الحسين عليه السلام ينعى نفسه
مرقد الإمام الحسين(ع)
نتيجة للأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار بأن الحسين عليه السلام سيقتل بأرض في العراق أو شاطئ الفرات، أكد الإمام الحسين عليه السلام بأنه سيقتل برحلته
عدد الزوار: 88
نتيجة للأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار بأن الحسين عليه السلام سيقتل بأرض في العراق أو شاطئ الفرات، أكد الإمام الحسين عليه السلام بأنه سيقتل برحلته هذه إلى العراق، لذلك نعى نفسه لكل من أراد أن يثنيه عن رحلته إلى العراق، فقد صرح أمام الملأ بقوله: (كأن أوصالي تقطعها غسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء).
وسنذكر هنا طائفة من الأخبار الواردة بهذا الخصوص:
- قال ابن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن الحسن بن دينار، عن معاوية بن قرة قال: قال الحسين: والله ليعتدن علي كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت.
- قال ابن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن جعفر بن سليمان الضبعي، قال: قال الحسين بن علي: والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي! فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة.
فقدم العراق فقتل بنينوى سنة إحدى وستين.
- قال ابن سعد: دخل عبد الله بن عباس على الحسين فكلمه طويلا، وقال: أنشدك الله أن تهلك بحال مضيعة، لا تأتي العراق، وإن كنت لا بد فاعلا فأقم حتى ينقضي الموسم، وتلقى الناس وتعلم على ما يصدرون، ثم ترى رأيك (وذلك في عشرة ذي الحجة سنة.
فأبى الحسين إلا أن يمضي إلى العراق، فقال له ابن عباس: والله إني لأظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته، والله إني لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان، فأنا لله وإنا إليه راجعون.
فقال الحسين: أبا العباس إنك شيخ قد كبرت، فقال ابن عباس: لولا أن يزري بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، لو أعلم أنا إذا تناحينا أقمت لفعلت، ولكن لا أخال ذلك نافعي.
فقال له الحسين: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي أن تستحل بي - يعني مكة - قال: فبكى ابن عباس، وقال: أقررت عين ابن الزبير فذلك سلى بنفسي عنه، ثم خرج عبد الله بن عباس من عنده وهو مغضب وابن الزبير على الباب، فلما رآه قال: يا بن الزبير قد أتى ما أحببت، قرت عينك، هذا أبو عبد الله يخرج ويتركك الحجاز، تم تمثل:
يا لك من قبرة بمعمر * خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري وأخرجه الحافظ يعقوب بن سفيان النسوي قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا إبراهيم بن ميسرة، قال: سمعت طاووسا يقول: سمعت ابن عباس يقول: استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلت: لولا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، فكان الذي رد علي أن قال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن تنجدني - يعني مكة - قال ابن عباس: فذلك الذي سلى نفسي عنه.
- وعندما وصل الإمام الحسين وأصحابه إلى أرض كربلاء قال: ما يقال لهذه الأرض؟فقالوا: كربلاء، ويقال لها: نينوى قرية بها، فبكى وقال: كرب وبلاء، أخبرتني أم سلمة قالت: كان جبرئيل.
الحديث.
- قال ابن سعد: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن زيد الرشك، قال: حدثني من شاهد الحسين، قال: رأيت أبنية مضروبة بفلات من الأرض فقلت: لمن هذه؟قالوا: هذه للحسين، قال: فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن قال: والدموع تسيل على خديه ولحيته، قال: قلت: بأبي وأمي يا بن رسول الله ما أنزلك هذه البلاد والفلاة ليس بها أحد؟فقال هذه كتب أهل الكوفة إلي ولا أراهم إلا قاتلي، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها، فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة يعني مقتنعها.
- ذكر ابن سعد في الطبقات قال: كتب عبد الله بن جعفر كتابا يحذره أهل الكوفة ويناشده الله أن يشخص إليهم، فكتب إليه الحسين: إني رأيت رؤيا، ورأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمرني بأمر وأنا ماض له، ولست بمخبر به أحدا حتى ألاقي عملي.
- عن يحيى بن إسماعيل، عن الشعبي: أن سالما قال: قيل لأبي عبد الله بن عمر: إن الحسين توجه إلى العراق، فلحقه على ثلاث مراحل من المدينة، وكان غائبا عند خروجه، فقال: أين تريد؟قال: أريد العراق، وأخرج إليه كتب القوم، هذه بيعتهم وكتبهم، فناشده الله أن يرجع، فأبى، فقال: أحدثك بحديث ما حدثت به أحدا قبلك: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخيره بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، فوالله لا يليها أحد من أهل بيته أبدا، وما صرفه الله عنكما إلا ما هو خير لكم، فأنت تعرف غدر أهل العراق وما كان يلقي أبوك منهم، فأبى فاعتنقه، وقال: استودعك الله من قتيل.
- وروى سالم بن أبي حفصة قال: قال عمر بن سعد للحسين بن علي عليهما السلام: يا أبا عبد الله إن قبلنا ناسا سفهاء، يزعمون أني أقتلك، فقال له الحسين عليه السلام: " إنهم ليسوا بسفهاء، ولكنهم حلماء، أما إنه يقر عيني إلا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا ".
وروى عبد الله بن شريك العامري قال: كنت أسمع أصحاب علي عليه السلام إذا دخل عمر بن سعد من باب المسجد يقولون هذا قاتل الحسين بن علي، وذلك قبل أن يقتل بزمان.
- وذكر أبو علي السلمي البيهقي في تاريخه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للحسين بن علي عليه السلام: إن لك في الجنة درجة لا تنالها إلا بالشهادة.
قال السلمي: فكان يعلم وقت اجتماع العسكر عليه أنه مقتول، فصبر ولم يجزع حتى نال الشهادة عليه السلام.
- روى عن ابن عباس: لما أراد أن يثني الحسين عليه السلام عن الخروج إلى العراق وأبى الحسين ذلك خرج منه وهو يقول: وا حسيناه، أنعى حسينا لمن سمع1.
1-مرقد الامام الحسين عليه السلام تحسين آل شبيب.
2012-11-23