مواقف خالدة |
عندما ننظر إلى الشهادة، نرى أنها ظاهرة غاية في العظمة! كلّما اقترب منها الإنسان أكثر كلّما أدرك عظمتها أكثر، تماماً كالجبل العالي، يراه الإنسان من بعيد جبلاً، لكن حين يقترب منه يرى أن عظمته غير قابلة للإحاطة الفكرية، إن بـَُّعد هذه الظاهرة يتمثل في تأثيرها العظيم في تقدّم أي شعب. وكل شعب يعتمد على الشهادة ـ بمعنى أنه عرف الشهادة، وعرف ثقافة الشهادة ـ فإنه سيبقى مرفوع الرأس أبداً، ولن تهزمه قوة.
مجالسنا |
استمرار لثورة الحسين عليه السلام
شهر محرّم هو أحد المفاصل التاريخية. لقد حفظ الشيعة عاشوراء بكل وجودهم، وعلى امتداد السنين والقرون المتمادية لم تخرج ذكرى الحسين عليه السلام، اسم الحسين عليه السلام، تربة الحسين عليه السلام، عزاء الحسين عليه السلام من قلوب ووجدان أتباع أهل البيت عليهم السلام والموالين لهم.
وإذا ما حفظت الأمة الإسلامية اسم الحسين عليه السلام وذكرى الحسين عليه السلام حيّة، وجعلتها مثالاً يحتذى به، فإنها ستتخطّى جميع المشاكل والصعاب. من هنا اعتمدنا نحن في ثورتنا الإسلامية، في نظام جمهوريتنا الإسلامية من أوّله إلى آخره، جميعاً ـ الشعب، المسؤولون، الشخصيات الأساسية، إمامنا الخميني العظيم نفسه ـ على ثورة الإمام الحسين عليه السلام، وواقعة عاشوراء، وعلى هذه المجالس الشعبية. إنّ لهذه المجالس منحىً نموذجياً ومنحىً حقيقياً، فهي تنير القلوب وتبيّن المعارف.
على الخطباء والوعاظ، وقراء المجالس أن يلتفتوا إلى أن عاشوراء واقعة عزيزة لا ينبغي التلاعب بها، بأن يضيف احد إليها شيئاً، أو أن يلصق بها أية خرافة، أو يقوم بأعمال غير عقلانية تحت عنوان إقامة المجالس، فهذه الأمور لا ينبغي أن تكون، وهذه ليست محبة وتولياً للإمام الحسين عليه السلام.
لا ينبغي اضاعة مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام. المنبر الحسيني، والمجلس الحسيني، هو محل بيان الحقائق الدينية، أي الحقائق الحسينية، شعرٌ من هنا، لفتة من هناك ذكر مصيبة من جهة أخرى. لقد رأيتم ما جرى في محرّم سنة 1357هـ.ش، حيث ابتدأت مجموعات اللّطم في بعض المدن كـ"يزد" و"شيراز" وأماكن أخرى، ومن ثم امتدت إلى كافة أرجاء البلاد، كانوا يلطمون الصدور ويبيّنون في مجالسهم مجريات الأمور في تلك الأيام للناس، من خلال ربطها بأحداث واقعة عاشوراء، والتي كانت واقعاً كذلك.
لقد كان المرحوم الشهيد مرتضى مطهري ينادي ويصرخ لسنوات قبل انتصار الثورة ومن هذه الحسينية (حسينية ارشاد): اعلموا، والله إن شمر العصر هو فلان (وقد ذكر اسم رئيس وزراء إسرائيل في ذاك الوقت). وهذا هو واقع الأمر، إنّنا نلعن الشمر، بغية قلع أساس الشّمرية والأعمال الشمرية من الوجود. إننا نلعن يزيد وعبيد الله بن زياد، لأننا نعارض حكومة الطاغوت، حكومة يزيد، حكومة الترف والمترفين، حكومة الظلم للمؤمنين في هذه الدنيا. لقد قام الحسين بن عليّ L، بغية تمريغ أنوف الحكام المخالفين للقيم الإسلامية والإلهية والإنسانية في التراب ومحاصرتهم.
وهذا ما حقّقه بالفعل من خلال ثورته.
مجالسنا، المجالس الحسينية هي مجالس ضدّ الظلم، ضدّ السلطة، ضدّ شمر هذا العصر ويزيده وابن زياده. هذه هي مجالسنا، وهي استمرار لثورة الحسين عليه السلام.
وصايا ولائية |
سئل الإمام الخامنئي دام ظله عن سبب إقامة المآتم ومجالس العزاء والنحيب ونشرها بين الناس، فأجاب دام ظله:
إن هذه المآتم والمجالس ليست للنحيب فقط، بل هي مجالس للقيم. ما يكمن خلف مظاهر العزاء تلك -لطم الرؤوس والصدور، ذرف الدموع- هو أثمن ما يمكن أن يوجد في كنوز البشرية، ألا وهو القيم المعنوية الإلهية، وهذا ما نريد حفظه، ذلك أن الإمام الحسين بن عليL مظهر هذه القيم، وإقامة ذكراه يبقيها حية.
سمي مؤتمر الصلاة لهذا العام بإسم الشباب عمل لائق (3/11/2009)
اعتبر الإمام الخامنئي دام ظله في رسالة إلى المؤتمر العام الثامن عشر للصلاة، اعتبر تسمية مؤتمر هذا العام باسم الشباب عملاً لائقاً وحسنا.
وأكد دام ظله إن تعريف الشباب على صفاء وبهجة الصلاة خدمة كبرى لهم وللمستقبل الذي سيبنونه بعزيمتهم.
فيما يلي نص رسالة الإمام الخامنئي دام ظله:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن تسمية مؤتمر الصلاة لهذا العام باسم الشباب عمل لائق ونابع عن النظرة الصحيحة لهذا الينبوع الفياض للذكر والخشوع والخضوع. إن قلب وروح الشباب غير المتدنسين هما الأكثر استعداداً لكي تنشر فيهما مشكاة النور والدفء والضوء وتظهر درب السلوك والعروج المعنوي من بين دروب الضلال.
إن تعريف الشباب على صفاء وبهجة الصلاة والذكر خدمة كبيرة لهم ولمستقبل لا بد من بنائه بأيديهم القوية وعزيمتهم الفتية.
إن توصيتي هي أن تجعلوا المساجد كقلوب الشباب طاهرة ومزينة ومليئة بالحماس والدافع والنشاط. إن المسجد أيضاً لا بد أن يكون مكان تلمع فيه مشكاة الصلاة ويسطع منه نور المعرفة والمحبة والأنس والصفاء.
على أئمة الجماعة ومجالس الأمناء والموظفين والمتبرعين أن يشعروا بمسؤوليتهم تجاه هذا العمل العظيم والمؤثر، ويحملوه على عاتقهم.
على دول المنطقة ألا تسمح للأجانب تحقيق مطالبهم ومخططاتهم (7/11/2009)
اعتبر الإمام الخامنئي دام ظله لدى استقباله أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني والوفد المرافق له أن العلاقات القائمة بين إيران وقطر بأنها علاقات نموذجية في منطقة الخليج الفارسي، مؤكداً القول: أنه ينبغي أن تتحول منطقة الخليج الفارسي إلى منطقة آمنه وعامرة ومقر للتعاون الإقليمي.
وأشار سماحته إلى محاولات الأجانب الرامية لوضع العراقيل أمام تحقيق هذا الهدف وقال: يجب على دول المنطقة أن تسعى جاهدة لكي لا تتحقق مطالب ومخططات الأجانب.
وأثنى دام ظله على المواقف التي اعتمدتها الحكومة القطرية والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني خلال هجوم الصهاينة على لبنان الذي دام 33 يوماً وكذلك عدوانهم على غزة لمدة 22 يوماً والقضايا التي تلت هذه الهجمات موضحاً: ما كان متوقعاً في قضيتي لبنان وغزة هو أن تقف الدول العربية إلى جانب شباب لبنان وغزة المؤمنين وذلك انطلاقاً من هويتها الإسلامية والعربية ودفاع هؤلاء الشباب عن الحق ولكن للأسف فإن بعض الدول العربية لم تعتمد موقفاً جيداً من القضيتين.
وأكد الإمام الخامنئي دام ظله أن الأعداء وعبر تهميش القضايا الرئيسية يطرحون قضايا غير حقيقية ومن ثم يستهدفون الدول الإسلامية واحدة تلو الأخرى بأسلوب خاص، ولذلك فينبغي لدول المنطقة كافة أن تدرك هذا الموضوع بعمق وأن تعمل على النهوض بمستوى التعاون فيما بينها.
حول القائد |
عاشوراء في فكر الإمام الخامنئي دام ظله
كتاب يكشف النقاب عن الكثير من القضايا الجوهريّة التي تتعلق بشخص الإمام الحسين عليه السلام وأهداف ثورته بأسلوب يجذبك نحو الحقيقة... يتميّز الكتاب بوضوح الفكرة وروعة انسيابها في أحداث الثورة الإسلامية والعالم الإسلامي...
وهو جمعٌ لخطابات سماحة القائد دام ظله بشأن عاشوراء، وقد تم تنظيمها على ثلاثة فصول هي: طبيعة واقعة كربلاء ودوافع الإمام الحسين عليه السلام في النهضة، دروس عاشوراء ورسالتها، والعبر المستوحاة من عاشوراء، ليكون خطوة في طريق نيل البصيرة الضرورية لمواجهة المؤامرات بعونه تعالى.
يقع الكتاب في 176 صفحة من القطع العادي.
ترجمة: ماجد الخاقاني.
الطبعة: الأولى سنة 1421هـ/2001م.
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر.
إرشادات الولي |
انتبهوا إلى أولادكم, اسعوا جهدكم كي تحافظوا على إيمانهم، ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ لا تأتوا بأيّ أمر يزلزل إيمان شبابكم، البنات والذكور، جامعيين كانوا أم عاملين أم مشغولين بأعمال أخرى، ارشدوهم بعقائدكم وأفكاركم وأعمالكم، فقد يقوم المرء أحياناً - من خلال يده ولسانه المتفلت والخارج عن السيطرة وأعماله الخاطئة - بابعاد ولده الشاب عن الدين والأسس الدينية والاعتقادات والأصول، وجعله بلا دين أو معتقد. ولدينا نحن من أمثال هؤلاء، وهؤلاء على نوعين. منهم من يبعد أولاده من خلال التشدّد الذي لا يكون في محله ـ وإني لا أحبذ مثل هكذا تشدّد ـ أو من خلال المعاملة القاسية كضربهم، ومنهم من يفعل ذلك من خلال الإهمال واللامبالاة ووضع كافة الامكانات المتاحة في تصرفهم، وغضّ النظر عن أخطائهم، وفي النتيجة يفسدون ويضلون. علينا ان نتعاطى مع أولادنا بمنطق وبطريقة صحيحة وودودة. "قوا أنفسكم وأهليكم". عليكم حفظ شبابكم وزوجاتكم، وهذا جزء من تكاليفكم. لطالما لفتتني هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾. فإن استطعتم أن تجعلوا اولادكم مؤمنين، فسوف يجبر الله تعالى في القيامة، وفي ساحات المحشر التي هي بانتظاركم، وفي الجنة، ما نقص من أعمالهم وسوف يلحقهم بكم حتى تقرّ عيونكم بهم. فللمؤمن شأن عظيم عند الله.
فقه الولي |
اجتناب إيذاء الناس
س: يرتفع من مبنى الحسينية ومن عدة مكبرات للصوت صوت قراءة القرآن والمجالس الحسينية بصورة عالية جداً، بحيث يُسمع حتى من خارج المدينة، ويؤدي إلى سلب راحة الجيران، بينما يصرّ مسؤولوا الحسينية والخطباء على هذا العمل، فما هو حكم ذلك؟
ج: إقامة مراسم العزاء والشعائر الدينية في أوقاتها المناسبة من أفضل الأعمال ومن المستحبات المؤكدة ولكن يجب على مقيمي المراسم وأصحاب مجالس العزاء الاجتناب عن إيذاء ومزاحمة الجيران بحسب المقدور، ولو بخفض صوت المكبرات وتغيير اتجاهها إلى داخل الحسينية.
فتاوى سماحة وليّ أمر المسلمين السيد علي الخامنئى |
المتعلقة بالنظام العام
- لا تجوز مخالفة النظام العام مما يؤدي إلى الفساد أو الهرج والمرج أو إذا ترتب عليه مفسدة أخرى.
- لا فرق في وجوب مراعاة احترام مال الغير وفي حرمة التصرف فيه بغير إذنه بين أملاك الأشخاص وبين أموال الدولة, مسلمة كانت أو غير مسلمة، ولا بين أن يكون ذلك في بلاد الكفر أو في البلاد الإسلامية، ولا بين كون المالك مسلماً أو كافراً، وبشكل عام تكون الاستفادة والتصرف غير الجائز شرعاً في أموال وأملاك الغير غصباً وحراماً وموجباً للضمان.
- لا يجوز الإستفادة من الماء والكهرباء بطريقة غير قانونية، ويجب على كل من استفاد من الماء والكهرباء من مشروع المياه والكهرباء الحكومي دفع أجورها إلى الدولة وإن كانت غير إسلامية.
- لا يجوز لأي أحد أن يقوم بالتسلط على أي جزء من الأماكن العامة وذلك بالبناء عليها أو حفرها أو نحو ذلك من التصرفات المتعارفة في الأملاك الخاصة.