يتم التحميل...

العدد 78 - شهر شوّال 1430 هـ

العدد 78

تحميل pdf

عدد الزوار: 25

 حفظ النظام العام  

يقول أمير المؤمنين عليه السلام في القسم الثاني من وصيته للإمامين الحسن والحسين عليهما السلام: "أُوصِيكُمَا وَجَمِيعَ وَلَدِي وَأَهْلِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَنَظْمِ أَمْرِكُمْ وَصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا رسول الله يَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ"، فقوله عليه السلام "أُوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي"، معناه أنَّنا نحن الجالسون هنا أيضاً مخاطبون بهذه الوصية، ثم يعود من جديد ليؤكّد على أهمية التقوى، فالتقوى هي الكلام الأوّل والأخير لأمير المؤمنين عليه السلام، وبعد الوصية بالتقوى مجدداً يقول عليه السلام: "ونظم أمركم" فماذا يعني بنظم أمركم؟ هل يعني أنّ الأعمال التي تقومون بها في حياتكم اليومية يجب أن تكون منظمة ودقيقة؟ من المحتمل أن يكون هذا أحد معاني هذه العبارة، لكنّه لم يقل عليكم بنظم أموركم بل "نظم أمركم"، إذاً فظاهر هذه العبارة أنّ هناك أمر مهم يجب أن يتحقق وفقاً لضوابط ونظم معينة، فما هو ذلك الأمر المهم؟

يُفهم أنّ لهذا الأمر المهم قاسم مشترك عند كل الناس، فيحتمل أن يكون معنى نظم الأمر هو عبارة عن إقامة الولاية والحكومة الإسلامية والنظام الإسلامي؛ يعني أيّها المسلمون ليكن تعاملكم مع مسألة الحكومة والنظام وفق ضوابط ونظم معينة ومحددة, لا يكن هناك انفلات في تعاملكم مع النظام, فبسبب هذا الانفلات وصلت الأمة الإسلامية إلى ما وصلت إليه من انحطاط وتشتت.

وهذا "الإخلال والانفلات" هو ما يقوم به البعض من أجل مصالحه وإرضاءً لميوله النفسية فينشر الرعب في البلاد ويثير القلاقل ويخلّ بالنظام العام ويقتل الناس الأبرياء هنا وهناك، وهذا هو البلاء العظيم الذي حذَّر منه أمير المؤمنين عليه السلام ونهى عنه وأمر بخلافه.

الفقرة الثالثة في القسم الثاني من هذه الوصية "وصلاح ذات بينكم" يعني لتكن قلوبكم خالية من الضغائن، ولتكن كلمتكم واحدة ولا تتفرّقوا وتختلفوا، ولتكن علاقة بعضكم مع البعض أخوية وحسنة. ثمّ يأتي عليه السلام بحديث للنبي صلى الله عليه وآله وسلم دعماً لوصيّته، وهذا يكشف عن اهتمامه البالغ بهذا الأمر لا لأنّه أكثر أهمّية من مسألة نظم الأمر؛ بل لأنّ مسألة "إصلاح ذات البين" معرّضة للضرر أكثر من مسألة نظم الأمر؛ وأيضاً يُشفع ذلك بحديثٍ لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم تأكيداً على أهمّية هذا الأمر، يقول: "فإنّي سمعت من جدّكما يقول صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام" ليس أفضل من كل الصلوات والصيام بل أفضل من كلّ صلاة وصيام، فأنت عندما تريد أن تقوم بأداء صلاةٍ أو صيامٍ، لا بأس، لكن هناك عمل أفضل من هذه الصلاة وهذا الصيام، وهو السعي لإصلاح ذات البين. فعندما ترى تشتّتاً واختلافاً بين أبناء الأمة الإسلامية عليك أن تسعى لرفع هذه الفرقة والاختلاف، فإنّ عملك هذا أفضل من عامة الصلاة والصيام.
 

 نشاطات  

إقامة حفل تلاوة القرآن الكريم بحضور الإمام الخامنئي 23-08-2009

في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والضيافة الإلهية وربيع القرآن، شهدت حسينية الإمام الخميني قدس سره، إقامة حفل تلاوة القرآن الكريم بحضور قائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله. وقد حضر جمع من القراء الممتازين وأساتذة وحفاظ القرآن الكريم الذين قاموا بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.

وأشار الإمام الخامنئي دام ظله في هذه الجلسة المعنوية إلى ارتقاء كيفية تلاوة القرآن الكريم في البلاد، معتبراً الاهتمام بالألحان والتجويد وكيفية مخارج الحروف وقراءة الآيات متلائمة مع المفاهيم والمضامين بأنه يشكّل تمهيداً للقضية المهمة الأخرى وهي أنس المجتمع مع القرآن الكريم وقال: حينما يستأنس الإنسان مع القرآن الكريم فإنه يعمل ويستمع إلى تعاليمه في القضايا المختلفة المرتبطة بشؤون الحياة والمجتمع.

كما وأوصى الإمام الخامنئي دام ظله القراء خاصة الشباب منهم أن يتلوا القرآن بشكل يؤثّر في القلوب ويذكّر بالله تعالى.

وأشار سماحته دام ظله إلى الرسالة المهمة الأخرى للقران الكريم أي تعيين قدوة سلوكية للمؤمنين في التعامل مع الأعداء والأصدقاء وقال: وفقاً للمفاهيم القرآنية فإنه يجب التعامل مع الأعداء بشكل عنيف وعنيد وفي المقابل يجب التعامل مع الأصدقاء بالرحمة والمحبة.

وأكد قائد الثورة الإسلامية أنّ الخشوع أمام آيات القرآن الكريم يمهّد الأرضية للهداية القرآنية ذلك لأنّ الآيات القرآنية الشريفة عندما تنـزل على القلوب باعتبارها إلهاما إلهياً فإنها تذوب في القلب الذي يبدأ بالتحول تناغماً وعيشاً مع هذه الآيات الإلهية.

وتابع سماحته قائلاً: إذا جعلنا قلوبنا أوعية لتقبل نزول الرحمة الإلهية والهداية القرآنية، فإن قبول رسالات القرآن سيكون سهلاً، ولن تكون المصالح والمآرب الفردية والسلطة وحب المال، رادعا أمام العمل بالآيات الإلهية.

ووصف الإمام الخامنئي دام ظله الآيات القرآنية بأنها كالماء، تهب الحياة، مضيفاً أن البشر بحاجة إلى القرآن دوماً، وأن أثره تدريجي وعلى مر الزمن، كما أن المفاهيم القرآنية لا نهاية لها، ومن خلال الأنس بالقرآن يمكن فتح أبواب جديدة وحل الكثير من العقد.

القائد: ترشيد الحركة العلمية في البلاد 31-08-2009

ألقى سماحة الإمام الخامنئي دام ظله كلمة أثناء استقبال عدد من أساتذة الجامعات الإيرانية وأعضاء الهيئات العلمية فيها ورؤسائها والمنتسبين لمراكز البحث العلمي، أشار فيها إلى الواجب الخطير للجامعيين وأساتذة الجامعات في استمرار وترشيد الحركة العلمية في البلاد مؤكداً: من الأسس الرئيسة لتحقيق التقدم والعدالة في العقد المقبل تنمية العلم وتعميقه في البلد، وأن وصول البلد إلى رتبته العلمية الحقيقية يحتاج إلى تكريس العلم وتجذيره وإيجاد توازن واقعي بين الحقول العلمية‌ المختلفة.

وأكد سماحته دام ظله على ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي أكثر منوهاً:‌ يجب أن تكون البحوث العلمية تبعاً لاحتياجات البلاد الحقيقية.

وقال سماحته دام ظله: الكثير من العلوم الإنسانية تبتني على فلسفات مادية لا تؤمن بالتعاليم الإلهية والإسلامية وتعليم هذه العلوم يؤدي إلى عدم الإيمان بالتعاليم الإلهية والإسلامية وتدريس هذه العلوم الإنسانية في الجامعات يفضي إلى إشاعة نزعة الشك والارتياب في الركائز الدينية والعقيدية.

وأكد سماحته: على مراكز اتخاذ القرار كالحكومة ومجلس الشورى والمجلس الأعلى للثورة الثقافية الاهتمام بهذا الموضوع بجد.
 

 مواقف خالدة 

شــــعارنا ســـيادة التقوى والقيم المعنوية

في عالم تعكس فيه الحكومات مظهراً للاستكبار والتسلّط والجور والنزعة المادية البعيدة عن التقوى، يفخر النظام الإسلامي برفع شعار سيادة التقوى والقيم المعنوية، حيث لا تمثّل فيه الحكومة تسلّطاً مستبداً ولا رئاسة قائمة على الخداع والتصنّع، وإنما هي ولاية ومحّبة وترابط قلبي وإيماني، وتعتمد ـ بدلاً من المعايير الشائعة حالياً والمبتنية على المال والدعايات الزائفة ـ الفقاهة والعدالة معياراً لها.

هذه هي ذروة ما ينبغي أن يبلغه النظام الإسلامي، بحيث أنّ أيّ فرد من أبناء الأمة الإسلامية وفي أيّ مكان كان من العالم متى ما يراه ويعرفه حقّ معرفته يتعلق به قلبه. وهذا هو المنهاج الواضح القادر على إيصال المجتمع الإسلامي إلى الاستقلال والحرية والرفاه المادي والعزّة بين مجتمعات العالم.
 

 وصايا ولائية

لا تسمحوا بإضعاف قوة الحكومة


هناك نقطة ينبغي التأكيد عليها مفادها أنّ مظهر اقتدار الشعب هو الحكومة؛ فإذا نقص شيء من اقتداركم فسوف لن تفقدوا شيئاً يتعلق بكم شخصيّاً، بل إنّ ما سيُفقد يتعلّق بهذا الشعب. فلا تسمحوا بإضعاف قوة الحكومة؛ لأنّ البعض يحاول إضعاف القوة الوطنية للبلاد من خلال كسر شوكة الحكومة، فيجب عليكم أن لا تمنحوا الفرصة لهؤلاء. كما أنّ المسؤولية تقع على عاتق أجهزة الأمن الداخلي في هذا المجال، فيجب التعامل بشدة مع كلّ من يحاول الإخلال بالنظام العام للمجتمع، ولا يجوز التسامح معه بأيّ شكل من الأشكال، وهناك من يهدف إلى إيجاد الفوضى والبلبلة في الوضع الأمني للبلاد.
 

 كتاب حول القائد  

وانتصر الدم (دراسة تحليلية حول النهضة الحسينية)

إن ثورة عاشوراء تحمل دروساً وعبراً كثيرة، حيث علّمت الأجيال تلو الأجيال معاني إنسانية سامية؛ معنى النصر والشهادة والحرية والعدل والتضحية والوفاء..

يقول الإمام الخامنئي دام ظله: كلما أمعنا النظر في قضية عاشوراء وثورة الإمام الحسين عليه السلام سنجد أن تلك الثورة تتسع للتفكير والبيان أكثر فأكثر، وكلما ازددنا تفكيراً في هذه النهضة الكبرى، ستظهر أمامنا حقائق جديدة لم نكن نعرفها من قبل.

هذا الكتاب يحتوي على مختارات من خطب الإمام الخامنئي دام ظله.

ترجمة ونشر: دار الولاية للثقافة والإعلام.
يقع الكتاب في 160 صفحة.
الطبعة: الأولى محرم 2009م 1430هـ.

 

 إرشادات الولي  

س: ما هي أسباب الأضرار والمساوئ الواردة على المجتمع؟
ج:
من مواعظ الإمام علي عليه السلام: "من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بأن لا ينزل به مكروهٌ أبداً، قيل وما هنّ يا أمير المؤمنين؟، قال: العجلة واللُجاجة والعُجب والتواني".

كل شخص يجنّب نفسه هذه الأمور الأربعة سوف لن تنزل به أيّة حادثة سيئة ولا واقعة مكروهة، من دون فرق بين أن يكون شخصاً واحداً أو أشخاصاً متعدّدين أو عاملين أو مسؤولين في المجتمع والدولة أو غيرهم.

وهذه الأمور الأربعة هي:

1- العجلة: وهي اتخاذ القرار من دون تأنٍّ وتدبّر وتدقيق أو القيام بعمل كذلك، والعجلة تختلف عن السرعة في إنجاز العمل.
2- اللجاجة: فإن إحدى المسائل الخطيرة والابتلاءات القاصمة هي الإصرار والإلحاح بغير حق، فمثلاً إذا قال شخص كلاماً أو اتّخذ موقفاً ما ثمّ تبيّن له بطلانه أو انكشف خلافه فإنه ليس مستعداً للتراجع عنه بل يصرّ عليه.
3- العجب: أي الاغترار بالنفس والإعجاب بها بحيث لا يدري أي نقص أو عيب في نفسه بل أحياناً يقوم بتعظيم وتحسين أوصافه.
4- التواني: أي التواكل والفتور في إنجاز العمل وتأجيل عمل اليوم وتأخيره.
وأنا شخصياً وعلى إثر التجارب في السنوات المتمادية وصلت إلى النتيجة التالية وهي أن كلام الإمام علي عليه السلام في واقعه حِكَم تامة وكاملة، فإن كل الأضرار والمساوئ الواردة على المجتمع ناتجة من هذه الأمور الأربعة.
لذلك أسأل الله تعالى أن يجنبنا هذه الصفات بتوفيقه وبسعينا لمجاهدة أنفسنا.
 

 فقه  

وجوب حفظ المال العام

س: ما هو حكم أموال الدولة الإسلامية أو غير الإسلامية، مما تكون تحت يد الدولة والحكومة، أو تحت أيدي المعامل والمصانع والشركات والمؤسسات التابعة لها؟ وهل هي من الأموال المجهولة المالك أم أنها تُعتبر ملكاً للدولة؟
ج: أموال الدولة، ولو كانت غير إسلامية، تُعتبر شرعاً مُلكاً للدولة، ويُتعامل معها معاملة المُلك المعلوم مالكه، ويتوقف جواز التصرّف فيها على إذن المسؤول الذي بيده أمر التصرّف في هذه الأموال.

2009-09-29