منافع وبركات عاشوراء
مدرسة عاشوراء
الهدف المناسب والمهم في هذا المجال من الأمور التي ترتبط بمحرم وآثار محرم حين أن المجتمع، وعلى مر التاريخ قد حصل على منافع كثيرة من بركات حادثة عاشوراء،
عدد الزوار: 185
الهدف المناسب والمهم في هذا المجال من الأمور التي ترتبط بمحرم وآثار محرم حين أن المجتمع، وعلى مر التاريخ قد حصل على منافع كثيرة من بركات حادثة عاشوراء، وكذلك الأمر بالنسبة لثورة شعب ايران العظيمة حيث كانت لعاشوراء، ذكرى الحسين بن علي عليه السلام وقضايا محرم، الأثر الأساس فيها.
إن مسألة عاشوراء لن تنته وهي خالدة.
لماذا تركت هذه الحادثة هذا القدر من التأثيرات العظيمة في تاريخ الإسلام؟ حسب رأيي، إن مسألة عاشوراء لها كمال الأهمية من هذا الجانب، حيث نكران الذات والتضحية التي تجلت في هذه القضية، كان تضحية استثنائية.
الحروب.. الشهادات.. والعطاءات.. كانت موجودة منذ أول تاريخ الإسلام حتى اليوم ونحن أيضاً في زمننا هذا.. رأينا أناساً كثيرين وهم يجاهدون.. يضحون.. ويتحملون ظروفاً صعبة، كل هؤلاء الشهداء.. كل هؤلاء المعاقين.. كل أسرانا.. أحرارنا.. عوائلهم وبقية الأفراد الذين ضحوا في السنوات التي تلت الثورة أو في أوان الثورة، إن كل هؤلاء هم نصب أعيننا.
في الماضي، يوجد الكثير من الحوادث التي قرأناها في التاريخ، ولكن لا توجد أي حادثة من هذه الحوادث تقبل القياس مع حادثة عاشوراء حتى شهادة شهداء بدر وأحد وزمن صدر الإسلام.
والإنسان إذا تفكر، سيدرك لماذا هذا الاستثناء، وكما نقل عن لسان عدد من أئمتنا عليهم السلام فهم يوجهون خطاباً إلى سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام يقولون فيه: "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله".
يعني لا تجد أي حادثة مثل حادثتك ومثل يومك، إنها كانت واقعة استثنائية.
إن جوهر حادثة عاشوراء هو: إنه في عالم عمّ فيه الظلام كل مكان، وكذلك الفساد والظلم، الحسين بن علي عليه السلام ثار من أجل إنقاذ الإسلام من دون أن يلقى مساعدة من أي شخص، حتى أن محبي هذا العظيم أيضاً الذين اجتمعوا على وجوب قتال يزيد، كل منهم، وتحت عناوين مختلفة انسحب من الساحة وفرّ.
ابن عباس.. عبد الله بن جعفر.. وكذلك الكبار المتبقّون من الصحابة التابعين.. الشخصيات المعروفة والمشهورة.. الذين كان بإمكانهم أن يؤثروا ويؤججوا ميدان القتال، كل منهم انسحب من الساحة بطريقة ما، عند وقت الكلام.. الجميع كان يتكلم.. الجميع كان يدافع عن الإسلام، أما حينما حان وقت ساعة العمل، ورأوا أن قبضة يزيد قاسية ولا ترحم، وأنه مصمم على التعامل مع الأمر بشدة، حينما فهموا ذلك، كل منهم هرب إلى وجهته تاركين الإمام وحده.
لذلك الأمر، ومن أجل اأن يبرروا عملهم، جاؤوا لخدمة الإمام الحسين عليه السلام مقدمين له النصيحة بعدم الخروج والقيام بالثورة.
إنها عبرة حية في التاريخ.
عندما يخاف الكبار، عندما يكشف العدو عن وجهه القاسي جداً، ويشعر الجميع أنهم إذا ما دخلوا الميدان، ميدان المواجهة، وأحيط بهم، هناك يعرف ويتوضح جوهر وباطن الأشخاص.
أصبح واضحاً في كل العالم الإسلامي حينذاك، على امتداده الرحب أن الشخص الذي يمتلك ذلك التصميم، وذلك العزم، وتلك الجرأة لمواجهة العدو، هو الحسين بن علي عليه السلام.
ومن البديهي حينما يتحرك مثل الإمام الحسين عليه السلام ويثور، لابد أن يلتف حوله عدد من الناس، وفعلاً التف حوله البعض، وهؤلاء أيضاً، عندما أصبح واضحاً لهم، كم هو صعب ذلك الأمر، وفي هذا العمل من مشقة، انسلّوا فرادى من حول الإمام.
ومن بين أكثر من ألف شخص التحقوا بالإمام الحسين عليه السلام من مكة أو التحقوا بحضرة الإمام أثناء الطريق، لم يبق منهم في ليلة عاشوراء سوى عدد قليل جداً، اثنين وسبعين شخصاً، إنها مظلومية عظيمة.
المظلومية ليست بمعنى التصاغر والذلة، الإمام أعظم مجاهد ولم يخف، الإمام الحسين هذا الإنسان العظيم مظلوم بمستوى عظمته، بقدر تلك العظمة، بذلك القدر هو مظلوم، واستشهد في الغربة.
هناك فرق بين ذلك المقاتل المضحّي المندفع الذي يذهب إلى ميدان الحرب والناس ينادون باسمه ويمجدونه في الميدان، يلتف حوله رجال جريئون مثله، ويعلم أنه إذا جرح أو استشهد سيهرع الناس إليه، كم هو فرق كبير بين ذاك الإنسان وهذا الإنسان "الإمام الحسين عليه السلام " الذي في مثل الغربة، وفي مثل تلك الظلمة وحده من دون نصير، من دون أي أمل في مساعدة الناس له، ووسط كل ‘علام العدو، يقف ويقاتل ويسلم نفسه للقضاء الإلهي.
من هنا تتوضح عظمة شهداء كربلاء.
هذه العظمة التي تكمن في إحساسهم بالتكليف الإلهي والجهاد، في سبيل الله والدين.
لم يخافوا من كثرة العدو، ولم يستشعروا الوحشة في وحدتهم وقلة عددهم، لم يتخذوها عذراً للفرار من وجه العدو، وهكذا قائد.. وهكذا أمة يستحقان العظمة1.
1- في مدرسة عاشوراء /آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله.
2012-11-13