يتم التحميل...

نشأة الإمام موسى الكاظم عليه السلام

شهادة الإمام الكاظم(ع)

هو سابع أئمة أهل البيت عليهم السلام، الكبير القدر العظيم الشأن، الجاد في العبادة المشهور بالكرامات، الكاظم الغيظ والعافي عن الناس، العبد الصالح وباب الحوائج الى الله كما هو المعروف عند أهل العراق.

عدد الزوار: 270

هو سابع أئمة أهل البيت عليهم السلام، الكبير القدر العظيم الشأن، الجاد في العبادة المشهور بالكرامات، الكاظم الغيظ والعافي عن الناس، العبد الصالح وباب الحوائج الى الله كما هو المعروف عند أهل العراق.

1ـ الأب: هو سادس أئمة أهل البيت بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أبو عبدالله جعفر ابن محمد الصادق معجزة الاسلام ومفخرة الإنسانية على مرّ العصور وعبر الأجيال، لم تسمع الدنيا بمثله فضلا ونبلا وعلماً وكمالا.

2ـ الاُم: لقد كانت اُم الإمام موسى الكاظم عليه السلام من تلكم النسوة اللاتي جلبن لأسواق يثرب وقد خصّها الله بالفضل وعناها بالشرف فصارت وعاءً للإمامة والكرامة وتزوّج بها أبو عبدالله، فكانت من أعزّ نسائه واحبّهن إليه، وآثرهن عنده.

واختلف المؤرخون اختلافاً كثيراً في نسبها فقيل انّها اندلسية، وتكنّى لؤلؤة وقيل إنّها رومية، وقيل انّها من أجلّ بيوت الأعاجم، وكانت السيدة حميدة تعامل في بيتها معاملة كريمة، فكانت موضع عناية وتقدير عند جميع العلويات، كما انّ الإمام الصادق عليه السلام كان يغدق عليها بمعروفه، وقد رأى فيها وفور العقل والكمال، وحسن الايمان وأثنى عليها ثناءاً عاطراً، فقال فيها: "حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، مازالت الأملاك تحرسها حتى اديت إليّ كرامة من الله وللحجة من بعدي..." وقد غذّاها الإمام الصادق بعلومه حتى أصبحت في طليعة نساء عصرها علماً وورعاً وايماناً، وعهد إليها بتفقيه النساء المسلمات وتعليمهن الأحكام الشرعية، واجدر بها أن تحتل هذه المكانة، وان تكون من ألمع نساء عصرها في العفّة والفقه والكمال.

3ـ الوليد المبارك: وامتدّ الزمن بعد زواج الإمام بها، وسافر الإمام أبو عبدالله الى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، فحملها معه، وبعد الانتهاء من مراسيمه قفلوا راجعين الى يثرب، فلمّا انتهوا الى "الأبواء. أحسّت حميدة بالطلق فأرسلت خلف الإمام تخبره بالأمر، لأنه قد عهد اليها أن لا تسبقه بشأن وليده، وكان أبو عبدالله يتناول طعام الغداء مع جماعة من أصحابه، فلما وافاه النبأ المسرّ قام مبادراً اليها فلم يلبث قليلا حتى وضعت حميدة سيداً من سادات المسلمين، وإماماً من أئمة أهل البيت عليهم السلام.

لقد أشرقت الدنيا بهذا المولود المبارك الذي ما ولد ـ في عصره ـ أيمن، ولا أكثر عائدة ولطفاً على الاسلام منه.
لقد ولد أبرّ الناس، وأعطفهم على الفقراء، وأكثرهم عناءاً ومحنة في سبيل الله وأعظمهم عبادة وخوفاً من الله.

وبادر الإمام أبو عبدالله فتناول وليده فأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية فأذّن في اُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى.
وانطلق الإمام أبو عبد الله عائداً الى أصحابه، وقد علت على ثغره ابتسامة فبادره أصحابه قائلين: أسرّك الله، وجعلنا فداك ،يا سيدنا ما فعلت حميدة؟
فبشرهم بمولوده المبارك، وعرّفهم عظيم أمره قائلا: "قد وهب الله لي غلاماً، وهو خير من برأ الله".

أجل انه خير من برأ الله علماً وتقوىً وصلاحاً، وتحرّجاً في الدين وأحاط الإمام أصحابه علماً بأن وليده من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم على عباده قائلا لهم:
"فدونكم، فوالله هو صاحبكم. وكانت ولادته في سنة ( 128 هـ ) وقيل سنة ( 129 هـ ) وذلك في أيام حكم عبد الملك بن مروان.

4ـ حب وتكريم:
وقطع الإمام موسى شوطاً من طفولته وهو ناعم البال يستقبل الحياة كل يوم بحفاوة وتكريم، فأبوه يغدق عليه بعطفه المستفيض ، وجماهير المسلمين تقابله بالعناية والتكريم ، وقد قدمه الإمام الصادق عليه السلام على بقية ولده، وحمل له من الحب ما لا يحمله لغيره، فمن مظاهر ودّه أنه وهب له قطعة من أرض تسمى البسرية، كان قد اشتراها بست وعشرين ألف دينار.

وتكلّم الإمام موسى وهو طفل بكلام أثار اعجاب أبيه فاندفع أبوه قائلا: "الحمد لله الذي جعلك خلفاً من الآباء، وسروراً من الأبناء، وعوضاً عن الاصدقاء".

5ـ صفته: كان أسمر شديد السمرة، ربع القامة، كث اللحية ووصفه شقيق البلخي فقال: كان حسن الوجه ، شديد السمرة، نحيف الجسم.
وحاكى الإمام موسى في هيبته هيبة الانبياء، وبدت في ملامح شكله سيماء الأئمة الطاهرين من آبائه، فما رآه أحد إلاّ هابه وأكبره.

6ـ نقش خاتمه: " الملك لله وحده ".
7- كناه: أبو الحسن الأول ، أبو الحسن الماضي، أبو ابراهيم، أبو علي، أبو اسماعيل.

8- ألقابه: أمّا القابه فتدل على بعض مظاهر شخصيته، وجملة من جوانب عظمته، وهي كما يلي:
الصابر: لأنه صبر على الآلام والخطوب التي تلقاها من حكام الجور، الذين قابلوه بجميع ألوان الاسائة والمكروه.
الزاهر: لأنه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء الذي مثل به خلق جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

العبد الصالح: ولقب بالعبد الصالح لعبادته، واجتهاده في الطاعة، حتى صار مضرب المثل في عبادته على ممرّ العصور والاجيال وقد عرف بهذا اللقب عند رواة الحديث فكان الراوي عنه يقول: حدثنى "العبد الصالح".

السيد: لانه من سادات المسلمين ، وإمام من أئمتهم، وقد مدحه بهذا اللقب الشاعر الشهير أبو الفتح بقوله:
وإذا كنت للشريف غلاما              فأنا الحر والزمان غلامي.

الوفي: لأنه أوفى إنسان خلق في عصره، فقد كان وفيّاً بارّاً باخوانه وشيعته وبارّاً حتى باعدائه والحاقدين عليه.
الأمين: وكل ما للفظ الأمانة من معنى قد مثل في شخصيته العظيمة فقد كان أمينا على شؤون الدين وأحكامه، وأميناً على اُمور المسلمين وقد حاز هذا اللقب كما حازه جده الرسول الأعظم من قبل، ونال به ثقة الناس جميعاً.

الكاظم: وانما لقّب بذلك لما كظمه من الغيظ عما فعل به الظالمون من التنكيل والارهاق حتى قضى شهيداً مسموماً في ظلمات السجون لم يبد لاحد آلامه وأشجانه بل قابل ذلك بالشكر لله والثناء عليه، ويقول ابن الاثير: "انه عرف بهذا اللقب لصبره، ودماثة خلقه، ومقابلته الشر بالاحسان.

ذو النفس الزكية: وذلك لصفاء ذاته التي لم تتلوّث بمآثم الحياة ولا بأقذار المادة حتى سمت، وانبتلت عن النظير.
باب الحوائج: وهذا أكثر ألقابه ذكراً، وأشهرها ذيوعاً وانتشاراً، فقد اشتهر بين العام والخاص أنه ما قصده مكروب أو حزين إلا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلا قضيت حوائجه، ورجع الى أهله مثلوج القلب مستريح الفكر مما ألم به من طوارق الزمن وفجائع الايام، وقد آمن بذلك جمهور شيعته بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم، فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو علي الخلال يقول: " ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر الاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب".

وقال الإمام الشافعى: "قبر موسى الكاظم الترياق المجرَّب".
لقد كان الإمام موسى في حياته مفزعاً وملجأ لعموم المسلمين وكذلك كان بعد وفاته حصناً منيعاً لمن استجار به.


 1- موسوعة اعلام الهداية / سيرة الامام الكاظم عليه السلام.

2012-12-21