الحج |
الحج نبع فيّاض بالتقوى والروحانية والخير والبركة. وخيراته وبركاته تعمّ عالم الإسلام دائماً وأبداً. وكل فرد من المسلمين يستفيد بنحو منه. كل فرد وكل مجموعة بقدر استعداده وقابليته.
ليس وحدهم حجّاج بيت الله الحرام المستفيدون من هذا النبع الفيّاض. بل إذا ما عرفت هذه الفريضة الإلهية جيداً وعمل بها، فإن بركاتها ستشمل الشعوب والأفراد المسلمة في كافة أرجاء العالم.
إن الأفراد والجماعات البشرية يلاقون الأذى من جهتين: الأولى من داخل النفس ومنشؤها ضعف الطبيعة البشرية والأهواء النفسانية الخطيرة والشكوك وعدم الإيمان والخصال الموبقة. الثانية من الأعداء الخارجيين الذين يلوثون بطغيانهم وجشعهم واعتداءاتهم وعداوتهم، أجواء الحياة على الناس والشعوب ويضيّقون عليهم، وينزلون البلاءات على رؤوسهم من خلال الحروب والظلم والإكراه والقوة.
إن العالم الإسلامي بما فيه الأفراد والشعوب دائماً في معرض هذين التهديدين، واليوم هو كذلك أكثر من أي وقت مضى.
ويساعد على هذا، الترويج المتعمّد للفساد في البلاد الإسلامية وفرض الثقافة الغربية من قبل بعض الأنظمة العميلة، وهذا يشمل السلوك الفردي مروراً بشكل بناء المدن والمحيط العام للحياة والمطبوعات وغيره، هذا من جهة، ومن جهة أخرى الضغوطات العسكرية والسياسية والاقتصادية على بعض الشعوب الإسلامية، ومجازر لبنان وفلسطين والبوسنة وكشمير والشيشان وأفغانستان وغيرها، شاهد قوي على وجود هذين التهديدين في العالم الإسلامي.
الحجّ، هو ذلك النهر الجاري والعطية الإلهية الدائمة، التي يمكن للمسلمين بها أن يرفعوا عنهم - وللأبد - غبار المرارة والأسى والتلوّث والمرض، وأن يبعدوا عن أنفسهم بفضل هذه الذخيرة الأبدية، كلا التهديدين في كل الأزمنة.
في الحجّ، يتكفّل عنصر التقوى والذكر وحضور الله والخشوع والتوجه إلى الحق تعالى بالتهديد الأوّل، ويتكفّل عنصر الاجتماع والوحدة والإحساس بعظمة وقوة الأمة الإسلامية الكبرى، والتي يتمثل الحج كمظهر لها، بالتهديد الثاني.
كلما قوّيت هاتان الجنبتان في الحجّ، كلما زادت منعة وقوة الأفراد والمجتمعات الإسلامية في مقابل هذين التهديدين. وفي الوقت التي تضعف أو تنعدم فيه واحدة أو كلا هاتين الجنبتين، فإن الأمة الإسلامية بأفرادها وشعوبها وبلدانها ستتأثر بنفس النسبة والمقدار.
لقد وردت في القرآن الكريم و في النصوص الشرعية تصريحات بجنبتي الحج هاتين لا مكان للشّكّ والترديد فيها عند ذوي الأبصار والقلوب. فقد وردت إلى جانب الأمر الإلهي: ﴿فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ الآية: ﴿وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾. وانسجاماً مع الآية الكريمة: ﴿لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ﴾ نزلت الآية: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾ مشفوعة بلحن الأمل.
إن كل توصية واعلان وسعي للتبخيس أو لتنحية أي من هاتين الجنبتين هو معارضة للآيات ولأوامر القرآن الكريم.
لا خسارة بالنسبة للأمة الإسلامية، أكبر من أن تصبح تعاليم وقوانين الإسلام، والتي هي الذخيرة الحياتية الأبدية للمسلمين وللبشرية كافة، عرضة لغفلة وجهل القادة الدينيين والسياسيين وأن يسلب الناس قدرة الاستفادة منها.
الحج واحدة من هذه الذخائر الأبدية، ويجب على كافة المسلمين التعرف عليه أكثر وأن يكون مورداً لاستفادة الأمة الإسلامية.
إن عالم الإسلام اليوم مبتلى بمشكلات كبيرة وخطيرة، وإذا لم يعمل المسلمون على رفعها من خلال الإيمان والجهاد والتوكل وبهمم عالية وبأعين مفتّحة، ومن خلال الإفادة من الذخائر التي جعلها الله سبحانه في هذا الدين الحنيف، سوف يعمد أعداء الإسلام المسلحون بالقوة السياسية والعسكرية والتكنولوجية، كل يوم على تضييق دائرة المشكلات، وسوف تتأخر حرية ونجاة الأمم الإسلامية لعشرات السنوات بل لقرون، وقد تتبدل بعض الشعوب، وتنعدم خصوصيتهم الإسلامية تدريجياً، من خلال فرض وترويح الثقافة الغربية الفاسدة والمفسدة.
بيان للقائد |
النظام سيعاقب بشدة وحزم كل من يخاطر بأمن الشعب
أصدر الإمام الخامنئي بياناً أعرب فيه عن تبريكه وتعازيه لمناسبة استشهاد العشرات من الإخوة الشيعة والسنة وعدد من قادة حرس الثورة الإسلامية خاصة ً القائدين الشهيدين شوشتري ومحمد زاده مؤكداً أنَّ اليد الضاربة للنظام الإسلامي ستعاقب المتطاولين على أرواح وأموال وأمن الشعب بسبب ممارستهم الخيانة، وفيما يلي نص بيان القائد.
بسم الله الرحمن الرحيم
"إن جريمة الإرهابيين السفاكين في بلوشستان كشفت مرة أخرى وأكثر من أي وقت مضى عن الوجه الشيطاني لأعداء الأمن والوحدة المدعومين من قبل الأجهزة التجسسية لبعض الدول الاستكبارية. إن قتل المؤمنين المضحين من أمثال القائد الشجاع والمخلص الشهيد نور على شوشتري وسائر قادة هذه المنطقة من البلاد والعشرات من الإخوة، الشيعة والسنة، والفرس والبلوش، هي جريمة بحق الشعب الإيراني لاسيما منطقة بلوشستان، إن هؤلاء الشرفاء عقدوا العزم على إرساء الأمن وتحقيق الإعمار وبذلوا جهودا مخلصة في هذا المجال.
على الأعداء أن يعلموا بأن هذه الأعمال الوحشية لن تفت من عزيمة الشعب والمسؤولين لمواصلة السير على طريق العزة والفخر الذي يمثل طريق الإسلام والمواجهة مع العدو ولن تنجح في النيل من وحدة الطوائف والقبائل الإيرانية. على مرتزقة الاستكبار الحقراء والمنبوذين أن يكونوا على يقين بأن اليد الضاربة للنظام الإسلامي لن تتماهل ولو للحظة واحدة من أجل الدفاع عن أمن تلك المنطقة المظلومة وأهاليها الأوفياء وستنزل أشد العقوبة بكل من تطاول على أرواح وأموال وأمن الشعب.
إنني أقدم أحر التعازي لعوائل شهداء هذه الجريمة الإرهابية لا سيما القائدين الشهيدين شوشتري ومحمد زاده وسائر عناصر الثورة الإسلامية، وأسأل الباري تعالى أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل".
السيد علي الخامنئي 19/10/2009 م
مواقف خالدة |
مناسبة الغدير تعني العلم والتقوى والجهاد والورع والتضحية في سبيل الله، والسبقة في الإيمان والإسلام والاعتماد عليه في تشخيص وتعيين إدارة المجتمع. وهذه قضية ذات أهمية وقيمة.
من هنا، لم يكن الغدير للشيعة وحدهم، بل هو درس ومعلم لجميع المسلمين، عيد الغدير، في الحقيقة عيد لجميع الناس لأنه يذكرنا بأمر حساس ومهم. علة أهمية عيد الغدير، هي مسألة الولاية.
عندما تحلّ قضية الولاية والحكومة عند أمة من الأمم على النحو التي حُلّت فيه في "غدير خم". فإن ذلك اليوم سيكون في الحقيقة عيداً لها.
وإذا استطاعت أمة أن تحل هذه المسألة الأساسية بنحو تراعى فيه جميع مسائل تلك الأمة كرامتها، معنوياتها، توجهها لله، ضمان سعادتها الدنيوية وبقية الأمور الهامة بالنسبة لها، فإن ذلك اليوم وتلك اللحظة ستكون واقعاً عيداً لها. هذه القضية حصلت في الإسلام.
في عيد الغدير تحققت الولاية الإسلامية، بمعنى رشحة وشعاع من ولاية الله بين الناس وهذا ما أدى إلى أن يصير الدين كاملاً. ومسألة الولاية في الإسلام، هي على هذا النحو.
وصايا ولائية |
البصيرة تمثل الطريق الأنجع لمواجهة مثيري الفتن (2009-10-08)
خلال جولة قام بها الإمام الخامنئي شمال إيران، اعتبر أن التحلي بالبصيرة هو الحاجة الملحة للمجتمع موضحاً: أن البصيرة لا تسمح بأن يؤثر "غبار الفتنة" على أحد ويضله.
ولفت إلى توصية رب العالمين للنبي الأكرم "ص" وأتباعه حول الحركة الملازمة للبصيرة وأضاف: إن البصيرة تمثل البوصلة التي تدل على الطريق الصائب في ظل الأوضاع الاجتماعية المعقدة اليوم بحيث أنه لو افتقر شخص إلى هذه البوصلة وجهل التحرك وفق الخرائط فمن الممكن أن يرى نفسه محاصرا بين الأعداء.
واعتبر الإمام الخامنئي بصيرة الشعب ووعي الشباب بأنهما عنصران لإجهاض مخططات الأعداء قائلاً: أنه لو لم تكن البصيرة فإن الإنسان حتى لو كان لديه نية سليمة قد يضل ال طريق ويخطو في سبيل الشر.
الحج مظهر العزيمة الراسخة لأمة الإسلام في مقابل أية خطوة نفاقية (27-10-2009)
اعتبر الإمام الخامنئي لدى استقباله المشرفين على الشؤون الثقافية والتنفيذية للحج، أن إحدى ضرورات المرحلة الراهنة تتمثل في الاهتمام بالوحدة الإسلامية مؤكدا أن الحج ينبغي أن يتحول إلى مظهر للعزيمة الراسخة لأمة الإسلام في مقابل أية خطوة نفاقية تعارض وحدة وتقدم العالم الإسلامي.
وقال: ينبغي الاستفادة المثلى من فرصة التواجد قرب المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومراقد أئمة الهدى وكبار الصحابة لترسيخ القيم الإيمانية والمعنوية والخضوع مقابل الباري تعالى.
لذا ينبغي أن ينتبه الحجاج حتى لا يهدروا هذه الفرصة الثمينة بسبب الانشغال بأعمال دنيوية بخسة.
كتاب حول القائد |
الثورة الحسينية... خصائص ومرتكزات
كتاب من إصدار جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، يتألف من 143 صفحة، هو عبارة عن مجموعة من المحاضرات والكلمات للإمام الخامنئي}، يتعرض الكتاب للكثير من القضايا العاشورائية، كالأبعاد المعنوية في شخصية الإمام الحسين عليه السلام ، وفلسفة الأهداف والنتائج الحسينية، وشروط إقامة مجالس العزاء.
إعداد: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
الطبعة: الأولى سنة 1422هـ / 2001م.
الناشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
إرشادات الولي |
إن الصورة التي يحشر عليها الإنسان يوم القيامة تتشكّل حسب الأعمال التي قام بها، فمن عمل عملاً صالحاً، وكان من أصحاب اليمين، تكون صورته على هيئة أصحاب "علّيين"؛ أما إذا ما اقترف الأعمال السيئة فإن صورته ستكون على هيئة حيوان مفترس.
في القيامة، يكون الإنسان الصالح نورانياً وينير أيضاً ما حوله.
علينا أن نكون شديدي الخوف من القيامة، وأن لا نمحوها من بالنا؛ وهذا ما يضمن نجاتنا.
ذلك اليوم هو يوم كشف الحقائق "هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت"... هو يوم العرض على الله "وعرضوا على ربك صف". حيث يعرض الإنسان بحقيقته، بباطن قلبه، بملكات نفسه الراسخة، على ربه. إن الله تعالى مطلّع على أعمالنا في هذه الدنيا، لكن هناك، لا مجال للاستتار، بل سنعي وندرك وندين أنفسنا أيضاً. يوم الجزاء يوم الإجابة التي لا مفرّ منها... يوم المحاسبة الدقيقة... يوم كمّ الأفواه. إن اللسان الذي يتكلّم اليوم بما يشاء ويحلو له، يخرس هناك، ليتكلّم باطن وملكات وأعضاء وجوارح الإنسان...
الآيات المتعلقة بالقيامة مفزعة جداً وتجعل الإنسان يرتجف من شدة الخوف. أوصيكم بقراءتها كلاً على حدة فإننا بحاجة إلى ذلك.
فقه |
أحكام التأمين
التأمين من العقود المتعارفة عقلائياً, وهو أن يتعاقد الطرفان على أن يكون أحدهما ضامناً للتلف والخسارة التي تقع على الآخر، مقابل مبلغ معين يدفعه الآخر للضامن شهرياً أو سنوياً حسبما يتفقان عليه.
ويشترط في التأمين أمور:
1- العقل والبلوغ وعدم الحجر والاختيار والقصد.
2- تعيين المؤمَّن عليه "أي نوعية الشيء المراد التأمين عليه, من نفس أو مال أو سيارة أو غير ذلك".
3- تعيين المبلغ الذي يدفعه المؤمِّن إلى المؤمَّن له عند الخسارة وتعيين المبلغ الذي يدفعه المؤمَّن له إلى المؤمِّن شهرياً أو سنوياً.
4- تعيين نوعية الخسارة المراد جبرها وضمانها كالغرق أو الاحتراق أو السرقة وما إلى ذلك.
5- تعيين المدة بنحو يرفع الجهالة.
6- تعيين طرفي العقد من كونه شخصاً أو شركة أو دولة.