لموسم الحج خاصيتان |
هو موسم الحنين يعود، يشعل في نفوسنا وهج الشوق الدفين إلى البيت العتيق حداء وتلبيات تضج بها زواياه وعبق الأنبياء عليهم السلام وخاتمهم محمدصلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام يفوح منه ويختلج في القلب... ستطوى الأيام سراعةً بانتظار الحج الأكبر يوم يأتي أمير الحج| الحقيقي يعلن نداء السعي ويدير رحى الطواف نجو محور التوحيد ليتم بذلك الجمع، يقول الإمام الخامنئي " هناك مسألتان مهمتان ودائمتان وغير قابلتين للنسيان في قضية الحج أولاهما ؛ الجانب المعنوي في الحج، وثانيهما ؛ الجانب الجماعي والأممي للحج..".
الجانب المعنوي:
فعن الجانب المعنوي يقول الإمام الخامنئي: " ففريضة الحج منذ بدايتها وحتى نهايتها روحية، هي عبارة عن التوجه والإخلاص للذات الربوبية المقدسة، وإبراز العبودية أمام الباري عز وجل..".
الجانب الجماعي والأممي:
وعن هذا الجانب يتساءل الإمام الخامنئي: " إن الحج شيء عجيب حقاً، فأناس من قوميات مختلفة وبعادات مختلفة وبلغات متنوعة.. يجتمعون في مكان واحد ويؤدون عملاً واحداً.. فما هو المتوقع والمرجو من هذا الاجتماع؟."
ثم يجيب: " المتوقع أن يحصل هؤلاء جميعاً على ثمرة هذا الاجتماع هي ذلك الشيء المرتبط بجميع أبناء الأمة.. وهو الإسلام.. فلماذا يدعى الناس إلى مكان خاص ومعين؟ إنهم يدعون لكي يكونوا مع بعضهم البعض، لكي يشعروا بالوحدة فيما بينهم.."
الغدير امتداد للنبوة |
يتحدث الإمام الخامنئي عن أبعاد الغدير فيقول " بإمكان الإنسان أن يلقي نظرة على واقعة الغدير بأبعادها المختلفة، فهي أصل مسألة الولاية، التي هي امتداد للنبوة.. فالنبوة هي إبلاغ النداء الإلهي لأبناء البشر وتحقق المشيئة الإلهية بواسطة الشخص المبعوث والمصطفى من الله تعالى في فترة زمنية معينة. وبديهي أن تنتهي: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾ لكن هذه الحادثة الإلهية والمعنوية لا تنقطع بوفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم".
ويضيف الإمام الخامنئي ".. إن واقعة الغدير حقيقة وقعت ولها مفهوم قد يدركه البعض بصورة كاملة وقد لا يدركه الآخرون، ويجب أن يلتفت الجميع إلى أمرين متلازمين في هذه القضية:
الأول: أن الاعتقاد بالغدير وبالولاية والإمامة لا يجب أن يكون سبباً للاختلاف والفرقة بين المسلمين، فإن أعداء الإسلام يسعون لاستغلال القضايا الصغيرة الخاصة بكل فرقة وجماعة إسلامية لبث الفرقة بين المسلمين فكيف بقضية عظيمة ومهمة كواقعة الغدير..
الثاني: إننا نوصي جميع الفرق الإسلامية بأن يعملوا وفق أصولهم الاسلامية، وفي الوقت نفسه نؤكد على الشيعة أن يعتمدوا ويتكلوا على فكر الغدير فهو فكر راق ونيـّر"
يوم المؤاخاة |
يقول تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾(المائدة:3)
"اليوم" في هذه الآية المباركة هو الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة حين أعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمام الملأ الولاية العظمى لأمير المؤمنينعليه السلام ليكون ذلك اليوم عيد الله الأكبر الذي به كَمـُلَ الدين وتمـَّت النعمة ورضي الله الإسلام ديناً.
ومن مظاهر تلك النعمة التي تمت في يوم الغدير صيرورة المؤمنين بعد اختلافهم إخواناً وهو ما نصَّ عليه القرآن الكريم بقوله: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾(آل عمران:103).
المؤاخاة يوم الغدير:
لما كانت المؤاخاة عنواناً بارزاً بين آداب يوم الغدير، جعل لها الاسلام صيغة خاصة تدل على عمق العلاقة التي يريدها الله بين إخوان الولاية وهي أن يضع المؤمن يده اليمنى على اليد اليمنى لأخيه المؤمن ويقول: "وآخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة المعصومين عليه السلام على أني إن كنت من أهل الجنة و الشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنة لا أدخلها إلا وأنت معي"، فيقول له أخوه المؤمن: "قبلت".
تصدق أمير المؤمنين عليه السلام بخاتمه |
الرابع والعشرون من ذي الحجة ذكرى تصدُّق أمير المؤمنين عليه السلام بخاتمه أثناء صلاته والتي انزل الله تعالى فيها آية الولاية فقال عز وجل: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾.
قصة الآية
أصرّ أبو ذر الغفاري رضوان الله عليه على نشر هذه القصة المباركة إيماناً منه أنها واحدة من القيم الكبرى والفضائل العظمى التي أرادها الله أن تكون خالدة خلود القرآن الكريم فقال رضوان الله عليه:
"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم فلم يعطني أحد شيئاً، وكان علي راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما فرغ النبي من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: (اللهم موسى سألك.. فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: ﴿سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ﴾ اللهم وأنا محمد نبيك وصفيـُّك، اللهم واشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشددْ به ظهري).
قال أبو ذر: "فما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكلمة حتى نزل جبرائيل من عند الله تعالى إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقال يا محمد اقرأ ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ...﴾".
بعد الشهادة |
أوصى الإمام الباقر عليه السلام بالبكاء عليه بعد شهادته في "منى" لمدة عشر سنوات وتحديده عليه السلام "منى" إنما هو لخصوصية فيها، فهي تعتبر المحطة الأهم من ناحية استقرار وضع الحجاج فيها حيث يمكثون هناك من دون مناسك خاصة كغيرها.
وقد علق الإمام الخامنئي على ذلك بقوله: "كل شخص يعلم أن هذا المكان هو الأنسب لإيصال أي نداء إلى العالم، وخاصة في تلك الأيام حيث تنعدم وسائل الإعلام كالراديو والتلفزيون والجرائد وغيرها من الوسائل الأخرى، فعندما يبكي جماعة على آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فمن المؤكد أن يسأل الجميع عن سبب البكاء، فلا أحد "عادة" يبكي على ميت عادي وبعد مرور سنين طويلة، إذن فهل ظلم؟! أو قتل؟! ومن الذي ظلمه؟! ولماذا ظلم؟! تطرح أسئلة كثيرة من هذا القبيل، إذن فهذه حركة جهادية دقيقة ومخطط لها".
شذى الولاية |
الحج هو من أجل تحقق المصالح المشتركة للأمة الإسلامية والاحتراز من العدو المشترك والبراءة منه، لأن روح وحقيقة الإسلام هو التوحيد وبيت الله هو مركز إقامة التوحيد ومظهره.
الإمام الخامنئي
نداء روح الله |
الشهادة عز أبدي، وقد كانت فخرا للأولياء وهي فخر لنا أيضاً، إن الاستشهاد في سبيل الله فخر لنا جميعاً.
الإمام الخميني
هنيئاً مريئاً |
مضت خمس ساعات وهادي وحيداً تظلله شجرة (تين) بعدما قذفته الغارة حوالي ثلاثين متراً من موقعه فتعرض لكسور شديدة في الظهر والقدمين فلم يستطع الوقوف مما اضطره للزحف متخفياً تحت ظلال الشجر فيما امتدت أمامه الأرض الجرداء وبقايا الأشجار المحترقة من أثر القذائف، مد يده إلى قنينة الماء الموجودة في جعبته فوجدها فارغة وكان قلبه قد جف من العطش.
كانت القذائف لا تزال تصفّر ثم تنفجر مدوية تتناثر شظاياها محدثة أزيزاً في الهواء ومقطعة بعض الأغصان ومن ضغط القصف بدأت حبات التين تتساقط بقربه متناثرة على الأرض فمد يده والتقطها بين أصابعه وصار يأكلها شاكراً الله تعالى على لطفه فيما ساد صمت ثقيل وسط تلك البرهة من الهدوء سمع صوتاً يشبه صرير باب حديدي فالتفت هنا وهناك فوجد عن يمينه بيتاً ريفياً يدخله جندي صهيوني متوجساً خائفاً ثم تمركز على شرفة المنزل مصوباً سلاحه دون أن يراه أصلاً...
زحف هادي قليلاً وبين يديه كان السلاح لا يزال جاهزاً فعاجله بصلية رصاص أردته قتيلاً على الفور.
المناسبات |
1 ذو الحجة: زواج الإمام علي عليه السلام من السيدة الزهراءعليها السلام 2 هـ
7 ذو الحجة: شهادة الإمام الباقرعليه السلام 114 هـ
8 ذو الحجة: يوم التروية لحجاج بيت الله الحرام في عرفة
خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكة إلى العراق 60 هـ
إحياء ليلة عرفة
9 ذو الحجة: الوقوف في عرفة
شهادة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة 60 هـ
10 ذو الحجة: عيد الأضحى المبارك
18 ذو الحجة: عيد الغدير الأغر
22 ذو الحجة: شهادة ميثم التمار 60 هـ
24 ذو الحجة: يوم المباهلة 10هـ
تصدق الإمام علي عليه السلام بالخاتم 10 هـ
28 ذو الحجة: واقعة الحرة في المدينة المنورة 63 هـ عندما استباح جيش يزيد المدينة
22 تشرين الثاني: إعلان استقلال لبنان 1943م