوجية
هناك بعض الشباب يتأخّر في الزواج وحينما تسأله عن سبب التأخير يقول لك: لم أجِد بعدُ الزوج الملائم. وما السبب في الحقيقة إلّا المثاليّة الّتي يعيش فيها هذا الشخص...
عدد الزوار: 159
45-
المثاليّة المفرطة:
هناك بعض الشباب
يتأخّر في الزواج وحينما
تسأله عن سبب التأخير
يقول لك: لم أجِد بعدُ
الزوج الملائم. وما السبب
في الحقيقة إلّا
المثاليّة الّتي يعيش
فيها هذا الشخص. وهذه
نصيحة من سماحة الإمام
الخامنئي دام ظله قبل
البِدء بالحديث عن
المواصفات التي على
أساسها يتمُّ الاختيار.
حيث يقول حفظه الله
تعالى:
"على الشباب والفتيات أنْ
لا ينساقوا وراء
المثاليّة المُفرِطة في
أمر الزواج، إذ لا يوجد
شخصٌ مثاليٌّ، ولا يستطيع
الإنسان أنْ يجد مطلوبه
المثاليّ، فلا بُدَّ أنْ
يتوافق ويعيش حياته، وإن
شاء الله تكون حياة
سعيدة، ويبارك الله لهم
ويرضى عنهم"1
.
46-
الكُفْؤُ من وجهة نظر
الإسلام:
الصفة العامّة
للاختيار هي الكفاءة،
فماذا تعني؟
يقول دام ظله:
"المُقرّر في شرع الإسلام
أن الابن والبنت يجب أنْ
يكون أحدهما كفؤاً للآخر.
الأساس في هذه المسألة أي
في باب الكفاءة هو أنّ
الكفاءة عبارة عن
الإيمان، أي أن يكونا
مؤمنين تقيَّين ومعتقدين
بالمبادئ الإسلاميّة،
ويعملان ضمن هذا الإطار،
فبقيّة الأشياء ليست
مهمّة. فعندما تُحرَز
تقوى وعفّة البنت والولد
فإنَّ الله تعالى سوف
يتكفّل ببقيّة الأمور.
فالملاك في هذه الشراكة
التي تُسمّى الزواج في
الإسلام هو عبارة عن
الدين والتقوى "المؤمن
كُفْؤُ المؤمنة والمسلم
كفؤُ المسلمة"2
هذا هو الملاك
الإسلاميّ.
أن لا تكون المرأة بذلك
المستوى فلا إشكال في
ذلك، بل عليها أن ترقى
بنفسها إلى ذلك المستوى،
أو يُمكن أنْ تكون المرأة
متفوِّقة على الرجل، فعلى
الرجل أنْ يوصل نفسه إلى
مستواها"3.
جاء في الحديث أنّ رجلاً
جاء إلى الحسن عليه
السلام يستشيره في تزويج
ابنته فقال عليه السلام:
"زوّجها من رجل تقيّ،
فإنّه إن أحبّها أكرمها
وإن أبغضها لم يظلمها"4.
كما ورد عن الإمام الرضا
عليه السلام:
"إن خطب إليك رجلٌ
رضيت دينه وخُلُقه
فزوِّجه، ولا يمنعك فقره
وفاقته"5
، وقال تعالى:
﴿...
إِن يَكُونُوا فُقَرَاء
يُغْنِهِمُ اللهُ مِن
فَضْلِهِ...﴾6.
من هنا كان التحذير من
الزواج من شارب الخمر
لأنّه بعيد عن الإيمان
والتقوى والأخلاق، حيث
جاء عن الإمام الرضا عليه
السلام:
"إيّاك أنْ تُزوِّج
شارب الخمر فإنْ زوَّجَته
فكأنّما قُدَت إلى الزنا"7.
وورد
النهي عن تزويج سيّئ
الأخلاق حتّى وإن كان
قريباً ورحِماً كما عن
أحدهم، يقول: كتبت إلى
أبي الحسن عليه السلام
إنَّ لي ذا قرابة قد خطب
إليّ وفي خلقه سوء فقال
عليه السلام: "لا تزوّجه
إن كان سيّئ الخُلُق"8
.
وكذلك الرجل عليه أنْ
يختار ذات الدين والتقوى،
يقول النبيُّ صلى الله
عليه وآله وسلم:
"تُنكَح المرأة على أربع
خِلال: على مالها، وعلى
دينها، وعلى جمالها، وعلى
حسبها ونسبها، فعليك بذات
الدّين"9
.
وعن الإمام الباقر عليه
السلام:
"وعليك بذوات الدّين تربت
يداك"10
.
ويقول دام ظله:
"إذا ما تزوّج الفرد
بدافع المال والجمال فمن
الممكن أنْ يُعطيه الله
الجمال وقد لا يُعطيه،
أمّا إذا تزوّج بحثاً عن
التقوى والعفاف، فإنّ
الله سيُعطيه المال
والجمال أيضاً. وقد يقول
قائل: إنّ الجمال لا
يُعطى، فالمرء إمّا أن
يكون جميلاً أو لا، لكنّ
المقصود: أنّ الجمال لمّا
كان في العين والقلب فأنت
ترى الشخص جميلاً وإن لم
يكن جميلاً جدّاً، وعندما
لا تُحبُّ شخصاً ما فإنّك
لا تراه جميلاً مهما كان
جماله"11
.
إذا عرفنا ضرورة الزواج
وأهميّة تشكيل الأُسرة
وخطورة تدميرها وعدم
الحفاظ عليها، الآن
السؤال المطروح هو: كيف
يستمرُّ الزواج سعيداً؟
وكيف نستمرُّ بالأُسرة
على طول الخطّ؟
يقول دام ظله:
"في البداية يرى الإنسان
كلَّ شيءٍ جميلاً، وبعد
أنْ يتعرّف إلى طبائع
الطرف الآخر تنكشف له
النواقص ونقاط الضعف
تدريجيّاً، وهذا ما لا
ينبغي أنْ يؤدّي
إلى فتور العلاقة، بل لا
بُدَّ من التوافق رغم
وجود هذه النقائص؛ لأنَّه
في النهاية ليس هناك رجلٌ
مثاليٌّ وبلا عيب، ولا
امرأة مثاليّة بلا عيب –
أيضاً – في أيّة بقعة من
هذا العالم"12
.
1- خطبة العقد المؤرخة 6/9/1376 هـ.ش.
2- وسائل الشيعة، ج20، ص67.
3- خطبة العقد المؤرخة 11/6/1372 هـ.ش.
4- ميزان الحكمة، ج2، ص1184.
5- م. ن.
6- سورة النور، الآية: 32.
7- ميزان الحكمة، ج2، ص1183.
8- ميزان الحكمة، ج2، ص1183.
9- كنز العمال، 44602.
10- وسائل الشيعة، ج 2، ص 21، ح 14.
11- خطبة العقد المؤرخة 13/10/1377 هـ.ش.
12- خطبة العقد المؤرخة 24/1/1378 هـ.ش.