من بلاغة الإمام الحسن عليه السلام
ولادة الإمام المجتبى(ع)
من لا يؤمن باللـه وقضائه وقدره فقد كفر، من حمل ذنبه على ربه فقد فجر. إن اللـه لايُطاع استكراهـاً، ولا يعطي لغلَبه، لأنه المليك لما ملَّكهم، والقادر على ما أقدرهم. فإن عملوا بالطاعة لم يَحُلْ بينهم وبين ما فعلوا،
عدد الزوار: 141
1- لا جبر ولا تفويض
من لا يؤمن باللـه وقضائه وقدره فقد كفر، من حمل ذنبه على ربه فقد فجر. إن اللـه لايُطاع استكراهـاً، ولا يعطي لغلَبه، لأنه المليك لما ملَّكهم، والقادر على ما أقدرهم. فإن عملوا بالطاعة لم يَحُلْ بينهم وبين ما فعلوا، فإذا لم يفعلوا فليس هو الذي يجبرهم على ذلك. فلو أجبر اللـه الخلق على الطاعة لأسقط عنهم الثواب، ولو أجبرهم على المعاصي لأسقط عنهم العقاب. ولو أنه أهملهم لكان عجزاً في القدرة. ولكنْ له فيهم المشيئة التي غيَّبaها عنهم، فإن عملوا بالطاعات كانت له المنّة عليهم، وإن عملوا بالمعصية كانت له الحجة عليهم.
2- الموت يطلبك
يا جنادة، استعدَّ لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك. ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأتِ على يومك الذي أنت فيه، واعلم أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلاّ كنت فيه خازناً لغيرك. واعلم أن الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فَأَنزِلِ الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك، فإن كان حلالاً كنت قد زهدت فيه، وإن كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت منه كما أخذت من الميتة، وان كان العقاب فالعقاب يسير. واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً. وإذا أردت عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية اللـه، إلى عزّ طاعة اللـه عزَّ وجلَّ. وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة، فاصحب مَن إذا صحبته زانك، وإذا أخذت منه صانك، وإذا أردت منه معونة أعانك، وإن قلت صدَّقك، وإن صلت شدّ صولتك، وإن مددت يدك بفضل مدّها، وإن بدت منك ثلمة سدّها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن سألته أعطاك ن وإن سكتَ عنه ابتداك، وإن نزلتْ بك إحدى الملمات واساك، مَن لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق، وإن تنازعتما منقسماً آثرك.
من حكمته البالغة
1- المزاح يأكل الهيبة. وقد أكثر من الهيبة الصامت.
2- المسؤول حرّ حتى يَعِدّ ومسترق بالوعد حتى ينجز.
3- اليقين معاذ السلامة.
4- رأس العقل معاشرة الناس بالجميل.
5- القريب من قرَّبته المودة وإن بعد نسبه، والبعيد من باعدته المودة وإن قرب نسبه. فلا شيء أقرب من يد إلى جسد، وإن اليد تفل فتقطع وتحسم.
6- الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود.
7 - لئن ساءنـي الدنيـا عزمــتُ تَصَبُّــراً * و كلُّ بــــــلاءٍ لا يــــــــدوم يســيــــرُ
و إن سرّني لــم أبتــــــهــج بسـروره * و كـــــلّ ســرورٍ لا يـدوم حـــقـــــيـرُ
8- يــا أهــلَ لــذاتِ دنيـاً لا بقـاء لهــــــا * إنَّ المقـــــــامَ بظــلّ زائلٍ حَمـــــــــَقُ
9- لكسرة من خسيــس الخـبـز تُشبعني * وشربــة مـن قـراح الماء تكـفيـــنــي
وطرة مــن دقيــق الثــوب تسـتــرني * حيّــاً وإن مـت تكفيني لتكفــيــــــــنـي
10- إذا مــا أتــانــي سائـل قلت مرحبـاً * بمَن فـضلــهُ فــرضٌ عـــلـيّ معجـــلُ
ومـن فضلـه فضــلٌ علــى كلِّ فاضــلِ * و أفضـلُ أيــــامِ الفتـى حيــن يُسألُ 1.
1-الامام الحسن قدوة وأسوة / اية الله مدرسي.
2012-08-03