زكريا ويحيى (ع)
زكريا ويحيى (ع)
دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال يا ابن شبيب أ صائم أنت فقلت لا فقال إن هذا اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه السلام فقال (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ) فاستجاب الله و أمر الملائكة ...
عدد الزوار: 300
عيون الأخبار عن الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال يا ابن شبيب أ صائم أنت فقلت لا فقال إن هذا اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه السلام فقال ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ﴾ فاستجاب الله و أمر الملائكة فنادت زكريا و هو قائم يصلي في المحراب ﴿أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى﴾ فمن صام هذا اليوم و دعا الله عز و جل استجاب الله له كما استجاب لزكريا عليه السلام.
الكافي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت ما عنى الله تعالى بقوله في يحيى ﴿وَ حَناناً مِنْ لَدُنَّا وَ زَكاةً﴾ قال فما بلغ من تحنن الله عليه قال إذا قال يا رب قال الله عز و جل لبيك يا يحيى.
الأمالي بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: كان من زهد يحيى بن زكريا عليه السلام أنه أتى بيت المقدس فنظر إلى المجتهدين من الأحبار و الرهبان عليهم مدارع الشعر و برانس الصوف و إذا هم خرقوا تراقيهم و سلكوا فيها السلاسل و شدوها إلى سواري المسجد فلما نظر إلى ذلك أتى إلى أمه فقال يا أماه انسجي لي مدرعة من شعر و برنسا من صوف حتى آتي بيت المقدس فأعبد الله مع الأحبار و الرهبان فقالت له أمه حتى يأذن نبي الله و أوامره في ذلك فدخل بمقالة يحيى فقال زكريا يا بني ما يدعوك إلى هذا و إنما أنت صبي صغير فقال له يا أبت أ ما رأيت من هو أصغر سنا مني قد ذاق الموت قال بلى ثم قال لأمه انسجي له مدرعة من شعر و برنسا من صوف ففعلت فتدرع المدرعة على بدنه و وضع البرنس على رأسه ثم أتى بيت المقدس فأقبل يعبد الله عز و جل مع الأحبار حتى أكلت مدرعة الشعر لحمه فنظر ذات يوم إلى ما قد نحل من جسمه فبكى فأوحى الله تعالى يا يحيى أ تبكي مما قد نحل من جسمك و عزتي و جلالي لو اطلعت على النار اطلاعة لتدرعت مدرعة الحديد فضلا عن المنسوج فبكى حتى أكلت الدموع لحم خديه و بدا للناظرين أضراسه فبلغ ذلك أمه فدخلت عليه و أقبل زكريا و اجتمع الأحبار و الرهبان فأخبروه بذهاب لحم خديه فقال ما شعرت بذلك فقال زكريا يا بني ما يدعوك إلى هذا إنما سألت ربي أن يهبك لي لتقر بك عيني قال أنت أمرتني بذلك يا أبة قال و متى ذلك يا بني قال أ لست القائل إن بين الجنة و النار لعقبة لا يجوزها إلا البكاءون من خشية الله قال بلى فجد و اجتهد و شأنك غير شأني فقام يحيى فنفض مدرعته فأخذته أمه فقالت أ تأذن لي يا بني أن أتخذ لك قطعتي لبود يواريان أضراسك و ينشفان دموعك فقال لها شأنك فاتخذت له قطعتي لبود يوريان أضراسه و تنشفان دموعه حتى ابتلتا من دموع عينيه فحسر عن ذراعيه ثم أخذهما فعصرهما فتحدر الدموع بين أصابعه فنظر زكريا إلى ابنه و إلى دموع عينيه فرفع رأسه إلى السماء و قال اللهم إن هذا ابني و هذه دموع عينيه و أنت أرحم الراحمين و كان زكريا عليه السلام إذا أراد أن يعظ بني إسرائيل يلتفت يمينا و شمالا فإن رأى يحيى لم يذكر جنة و لا نارا فجلس ذات يوم يعظ بني إسرائيل و أقبل يحيى قد لف رأسه بعباءة فجلس في غمار الناس و التفت زكريا يمينا و شمالا فلم ير يحيى فأنشأ يقول حدثني حبيبي جبرئيل عن الله تبارك و تعالى أن في جهنم جبلا يقال له السكران في أصل ذلك الجبل واديا يقال له الغضبان يغضب لغضب الرحمن تبارك و تعالى في ذلك الوادي جب قامته مائة عام في ذلك الجب توابيت من نار في تلك التوابيت صناديق من نار و ثياب من نار و سلاسل من نار و أغلال من نار فرفع يحيى عليه السلام رأسه فقال وا غفلتاه من السكران ثم أقبل هائما على وجهه فقام زكريا من مجلسه و دخل على أم يحيى فقال لها يا أم يحيى قومي فاطلبي يحيى فإني قد تخوفت أن لا نراه إلا و قد ذاق الموت فقامت فخرجت في طلبه حتى مرت بفتيان من بني إسرائيل فقالوا لها يا أم يحيى أين تريدين قالت أن أطلب ولدي يحيى ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه فمضت أم يحيى و الفتية معها حتى مرت براعي غنم فقالت له يا راعى هل رأيت شابا من صفته كذا و كذا فقال لها لعلك تطلبين يحيى بن زكريا قالت نعم ذاك ولدي ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه فقال إني تركته الساعة على عقبة ثنية كذا و كذا ناقعا قدميه في الماء رافعا بصره إلى السماء يقول و عزتك يا مولاي لا ذقت بارد الشراب حتى أنظر إلى منزلتي منك و أقبلت أمه فلما رأته دنت منه فأخذت برأسه فوضعته بين ثدييها و هي تناشده بالله أن ينطلق معها إلى المنزل فانطلق معها إلى المنزل فقالت هل لك أن تخلع مدرعة الشعر و تلبس مدرعة الصوف فإنه ألين ففعل و طبخ له عدس فأكل و استوفى فنام فذهب به النوم فلم يقم لصلاته فنودي في منامه يا يحيى بن زكريا أردت دارا خيرا من داري و جوارا خيرا من جواري فاستيقظ فقام فقال يا رب أقلني عثرتي إلهي فو عزتك لا أستظل بظل سوى بيت المقدس و قال لأمه ناوليني مدرعة الشعر فقد علمت أنكما ستورداني المهالك فدفعت إليه المدرعة و تعلقت به فقال لها زكريا يا أم يحيى دعيه فإن ولدي قد كشف عن قناع قلبه و لن ينتفع بالعيش فقام يحيى فلبس مدرعته و وضع البرنس على رأسه ثم أتى بيت المقدس فجعل يعبد الله عز و جل مع الأحبار حتى كان من أمره ما كان.
و عن أمير المؤمنين عليه السلام: ما بكت السماء و الأرض إلا على يحيى بن زكريا و الحسين بن علي عليهما السلام.
و قد اختلف فيه لم سمي يحيى فقيل لأن الله أحيا به عقر أمه عن ابن عباس.
و قيل: لأن الله سبحانه أحياه بالإيمان أو أن الله سبحانه أحيا قلبه بالنبوة و لم يسم أحد قبله بيحيى.
عيون الأخبار عن ياسر الخادم قال سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن يوم يلد فيخرج من بطن أمه فيرى الدنيا و يوم يموت فيعاين الآخرة و أهلها و يوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا و قد سلم الله يحيى عليه السلام في هذه الثلاثة المواطن و آمن روعته فقال ﴿سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ و قد سلم الله عيسى ابن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال ﴿وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾.
الأمالي عن الرضا عليه السلام: أن إبليس كان يأتي الأنبياء عليهم السلام من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله المسيح عليه السلام يتحدث عندهم و يسائلهم و لم يكن بأحد منهم أشد بأسا منه يحيى بن زكريا عليه السلام فقال له يحيى عليه السلام يا أبا مرة إن لي إليك حاجة فقال أنت أعظم قدرا من أن أردك بمسألة فسلني ما شئت فإني غير مخالفك فيما تريده فقال له يحيى عليه السلام يا أبا مرة أريد أن تعرض علي مصائدك و فخوخك التي تصطاد بها بني آدم فقال له إبليس حبا و كرامة و واعده لغد فلما أصبح يحيى عليه السلام قعد في بيته ينتظر الموعد و أغلق عليه الباب فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته فإذا وجهه صورة وجه القرد و جسده على صورة الخنزير و إذا عيناه مشقوقتان طولا و أسنانه عظم واحد بلا ذقن و لا لحية و له أربعة أيد يدان في صدره و يدان في منكبه و إذا عراقيبه قوادمه و أصابعه خلفه و عليه قباء و قد شد وسطه بمنطقة فيها خيوط بين أحمر و أصفر و أخضر و جميع الألوان و إذا بيده جرس عظيم و على رأسه بيضة و إذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاليب فلما تأمله يحيى عليه السلام قال له ما هذه المنطقة التي في وسطك فقال هذه المجوسية أنا الذي سننتها و زينتها لهم فقال و ما هذه الخيوط الألوان قال له هذه جميع أصباغ النساء لا تزال المرأة تصبغ الصبغ حتى تقع مع لونها فافتتن الناس بها فقال له فما هذا الجرس الذي بيدك قال هذا كل لذة من طنبور و بربط و طبل و ناي و صرناي و إن القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوا استخفهم الطرب فمن بين من يرقص و من بين من يفرقع بأصابعه و من بين من يشق ثيابه فقال له و أي الأشياء أقر لعينك فقال النساء هن فخوخي و مصائدي فإني إذا اجتمعت على دعوات الصالحين و لعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن فقال له يحيى عليه السلام فما هذه البيضة التي على رأسك قال بها أتوقى دعوات المؤمنين قال فما هذه الحديدة التي أرى فيها الكلاليب قال بهذه أقلب قلوب الصالحين قال يحيى عليه السلام فهل ظفرت بي ساعة قط قال لا و لكن فيك خصلة تعجبني بها قال يحيى عليه السلام فما هي قال أنت رجل أكول فإذا ظفرت و أكلت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك و قيامك بالليل قال يحيى عليه السلام فإني أعطي الله عهدا ألا أشبع من الطعام حتى ألقاه قال له إبليس و أنا أعطي الله عهدا ألا أنصح مسلما حتى ألقاه ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك.
تفسير علي بن إبراهيم كانت امرأة زكريا أخت مريم بنت عمران بن ماتان و يعقوب بن ماتان و بنو ماتان إذ ذاك رؤساء بني إسرائيل و بنو ملوكهم من ولد سليمان بن داود عليه السلام فطلب من الله سبحانه ولدا وارثا.
و عن علي بن الحسين عليه السلام قال: خرجنا مع الحسين عليه السلام فما نزل منزلا و لا ارتحل منه إلا و ذكر يحيى بن زكريا عليه السلام.
و قال يوما: إن من هوان الدنيا على الله عز و جل أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
كتاب الإحتجاج سأل سعد بن عبد الله القائم عليه السلام عن تأويل كهيعص فقال عليه السلام: هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع عليها عبده ثم قصها على محمد صلى الله عليه وآله وسلم و ذلك أن زكريا عليه السلام سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط الله عليه جبرئيل فعلمه إياها فكان زكريا إذا ذكر محمدا صلى الله عليه وآله وسلم و عليا و فاطمة و الحسن عليه السلام انكشف عنه و انجلى كربه و إذا ذكرالحسين عليه السلام خنقته العبرة و وقعت عليه البهرة يعني الزفير و تتابع النفس فقال عليه السلام ذات يوم إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي و إذا ذكرت الحسين عليه السلام تدمع عيني و تثور زفرتي فأنبأه الله تعالى عن قصته فقال كهيعص فالكاف اسم كربلاء و الهاء هلاك العترة و الياء يزيد و هو ظالم الحسين عليه السلام و العين عطشه و الصاد صبره فلما سمع ذلك زكريا عليه السلام لم يفارق مسجده ثلاثة أيام و منع فيهن الناس من الدخول عليه و أقبل على البكاء و النحيب و كان يرثيه و يقول إلهي أ تفجع خير خلقك بولده إلهي أ تنزل بلوى هذه الرزية بفنائه إلهي أ تلبس عليا و فاطمة ثياب هذه المصيبة إلهي أ تحل كربة هذه المصيبة بساحتها ثم كان يقول إلهي ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر فإذا رزقتنيه فافتني بحبه ثم أفجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده فرزقه الله يحيى عليه السلام و فجعه به و كان حمل يحيى عليه السلام ستة أشهر و حمل الحسين عليه السلام كذلك.
علل الشرائع بالإسناد إلى وهب قال: انطلق إبليس يستقرئ مجالس بني إسرائيل أجمع و يقول في مريم عليها السلام و يقذفها بزكريا حتى التحم الشر و شاعت الفاحشة على زكريا عليه السلام فلما رأى زكريا ذلك هرب و اتبعه سفهاؤهم و شرارهم و سلك في واد حتى إذا توسطه انفرج له جذع فدخل فيه و انطبقت عليه الشجرة و أقبل إبليس يطلبه معهم حتى انتهى إلى الشجرة التي دخل فيها زكريا عليه السلام فقاس لهم إبليس الشجرة من أسفلها إلى أعلاها حتى إذا وضع يده على موضع القلب من زكريا عليه السلام فنشروا بمنشارهم و قطعوا الشجرة و قطعوه في وسطها ثم تفرقوا عنه و تركوه و غاب عنهم إبليس حتى فرغ مما أراد فكان آخر العهد به و لم يصب زكريا عليه السلام من ألم المنشار شيء ثم بعث الله عز و جل الملائكة فغسلوا زكريا و صلوا عليه ثلاثة أيام من قبل أن يدفن و كذلك الأنبياء عليهم السلام لا يتغيرون و لا يأكلهم التراب و يصلى عليهم ثلاثة أيام ثم يدفنون.
إكمال الدين عن الصادق عليه السلام قال: أفضى الأمر بعد دانيال إلى عزير و كانوا يجتمعون إليه و يأخذون عنه معالم دينهم فغيب الله عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه و غابت الحجج بعده و اشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا عليه السلام و ترعرع فظهر و له سبع سنين فقام في الناس خطيبا فحمد الله و أثنى عليه و أخبرهم أن محن الصالحين أنما كانت لذنوب بني إسرائيل و وعدهم الفرج بقيام المسيح عليه السلام بعد نيف و عشرين سنة من هذا القول.
قصص الراوندي عنه عليه السلام قال: إن ملكا كان على عهد يحيى بن زكريا عليه السلام لم يكفه ما كان عليه من الطروقة حتى ينال امرأة بغيا فكانت تأتيه حتى أسنت فلما أسنت هيأت ابنتها ثم قالت لها إني أريد أن آتي بك الملك فإذا واقعك فيسأل ما حاجتك فقولي حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريا فلما واقعها سألها عن حاجتها فقالت قتل يحيى بن زكريا فبعث إلى يحيى عليه السلام فجاءوا به فدعا بطشت فذبحه فيها و صبوه على الأرض فيرتفع الدم و يعلو فأقبل الناس يطرحون عليه التراب فيعلو عليه الدم حتى صار تلا عظيما و مضى ذلك القرن فلما كان من أمر بختنصر ما كان رأى ذلك الدم فسأل عنه فلم يجد أحدا يعرفه حتى دل على شيخ كبير فسأله فقال أخبرني أبي عن جدي أنه كان من قصة يحيى بن زكريا عليه السلام كذا كذا و قص عليه القصة و الدم دمه فقال بختنصر لا جرم لأقتلن عليه حتى يسكن فقتل عليه سبعين ألفا فلما وافى عليه سكن الدم.
و فيه عن أبي عبد الله: أن الله عز و جل إذا أراد أن ينتصر لأوليائه انتصر لهم بشرار خلقه و إذا أراد أن ينتصر لنفسه انتصر بأوليائه و لقد انتصر ليحيى بن زكريا ببختنصر.
و في خبر آخر: أن عيسى ابن مريم عليه وعليها السلام بعث يحيى بن زكريا عليه السلام في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس و ينهونهم عن نكاح ابنة الأخت قال و كان لملكهم ابنة أخت تعجبه و كان يريد أن يتزوجها فلما بلغ أمها أن يحيى نهى مثل هذا النكاح أدخلت ابنتها على الملك مزينة فلما رآها سألها عن حاجتها قالت حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا فقال سليني غير هذا فقالت لا أسألك غير هذا فلما أبت دعا بطشت و دعا يحيى فذبحه فبدرت قطرة من دمه فوقعت على الأرض فلم تزل تعلو حتى بعث الله بختنصر عليهم فقتل منهم سبعين ألفا حتى سكن.
قصص الراوندي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عاقر ناقة صالح كان أزرق ابن بغي و إن قاتل يحيى بن زكريا ابن بغي و إن قاتل علي عليه السلام ابن بغي و كانت مراد تقول ما نعرف له فينا أبا و لا نسبا و إن قاتل الحسين بن علي عليه السلام ابن بغي و إنه لم يقتل الأنبياء و لا أولاد الأنبياء إلا أولاد البغايا.
و قال في قوله تعالى ﴿لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا﴾ قال يحيى بن زكريا عليه السلام لم يكن له سميا قبله و الحسين بن علي عليه السلام لم يكن له سمي قبله و بكت السماء عليهما أربعين صباحا و كذلك بكت الشمس عليهما و بكاؤها أن تطلع حمراء و تغيب.
و قيل أي بكى أهل السماء و هم الملائكة.
أقول ذكرنا الأخبار الواردة في بكاء أهل السماوات و الأرضين و الشمس و القمر علىالحسين عليه السلام في المجلدة الثانية من كتابنا الموسوم برياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار.
و ورد أن البكاء كان بأنواع مختلفة.
الكافي عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: كان يحيى بن زكريا يبكي و لا يضحك و كان عيسى ابن مريم يضحك و يبكي و كان الذي يصنع عيسى عليه السلام أفضل من الذي كان يصنع يحيى.
و في الكامل أن يحيى عليه السلام أول من آمن بعيسى عليه السلام و ذلك أن أمه كانت حاملا به فاستقبلت مريم عليه السلام و هي حامل بعيسى فقالت لها يا مريم أ حامل أنت قالت لما ذا تسأليني قالت إني أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك تصديقه.
و قيل: صدق المسيح عليه السلام و له ثلاث سنين و قيل بستة أشهر و كان يأكل العشب و أوراق الشجر.
و قيل: كان يأكل خبز الشعير فمر به إبليس و معه رغيف شعير فقال أنت تزعم أنك زاهد و قد ادخرت رغيف شعير فقال يحيى يا ملعون هو القوت فقال إبليس إن أقل من القوت يكفي لمن يموت فأوحى الله إليه اعقل ما يقول لك1.
1 _النور المبين / المحدّث العلامة الجليل نعمة الله الجزائري.
2012-11-28