العدد 131 -السنة الثانية عشر- شهر رمضان 1430 هـ

شهر رمضان هو شهر الله تفتح فيه أبواب الرحمة والجنان وتغلق فيه أبواب جهنم والنيران فبادر لاستقباله وانتبه لنفسك وتبصـَّر كيف تقضي فيه ليلك ونهارك وكيف تصون جوارحك وأعضاءك.

عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجابر بن عبد الله: يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله وعفّ بطنه عن الحرام وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر فقال جابر: يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث فقال صلى الله عليه وآله وسلم: وما أشد هذه الشروط".

فهلا اجتهدت في الاستعداد له لتكون من الفائزين أو تفوّته بغفلتك فتكون من الخاسرين المبتلين بحسرة يــوم الندامة فتكون من القائليــن (واحسرتاه على ما فرّطت في جنب الله وإن كنت لمن الخاسرين)

شهر دعاك فيه إلى ضيافته الرحمن الرحيم وقد أرسل إلى دعوتك سيد الخلائق صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المعصومين عليهم السلام ووعدك على إخلاصك بنعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فارفع يديك وادع مع الداعين: " إلهي إن ذنوبي قد سودت وجهي عندك فبوجوه آل محمد عليه السلام أتوجه إليك في قبولي وإجارتي اللهم إن شهر رمضان دار ضيافتك وأنت كرهت للمضيف أن يمنع ضيفه القرى فإنك إن منعتني قراك بت طاوياً في حماك ووصلت إلى الهلاك فوفقني للعمل فيه بما تحب وترضى".

طرح الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة استقبال شهر رمضان برنامجاً عملياً لضيف الله تعالى ليكون لائقاً بهذه الضيافة الربانية وقد تضمن هذا البرنامج نصائح وإرشادات مؤثرة على الصعيدين الفردي والاجتماعي، أما فردياً فهي تؤسس لتربية النفس والقرب من الله تعالى وتجعل شهر رمضان الفرصة المثمرة التي لا ينبغي أن تضيع لجعل الإنسان إنساناً إلهياً بكل معنى الكلمة، وأما اجتماعياً فإن هذه الإرشادات تبني المجتمع المتكافل اجتماعياً والمتراص كبنيان عظيم من أجل حمل الإسلام والقيم الإلهية، ومن أهم ما ورد من إرشادات اجتماعية في خطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:

1- التصدق على الفقراء والمساكين: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "تصدقوا على فقرائكم ومساكينكم".

2- صلة الرحم: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "من وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه".

3- توقير الكبار: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "وقروا كباركم".

4- رحمة الصغار: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "وارحموا صغاركم".

5- إكرام اليتيم: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "من أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه".

6- إفطار الصائمين: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "من أفطر صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له... عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه".

7- تحسين الخلق: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "من حسـَّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الأقدام".

توالت الكلمات العظيمة عن لسان خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم تضيء على جوانب من شخصية الإمام علي عليه السلام نذكر منها:

المنزلة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
•خلق الناس من أشجارٍ شتى، وخـُُّلقت أنا وعلي من شجرةٍ واحدة. فأنا أصلها وعلي فرعها.
•معاشر الناس أحبوا علياً، فإن لحمه لحمي، ودمه دمي.
•علي مني كنفسي، طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي.
•ألا إن أخي، وخليلي، ووزيري، وصفيـِّي، وخليفتي من بعدي... علي بن أبي طالب.

المكانة الاجتماعية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
•حق علي بن أبي طالب على هذه الأمة كحق الوالد على ولده.
•انتهيت ليلة أسري بي إلى سدرة المنتهى، فأوحى الله إليّ في عليٍّ ثلاثاً: إنه إمام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجـَّلين إلى جنات النعيم.

الكمالات المعنوية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
•من أراد أن ينظر إلى آدمَ في علمه، وإلى نوحٍ في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
•علي أفضلكم، وفي الدين أفقهكم، وبسنتي أبصركم، ولكتاب الله أقرؤكم، اللهم إني أحب علياً فأحبه، اللهم إني أحب علياً فأحبه.

المقام الأخروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
•إذا كان يوم القيامة رفعت لهذه الأمة أعلام، فأول الأعلام لوائي الأعظم مع علي بن أبي طالب، والناس أجمعين تحت لوائه، ينادي منادٍ: هذا الفضل يا بن أبي طالب.
•علي بن أبي طالب أميني في القيامة على حوضي، وصاحب لوائي، ومعيني في القيامة على مفاتيح خزائن جنة ربي.

"يوم القدس هو يوم الإسلام.. يوم حياة الإسلام.. يوم امتياز الحق عن الباطل.. يوم امتياز المنافقين عن المستكبرين.. ويوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين".

الإمام الخميني قدس سره